الانسان فى هذه الدوامة ( الحياة) فى رحلة بحث دائمة ودائبة عما هو جميل ومبهج , وهذا الدافع وضعنى ومن معى فى محك فيه شئ من التحدى وفى الخاطر تلك المنطقة التى طالما تغنى باسمها المغنون وانشد فيها الشعراء عدد من القصائد , فقد عزمنا كاخوة جمع بيننا رابط الزمالة و الهم الواحد على ان نتوج عيد الاضحى فى العام 2000م برحلة الى تلك المنطقة الساحرة , ولا ننسى ان مجرد التفكير فى الوصول الى ذلك المكان يفرض علينا ان نفكر اولا فى الوسيلة التى تقلنا الى هناك ثم توفير ما يلزم من الاحتياجات الاخرى , عليه وفى سبيل تحقيق هذه الغاية بدات المجموعة التى تتكون من أكثر من عشرة أشخاص فى العمل بجد واجتهاد من اجل تحقيق الهدف المنشود وفى ظرف 24 ساعة كان كل شئ جاهزاً من عربة ووقود و حاجيات غزائية.
كان التحرك يوم الخميس 23/7/2000 الساعة الرابعة عصراً , من مدينة نيالا البحير وكل واحد منا ملئ باحساس مهيب وبعد ان اكملنا الاجراءات الادارية للخروج عبر بوابة نيالا الغربية(دوماية) حتى وجدنا انفسنا فى فيافى واراضى منبسطة على مد البصر و الطريق المسفلت يخترقها فى انعراج تارة و ارتفاع و هبوط تارة اخرى , ظللنا فى سيرنا هذا حتى لاحت لنا من على البعد اشجار الدليب التى تعانق بارتفاعها الشاهق عنان السماء ,ثم وضحت لنا معالم لبعض الرواكيب والبيوتات المبنية من المواد المحلية , كل هذه الملاحظات لم تستغرق الثلاث دقائق حتى مررنا بها وتركناها خلفنا ونحن نتطلع الى المحطة القادمة , انها كانت قرية ومحطة (بلبل) وبعد عبورنا لها ونحن نستقبل ذات التضاريس التى استقبلناها حين خروجنا من نيالا وبعد ساعة اذا بنا على مشارف المحطة الثانية وهى مدينة(كاس) , كان لابد لنا ان نتوقف عندها فهى من اكبر المدن فى ذلك الطريق , راينا انه من الافضل ان نشترى من سوقها ماعزتين وذلك لانخفاض اسعار الانعام بها , عند وصولنا مدينة كاس كانت الشمس فى لحظات غروبها بالوانها المذهبّة الساحرة , توغلنا الى داخل سوق المدينة , ولولا الحظ لما حصلنا على ما نريد لان الناس فى حالة انفضاض عن السوق , ولم يوجد من تجار هذه الانعام الا القليل , اخيرا حصلنا على ما عزتين حسب الطلب ثم ذهبنا لتناول الغداء وحط رحلنا فى مطعم لاحدى النسوة فى ذلك السوق وكان مطعماً انيقاً كاناقة صاحبته تناولنا فيه وجبة من السلطة والخبز كانت زادنا الذى اتممنا به بقية الرحلة ...
وللحديث بقية..
08-31-2012, 06:53 PM
haroon asram haroon asram
تاريخ التسجيل: 09-24-2006
مجموع المشاركات: 477
الاخ اسماعيل لك التحية متابعيين واصل وبحكم انني احد ابناء جبل مرة خيراً جوه وبره سوف نتبادل معك الاحاديث عن هذه المنطقة المنسية ولو لا اثار الحرب العينة لاصبح جبل مرة محط انظار الجميع ولكن نعشم ان يعيد سيرتها الاولي بفضل الله ثم بفضل ابانئه البررة لو تركوا الحرب وجنحوا للسلام
08-31-2012, 07:09 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
لك تحياتى وسلامى أخى هرون جبل مرة أعلى قمة فى السودان بعد انفصال جنوب السودان . جنة الله فى السودان . وكما تغنى خليل أسماعيل برائعته لو شفت مرة جبل مرة التى أجاد فيها الوصف الجمالى للجبل و طبيعته المدهشة .
أنها رحلة فى الذاكرة وددت أن أوثقها هنا عساها ان تروح عن نفوس ابناء سوداننا الحبيب الذين أرهقهم عنت الحياة.
وفى ذات اليوم وبعد الغروب غادرنا مدينة كاس متوجهين الى المقصد المؤمل , وبما ان الظلام قد حل فقد اصبحت رؤية ما حول الطريق بوضوح غير ممكنة ومحدودة ولم نكن نجزم على مشاهدة شئ سوى امتداد الطريق امامنا وذلك نسبة لانهمار الضوء المنبثق من مصابيح العربة على الاسفلت , و لاننا قد اخذنا قسطاً من الراحة فقد انبرى جلنا الى ما تجود به قريحته من تجليات لان السكون الذى من حولنا يدعو لذلك , ونحن ما نزال فى الدردشات كل مع من يجاوره حتى احسسنا ان هنالك هواءًبارداً برودة نسبية بدا يتخلل العربة من نوافذها , نسيماً تتدغدغ له الدواخل , واذا باللذين كانت لهم تجربة مع هذا الطقس يعلنون عن وصولنا الى حضرة صاحب الهيبة ( جبل مرة) وقبل ان نسترسل مع ذلك النسيم المفاجئ , اذا بنا فى مدخل للطريق يخترق هضبة امامنا وعندما تنظر الى جانبى الطريق تتخيل انك بين جدرانين متساوييين فى الطول والارتفاع . بعد خروجنا من تلك الهضبة فوجئنا بكميات مهولة من الفواكه والخضروات تحاصرنا من كل جانب وانعكاس الضوء منها يحدث مزيجاً رهيباً من الوان هذه الفاكهة اما اصطفاف السيارات الكبير منها والصغير على جانبى الطريق يؤكد اننا فى اول محطة ل(جبل مرة) وهى منطقة (طور) واذا بسفينتنا ترسو هناك ونبدأ بالنزول من على ظهرها ونحن فى دهشة لما يحيط بنا من نعم , جلسنا حول احدى مضيفات طور وامامها (كانون) عليه نار لها جمر متوهج يجاورها براد للشاى , كنا فى حاجة لبعض الدقائق لتأمل تلك الاشياء فشربنا الشاى والتقطنا صورة للتذكار ملتفين حول احد باعة الفاكهة بالمنطقة ثم أمتطينا الدابة للتحرك للمحطة الثانية لنستقر وننام بها تلك الليلة ثم نبدا المرحلة الثانية من رحلتنا فى اليوم التالى , من الطرائف التى حدثت لنا فى هذا الموقع اننا وبعد ان اوشكنا على التحرك وكلنا بداخل السيارة ان المضيفة التى تناولنا عندها الشاى بدات تنادى و تذكرنا باننا لم ندفع لها القيمة النقدية للشاى الذى تناولناه عندها , لقد انسانا ذلك الطقس الآسر ذلك واذا باخانا (ابراهيم) وبوصفه امين المال يستدرك الامر ويتحسس جيبه ليخرجنا من لحظة الحرج تلك , وقبل ان تمضى خمس دقائق من تحركنا يفاجأ ابراهيم بانه لم ينس فقط قيمة الشاى بل نسى المفكرة التى كان يدون فيها كل صغيرة وكبيرة شاهدناها منذ بداية رحلتنا الى وصولنا منطقة ( طور) واظن ان سحر طور قد طور فى نفس ابراهيم الاطوار حتى جعله فى حالة اندهاش واندياح كامل جعله لا يعرف ما له وما عليه , واصلنا المسير وبعد دقائق وصلنا المحطة الثانية التى تشبه الاولى فى الكميات المهولة للفواكه بها , وقفنا عند مدخلها وترجلنا من على ظهر الدابة ... انها( نيرتتى) التى عقدنا العزم على المبيت فيها فهل يا ترى نهب ونذهب مباشرة الى الاستراحة الكائنة بالمنطقة ام نقضى بعض الوقت فى ذلك المكان المكتظ ب(اكشاك) الفواكه ثم من بعد ذلك نتوجه لنستريح فى الاستراحة , ونحن على هذا الحال متفرقين فى هذا السويق اذا بالاخ (ابراهيم) يبتدر حواراً مع شخصين لا يبدو عليهما انهما من سكان البلدة : ثم ان الصدفة كان لها دورها الحاسم فى مثل هذه الظروف التى جعلت اخانا (نور الدين) يقترب من ابراهيم الذى كان مسترسلاً فى حواره مع الشخصين ثم يكتشف (نور الدين) ان لاحدهما به علاقة عزيزة ومعتبرة مسبقة فينكسر حاجز الغربة وتحدث الالفة و يبادر احد هذين الشخصين فى القاء التحية على كل افراد الرحلة – اسمه جمعة – جمع الله له خير الدنيا والاخرة قدم لنا الدعوة للاقامة فى منزله ولم يترك لنا حجة فى الرفض والذهاب الى الاستراحة بكرم دارفورى اصيل فقد انتصر علينا بانسانيته وجوده , حدثنا عن سفر اسرته الى نيالا لقضاء عطلة العيد هنالك مع عائلته الكبيرة وانه فى حاجة لمن يؤنسه و يخرجه من الوحدانية فى ذلكم المنزل الكبير فما كان منا الا ان اعلنا عن هزيمتنا واستسلامنا امام ذلك البحر الجارف الذى لا قبل لنا به , وصلنا المنزل مع جمعة وكان المنزل كصاحبه هاشاً باشاً مبتسماً للقائنا , انزلنا ما لدينا من متاع ومستلزمات الراحة والانتجاع , بعدها اتجه كل منا الى ما يشغله من هم منا من اخذ يصلى العشاء مباشرة وهناك من اخذ فى لعب الورق رغم عناء السفر ورغم انها المرة الاولى التى ندخل فيها ذلك المنزل البشوش .
ولنا عودة..
08-31-2012, 08:05 PM
راشد يحى مدلل راشد يحى مدلل
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 338
والله كلام ظريف ان تجد من يحكى عن مكان تتواجد فية ولكن تحكى عنة بزمان مختلف الأسفلت الذى تحكى عنة اصبح تاريخ الن مليئ باالحفر والمطبات \" على جنباته مسلحون مدججين بكل فتاك من الاسلحة يدفع فية المسافرين اتاوات عن يد وهم صاغرين \' فقط حوالى 500 متر تفصل بين نقطة وأخرى \' لايمكن ان تخرج من نيالا الى دومايا فى رحلة ناهيك عن الذهاب الى كاس ونيرتتى ربنا يحقق الأمان ويبعد شبح الحرب والعنف
09-01-2012, 06:48 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
اخي الطيب عبدالرحيم لك التحية ذكرتنا خور طلبه و نحن صغار وكانت لا توجد شارع الاسفلت وكان الطلبة يسافرون من الجنينة دار الدوكه و زالنجي ونيرتتي الي نيالا والفاشر واعتقد انها كانت زمن الدكتور التيجاني السيسي متعه الله بالصحة والعافية وحيث كان الطريق وعر لدرجه لا توصف حيث حصل حادث اليم قبل طور وانقلب السيارة وقتل عدد كبير من الطلاب و منذ ذلك الوقت سمي ذلك الخور بخور طلبة تذكاراً بالشهداء وانا اتذكر تماماً هذا الاسم لم يزول من ذاكرة اهلي الطيبين الا بعد اكمال شارع الاسفلت نيالا كاس نيرتتي زالنجي ولكن مع الاسف مرة اخري انتكس ذلك الشارع الحيوي والان كأن لم يكن ولا نملك الا ان نقول يا ايام زمان عودي تاني
08-31-2012, 08:08 PM
ذواليد سليمان مصطفى ذواليد سليمان مصطفى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 9559
نتمني من الله ان يطيب مقامك في هذه البقعة الطاهرة من ارض الوطن ولولا حسادة الحكام لكانت جنة الله في الارض، زرتها اكثر من خمسة مرآت وقبل كل شئ كانت ايام جميلة وانا على ظهر السيارة واحسب عدد الكباري بداية من كبري مكة بنيالا الى وصولنا نيرتجي وهي 22 كبري مصنوعة من ايادي المانية فالشركة ابدعت في سفلتت الطريق وضع المزلقانات في اماكنها المناسبة والكباري ايضاً مدينة كأس يبعد من نيالا حوالي 55 كلم فيها حدائق غلابة وجميلة لانها بوابة جبل مرة من الجنوب الغربي ، وكم ادهشني في الاستقبال الراحل / ابو منصور الرجل التاريخي وذات الارث الحضاري الكبير. مروراً بعة قري ومدن حتى مدخل الجبل عند ينلمي ويناما وثم نمد يدانا على اليمين بمصافحة مدخل قلول ومرورا الى نيرتجي .....بصراحة غلبني الكتابة عن جبل مرة فلا داعي للخجل ولكنها ايام جميلة وذكريات اجمل ، الحدائق الغلابة ممزوجة باصوات عصافير واصوات الجنادل كانها فرقة موسيقية .......وبرضوا اقول ليك غلبتني الكتابة عن هذه البقعة الخضراء وياريت نكون شركاء لهذا البوست واهديك هذا النص:
جبل مرة كلمات/ذواليد سليمان مصطفى 28/11/2003م يلا زورو جبل مره تلقوا الطبيعة وتستمتعو شلالات تنسكب طول العمر بالله شوفو اتخيلو باكيه بصوت الحنين تفرح شعورك وتلهمو ونتهى بيه وتنهلو فى"نيرتجى"غابات موده كيفن نودع ونرحلو مرات تقول العشره كيف اهلى الحنان تستاهلو صوته الرقيق ما اجملو تابعه سحابه لى مرتجلو ابحث اكوس عن الجمال وانت الجمال مستودعو مياه تصفق بلقانا ونغم صدانا ترجعو كيف اصف شكل الفواكه وقلبى سحرك روعو شوفو خيراتنا وارضنا كل حسن تجمعو
09-01-2012, 06:58 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
فى صباح يوم الجمعة 25/07/2000 وفى الساعة الخامسة صباحا وبعد صلاة الفجر قام (ابراهيم) بذبح شاة واحدة و ما اشرقت الشمس الا و كان كل شئ جاهزاً , ولن ننسى دور عزيزنا وطريف وظريف المجموعة (محمد عبدالرحمن) الذى قام به صباح ذلك اليوم من أعداد للشاى الشئ الذى كانت تقوم به انسانة افترضنا جدلاً ان له بها ارتباط وجدانى وهى تعمل بائعة للشاى والاطعمة بالمدرسة التى نعمل بها معلمين مبتعثين من الخدمة الوطنية , وبينما نحن فى عملية شواء اللحوم وتفاصيلها من ألأبتداء بالكبدة النية وتجهيز (المُرين) اخذ بعضنا يتناول الشاى وما ان اتت الساعة العاشرة الا وكان الكل قد تناول افطاره ثم بدئنا نعد العدة للذهاب الى المحطة الثالثة باصطحاب صاحب الدار (جمعة) , لا زلت اذكر حديثه قبل التحرك الى تلك المحطة كان يردد ان ذلك المكان وبرغم جماله وروعته يقود اليه طريق وعر وصعب , كثير منا لم يكترث لذلك الحديث لجهلنا بتلك المنطقة ودهاليزها, بدأت الرحلة فتوجهنا شرقاً نخترق حدائق القريب والبرتقال والليمون واليوسفى اختراقاُ فى الامتداد الشرقى لمدينة (نيرتتى) الى ان وصلنا الى اصل الطريق المؤدى الى محطتنا الثالثة و كانت به كميات من الحجارة المبعثرة والمرتفعات والمنخفضات من وقت لاخر واجهناها اثناء سيرنا , وبينما نحن كذلك اذا بنا نبدا فى الارتفاع رويدا رويدا وفى تلك اللحظة ادرك الجميع اننا فى اهم واخطر مراحل الطريق ارتفاعا و وعورة فعندما تنظر الى اسفل اقصد الى الوراء ترى الانحدار المفاجئ عند بلوغنا قمة ذلك الطريق وفى مفاجاة غير متوقعة وغير محسوب لها حساب خار قوى العربة وعزمها واخذت فى التقهقر الى الوراء وما كان على (العجب) قائد السفينة الا ان يستخدم عجلة القيادة خير استخدام , فبدا صراعه معها فى صبر وثبات وتأنى وما تزال العربة اخذة فى التدحرج الى الوراء بسرعة كبيرة وارتجاج لم نعهد له مثيل نتيجة لاكتساء الطريق بحجارة ذات احجام واشكال مختلفة , فى تلك اللحظات الكل اعاد شريط حياته فى صمت شديد والكل كان يفكر فى المصير المحتوم مما دعى بعض المسبحين بكرة واصيلا الى التشبث بمسابحهم ولا ادرى ان كانوا يتابعون حركة تسبيحهم فى وقار وتؤدة ام كانوا يتابعون ارتجاف العربة وهى تعود القهقرى , ظللنا على ذلك الحال عدد من الثوانى الى ان اتكأت العربة أخيراً على صخرة كبيرة دون ان تتعرض لاى اذى يغير من وضعها ولونها وشكلها كان هذا فى سفح ذلك التل المشئوم , من طرائف هذا الموقف ان الاخوان الذين كانوا فى الجزء الخلفى للعربة وبعد توقفها مباشرة بدئوا يصيحون فى وجه رصيفهم الذى كان يمسك بقفل الباب فى هستيريا وجنون وتوتر ليفتح لهم الباب ليخرجوا من هذه المحنة بينما لم يستطع احد منهم أن يتفوه بكلمة اثناء تقهقر العربة فى تلك اللحظات المميتة , ايضا كان هنالك احد المارة وكان يمتطى حماراً وهو فى حالة صعود الى تلك القمة وعندما راى العربة مسرعة فى رجوعها اليه لم يتمكن من السيطرة على دابته وبالرغم من مجهوده الجبار فى ااثنائها عن ذات الطريق الذى كانت فيه العربة راجعة الى الخلف لم ينتظر كثيراً بل اخذ فى القفز من على ظهر دابته بطريقة دراماتيكية جعلت الجميع يضحك عندما هدات الاحوال واخذوا فى تذكار ذلك الموقف , ولن ننسى وصية المدعوة (فطومة) (ست الشاى) التى عايشت كثير من همومنا فى مؤسستنا التعليمية العريقة وكانت المرتكز الذى نجتمع عنده عندما نود تناول الشاى والفطاير , كانت قد قدمت لنا نصحاً قبل القيام بتلك الرحلة بان لا جدوى لمثل تلك الرحلة لما شابها من لغط و اخذ ورد مع زملائنا (المعلمين االقدامى ) الذين كانوا يرون ان رحلة عيد الاضحى يجب ان تقام فى منطقة (كندوة) المشهورة بجنوب شرقى نيالا وليس جبل مرة , لكن ونسبة لتواجد عدد من ابناء اقاليم السودان الاخرى معنا فى تلك المجموعة كنا قد اثرنا ان نقضى الرحلة فى (جبل مرة) حتى يتسنى لهم الاستمتاع بسحر هذه الطبيعة التى لا وجود لها فى بقاع السودان الأخرى , كانت (فطومة) ترى ان الكوارث دائماً ما تحيط بمثل هذه الرحلات تشائماً منها , فعندما وقعت الواقعة فى تلك المنطقة المرتفعة وبعد توقف العربة ونزول الناس منها أخذوا فى تناول ذلك التحذير بالنقد والتحليل فطرح اخونا (عيسى) سؤالاً على الاخ (محمد عبد الرحمن) عما اذا كانت نصيحة (فطومة) على العين والراس , فرد عليه وبدون ادنى تردد بل واقسم على انه لم ينس الوصية طيلة الرحلة فضحك الجميع تندراً ببساطة و عفوية (محمد عبد الرحمن).
ونواصل ..
09-01-2012, 09:21 AM
haroon asram haroon asram
تاريخ التسجيل: 09-24-2006
مجموع المشاركات: 477
مهما اكتب عن جبل مرة شهادتي مجروح ولكن اترككم مع المخرج فريجون متعه الله بالصحة والعافية عسي تستمتعوا بالجبل بعيون غير اهلها http://youtu.be/LHqJ0fBsCx0
وهذه كلمات اغنية للفنان الراحل المقيم خليل اسماعيل عن جبل مرة لوزرت مرة جبل مرة يعاودك حنين طول السنين تتمنى تاني تشوفو مرة جبل مرة لو شفتا مرة جبل مرة لو شفتو تنسى هموم عمر بين المناظر والزهر تعيشا لحظات نادرة حلوة وكل شئ حولك يسر تحس يا دوبك اتولدا وغير ما تدري اليوم يمر في سوني بشرق الجبل تشعر كانك جوة جنة سوني العروس في كرنفال مزدانة في روعة ونضار عالم عجيب وجمال سحرنا انواع شجر والوان زهور جاءت طالة من قلب الصخور اسراب طيور تجلي السرور والناس تقول مرحب اهلنا في سوني شلالا الجميل يسكب زلال يسقي الحقول ورزاز يزيل حُزن المعنى في طريقنا لغرب الجبل فرحانين نسينا الساعة كم شاهدنا اريل في الملم يسقي القلوب يمحى الالم حيانا خلسة وابتسم نسانا روحنا والف هم خلانا مشدوهين نعاين توهنا في زحمة نعم في نيرتتي وفي مرتجلي وفي قلول انا اوصف وعن ايه اقول اقول نسيم عليل يطاردو نسيم زهر اقول دي شلالات عظيمة وشابة في طول الدهر اوصف جداول جارية عشان تسقي الثمر اوصف صنوبر بهجة تتمايل يمين منو الشجر اقول محاسن الدنيا جاءت مجتمعة في ساحة سمر بس ايه اقول في بهجة الوانا وجمال لوحات يتوه فيها البصر اقول لقيت فوق الجبل اشايء تفوق وصف البشر احسن براك تمشي وتعيش في حقيقة اصدق من صور كل السرور دا وانت فوق جنب الكواكب والقمر على قمة تبعد الالاف قدم فوق البحر اقول سنيني العشتهم قبال اشوف مرة الجبل كانت رتيبة وما بتسر زي السجين واصبحتا حر واقول كمان كانت بلاهو شقى وكدر وخسار عمر انا مالي ماقادر اطول واوصف اقول كدا في الشعر انا تاني راجع للجبل راجع اعيد لحظات عمر لحظات سعيدة وراسخة في اعماقي لي ابد الدهر
كتب الصديق العزيز عباس حسن محمد علي وهو من اقاصي شمال السودان هذه الكلمات عن جبل مرة له التحية متعه الله بالصحة والعافية
عباس حسن محمد علي طه - جزيرة صاي كنت بالأمس في غرفتي الصغيرة في غربتي الكبيرة، أتذكر في الخيال وأنا أطوف في ربوع وطني السودان، أرى أمامي شريط الذكريات يمر سريعاً، من مقرن النيلين إلى جزيرة توتي، والدندر وكرري وجبال توتيل والتاكا وجبال النوبة وجيل ميمى بفركة وعبري ودوشة بصلب وجبل عدو وجبل عَدُوُ بجزيرة صاي وقدير والبركل والنيل وفروعه والنخيل والت والأبيض عروس الغرب، كسلا وسواكن وبورتسودان وحلفا وسنار ومشروع الجزيرة وأستمع في ذلك الخيال بعض الأغاني الوطنية (أنا أمدرمان تأمل في نجوعي ،أنا السودان تمثل في ربوعي) (أنا سوداني أنا)(حلات بلدي)(وطن الجدود)(جدودنا زمان) (يا بلدي يا حبوب)وغيرها، لكن فجأة يقلب شريط الذكريات وإذا بأغنية فنان القلوب خليل إسماعيل رحمه الله ( لوشفتا مرة جبل مرة، يعاودك حنين طول السنين،تتمنى تاني تشوفو مرة تنسى هموم عمر بين المناظر بين المناظر والزهر،عالم عجيب وجمال سحرنا أنواع شجر وألوان زهور،أسراب تجلى السرورنسانا روحنا وألف هم، أنا تاني راجع للجبل راجع أعيد لحظات عمر، يا لها من كلمات معبرة ولوحة جمالية رائعة تصف جبل مرة من كل جوانبه وتشوقنا لزيارته، فهويقع جنوب غرب السودان في ولاية غرب دارفور ويمتد من كاس إلى مشارف الفاشر شمالاً في مساحة تقدر بـ 13 ألف كلم تقريباً تمتد بطول 240 كلم وعرض 80 كلم بينما يبلغ إرتفاعه 10000 قدم وهو الثاني إرتفاعاً بعد جبال الأماتونج في الجنوب ويتشكل من سلسلة مرتفعات بقمم متعدد تتخلها الشلالات واالفوهات والبحيرات البركانية ومن شلالاته مثل: قلول ونيرتتي ومرتجلووسوني و ضريبة، يتمتع جبل مرة بطقس معتدل يغلب عليه طابع مناخ البحر الأبيض المتوسط ، حيث أمطاره طوال السنة تقريباً مما يتيح الفرصة لنمو الكثير من الغابات المتشابكة وأشجار مثل الموالح والتفاح مع توفر إمداد مائي مستمر وترتبه صالحة لزراعة الذرة والدخن ..إلخ. وأنواع من النباتات التي ينفرد بها دولياً بالإضافة الي مجموعات كبيرة من الحيوانات النادرة والأليفة ويعتبر جبل مرة من أجمل المواقع السياحية السودانية ومنطقة جذبِ سياحي للكثير من الزائرين للتمتع بالمناظر السياحة،غالبية السكان الجبل من قبيلة الفور الطيبين غالبيتهم من حفظة القرآن الكريم. تنتشر القرى حتى قمم الجبل ويمكن السفر إليه عن طريق مستفلت من نيالا - كاس - زالنجى بطول 100كيلو ويقال أن سبب تسميته بجبل مرة هو إعتقاد السكان أن هذا الجبل ظهر مرة واحدة في الوجود ولن يتكرر مثله ولا يوجد جبل يشبهه من شدة جماله ووجود أهم مقومات الحياة إنه جبل مرة بقامة بلد وأنا تاني راجع للجبل، يلاكم معاي..عباس حسن محمد علي طه –جوال (0544676864) الرياض
09-01-2012, 11:17 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
التحية لك يا أسرم وانت تتحفنا بدرر نفيسة مثل رائعة الشاعر عباس حسن الذى قرب لنا فيها صور بديعة لمناظر الجبل , للشاعر التقدير و لفنان الكلمة الرصينة خليل اسماعيل المغفرة والرحمة , انها ثنائية رهيبة عكست لنا تفاصيل صاحب الهيبة (جبل مرة).
09-01-2012, 11:39 AM
haroon asram haroon asram
تاريخ التسجيل: 09-24-2006
مجموع المشاركات: 477
يا اخي اسماعيل انت اثرت فيني شجوناً كنت اكتمها ولي زمن انا بسأل عنو يااااااااا الله رجعنا تاني للجبل مرة ونلقي الاحبه ويعود بينا الزمن تاني وتاني نغازل الخضرة والمناظر الجميلة
09-01-2012, 12:09 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
Quote: يا اخي اسماعيل انت اثرت فيني شجوناً كنت اكتمها ولي زمن انا بسأل عنو يااااااااا الله رجعنا تاني للجبل مرة ونلقي الاحبه ويعود بينا الزمن تاني وتاني نغازل الخضرة والمناظر الجميلة
انها الذكرى يا أسرم . كما يقال عنها أنها ناقوس يدق فى عالم النسيان . فالنرجع بذاكرتنا الى ايام كانت صافية و نغزى أرواحنا بجمال وروعة بلادنا التى تستحق كل خير.
09-01-2012, 11:58 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
بعد هذه المغامرة أكتشفنا ان (عمود الطوالى) الذى يستخدم فى العربة لعملية الدفع الامامى لم يكن موجوداً عند استلامنا للعربة من شركة سونى (السافنا سابقا) وقد نبه قائد المركبة من قبل الشركة التى يعمل بها الى ضرورة وضع ذلك العمود لكن (العجب) تجاهل الامر ام نسى لا ادرى فلم يعمل بما اشير له به فكان الذى كان, ثم بدا اصلاح ذلك الخلل واستغرق من الوقت ما يقرب الساعة والنصف وبعد الفراغ من اصلاح الخلل صعد قائد السفينة ومن معه الى متنها فكان (ابراهيم) ممسكاً بقفل الباب الخلفى لان القفل كان يعانى خللاً , اما البقية رفضت الصعود الى العربة للمرة الثانية وفضلوا الصعود الى الجبل مشياً على الاقدام فى ذلك الطريق قاصدين المحطة الثالثة فى تحد منهم ان يصلوا اليها قبل الذين بقوا وناصروا قائد السفينة فى اصلاح العمود( الفقرى!) المفقود , وبدات الرحلة من بعد توقف دام اكثر من ساعة وبينما نحن نواصل السير مررنا باخواننا الذين سبقونا مشياً على الارجل, توقفنا واخذناهم معنا ثم انطلقت العربة ترتجف وتترنح لما تلاقيه من مقاومة الحجارة التى كانت تملأ الطريق الى ان لاحت لنا اثار قرية مبنية من القصب والقش والصخور دخلناها فكانت (نلمى) ونحن لم نزل نتابع سيرنا للوصول الى الشلال الذى يقع شرق القرية مباشرة وحدائق البرتقال والقريب والمانجو ومزارع البصل والخضروات محيطة بنا من كل جانب.
شلال نلمى ذلك المكان المنخفض الذى قبل ان تهبط اليه تسمع خرير المياه وجريانها بصوت يختلف عن كل الاصوات التى سمعتها فى هذه الحياة , صوت ينقلك الى احساس ممزوج بالدهشة والارتياح وعندما تسلك درباً من الدروب التى تتخلل مجرى الشلال مع احاطة حدائق البرتقال والمانجو له احاطة كاملة تجد نفسك فى صفاء مزهل ونقاء فى الاسارير خاصة اذا داعبك النسيم المنداح من بين صفق الشجيرات المبعثرة هنا وهناك فى خضرة رائعة تبهر عين الناظر .
كنا قد قصدنا ان نقضى بقية ذلك النهار فى تلك البقعة وقد كان, نزلنا الى حدائق (نلمى) وتخيرنا مكاناً للانجمام كل الاماكن تمثل لوحات طبيعية قمة فى التاثير والابهار , اخيراً وبينما نحن نجوب تلك الجنات افترشنا ارض تحت احدى اشجار المانجو ولروعة المكان وجماله تفرق كل منا الى حاله ليستمتع بطريقته بتلك الطبيعة الخرافية فى تامل ابداع الخالق وتجلياته , نعمة بسطها الله لاهل تلك الديار الطيبة , بعض منا استرسل فى ظلمة وكثافة الاشجار الممتدة مع مجرى الشلال علهم يصلون الى منبع تلك المياه التى لا يعرف مصدرها احد منا اللهم الا اهالى ذلك المكان , وبعد ان وصل هؤلاء الاخوة الى مكان استشعروا فيه هيبة وعظمة الله المتمثلة فى روعة ادهاش شلال نلمى فى احدى اعماقه البعيدة والتى يصعب توصيفها , كتل من الاشجار التى ارتوت بذلك الماء الزلال ومخابئ تستوقفك من ابعد مسافة من ظلمتها و طبيعتها التى لا يستوعبها الخيال.
اذا اردنا توثيق بعض من هذه اللحظات الاكثر اسعاداً بكاميرا او قلم لما استطعنا , لان المتاح من عناصر الجمال والروعة اكثر من ان يخطه ويعبر عنه قلم او اى اداة من ادوات التوثيق الادمية , لحظة وحيدة هى التى اجتمعنا فيها منذ دخولنا (نلمى) فكانت عند تناول وجبة الغداء التى من بعدها عرفنا اننا قد قضينا اكثر من اربع ساعات فى دهاليز شلال نلمى فى خضم طبيعة صاحية معبرة عن نفسها تعبير تعجز عنه الكلمات.
لم تزل دهشة شلال نلمى من عقولنا الا بعد ان وجدنا انفسنا فى الطريق المؤدى الى نقطة الانطلاق (نيرتتى) مررنا بها قاصدين المحطة الرابعة علها تكون اكثر اشباعاً للروح فى ذلك اليوم الذى تعلمنا فيه من (نلمى) ذات الروعة والجمال الاخاذ ان حاجة الانسان فى النظر الى جماليات الطبيعة اقوى واكبر من الحاجة الى اى شئ اخر.
وما زال للقصة بقية ..
09-01-2012, 12:05 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
أنت مدعو لزيارة الجبل بعد أن تضع الحرب اوزراها و يعم السلام والامن ربوع البلاد.
شكراً ومرحباً بك فى ديارك و بين أهلك . حللت اهلاً ونزلت سهلاً. للفنان أحمد شارف أغنية لجبل مرة أداها فى نيالا فى بداياته أوائل التسعينيات كانت رهيبة و زادها( رهوبية) صوت شارف الخطييييييييييير ..
09-01-2012, 12:38 PM
haroon asram haroon asram
تاريخ التسجيل: 09-24-2006
مجموع المشاركات: 477
يا اخي اسماعيل عند ما يذكر نيلمي لابد ان يكون مقروناً بالرجل القامة (ديكو قرنتي ) هذا الرجل من اعيان نيلمي وله جنينة مشهورة للبرتقال العسل السكري تأكل منه ما تشاء بدون ثمن يا الله من الكرم لهذا الرجل نسأل الله له الصحة والعافية وكذلك كل مسئول عند ما يأتي الي نيلمي له جوال برتقال في سيارته انا اتمني من جميع ولاه ولايات دارفور تكريم ذلك الرجل الذي ظل اعطاه ممتد لكل غريب
09-01-2012, 01:11 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
Quote: يا اخي اسماعيل عند ما يذكر نيلمي لابد ان يكون مقروناً بالرجل القامة (ديكو قرنتي ) هذا الرجل من اعيان نيلمي وله جنينة مشهورة للبرتقال العسل السكري تأكل منه ما تشاء بدون ثمن يا الله من الكرم لهذا الرجل نسأل الله له الصحة والعافية وكذلك كل مسئول عند ما يأتي الي نيلمي له جوال برتقال في سيارته انا اتمني من جميع ولاه ولايات دارفور تكريم ذلك الرجل الذي ظل اعطاه ممتد لكل غريب
للحقيقة يا أسرم أن أطيب من اهل جبل مرة ما شفت . القامة(ديكو قرنتى) لم نقابله فى رحلتنا تلك لكن قابلنا العشرات من امثال (ديكو قرنتى), كنا نتجول فى حدائق اليوسفى بالذات لانه لذيذ جداً و من كثرة تركيز السكر فيه لا تستطيع فرتكة صوابعك بعد الخلاص من نسف يوسفاية صغيرة من شدة التصاقهم ببعض بسبب كثافة السكر . لم اجد من أهل الجبل فى تلك الرحلة من هو عابث الوجه وواجمه , الكل يبتسم اليك , كيف لا و ربنا وهبهم (جو) لا مكان فيه للعبوث والتكشيرة .
09-01-2012, 01:21 PM
haroon asram haroon asram
تاريخ التسجيل: 09-24-2006
مجموع المشاركات: 477
شكراً الاخ اسماعيل شهادة يعتز به اهل جبل مرة جميعاً وهم اهل الشهامة والكرم والجود نامل تعيد ايام زمان حتي يعيشوا ا لناس الحياة الحلوة بلا حروب بلا قتل وسجم
09-01-2012, 02:17 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
وكانت المحطة الرابعة على مقربة من (نيرتتى) مكان التمركز والاقامة وسرعان ما انحرفت العربة جانباً عن الطريق وبعد دقائق كنا حضور فى شلال (مرتجلو) وجدناه شامخا والاشجار من حوله تكتسى بلون يميل الى الاصفرار اكثر منه الى الخضرة وعندما استفسرنا عن السبب قالوا لنا ان ذلك نتاج عدم وصول المياه الى ذلك السفح فى موسم الصيف لذا تبدوا على الاشجار الصفرة, وبرغم ذلك فان انعكاس اشعة الشمس من خلال سيقان تلك الاشجار يضيف الى ناظرنا لوناً و بعداً جمالياً اخر.
قضينا وقتاً معتبراً فى (مرتجلو) وتوجنا ذلك بالتقاط صور للتذكار والتوثيق جعلنا الشلال خلفية لها ثم تحركنا عائدين للمرفأ والمتكأ الذى نلجأ اليه حين يغالبنا التعب والنعاس,عدنا والعود احمد الى (نيرتتى) و كان ذلك قبيل الغروب اعددنا انفسنا لقضاء ليلة هادئة و من بعد عناء يوم تخللته المناظر والمخاطر قضينا تلك الليلة كل فى تخيلاته وتهيئاته الى ان اطل علينا الصباح وكان صباحاً مماثلاً للذى سبقه , بعد صلاة الفجر قام (ابراهيم ) كالعادة بذبح الشاة الاخرى فكان طبخاً وشواءً شهياً ومستفزاً واخيراً فى تلك المرتفعات المميزة , اعددنا بعده العدة للعودة بتجميع كل الاغراض المشتتة فى بهو ذلك المنزل المضياف وقمنا بتحميل دابتنا الحنونة التى لم تكل ولم تمل من ثقل الوزن الذى اقحمناها به , كانت لحظات فيها كل معانى الحزن لمفارقتنا لتلك الطبيعة الخلابة وذلكم الرجل المجسد لمعانى الانسان السودانى ابن البلد الاصيل الذى اكرمنا طيلة يومين كاملين فلم نلمس منه الا حسن الخلق والمعشر وهو كذلك لم يكن اقل حزناً منا لانه الف مجموعتنا بتشكيلتها المتنوعة وفى تلك اللحظات استطاع ان يخفى ذلك الحزن وراء تلك الابتسامة النبيلة , ودعناه ووعدناه بتكرار الرحلة مرة ثانية اذا شاء ألله , امتطينا الدابة المطيعة متوجهين صوب المحطة الرابعة والاخيرة مروراً ب(طور) كان ذلك فى صباح يوم السبت 26/03/2000 بعد ان تجاوزنا طور انعطفنا شمالاً نحو طريق برى تصطف حوله شجيرات عديدة وكان كثير الانخفاض والارتفاع به ما يسمى بالمزلقانات الى ان وصلنا الى بعض البيوت والرواكيب التى اعلنت عن دخولنا (قلول) المحطة الاخيرة كانت الاكثر حظاً مع مقارنتها مع رصيفاتها من حيث البنيان والتاسيس من استراحات الى بعض البيوت المؤسسة بالمواد الثابتة ايضاً تميزت بتعدد افرع شلالها واكتظاظها بحدائق الليمون والبرتقال والمانجو والموز , تمشينا فى منعرجات ذلك الشلال واستمتعنا بمناظره الخلابة وهو لا يختلف كثيراً عن شلال (نلمى) الا فى مشهد واحد كان لعريس وعروس يتناجيان تحت ظلال الاشجار مما اضاف للمكان حيوية وبهاء واضاف نكهة جميلة لتلك اللوحة معبرة عن انجراف المياه بغزارة من اعلى مخترقة الصخور بصلابتها وقوتها المعهودة فى مجرى يدلل على تاريخ عريق لهذا المجد الدرفورى التليد , المكان جدير بقضاء اطول وقت فيه وكان اخر محطة لنا فى رحلتنا تلك تجولنا فيه ما شاء الله لنا ان نتجول ووثقنا ذلك بعدد من اللقطات من كاميرا (الطيب) ثم اقفلنا راجعين وعائدين الى مدينة نيالا البحير محملين بخيرات الارض من برتقال وقريب وموز ويوسفى ومانجو حتى نثلج صدور من تركناهم خلفنا من اخوان واصدقاء واهل بشئ مما سعدنا به فى هذه الرحلة الخالدة بين طيات الجبال كان هذا فى (طور) المحطة الوسطى.
09-01-2012, 02:42 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
كانت المغادرة من (طور) فى حوالى الواحدة ظهراً والطقس يميل الى الدفء بدات العربة تمخر فى ذلك الطريق المسفلت الذى كان للعم (احمد ابراهيم دريج) حاكم اقليم دارفور السابق الفضل فى انشائه للمساهمة فى ربط هذه المنطقة الجاذبة سياحياً ببقية مدن الاقليم ومن ثم انحاء السودان الاخرى , تناول الجميع المواضيع والاحاسيس التى اختلجت فى النفوس نتاج تلك الرحلة الملهمة وما تزال العربة تسير فى طريق العم دريج , وبعد ربع ساعة توقف السائق ونزل الجميع متسائلاً عن السبب وقبل ان يبتدر احد النطق بسؤال راينا احد اعمدة الجنب الخلفية على وشك الوقوع على الارض , يا لها من رحلة رائعة وعربة مهترئة لكن وبرغم كثرة اعطابها واعطالها نزجى لها ولسائقها الشكر لما قدماه لنا من انجاز المهمة التى سهرنا يومين متتاليين قبل ان نكمل متطلباتها , نحمد الله ان المجموعة بها مختلف المهن والتخصصات فقام من لهم باع فى مجال الهندسة الميكانيكية باصلاح (عمود الجنب) هنا ايضاً استوقفنا الاخ (محمد عبد الرحمن ) وذكرنا بوصية (فطومة) ضاحكاً وساخراً كما عرفناه , استانفنا رحلتنا و اخذت درجة الحرارة فى الازدياد تدرييجياً واستمرت الرحلة الى ان وصلنا (بلبل) مروراً بمدينة كاس وفى بلبل تناولنا وجبة الغداء ثم الشاى الذى اعرض عن شربه كثير من الاخوان نتيجة لامتلاء البطون باللحوم المعتقة (بالمرين) او (العتى) , قضينا دقائق من الراحة وبعدها واصلنا سيرنا نحو نيالا و لاحت لنا تلال المدينة واطمان الجميع لقرب ختام الرحلة بنجاح وفى تلك اللحظات توقف من كان يغنى و يطرب لان الارهاق قد شمل الجسد وبعد نصف ساعة من تحركنا من بلبل دخلنا (دوماية) , وبعدها استنشقنا نسيم نيالا البحير الشفيف ومن ثم شكرنا قائد السفينة(العجب) على اكمال واتمام المهمة بنجاح وقام بدوره بايصال كل واحد منا الى منزله كان اول الواصلين (الطيب ) لقرب منزلهم من مدخل دوماية بحى الجير ثم الاخ (محمد عبد الله الدابى )بحى الكنقو ومعه (عمر )ثم مروراً بحى الموظفين حيث يقطن (صديق) ثم اتجهنا شرقاً لايصال الاخ بهار وظريف الشلة (محمد عبد الرحمن) بحى الوادى شرق ثم شخصى بحى (الجبل) ثم ساكنى جنوب الوادى حى (تكساس) و(كوريا) معهم قائد المركبة العجب ليوصلهم الى منازلهم وميز معلمى مدرسة نيالا الفنيةوهم (نور الدين) و(ابراهيم) و(عيسى) .
كانت ايام سعيدة ... ربى مناى تعيده...
09-01-2012, 04:11 PM
سلمى الشيخ سلامة سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
الاخ الكريم اسماعيل عبد الله تحية واحتراما انوه الى ان الزميل طارق فريجون انتقل الى لقاء ربه قبل شهرين له كل الرحمة ولما بذل لنا من رؤية لمشاهدة تلك البقاع لابنائه وزوجته سلمى السلوان وحسن العزاء
كنت فى نيالا ذات شهر من العام 2006 اسرتنى بسحرها ووجدت ان الحياة فيها قاسية بل مستحيلة حيث الماء امر نادر مع ذلك كانت الفاكهة التى يجلبها التجار من جبل مرة تملا الاسواق لكنى حزنت حين علمت ان الفاكهة تلك سيرمى بها اصحابها فى مطامير خشية الاوبئة لقلة الطلب وحين سالت احد الباعة عن "سر العرض وقلة الطلب " ولماذا لم تنشئ الجماعة المقتدرة فى المدينة مصانعا "لم اسال عن الحكومة " قال احد الحاضرين ـ ناس الحكومة لمن قلنا ليهم دايرين مصنع تعليب فواكه عملوا لينا مصنع نسيج " ضحكت وقلت بينى وبينى "ربما لنسج الياف المانجو " لكن السبب الرئيسى كان فى وجود "الجنجويد وقطاع الطرق " فقبل الان كانت تصل المنتجات الى جميع الاسواق فى السودان ـ القديم ـ تحمل ماركة "جبل مرة "
09-01-2012, 04:38 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
الأخت سلمى سلامة ... سلامى و شكرى اليك للمشاركة و الاطلالة.
للزميل الراحل (طارق فريجون) الرحمة و المغفرة من لدن الرحمن الرحيم ولاسرته المكلومة الصبر الجميل وحسن العزاء ,نيالا تعانى أزمة مياه حقيقة كغيرها من مدن السودان الاخرى و بها فائض من منتجات الفاكهة للدرجة التى يرمى بها اصحابها فى المطامير , نسأل الله ان يولى من يصلح شان البلاد والعباد , معاناة نيالا الخدمية هى امتداد لمعاناة وطن باكمله تعرض للاستغلال من شلليات طفيلية تعاقبت على ادارته من زمان بعيد .
ورغم الضنك يا سلمى ما زلنا نردد قول ابو السيد : السحاب لو اصلو خاصمنا وتعب ... والرياح الفى الدرب ... شتتت فرح القوافى ... برضو ريدك يا ( نيالا وجبل مرة) فينا باقى ... فى الحنايا ... فى عيون اطفال بتكتب الدوايا .. فى المشاوير والحكايا ... وجوة ثابت فى القلب ...
09-02-2012, 07:13 AM
haroon asram haroon asram
تاريخ التسجيل: 09-24-2006
مجموع المشاركات: 477
الاخت سلمي شكراً علي التوضيح ربنا يتقبل المخرج الرائع قبول حسن واسكنه فسيح جناته الاخ اسماعيل والله ماشاءالله رحلة جميلة واجمل منها الاسلوب التي كتب بها وسرد التسلسلي نامل ان تعود مرة الاخري الي جبل مرة و من هنا نقول انا تاني راجي الي الجبل اعيش لحظة عمر
09-02-2012, 08:56 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
Quote: الاخ اسماعيل والله ماشاءالله رحلة جميلة واجمل منها الاسلوب التي كتب بها وسرد التسلسلي نامل ان تعود مرة الاخري الي جبل مرة و من هنا نقول انا تاني راجي الي الجبل اعيش لحظة عمر
ممتن لك يا اخى أسرم لأثرائك هذا البوست المتناول لرحلة من رحلات الزمن الجميل لصاحب الهيبة (جبل مرة) وما علينا الا ان نامل ونتمسك بقول الشاعر : وسوف تصفو الليالى بعد كدرتها .. وكل دور اذا ما تم ينقلب.
09-02-2012, 09:26 AM
محمد أبوالعزائم أبوالريش محمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617
Quote: كان التحرك يوم الخميس 23/7/2000 الساعة الرابعة عصراً , من مدينة نيالا البحير وكل واحد منا ملئ باحساس مهيب وبعد ان اكملنا الاجراءات الادارية للخروج عبر بوابة نيالا الغربية(دوماية) حتى وجدنا انفسنا فى فيافى واراضى منبسطة على مد البصر و الطريق المسفلت يخترقها فى انعراج تارة و ارتفاع و هبوط تارة اخرى ,
سلكت طريق نيالا - كاس - نيرتتي في العام 1978 ... وغني عن القول أنه لم يكن مسفلتاً حينها .... فتختلط المتعة بالرهبة والخوف حين عبور (خور الطلبة)، ثم السهول الممتدة بعد (طور) وغابات مارتجلو بأشجارها التي تعانق السماء.
أحكي يا أخي .. حتى أقارن ما رأيت في ذلك الزمان بما صار إليه أمر الجبل اليوم.
تحياتي
09-02-2012, 10:24 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
Quote: سلكت طريق نيالا - كاس - نيرتتي في العام 1978 ... وغني عن القول أنه لم يكن مسفلتاً حينها .... فتختلط المتعة بالرهبة والخوف حين عبور (خور الطلبة)، ثم السهول الممتدة بعد (طور) وغابات مارتجلو بأشجارها التي تعانق السماء.
أحكي يا أخي .. حتى أقارن ما رأيت في ذلك الزمان بما صار إليه أمر الجبل اليوم.
محمد ابو الريش متشكر لوجودك معنا فى هذا البراح..
أن الطريق الموصل لصاحب الهيبة (جبل مرة) يطلق عليه طريق (نيالا-كاس-زالنجى ) تم انشائه فى العام 1983 بمجهودات العم دريج وعلاقاته مع جمهورية المانية , الآن الطريق به الكثير من الحفر و عدم الاستواء ويحتاج الى صيانة وترميم وما زال الامل معقود على الثوار و الحركات الثورية المطلبية فى ان يمكنها الله من تغيير نظام البطش و الطغيان حتى يرمم هذا الطريق الحيوى و تبنى طرق اخرى لربط مدن اخرى ببعضها لان دارفور تحتاج الى أعمار كامل وليس أعادة اعمار لانها لم تعمر من الأساس .
السرد للرحلة التى قمنا بها مع كوكبة متفردة من ابناء وطنى هى بمثابة أستحضار لبعض الايام المشرقة التى قضيناه فى اقليمنا المنكوب والذى لا يستحق ما آل اليه من تدهور فى الاوضاع الامنية والخدمية والاجتماعية والاقتصادية .
09-02-2012, 12:54 PM
محمد أبوالعزائم أبوالريش محمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617
في طريقنا لي غرب الجبل فرحين نسينا الساعة كم شاهدنا أريل في الملم .. يسبي القلوب يمحى الألم .... حيانا خلسة وإبتسم نسانا روحنا وألف هم خلانا مشدوهين نعاين تهنا في زحمة نعم ...
في نيرتتي وفي مارتجلّو وفي قلول أنا أوصف أيه .... عن أيه اقول؟ أقول نسيما عليل يطاردو عبير زهر؟ أقول في شلالات عظيمة وكابة في طول الدهر؟ أقول سنيني العشتهم قبال أشوف مرة الجبل كانت رتيبة وما بتسر؟ زي السجين واصبحت حر.
09-02-2012, 01:15 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
عندما نتنقل بين مواضيع البورد, مرات مرات نمر بمواضيع جميلة وحلوة لنبدأ معها مشوار الإبحار في عالم الذكريات والتفكير, فنحلق في سماءها ونغوص في بحارها متنقلين بين مريحها ومزعجها. وحينها تطل علينا ذكريات وأحداث نظن بأن الأيام والسنوات الطويلة قد محتها بصورة أبدية من الذاكرة ونبدأ في إستعادة شريط الماضي الذي يظهر كل شيئ بوضوح و جلاء حتى يخال لنا بأننا خرجنا منها توا.
من ضمن الذكريات التي نبشها موضوعك هذا في مخيلتي هي صفحات تحمل في طياتها مناظر جبل مرة الجميلة التي تجلت فيها قدرة الخالق بصورة لا تخطأهاعين, مناظر أقل ما يمكن أن يقال عنها بديعة ومستحيلة. فالجبل كما يحلو لأهله ان يسمونه, كان قبلة لكل أهل دارفور وأهل السودان والخواجات الذين كانوا يأتون إليها من كل فج عميق من أجل السياحة والإستمتاع بجماله وجوه وإشراقته وسماءه وماءه وشلالاته وإنسانه وهواءه ومطره وشجره وحجارته وطرقه الوعرة, وبيوته المشيدة من الطين والقش (القطاطي والدرادر والكرانك والرواكيب). كنا في الجبل نسمع زقزقة العصافير ونهيق الحمير وصليل الحصين وخرير المياه وهفيف الشجر وعواء المرافعين وهزيم الرعد ونقيق القعونجات وهديل القماري والدباس وفحيح الثعابين وقهقهة البشر وخوار البقر وحنين النوق وزئير الأسود ومواء القطط ونباح الكلاب وطنين النحل.
أتذكر حيمنا نمر بالطائر الأسود الذي يمسى بأبون دلك, كنا نتشائم كثيرا إذا ما قطع هذا الطائر الطريق أمام السيارة, فكنا نعتقد بأنه مجلب للحظ السيئ, يعني يمكن أن نسميه طائر الشؤم.
عزيزي, إن الشوق يؤرقني إلي الجبل وتلك الأيام الجميلة, أيام السلم والأمان والطيبة, أيام كانت تخلو من النظرة القبلية والتفرقة العنصرية, حيث كنا نركب السيارات ونمتطي الحمير والجمال والحصين ومرات سيرا على الأقدام من أجل الوصول إلي جبل مرة بدون رعب أو خوف أو حتى التفكير في ذلك. لكن اليوم!!!!!؟؟؟؟ ... هيهات ... هيهات أن نقوم بذلك.
كانت هنالك غابة تسمى غابة كرديتو التي كنا نمر بجوارها قبل أن ندخل مدينة نرتتي قادمين من طور, غابة كانت مليئة بأشجار الكافور, فارهة الطول كأنها تريد أن تعانق السماء, أوراقها طويلة وجميلة ومتينة نوعا ما و ذات رائحة حلوة وجميلة ومميزة يحبها الجميع. وكم من بيت شيد من سيقان أشجار الكافور؟. كنت أشعر بمتعة غير طبيعية وأنا أمر بجوار هذه الغابة. وفي آخر زيارة لي إلي مدينة زالنجي, كنت مجهزا شعوريا ونفسيا بأن نمر بهذه الغابة الجميلة المميزة والفريدة في نوعها لكي نستعيد ذكرياتها الجميلة, إلا أنني صدمت من هول المفاجئة!!!! .... ... لقد وجدتها أرض منبسطة خاوية على عروشها, ووسط دهشتي علمت بأنه تمت إزالتها بواسطة الحكومة بحجة أن المتمردين وعصابات النهب المسلح كانوا يستخدمونها كمخبأ ومنصة لإنطلاق عمليات مسلحة وعمليات سلب ونهب مسلحين. حينها لعنت الحرب وكل من يؤجج ويشعل نارها. كيف يمكن لغابة بتلك الروعة والجمال يمكن أن تزال من الوجود؟
الجبل هبة من الهبات التي منحنها الله لكن لمن نتمكن من إستغلالها بالصورة المطلوبة. أتذكر جيدا بأننا حينما نأكل قصب سكر جبل مرة فأن أصابع أيادينا تلتصق من لزوجة السكر الذي كان فيه ونفس الشيئ يحدث حيمنا نأكل البطيخ في دارفور بصورة عامة. كنت أحكي لأحد الأصدقاء بأن التفاح متواجد في جبل وكذلك الرومان والعنب والموز لم يصدقني وظن بأنني أكذب إليه.
أشكرك أخي على إثارة هذا الموضوع الجميل والشيق وحتما سوف تكون لنا عودة أخرى لهذا البوست بمشئية الله.
09-04-2012, 02:22 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
Quote: الجبل هبة من الهبات التي منحها الله لكن لمن نتمكن من إستغلالها بالصورة المطلوبة. أتذكر جيدا بأننا حينما نأكل قصب سكر جبل مرة فأن أصابع أيادينا تلتصق من لزوجة السكر الذي كان فيه ونفس الشيئ يحدث حيمنا نأكل البطيخ في دارفور بصورة عامة. كنت أحكي لأحد الأصدقاء بأن التفاح متواجد في جبل وكذلك الرومان والعنب والموز لم يصدقني وظن بأنني أكذب إليه.
أكيد جبل مرة هبه من هبات الله على الناس جميعاً , لقد كان الالمان ياتون أليه فى السنة عدة مرات فى ريارات سياحية ومنهم من يقطع مسافة (نيالا - طور - نيرتتى) مشياً على الاقدام .لا تجادل من لم ير جبل مرة فانه بكل تاكيد سيصفك بالجنون فدعه و تحدث مع من زاره ولو لمرة واحده فى عمره سوف لن يمل من الحديث عن جبل مرة صاحب الهيبة والدهشة والارتياح .
فى اتظار مساهماتك يا aosman
09-04-2012, 02:36 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
شكراً الاخ اسماعيل والاخ عثمان انا بالمناسبة عندي تجربة مريرة بالغابة الذي ذكرة الاخ عثمان اتذكر في منتصف التسعينات من القرن الماضي كنت رئيس اتحاد العام للطلاب السودانيين في جبل مرة تقدمت بمعروض للسيد المدير التنفيذي لمحلية نيرتتي ( وكان يشمل جلدو وقولو و روكرو ) طالباً من سعادته شيئين اثنين ان نكمل جميع المدارس الابتدائية و المتوسطة انذلك بالبناء بالمواد الثابتة اولها مدرسة نيرتتي الابتدائية ( الجنوبية ) حالياً ووضعنا نحن في الاتحاد تصور بعمل نفير بدق الطوب الاحمر وسميناها مشروع مليون طوبة والطلب الثاني تصديق بالخشب لاجلاس الطلاب في جميع المدارس ( تخيلوا من الصف الاول حتي الرابع جميعهم يجلسون في التراب ) ولكن المدير التنفيذي قبل الاقتراح الاول وقام بتحويل الطلب الثاني لمدير الغابات في قلول و عند ذهابنا الي قلول وقابلنا مدير الغابات فكانت الصدمة لجميع بأن الغابات مركزية ولا يستطيع قطع شجرة بانا واحدة ولا فايكوس إلا بصديق المركز ولكن تفاجات الان بقطع غابة كاملة ربما بدون تصديق علي العموم نحن ابناء جبل مرة وجميع ابناء دارفور مطالبين بمجهود مضاعف لاعادة بناء جبل مرة لانها هبة الله علينا ولكن فرطنا فيها ومشكور اخي عبدالله علي الصور الجميلة لعكس مناظر جبل مرة عسي يستيغظ الضمير لبعض الاخوة لملمه الصف لاعادة البناء و لكم تحياتي
09-05-2012, 01:28 PM
aosman aosman
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3443
زمان كنا في معهد الكليات التكنولوجية التي تسمى حاليا بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا, وبجوار المعهد كان هنالك معهد يسمى معهد الخرطوم الدولي للغة العربية لغير الناطقين بها(كما أظن), وعلى ما أعتقد بأن المرحوم عبدالله الطيب ذكر بأن التسمية فيها خطأ, حيث لا يجب إستخدام "لغير الناطقين بها" بل "للناطقين بغيرها", معللا ذلك بأن الأولى تشمل الجمادات والحيوانات غير البشر لانها غير ناطقة بالعربية لكن حيمنا نقول الناطقين بغيرها, فقد حددنا بأننا نقصد البشر لكن غير الناطقين بالعربية. المهم في خلال تلك الفترة كان لدينا إحتقال جمعنا بطلاب ذلك المعهد وكان معي صور كثيرة من جبل مرة, أحد الطلاب التنزانيين لم يصدق بأن هذه الصور مأخوذة من دارفور ولا حتى من أي منطقة في السودان وقال لي بأنها شبيه بصور أوربا. فقلت لها نحن لنا طبيعة أجمل من أوربا لكننا نجهل ذلك تماما. حقيقة كان دهشة ذلك التنزاني دهشة رهيبة جدا. ومن المؤسف لقد فقدت تلك الصورة جميعها ولم يتبقى لي ولا صورة واحدة.
لقد قرأت من قبل لأحد الأشخاص في النت بأنهم زاروا الجبل وفي منطقة من مناطق الجبل وجدوا شجرة كبيرة معلق فيها أشياء كثيرة منها نظارات ومسجلات ومحافظ أموال وسلاسل ذهبية وأشياء أخرى. وحيمنا أستفسروا عن سر ذلك, ذكر لهم بأن هذه الشجرة شجرة خاصة بالمفقودات, فأي شخص يتحصل على شيئ مفقود يضعه في تلك الشجرة وأي شخص يفقد أي شيئ يذهب إلي تلك الشجرة ويبحث عنه.
جبل مرةمن ويكيبيديا، الموسوعة الحرةاذهب إلى: تصفح، بحث جبل مرة هي مجموعة من قمم بركانية أوجدها المسيف و يرتفع إلى 3،000 متر. وهي تقع في ولاية غرب دارفور في إقليم دارفور في السودان ، وتسكن بجوارها قبائل الفور و الزغاوة، و أعلى نقطة في الجبل يعتبر المناخ فيها معتدل و تتوفر فيها مياه الأمطار و الينابيع بصورة شبه دائمة .
ويمتد مئات الاميال من مدينة كاس جنوباً إلى ضواحي الفاشر شمالاً ويغطي مساحة 12.800 كلم، ويعد ثاني أعلي قمة في السودان حيث يبلغ ارتفاعه 10.000 قدم فوق مستوى سطح البحر ، ويتكون من سلسلة من المرتفعات بطول 240 كلم وعرض 80 كلم، تتخللها الشلالات والبحيرات البركانية يتمتع جبل مرة بطقس معتدل يغلب عليه طابع مناخ البحر الأبيض المتوسط ، حيث تهطل الأمطار في كل فصول السنة تقريباً مما يتيح الفرصة لنمو الكثير من الأشجار مثل الموالح والتفاح والأشجار الغابية المتشابكة كما أن هذه الأمطار الغزيرة توفر إمداد مائي مستمر للأراضي الزراعية مما يجعل تربتها صالحة لزراعة الذرة والدخن والخ.
يوجد بالجبل العديد من أنواع النباتات التي ينفرد بها دولياً بالإضافة الي مجموعات كبيرة من الحيوانات النادرة والأليفة يتميز جبل مرة بأنه مأهول بالسكان ، وبالقرى الطبيعية الجميلة التي تنتشر حتى قمة الجبل ويعتبر منطقة جذبِِِ سياحي للكثير من الزائرين للتمتع بالمناظر الطبيعية والمناخ المعتدل والبيئة النقية.
09-05-2012, 01:41 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
Quote: ولكن المدير التنفيذي قبل الاقتراح الاول وقام بتحويل الطلب الثاني لمدير الغابات في قلول و عند ذهابنا الي قلول وقابلنا مدير الغابات فكانت الصدمة لجميع بأن الغابات مركزية ولا يستطيع قطع شجرة بانا واحدة ولا فايكوس إلا بصديق المركز ولكن تفاجات الان بقطع غابة كاملة ربما بدون تصديق
جبل مرة لم يلق اهتمام من المركز ابداً برغم اعجاب من زاروه من دستوريين ممثلين لكل الحكومات التى سبقت و السبب هو نظرة حكومات وانسان المركز الحاسدة والجاحدة وانهم لا يرون ان انسان الهامش يستاهل التمتع بحقه فقد حرموه من كل شئ و تمنوا له الزوال و عملوا على ذلك , امر مؤسف ان يمنع ابناء المنطقة من ان يستفيدو من ثروتهم بحجة المركزية لعنة الله عليها , قريباً سوف تشرق شمس الحرية والانعتاق و سوف يقوم صاحب الحاجة الى حاجته دون وصاية ولا اوامر فوقية ومن سار فى الدرب وصل.
09-05-2012, 08:31 PM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 3109
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة