|
تمومة الجرتق
|
(كلام عابر) تمومة الجرتق قام جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج وديوان الزكاة بتدشين الإتاوة الجديدة وهي "زكاة" المغتربين عبر ورشة بعنوان "قضايا زكاة المغتربين" بعد أن حددوا سلفا مشروعية هذه "الزكاة" أو الأتاوة ونصابها، ولم يتبقى إلا الشروع في جبايتها عبر نفس الطرق المجربة التي أثبتت فاعليتها وهي ربط تأشيرة خروج المغترب وتجديد جواز سفره وانجاز كافة معاملاته القنصلية بدفع هذه الاتاوة عن يد وهو صاغر. وعلى ما يبدو فإن كل شيء سار على ما يرام حسب ما هو مقرر له. أتخذ قرار فرض "الزكاة" على المغتربين، بغض النظر عن مشروعيتها، وأقيمت لذلك إحتفائية صورية للتدشين على شكل ورشة عمل. ورشة العمل، والموضوعات التي طرحت فيه، ودقة انتقاء المشاركين وتناغم طرحهم كله يشير إلى حرفية عالية من قبل القائمين على هذه الحتفائية التدشينية. كتبت في مقال سابق أن مؤتمر تدشين الأتاوة الجديدة، والذي سيحمل مجازا اسم "قضايا زكاة المغتربين"، سيحضره (ممثلون للمغتربين السودانيين من عدة مهاجر، وبما أن أكبر مهجر يضم السودانيين الذين تستهدفهم الإتاوة الجديدة هو المملكة العربية السعودية، فإن الكيان الرسمي المتعارف عليه الذي يمثل السودانيين هو الجالية، وهذه الجالية غائبة في منطقة مكة المكرمة التي تضم مكة المكرمة وجدة والطائف وما حولها، بسبب خلافات نجمت عن التدخلات والاستقطاب السياسي الذي شاركت فيه السفارة بقدر كبير، فلا توجد حاليا آلية شرعية لاختيار ممثلين للمغتربين، ونفس الشيء ينطبق على منطقة الرياض، ومنطقة حائل، وفي طريق التشرذم والتشظي جالية المنطقة الشرقية. وهذه الجاليات تمثل معظم جماهير المغتربين السودانيين في السعودية، وبغيابها تُرى من هم (تمومة الجرتق) الذين تم انتقاؤهم بهذه السرعة لتمثيل المغتربين السودانيين في السعودية بلا تفويض من هؤلاء المغتربين؟) وكما ورد في النشرة الإخبارية لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج ،التي توافيني بها مشكورة وحدة التواصل الالكتروني في جهاز المغتربين على بريدي الالكتروني،حضر ورشة قضايا زكاة المغتربين السيد المهندس عثمان عبدالله بصفته رئيسا للجالية السودانية في المنطقة الشرقية.ولا شك أن الأخ المهندس عثمان عبدالله، الذي أكن له كثيرا جدا من الود والاحترام، يعلم قبل غيره وقبل سفره من الدمام للسودان لحضور هذه الورشة أو لأي شأن آخر يخصه، لا شك أنه يعلم أنه ليس رئيسا للجالية السودانية في المنطقة الشرقية، ليس لأنه لا يستحق المنصب أو لأنه ليس على قدر المقام ،لا سمح الله. صحيح أنه كان رئيسا للجنة التنفيذية لنفس الجالية، لكن هذه اللجنة التنفيذية قد انتهت ولايتها قبل عدة أشهر وكوّنت عوضا عنها لجنة تسيير مؤقتة لأعمال الجالية، لحين تكوين أو انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، وحتى هذه اللجنة التنفيذية الجديدة والجالية نفسها أصبحتا في حكم العدم لأن السلطات السعودية،لاعتبارات تراها هي ولا بد من احترامها، قد حظرت تكوين الجاليات في تعميم رسمي يعلم به السيد عثمان وغيره ممن يهمهم الأمر. خلاصة القول أن السيد المهندس عثمان عبدالله لا يملك صفة رئيس الجالية السودانية في المنطقة الشرقية ولا يملك تفويضا من السودانيين في المنطقة الشرقية للتحدث باسمهم لا في ورشة" قضايا زكاة المغتربين"، ولا في أي منبر أو مكان آخر. كان من الأسلم أن يكون حضوره ممثلا لشخصه بصفته مغتربا وناشطا في حزب الحكومة ومواطنا صالحا وكل الصفات الطيبة الأخرى التي يحملها، لكنه لا يمثل المغتربين. من المشاركين في هذا المولد أيضا "ممثل" آخر لسودانيي المنطقة الشرقية،وصفته النشرة الإخبارية بأنه "مسؤول الزكاة بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية".على حد علمي أن مصطلح "مسؤول الزكاة" الذي أطلق عليه مصطلح مطاط يثير اللبس.هل "مسؤول" الزكاة هذا هو أحد أعضاء ملحقية الزكاة في السفارة السودانية في الرياض، وله هوية دبلوماسية مقيمة معترف بها من السلطات السعودية؟ الإجابة لا. هل توجد أصلا ملحقية للزكاة في السفارة السودانية؟ الإجابة أيضا لا.هل هو ممثل لديوان الزكاة في المنطقة الشرقية وهو تمثيل معترف به من السلطات السعودية؟ وهل يوجد أصلا مثل هذا النوع من التمثيل والممثلين؟ الإجابة، وأرجو أن تصححني الجهة الموقرة المصدرة للنشرة الإخبارية، لا. هل هو ممثل للزكاة كشعيرة وركن من أركان الإسلام؟ وفي هذه الحالة: من يمثل بالتحديد؟أو ما هي الجهة أو السلطة التي فوضته لحضور هذه الاحتفائية التدشينية نيابة عنها؟ أنا أتحدث هنا عن ممثلي السودانيين في المنطقة الشرقية بحكم إقامتي في هذه المنطقة، وتحديدا في مدينة الدمام منذ ربع قرن من الزمان، ومعايشتي لمجتمع المنطقة، خصوصا مجتمع السودانيين المقيمين فيها، ولا أستطيع أن أحكم على مدى صدقية أو صحة تمثيل الممثلين الآخرين للمغتربين السودانيين والذين قدموا للمشاركة في الورشة المذكورة من مناطق مختلفة من العالم. على كل،أيا كانت هويات المشاركين والممثلين، فلم تكن هناك من ضرورة أساسا لكل هذا الجهد والورشة والمؤتمر والممثلين والصرف، ثم ملحقيات الزكاة وأطقم هذه الملحقيات وهي بنود صرف ستأتي فيما بعد لا محالة،في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، والتي كما نعلم استوجبت فرض هذه الضريبة أو الأتاوة الجديدة. المسألة كلها مجرد قرار حكومي بفرض هذه الإتاوة على المغترب ثم تتبعه الجباية بكل ما هو متاح للحكومة من آليات ووسائل إجبار المغترب على الدفع، وكان الله يحب المحسنين. لزومه إيه التعب دا كله؟
قبل الختام: أحدث ما كتب الشاعر البروفيسور عبدالواحد عبدالله يوسف : قـل لي بـِرَبَّـكَ ما دهـاكْ مَنْ ذا الذي كَتَبَ الشقاءَ على جـَـبينِـــكَ وابــتلاكْ مَنْ ذا الذي زَرعَ العداوةَ في النفوسِ وســاقـنا نـَحـْوَ الــهــلاكْ تَمْضي الشعوبُ إلى العُلا وأراكَ ترزحُ في الشَّــباكْ فاسأل بنيكَ إلى متى هذا العراكْ ولـِمَ العراكْ؟ ... ومتى الخلاص سيدي ومتى نراك حراً طليقاً مستقيماً في خُطاك ضـمَّــدْ جِــراحَــك يــا وطـــن سَلِمَتْ يداكْ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تمومة الجرتق (Re: جمال خضر)
|
تحياتي أخي جمال. نقلا عن مقال سابق كتبته مع بداية تحركات المعنيين في الحكومة لإعادة فرض جباية" الزكاة: على من تجب الزكاة من بين المسلمين الذين يتقاضون رواتب شهرية؟ من حيث المبدأ يقول كبار الفقهاء (على سبيل المثال لا الحصر عبدالعزيز بن باز، عبدالله بن جبرين،محمد العثيمين، محمد صالح المنجد وغيرهم) إن زكاة المال تجب على النصاب الذي يمضي عليه عام كامل وهو في حوزة المسلم، شريطة ألا يقل ذلك المال عن 85 جراما من الذهب أو 595 جراما من الفضة، وهو ما يعادل حوالي 4500 دولار أمريكي أو 17,000 ريال سعودي. أي أن الموظف الذي يوفر من راتب شهر محرم مثلا هذا المبلغ، ثم تنقضي سنة كاملة وهذا المبلغ في حوزته كاملا لم ينقص منه شيئا، تجب عليه الزكاة في نهاية محرم من السنة التالية بنسبة ربع العشر أي 2,5%، أي 425 ريال سعودي. ينطبق على وفر راتب الشهر الذي يليه (صفر)، ثم الذي يليه (ربيع أول) وإلى آخر شهور السنة، ما ينطبق على شهر محرم. بكلمات أبسط فإن زكاة كامل السنة على المدخرات لا تجب إلا بانقضاء سنة على آخر راتب في السنة (راتب شهر ذي الحجة)، ولما كان مثل هذا النصاب لا يتوفر للموظف وإذا توفر فنادرا ما تنقضي سنة عليه وهو في حيازة الموظف لم ينقص منه شيئا، فلا تفرض الدولة السعودية زكاة على موظفيها السعوديين والأجانب المسلمين رغم أن الحد الأدنى من الأجور للعامل السعودي الذي أعتمد مؤخرا يزيد عن متوسط الأجر الشهري لأكثر من 75% من المغتربين السودانيين في السعودية، ولا يستطيع ديوان الزكاة في السودان أن يدعي أنه أكثر معرفة بقواعد وضوابط الزكاة من مصلحة الزكاة وضريبة الدخل في السعودية ولا أكثر حرصا منها على تعظيم شعيرة الزكاة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تمومة الجرتق (Re: عبدالله علقم)
|
Quote: تحياتي أخي جمال. نقلا عن مقال سابق كتبته مع بداية تحركات المعنيين في الحكومة لإعادة فرض جباية" الزكاة: على من تجب الزكاة من بين المسلمين الذين يتقاضون رواتب شهرية؟ من حيث المبدأ يقول كبار الفقهاء (على سبيل المثال لا الحصر عبدالعزيز بن باز، عبدالله بن جبرين،محمد العثيمين، محمد صالح المنجد وغيرهم) إن زكاة المال تجب على النصاب الذي يمضي عليه عام كامل وهو في حوزة المسلم، شريطة ألا يقل ذلك المال عن 85 جراما من الذهب أو 595 جراما من الفضة، وهو ما يعادل حوالي 4500 دولار أمريكي أو 17,000 ريال سعودي. أي أن الموظف الذي يوفر من راتب شهر محرم مثلا هذا المبلغ، ثم تنقضي سنة كاملة وهذا المبلغ في حوزته كاملا لم ينقص منه شيئا، تجب عليه الزكاة في نهاية محرم من السنة التالية بنسبة ربع العشر أي 2,5%، أي 425 ريال سعودي. ينطبق على وفر راتب الشهر الذي يليه (صفر)، ثم الذي يليه (ربيع أول) وإلى آخر شهور السنة، ما ينطبق على شهر محرم. بكلمات أبسط فإن زكاة كامل السنة على المدخرات لا تجب إلا بانقضاء سنة على آخر راتب في السنة (راتب شهر ذي الحجة)، ولما كان مثل هذا النصاب لا يتوفر للموظف وإذا توفر فنادرا ما تنقضي سنة عليه وهو في حيازة الموظف لم ينقص منه شيئا، فلا تفرض الدولة السعودية زكاة على موظفيها السعوديين والأجانب المسلمين رغم أن الحد الأدنى من الأجور للعامل السعودي الذي أعتمد مؤخرا يزيد عن متوسط الأجر الشهري لأكثر من 75% من المغتربين السودانيين في السعودية، ولا يستطيع ديوان الزكاة في السودان أن يدعي أنه أكثر معرفة بقواعد وضوابط الزكاة من مصلحة الزكاة وضريبة الدخل في السعودية ولا أكثر حرصا منها على تعظيم شعيرة الزكاة. |
أخى عبد الله علقم
أعتقد أن بعض ترزيتهم على أُهبة الإستعداد ليقوموا بتفصيل مسوغات دينية مناسبة لمحاولة إقناع المضطربين بدفع الأتاوة الجديدة وهم صاغرون
وما موضوع تحليل الربا ببعيد عن الأذهان .
كان الله فى عون المواطن السودانى فى الداخل والخارج وهو يئن من جراء السياسات الخرقاء للذين أتوا لإنقاذنا .
حسبنا الله ونعم الوكيل
| |
|
|
|
|
|
|
|