|
مسلسل سودانى عن الثأر يتم انتاجه وعرضه فى العيد بولاية النيل الابيض
|
Quote: تفاصيل ما حدث .. اشتباكات النيل الأبيض .. دماء في ثوب العيد بدأ المشهد كقصة من حرب البسوس، فعشرات الرجال المحملين بالأسلحة البيضاء تدافعوا سيراً على الأقدام بعد صلاة العيد لقرية (غجرية) المعروفة حديثاً بـ(الصفاء) بمحلية السلام، لم يكونوا ينوون معايدة أقربائهم أو معارفهم كما جرت العادة، ولكنهم كانوا يحملون صدوراً موقورة بالغضب ولعنات الأمهات والزوجات بعد أن قررن ألا يتلقين تهنئة العيد ما لم يأتوا بالثأر لابنهم الذي قتلته القرية المجاورة. معظمهم كانوا منتشرين يبحثون عن أرزاقهم سواء في باطن الأرض أو ظاهرها، جمعهم العيد، وحشدتهم غضبات النساء للثأر لابنهم يوسف حامد المقتول في مزرعته قبل أربعين يوماً. حملة ثأر سحابة من الغبار كانت تظلل مسيرهم من قريتهم (الزليط الصفيراء) إلى مقصدهم، الرغبة في الانتقام كانت تسبق مسيرهم الذي لا يتجاوز في العادة عشر دقائق، حالة الغضب تلك حجبت عنهم مكالمة أحدهم وهو ينبئ عن مقصدهم. في تلك الأثناء تهيأ أهل الصفاء للقادمين، وانتشروا بأسلحتهم الحديثة نسبياً مقارنة بطالبي الثأر، دقائق معدودة والتحم الطرفان، لم يتسنى معها للقوة الشرطية البسيطة الموجودة فض الاشتباك قبل أن تنجلى المعركة بوفاة تسعة وإصابة سبعة عشر آخرين، بعضهم كانت إصابته خطيرة ليرتفع عدد القتلى لأحد عشر كانوا من جانب المهاجمين. بينما كانت عمليات سحب ضحايا الصدام من القتلى والمصابين تتم باتجاهين مختلفين حيث تم سحب مصابي الزليط لمستشفى كوستي، بينما سحب مصابي الصفاء لمستشفى تندلتي، بينما كان من يتابعون المشهد من خارج القريتين يتساءلون عن من حرك هذا الغضب الدامي، الذي لم يستثني حتى النساء بعد أن أصيبت منهن أربع، فى اشتباك تجاوز الثلاث ساعات بقليل.
ذاكرة الحدث عادت الذاكرة للوراء إلى ما قبل أربعين يوماً عندما كان الشاب يوسف حامد يعمل في حقله، قبل أن يقبل عليه مجموعة من أهالي الصفاء يلومونه ويسخرون منه لأنه تقدم لخطبة ابنتهم وأبناء عمومتها ما زالوا موجودين، معتبرين أن ذلك مستفزاً لهم، تطورت المشادات بين الطرفين لتتصاعد لمرحلة السب والقذف قبل أن يستل حامد سكينه ويغرزها في أحدهم، لتهجم المجموعة عليه وتقوم بضربه وكسر رقبته وتلقي به في الخلاء.
ويروي شاهد العيان عبد العال إنهم من مواطني الزليط وقد قاموا بعد صلاة العيد بالهجوم على قرية الصفاء، وأضاف في حديثه لـ(السوداني) من داخل المشفى بعد إصابته بالرصاص في قدمه وقتل ابنه أضاف أن القتلى والمصابين من قريتهم ينحدرون من أسرة واحدة، وزاد أنهم فوجئوا بهجوم بأسلحة نارية من قبل مواطني القرية الثانية، وأشار إلى أن قوة الشرطة بالقرية كانت محدودة لا تتجاوز الخمسة عشر فرداً سعت لفض الاشتباك عبر استخدام الغاز المسيل للدموع (البمبان)، ولفت ذات المصدر إلى أن هناك عدداً من المصابين من أفراد أسرته هم الزين عبد الحميد 32سنة الذي أصيب في يده، ويوسف حسان 18سنة في صدره وعلى البطن وبشير يوسف في كتفه، وصفية عوض محمد في اليد، والتومة أحمد في الرأس، وبخيتة عليان في البطن، وعائشة الزين في الكتف.
ناقوس الخطر فى صعيد متصل كشفت مصادر (السوداني) عن أسماء المتوفين في الاشتباكات وهم أحمد حسان وعبد الخير محمد وعبد الحي يوسف ويوسف عبد الحي وسليمان محمد عبد الهادي ويوسف عبد العال وعبد الرحمن عبد العال ومهدي علي وحسان أحمد والأخير توفي أمس.
لم تنته الاشتباكات وتتوقف عند هذا الحد بل أن الموقف بات في حالة احتقان شديد، ويقول أعيان قرية (الزليط الصفيراء) الهادي محمد حامد وعيسى حمودة إن القرية لم تفتح سرادق عزاء لقتلاها حتى يأخذوا الثأر لهم. وأضافوا في حديثهم لـ(السوداني) أن الحادثة المحركة للحادث قديمة وقد تمت مخاطبة معتمد السلام بالحادثة، وأشاروا إلى أن السلطات المحلية لم تتخذ الموقف الملائم لتفادي ما حدث، لافتين إلى أن إصابات قتلاهم تنبئ عن أشخاص يجيدون استخدام السلاح الناري، واشتكوا من تأخر إسعاف مصابيهم، وزادوا أن الموقف الآن مفتوح على كل الاحتمالات. أخذ ورد في المقابل نفى وزير الصحة بولاية النيل الأبيض معتصم صديق تهم التقصير في إسعاف المصابين، وقال صديق لـ(السوداني) إنهم فور تلقيهم الخبر قدموا إلى المستشفى وتم احتواء الموقف باستدعاء الكوادر الطبية من عدد من مستشفيات الولاية وأضاف أنهم وجهوا بمجانية العلاج للمصابين، وأشار إلى أن حالات المصابين من القريتين استقرت الآن، بل أن بعضهم غادر مستشفى تندلتي. وفي ذات السياق يقلل مدير الشرطة بولاية النيل الأبيض العميد الطريفي دفع الله إدريس مما حدث ويعتبره مجرد اشتباكات بين صبية محرضين من قبل امرأة لأخذ الثأر، وأضاف الطريفي فى حديثه لـ(السوداني):"إن الصبية استجابوا وهجموا على القرية وعندما ذهب العقلاء منهم اعتبروه فزعاً لكن أعيان القبيلتين قالوا إنها تفلتات صبية وأنهم ندمانين لأن بينهما حسن الجوار وقال إنهم سوف يلتزموا بالاحتكام للقانون لأن ثقتهم كاملة في الأجهزة بالولاية وتم القبض على أربعة متهمين والشرطة بدأت تحرياتها"، وزاد أن التحري سوف يتعرف على نوع السلاح. وأشار إلى وجود قوات من الشرطة لتأمين الحماية حتى لا تحدث خروقات أمنية. alsudani |
|
|
|
|
|
|