|
الشيخ محمد الحسن ...الرجل الشهم الكريم ...وداعا ..
|
بكل اسى تلقيت بالامس نبا رحيل الصديق العزيز الرجل الشهم الكريم الاخ الشيخ محمد الحسن الشيخ الذى انتقلت روحه بالقاهرة فجاة الاسبوع الماضى .. فى زيارة استشفاء .. وامثال الاخ الشيخ الرجل القطب الذى يجمع عليه كل من عرفه قليل فى المجتمعات الانسانية وامثاله نادرون اذ تجمع شخصيته كل او معظم فضائل الانسانية التى يبحث عنها الانسان فى اخيه الانسان.. هكذا عرفته ولا استطيع فى هذا المقال القصير ان اوفيه حقه رغم ان هذا واجب على امثالى فى مثل هذا الموقف .. الشيخ محمد الحسن تاجر من ابناء السودان المغمورين امتهن هذه المهنة بعد وفاة والده واتجه اتجاها اخر فى التجارة اذ فتح له مكتبا تجاريا فى مدينة الخرطوم تنقل الى اماكن مختلفة الى ان انتهى به الامر الى السوق العربى عمارة الامارات فى قلب السوق حيث تعارفنا فى هذا المكان الذى جمع عددا من خيرة التجار الذين لهم تاريخ معروف فى الاوساط التجارية ..
من مواقف الشيخ الانسانية والتى كتبت عنها من قبل موقفه من اخوة وزملاء تم تشريدهم من وظائفهم بعد انقلاب عام 1989 وجدوا انفسهم فجاة بدون وظيفة ومصدر دخل منهم القضاة ومنهم الضباط فى القوات المسلحة وقوات الشرطة ومهندسون واطباء تم ابعادهم وفصلهم فصلا سياسيا .. هنا تجلت مواقفه مع الكثير من هؤلاء حتى وصل الى مرحلة تقاسم مكتبه الصغير معهم وتحمل اعباء الكثير منهم الى ان وجدوا الطريق الاخر الذى فرض عليهم دخوله وهو السوق المفتوح الذى بدا يضيق هو الاخر عليهم بعد حين ..
ومن مواقفه الشهيرة موقفه القوى تجاه وضع حكومة الانقاذ يدها على شركة الامارات والسودان وهى شركة استثمارية كنا نستاجر منها مكاتبنا ومتاجرنا..عند قطع العلاقات بين الدولتين عقب الانقلاب ..اذ تم فرض عقد جديد عقد اذعان لكل المستاجرين بشروط جديدة مجحفة.. لكل المستاجرين مما اثار غضب الجميع وقتها ورفضوا التوقيع بالشروط المجحفة التى فرضتها الادارة الجديدة ..خاصة وان الشركة اجنبية تقوم بموجب قانون الاستثمار الذى يجب احترامه وان دولة الامارات دولة شقيقة للسودان وعلاقتها مميزة مع الشعب السودانى ...وقف الشيخ موقفه القوى واقام دعوى قانونية ضد هذا القرار .. وفقد مكتبه بكل سهولة ويسر لان الدولة اصبحت لا تحترم القانون بكل بساطة وانتهت دولة القانون بعد قيام دولة الاخوان دولة الحزب الواحد والراى الاوحد .. الوحيد الذى اصر على موقفه وفقد مكتبه كان الشيخ محمد الحسن ...ودفع ثمن موقفه بفقد مكتبه الذى كان يدير منه اعماله بعد ان وصل بقية التجار الى تسوية مع مدير الشركة مستلهمين حكمة الشيخ فرح وقتها ( يا الفقير .. يا البعير .. يا المدير )
هذا هو الشيخ محمد الحسن الرجل صاحب المواقف القوية والصادقة والذى كان ينفق من ماله الخاص على كل من يستجير به ولا يرد سائلا مهما كان الحال .. لكل هذا ترسخت علاقتى به وما اعلمه الكثير الذى لا يمكننى الحديث فيه الان .. لهذا كان الحزن وكانت هذه الكلمات القليلة فى حقه ..
الحـقُّ نـادَى فاسْـتجَبْتَ, ولـم تَـزلْ
بــالحقِّ تحــفِلُ عنـدَ كـلِّ نِـداءِ
وغـدًا سـيذكرك الزمـانُ, ولـم يَزلْ
للدِّهــرِ إِنصــافٌ وحسـنُ جـزاءِ
كما قال شوقى
عزائى لكل الاهل والاصدقاء ومعارف الشيخ واقربائه واخص بالذكر الاخوان كمال محمد الحسن واحمد ومحمد محمد الحسن والاخوان سليمان وعبود الجزر وكل الاسرة بنورى وتنقاسى والخرطوم وسنار .. هكذا حال الدنيا تفرقنا عن احب الناس الينا لتعلمنا فضيلة الصبر وا ستلهام العبر .. وما علينا الا الصبر والرضاء بحكمه
انا لله وانا اليه راجعون صدق الله العظيم
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشيخ محمد الحسن ...الرجل الشهم الكريم ...وداعا .. (Re: الكيك)
|
إنا لله وإنا اليه راجعون و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الأخ الكيك
أعزيك وأعزي نفسي بهذا المصاب الجلل عرفته منذ أن كان طالبا بمدرسة القرير الأميرية ، وكان يسبقنا بسنتين .. لم تغيره الأيام ولم يضعه ماله في برج عاجي.. وهو كما قلت أخو اخوان لأبعد الحدود .. ورغم أننا لم نتقابل منذ مدة طويلة كان رحمه الله يحرص على الاتصال بي في كل مناسبة. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.. العزاء لأسرته .. أرجو كتابة رقم هاتف الأخ أحمد إن أمكن
| |

|
|
|
|
|
|
|