|
ما هو ترتيب جامعة الخرطوم بين الجامعات السودانية ؟؟
|
تحياتي للجميع
ربما تكون شهادتي مجروحة في جامعة الخرطوم . لكن البحث عن الحقيقة وتدعيم الإيجابات وتلافي السلبيات والمساهمة في تشكيل مستقبل مشرق يظل إجتهاد ينالنا منه بعض الأجر .
المناسبة كانت ظهور نتائج قبول الجامعات السودانية لهذا العام وقد تصادق أن تم قبول بنت صديق حميم بكلية الطب جامعة الرباط فدار نقاش في إطار ضيق حول إيجابيات هذه الجامعة التي ربما تتجاوز جامعةالخرطوم
وبما أنني قد فارقت جامعة الخرطوم منذ العام 92 ومكثت فيها أكثر من أربعة سنوات فقد بدأ لي أن الأمر حمال أوجه حيث من بين الزملاء بالمنبر من جلس 4 سنوات أو خمس سنوات أو سته أو أزيد من ذلك . فمن الزملاء من نال الماجستير بجامعةالخرطوم ومنهم من حاز الدكتوراة فعمل فيها سنوات عديدة وتركها ومنهم من يظل يعمل . ومن بين طلاب الجامعة من كانت جامعةالخرطوم منصته للإنطلاق والتلاحم مع العالم الأول فمنهم من كانت وجهته باريس عاصمة النور والجمال والثاقة ومنهم من توجه إلي لندن عاصمة العلم والمال والأعمال ومنهم من غادر لينهل من معين المعرفة في أقاصي البحار في أمريكا واليابان وشرق آسيا عموماً ومنهم من حل بمدن الهدوء والزمهرير في سويسرا وبلجيكا وكندا وهولندا
ومنهم من تيمم صعيد القارة الأفريقية في رحلة البحث عن الجذور
فمن حيث التاريخ والجغرافيا فقد بدأت كلية غردون التذكارية لتخليد ذكرى غرودون باشا وقد تعددت الروايات لبدء الدراسة في الكلية من حيث الغاية التي أرادهاالإنلجيز من قيام الجامعة وتلك ليس بغاية لدينا في هذاالبوست إلا أنه في رحلتي اليتمية لهانوي بفيتنام في بداية الألفية الثالثة عمدت مضيفتي بعد أن نالت ما لدى من عمل أن تُطلعني على شئ من حضارة بلادها فذهبت بي لمتحف في وسط المدينة علمت منها أنه كان جامعة تأسست في العام 1064 م وتخليداً لذكرى هذه الجامعة فقد تم تحويل مبانيها لموقع آخر على أن يظل الموقع القديم متحفاً يرمز للحضارة الفيتنامية . وجرياً على ذلك فإن كلية غرودن بعد أن تحولت لجامعة الخرطوم إبان العهد الوطني الأول ظهر جلياً عبقرية ذلك الإنسان الذي إختارها زماناً ومكاناً وقد أبدع المهندس الذي إختار مكانها في وسط الخرطوم حيث التمركز الواضح للإنسان بكل تفاصسيله وحين النظر للمكان والمساحة التي تشغلها الجامعة يتأكد لك ذلك بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنجليز بتلك المباني وما نتج عنها من علم ومعرفة قد فعلوا حسنأً بالسودان . وحين تبدأ من توزيع كليات الجامعة حيث الوسط الذي ضم مجمع الوسط بكل تفاصيله بدءًً من الهندسة ومساحاتها المرتاحه التي تتنفس عبرها كليات الهندسة بكل إرتياح . ثم يأتيك سنام الهندسة الميدان الغربي وكلية المعمار والنجايل اليت تحيط بها ثم تتقدم نحو مكتب مدير الجامعة وتققابلك شرقاً قسم الجغرافيا الذي تحول الأن لكلية قائمة بذاتها ضمن كليات الآداب التي تتوسط كليات الوسط وشمالها الإقتصاد وجنوبها القانون وشرقها المكتبة المين وبجوارها المين رود وتلاصقة الإكزام هو ثم جنوبها العلوم الإدارية وليمونها الذي لن تجد له مثال في الخرطوم قاطبة ثم العلوم والأندرلاب ويحيطها الميدان الشرقي . وتقطع شارع الجامعة وجامعها الذي تشق مأذنته عنان السماء ومعهد الدراسات الإسلامية في جواره وغربه كلية العلوم الرياضية وجنوبها داخليات البنات في ذلك الزمان قبل أن يتم تحويلها داخلية للأولاد وتيُصادر البركس للبنات ومن ثم داخليات لكافة الجامعات بمدينة الخرطوم. ولو دلفنا لمجمع الطب وكليات الطب والأسنان الصيدلة وبجاورهما مستشفيات الخرطوم لتأصيل الإحساس لدى الطلاب بمعاناة المرضي في وقت مبكر المباني التي تُشكل مدينة قائمة بذاتها في الحقل الصحي عموماً. ثم ذهبنا لأم درمان وهناك الموقع الممتاز الذي تشغلة كلية التربية ومساحاتها التي ترسم لك الأمل بأن الميلون ميل مربع ستبقى للأبد . لكني غير متأكد أيها أولاً أحمد شرفي أم كلية التربية وفي شمبات ترقد علي ضفة النيل كليتي البيطرة والزراعة وتحضنان الخضرة والجمال في أشجار تلتقيك قبل أن تطأ قدماك من على ظهر البص ( التيمس) مدخل الكلية ومساحاتها الشاسعة
ولعل ذلك من حيث الشكل والجغرافيا ويظل المضمون مقارنةً بما كان في ذلك الزمان محل نقاش وتباين في هذه الأيام مقارنةً بما صار إلية الحال حيث شهدنا ميلاد جامعات كثيرة مثلت كماً متعاظم في خارطة السودان التعليمية لكن في مستوى الكيف فذاك أيضاً يستدعي الحسرة قبل التفاؤل بميلاد عصر جديد من التعليم واتلنهضةالسودانية . وعند تطبيق معايير التحصيل وتهيئة البيئة الجامعية في ذلك الزمان يحق لنا أن نقول أن المكتبةالمين إحتضنت أهم المراجع والدوريات العلمية لمن يريد أن يبحث وينهل من العلم عبر تلك الوسيلة في أي تخصصٍ كان . واليوم تعددت وسائل المعرفة فلم تعد تلك المراجع الوحيدة في إثراء العقل الجامعي للطالب . وإنفجرت ثورة المعلومات والإتصال في أركان العالم الأول فهل كان لنا نصيب وافر من ذلك أم أن تداخل الأولويات وصراعها في البقاء جعلنا نأخذ قدر الحاجة في إطارها الضيق فقط . وبمعيار درجات الدخول للجامعات السودانية فإن جامعةالخرطوم تُعد الأولى فكيف الحال بعد الدخول ومن ثم التخريج على ضوء هذا السباق المحموم والمنافسة التي أصبحت ذات عناصر جديدة لا تقتصر على الدولة فقط حتى أن هناك إذدواجية في السياسة التعليمية للدولة ومكوناتها البشرية والمادية وتقدم وتأخر أولويات العملية التعليمة ومخرجاتها برمتها.
أحسب أن المنبر يعج بمن كان له شرف الإنتماء لجامعةالخرطوم في سنوات عمره الطويلة بإذن الله ولذلك دعونا نرى لماذا وكيف .
وشئ آخر ينازعني كثيراً في مسيرة طلاب جامعةالخرطوم حيث الإنصهار فتأتي من أطراف السودان الأربع لوسط يتسمح بكل صفات أن تكون وسطأً فتتعايش أربع سنوات أو يزيد في مكان واحد بخلفيات ثقافية متنوعة فتأخذ وتعطي فيحدث الإندماج الجزئي أو تتشكل نواة تصلح لأن تشكل أساساً لتصالح قومي يحتاج لمزيد من التفاعل ليكتمل البناء.
بحيراوي
|
|
|
|
|
|