|
الرسالة الأولى : فلننحني للوطن مقال للسيد إبراهيم الميرغني (السوداني)
|
الرسالة الأولى .. فلننحني للوطن
إليك أكتب يا متقد الدم يا عالي الهمة عندما تحتاج أن ترفع شيئا لابد أن تنحنى فما فعلك عندما تحتاج أن ترفع وطنا أن ترفع حلما أن ترفع ماض لآباء تعتد بهم وتفخر, حاضر لك تحيا فيه وغد لصغارك الذين تحبهم وتحلم بهم؟؟ أليس هذا أجدر بالانحناء من محفظة النقود ومفتاح السيارة؟ وامرأة الجيران عندما تعثرت لأنك شهم أو ######## لافرق؟ .. دائما ما تبعث فكرة الانحناء فينا معانى الضعة والضعف والانهزام مع اننا لو أقلقنا الفكر وأزعجناه لينهض من سباته المداري وأعملناه فيما يصلح حالنا ويبين مواطن الخلل فى حياتنا، لقال لنا إنكم يا أهل السودان تنحنون لكل شئ!! بل إن حياتكم ماهى إلا حالة من الانحناء تنحنون وأنتم تفلحون أرضكم وتبزرون بزركم، تنحنون وأنتم تأكلون، وأنتم ترقصون، وأنتم تذكرون، تنحنون ألماً وطرباً وحزناً ولهفةً لطفلةٍ مهرولة ترفع يدا تواقة لشئٍ ملون!! لكنكم أبداً لا تنحنون للوطن!
الوطن اليوم مأزوم واهن وهين كما هانت على أهلها كرمة قبل أن تنقض عليها جيوش تحتمس الثالث لتقضى على أوّل حضارةٍ سودانيه مكتملة الشخصية ، كحال مروى قبل أن تجتاحها اكسوم وأمدرمان وهى تنكسر بالمكسيم.
الوطن يحتاج أن ننزع عنا ريش الطاووس المزركش وننحني، أن نتخلص من كبريائنا وذواتنا المتضخمة كالطوحال المتقيح وننحني، أن نتخلى عن أيديولوجياتنا السقيمة وعصبيتنا العقيمة وننحني، أن نتنازل ولو مؤقتاً عن مراتبنا الاجتماعية وصراعاتنا الطبقية ومشاريعنا الحضارية وننحنى لنلتقط الوطن، فلو لم نفعل لن يجد يميننا أرضا يعد بأنها ستكون أرض الرسالة العالمية ولن يجد يسارنا مجتمعاً يقايس به جنة لينين الاشتركية لن يجد الوسط وسطاً ينتمى إليه ويعبر عنه، حتى جهوياتنا لن تجد الجهات التى تثور باسمها وتتمركز حولها، لن يجد أهل دارفور داراً ولا فوراً، لن يجد أهل البحر الأحمر لا بحراً ولا أحمراً ولكنهم حتما سيجدون على الشفاه الملح واللعنات، لن يجد أهل الشمالية شمالهم الذي يفاخرون به بل سيصبحوا جنوب الصعيد وسيفرح ( الصعايدة ) لوجود فئة أخرى تنوب عنهم فى تحمل السخرية والاستهزاء والتندر، إذا لم ننحن للوطن فلن نجد ما يستحق أن ننحني من جله بل لن نجدنا نحن، ومن نحن بلا السودان هذا البلد النعمة التى تحسدنا عليها شعوب الأرض، تحسدنا على نيلنا وصحرائنا، على زرعنا وضرعنا ،على اتساع رزقنا ، تحسدنا على فتوة صبياننا وجمال بناتنا وحكمة شيوخنا إخوتى جميعاً وأخواتى .. سادتى وسيداتى لا أجد فى نفسي الحرج إطلاقاً لأقولها لكم وأنا منحني : فلننحني للوطن
إبراهيم أحمد الميرغنى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسالة الأولى : فلننحني للوطن مقال للسيد إبراهيم الميرغني (السودا (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
سلامٌ ومحبة
أرى بأن الوطن فوق الهامات بأعلى سماء فالواجب علينا أن نرتفع لنكون بقدره لا أن ننحني لأننا لن نجده الوطن ينتظرنا بالأعلى
"ومن نحن بلا السودان هذا البلد النعمة التى تحسدنا عليها شعوب الأرض" من الجمل المكررة التي تقعد بالناس والواجب علينا حتى وإن كانت حقيقية ألا نذكرها فهل بمقدور الحاسد أن يكتفنا ويمنع عنا الصعود إلى حيث الوطن لنعمل على الصعود فهو الأحق منا بالانتباه لنلحق بالوطن حتى لا يغادرنا إلى غير رجعة...
تحياتي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|