|
حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليمان
|
يظل الاديب والقاص السودانى محورا لاهتمام اهل الادب والفن والذوق الرفيع والحس الصحفى الراقى وهذا ما لمسه الكاتب والصحفى الاستاذ حسن الجزولى الذى ظل يلفت نظر القارىء السودانى بلمحاته الذكية التى ينشرها عبر صحيفة الميدان تباعا ويعكس بها اتجاه الريح الملىء بالغبار السياسى غير النظيف الذى تثيره الحروب والقتل والدمار فى سوداننا الحبيب منذ ان عرف الانقلابات العسكرية المدمرة للوطن .. الاستاذ عثمان حامد سليمان من اهم المشاركين فى هذا الموقع بارائه وافكاره ومتابعته اللصيقة لما يكتب فيه ومهتم بقضية الوطن بالدرجة الاولى ..يشجعنا دوما بالكتابة ويفتح لنا افاقا جديدة كل يوم بملاحظاته القيمة التى يقدمها لنا ومهتم بالتوثيق لكل الاحداث السودانية لانه يرى بعين المثقف المستقبل واهمية العظة والعبرة من كل سلبيات الحياة والواقع المازوم لسودان اليوم والذى ينبغى لنا جميعا تجاوزه الى ما يتمنى الاستاذ عثمان حامد رؤيته قريبا .. سودان حر وديمقراطى فى ظل دولة مدنية تحترم الجميع .. الحديث عن عثمان حامد يحلو هنا للاخ والزميل حسن الجزولى ..اقرا
القاص عثمان حامد سليمان .. أو عثمان عسل الحكي! 08-26-2012 02:04 AM
القاص عثمان حامد سليمان .. أو عثمان عسل الحكي!
بقلم: حسن الجزولي
* في قراءة أولية لعالمه الابداعي (1)
* نضجت تجربته الابداعية من بين علاقات إنسانية واجتماعية!. من هو الذي قال ما يعني، أن قيمة عثمان حامد ليست في إبداعه فحسب ،، بل في ذاته؟ ..هو بالطبع أحد الذين احتفوا بأعمال عثمان القصصية، وفات علي تذكر الاسم!. ولكن.. ولكي أخفف عليه سهوي على نحو ما، أؤكد أن ما ذكره هو عين الصحيح، وأتفق ويتفق معي في ذلك، كل الذين يعرفون عثمان حامد سليمان وجالسوه وجالسهم، ثم قرأوه .. وبهذا فالمدخل لعالم عثمان القصصي، هو ذات عثمان نفسه، التي تعين قطعاً من يقرأه في الحياة! .. ومن داخل نصوصه القصصية ذاتها!. الناظر لعالم عثمان القصصي، يصادف شخوصاً وعوالماً وأمكنة وأخيلة، ربما لو تتبعنا سيرها واحدة تلو الأخرى، فسنكتشف أنها موجودة، وحاضرة في حياة القاص بشكل أو آخر، جاثمة وتنضح بالحياة، وهي التي من معين ضجيجها ينهل عثمان، ويستمد قدرات الخلق، وتطوير البناء العام للشخوص في حكاياته من هذا العالم الذي يحيط به!. ................ حي بانت " شرقاً وغرباً "، بمدينة أم درمان، عالم قائم بذاته كأغلب أحياء المدينة العريقة - بما فيها الأحياء القديمة بالعاصمة المثلثة - ومنذ بدايات تشكله، كحي أم درماني متاخماً لأحياء شهيرة أخرى، كالموردة والعباسية وحي الضباط وأبكدوك، وغيرها من حوارى و" أزقة وجخانين" تلك المنطقة، حيث تلاقحت فيه العشرة والعشيرة والجيرة والتعارف الاجتماعي، ثم انداح كل ذلك، لينشئ علائق إنسانية واجتماعية، متداخلة مع كثير من الناس والأسر، في العاصمة المثلثة بأجمعها. كثيرون هم الذين قطنوا هذا الحي، وكثيرة هي الابداعات التي أطلت للناس، من داخل حيشان وبيوتات هذا الحي، و الأحياء المتاخمة له، لا غرو أن غالبية أحياء العاصمة بشكل عام، وأم درمان على وجه الخصوص، أنجبت من ساهموا في صياغة الوجدان العام للناس، على مختلف الصعد، ولا مبالغة في ذلك!.
كانت الحياة تمور داخل منطقة ومحيط حي بانت، وكانت به ثلاثة أماكن هي بمثابة مراكز جذب شبه ميغناطيسي لتجمعات أهل الحي خلال سنوات السبعين وما سبقها وربما تلاها ، أولها كان ميدان بانت شرق الرياضي ، والذي كان يكتظ بأهل الحي منذ الساعة الثالثة عصر كل يوم، وفيه يحمى وطيس المنافسات الكروية بين فرق المنطقة والمناطق المجاورة له، لاسيما وأن رموزاً من لاعبي أندية الدرجة الأولى بالعاصمة كان يحلوا لهم إمتاع مشجعيهم باللعب في ميدان بانت، كالدحيش، سبت دودو، السر الجمل، قاقرين، بشارة، فوزي المرضي، كمال عبد الوهاب، الراحل بشير عباس و مصطفى النقر وغيرهم. أما المساحة التي تحيط بسينما بانت أو كما يحلو لأهل المنطقة تسميتها "سينما الديش-الجيش"، نسبة لوجود ثكنات ومباني سلاح المهندسين والكلية الحربية قبل انتقالها لوادي سيدنا، باعتبارهمها متاخمتين لدار السينما، فكنت تجد المساحة المحيطة بها - لا سيما الواجهة الرئيسية لمدخل دار السينما المقابلة لشارع الأربعين- عبارة عن عالم آخر، منذ أن يحل المساء وحتى ما بعد منتصف الليل، حيث تمور الحياه فيها بمختلف الأنشطة التجارية والترفيهية، طيلة فترة العرضين الأول والثاني للسينما، في أفلامها التي تقدمها لجمهورها، حيث أكشاك المأكولات الشهية بمختلف أصناف الأطعمة وروائحها التي تجذب الزبائن، إلى جانب رواد القهاوي الصغيرة الذين يلتقون للأنس وتناول الحليب والقهوة والشاي المنعنع، باعة الكنافة والباسطة والفاكهة ، التسالي والنبق والفول المدمس وقصب السكر والعنكوليب والسعوط والسجائر، وباعة المرطبات، الليمون والكركدي والشعير وزجاجات المشروبات الباردة التى كانت تنتجها شركات المرطبات الوطنية المتعددة في تلك الفترة وحتى منتصف سبعينات القرن الماضي،، كشركة مرطبات الحرية وشيكان وكيتي كولا ولويزو وغيرها!، وكان ثالث هذه المراكز الحامل للأنشطة الاجتماعية والثقافية لتجمعات أهل بانت هو ناديها!.
كان نادي بانت الثقافي الاجتماعي، ومنذ مطالع ستينات القرن الماضي، يمثل عن حق، نادياً يقارب أندية الأقاليم حالياً في السودان! .. أقول الأفاليم بمدنها الصغيرة وقراها تحديداً إن كانت لا تزال، تحتفظ بأنشطة ورشاقة الأندية الثقافية الاجتماعية، مقارنة بالعاصمة ومدن السودان الكبيرة الأخرى، حيث إنزوى دور هذه الأندية و" كش" ثم نضب نشاطها.. تماماً كاختفاء قهاوي ومنتديات العاصمة، ودور عروضها السينمائية أيضاً! .. وكان كل هذا بفعل فاعل "جبار"، فعل كل ذلك بتكتم بالغ الحذر والمكر!،، إستهدافاً لتجفيف منابع " العذوبة" في مجتمعات العاصمة، التي كانت منتدياتها العامة، بمثابة الرئة التي تتنفس بها فئاته الاجتماعية، على مختلف مشاربها وتكويناتها، فقصد كتم أنفاس هذه العذوبة، لصالح مشروعه الخرب البغيض!. ففرض في ليلة وضحاها التجهم والعبوس والغلظة في المخاطبة والتعامل، جنباً لجنب مع حالة الطوارئ التي أُرغم على التراجع عنها.. مثل تراجعه عن "ثوابته" الكثيرة دون حياء، حيث كان يأمل أن تعيش بالجبروت بين الناس!، وهذا موضوع آخر على أي حال!.
أعود لنادي بانت الثقافي، وأحكي أنه قد كان بمثابة الحاضنة الرؤوم، لكثير من إشراقات عدد من المبدعين أمس واليوم، وأما في الجوانب السياسية والرياضية والاجتماعية الأخرى، فهي تأخذ أيضاً ذات قيمة " أنفاس" النادي التي شحذ بها رئة أولئك المبدعين، وقد كانت بالطبع أجواء الديمقراطية الثانية ونفس أكتوبر الذى لم يكن قد تبدد تماماً، وزخم الحريات العامة، والروح الثورية والتقدمية لعالم الستينات شرقاً وغرباً، ضاربة ومؤثرة في أعماقه ،أعماق النادي وأنشطته الاجتماعية والثقافية والرياضية وعلائق سكان الحى من حوله!.
كان النادي عبارة عن بيت جالوص صغير ومتواضع جداً، يتكون من غرفة وحيدة وفيرنده وحوش ومنافع، كان يقع تحديداً جنوب مركز الضو حجوج، وعلى يدك اليمين فى الطريق للخرطوم، على شارع الأربعين بقلب حي بانت، والذي يقسمه إلى نصفين " شرق وغرب "،.. من هذا النادي المتواضع تحديداً طلع كثيرون كما أشرنا. وفضلاً عن أنشطته الثقافية فقد تبنى حضانة كثير من الأنشطة الاجتماعية والرياضية للحي أيضاً، و منها أنشطة مثل الجمعية التعاونية لحي بانت، وأنشطة فرع اتحاد الشباب، والاتحاد النسائي السوداني، وفرق الحي الرياضية، كالشعلة والمنتصر والطليعة وفرق الدافوري الصغيرة، وأنشطة أخرى كفصول محو الأمية وألعاب التسلية كتنس الطاولة، والعاب كالكشتينة والشطرنج والطاولة، والاجتماعيات الأخرى كالكشافة والمرشدات، وحفلات الاستقبال والوداع والتأبين وخلافها، فضلاً عن مشاهدة التلفزيون أسود وأبيض والذي كان له رواده ومريدوه في منتصف ستينات القرن الماضي وما بعدها بقليل، وفي فترة كان فيها توفر مثل هذا الجهاز شحيحاً جداً!، ينتقل لأماكن توفره كثير من رواده من المشاهدين، وتستقبل بيوت الجيران التي تتوفر فيها مثل هذه الأجهزة الكثير من المشاهدين من كافة أهل السودان والأعمار، لمتابعة برامجه وفقراته " البديعة" في ذلك الزمن!، وكانت كل تلك الأنشطة التي عددناها داخل نادي بانت الثقافي، تنتظم جنباً لجنب مع نشاط اللجنة الثقافية في صحيفة الحائط وعقد الندوات التثقيفية المتعددة الأخرى. كان النادي عبارة عن خلية نحل يفتح أبوابه منذ الرابعة عصراً حتى منتصف الليل، ويبكر في أيام الجمعة ومناسبات الأعياد الدينية والوطنية، كان بمثابة الرئة التي يتنفس بها الحي.
وسط أجواء وصخب هدا النادي تحديداً، طلع عدد من الرموز في مختلف المجالات، فقد أرتبط وتربى فيه وخرج منه بصورة ما ، مسرحيون وشعراء كهاشم صديق ومبارك حسن خليفة، وكمال الجزولي والشاعر الغنائي الرقيق الراحل عثمان بلة، ، والمطربون الطيب عبد الله وعبد الوهاب الصادق وأبو عبيدة حسن والراحل بدر الدين عجاج،والطيب رابح مؤسس فرقة جاز بانت التى إشتهرت فيما بعد بإسم فرقة "العقارب" وأشقاء الموسيقار برعي محمد دفع الله والعازف صلاح أحمد عثمان، وفي النقد الأدبي برز الراحل سامي سالم والصحفي المخضرم ميرغني حسن علي، وفي الكورة كل من السر الجمل و إبراهيم عقيلى "كركور" وفوزي وفتحي المرضي وكمال عبد الوهاب، وكاسترو الموردة وفتحي ومصطفى النقر والسر الجمل غيرهم ممن فات ذكرهم.
ومن مكان قريب جداً، من ذلك النادي، طلعت أيضاً ومن أحد حيشان بانت كلمات وألحان أغنية محمد الأمين البديعة " لو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العينين " هذا ومع كل هؤلاء طلع لنا أيضاً القاص وعسل الحكي عثمان حامد سليمان!. من هاهنا استمد عثمان، قدرته الفائقة على الحكي والتواصل مع الآخر!.. وهو الانتباه والرصد، وترصد البرهة الضاحكة، وتلك التي تشحذ الذاكرة، بما يدر الدمع، من بين المآقي الطرية أيضاً!، ومن ثم اختمار كل هذه الأحداث، منذ الصبا الباكر، لتأتي إلينا فيما بعد" في مريم عسل الجنوب "، وفي " رائحة الموت " فضلاً عن عدد من القصص القصيرة الأخرى المبثوثة في ثنايا الصفحات الثقافية المتخصصة في الصحف منذ أخريات ستينات القرن الماضي، وفي تلك الأريحية التي يمتاز بها صديقنا العزيز عثمان، مع كوكبة من رصفائه الأمدرمانيين والعاصميين في الخرطوم ونواحيها، من قبل ومن بعد، ليوصفوا عن حق، ودونما أي مبالغة في الوصف والتوصيف، بأنهم فاكهة المجالس في كل حين وشأن.. فهل نبالغ إذن طويلاً إن وصفنا هذا العثمان" بأنه عسل الحكي والأنس"؟!. لعثمان حامد سليمان علاقات ممتدة، على كل المستويات .. سياسياً واجتماعياً.. فلا نستطيع رصدها. ولكنا نحصر هنا بعضاً منها، والتي نزعم أن مبدعنا قد تشرب منها، ما أعانه على أن يكون مبدعاً صميماً!.
أشرنا في أول الحكي، أن لعثمان عالمه القصصي والحياتي بشخوصه، التي يستمد وينفخ فيها، روح المشي والانفعال والتواصل، بين أحداث حكاياته، فتتداخل هده البيئة المتخيلة في قصصه مع بيئته الحقيقية التي يعيشها وينفعل معها، وأنه ضمن بيئة المدينة، نشأ بين أحيائها الشعبية الضاربة والمتشربة من عمق ثقافة الناس والبلد! .. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى أن عثماناً وداخل هذه العلائق، تواتت له القدرة، بحكم أريحيته ومزاجه المتمكن من التواصل وبروحه الصبوحة، على إقامة علائق شجية مع عدد من شخوص وشخصيات، من داخل بيئة الحي الذي سكنه، إضافة للأحياء المتاخمة لحيه الشعبى وامتداده وبعمقه وتنوعه الأمدرمانى، مع أنها متنافرة في اهتماماتها ولكن يجمعها حس عثمان الانساني على المستوى العميق!. فضلاً عن مؤثرات أخرى نشير لأهمها والمتعلقة بأن عثمان هو وحيد والديه، الذي وجد نفسه وهو ما يزال في ميعة الصبا أن يكون مواجهاً بتحمل مسؤولياته كمعيل لأسرة بها أم وشقيقات بعد رحيل الوالد مبكراً!، وأن عثمان التزم نقابياً في فترة عصيبة دفع ثمنها إعتقالاً وتشريداً من وظيفته!، وأن عثمان إضطرته الظروف المعيشية لمغادرة البلاد مدفوعاً، ولكنه ينفعل بما يمور في بلاده، بحكم علائقه التي وظفها دون إحساس بعزلة عن قضايا الوطن في فترة حساسة كان فيها الحكم العسكري المايوي جاثماً على صدر البلاد والناس، فكان ينظر للسودان من البعد كنجمة قصية!، وهو ما يظهر بشجن خفي في ثنايا بعض وقائع حكاياته بمجموعاته القصصية!.
تأثر صاحبنا بطريقة الحياة المختلفة لوالده والتى فارق بها مجتمعه حيث خرج من أسرته مع بواكير الحرب العالمية الأولى ولم يعد إلا بعد إنطفاء نيران الحرب العالمية الثانية . تجول الوالد فى دول شرق إفريقيا، اثيوبيا وارتريا " الحبشة " آنذاك ، تبع القاطرات فى خط سكة حديد شرق إفريقيا وعاش مع شعوب وعرقيات مختلفة ومتنوعة، تعلم لغات ولهجات وأكتسب معارف كثيرة ميزيته عن مجايليه الذين لم يفارقوا البلد. كان فى رحلاته وتجواله يغشى الأراضى المقدسة ويعمل فى ترحيل الحجيج بين مكة والمدينة وغيرهما من المدن حيث تؤدى الشعاير ، إكتسب لقب حاج وقد تيسر له أن يكرر أداء الفريضة لسبع حجات . عمل فى النقل كما أسلفنا بما توفر من لوريات النقل فى ذلك الوقت. عاد غريباً وعاش غريباً ، فقد جاء متسلللاً من الإستعمار الإيطالى الذى لم يقبل رعايا الإستعمار الإنجليزى إلا بشروط مشددة والتى لم يستطع الأب أن يقبلها أو يتعايش معها. عند عوته إقترن بصغرى بنات عمته بالموردة بواكير سنة 45 وانجبت له كاتبنا بعد عام. كان يتصف بقيم التحرر وسط مجتمع تكون فى الريف وجاء يحمل علاقات ذلك الزمن التى كانت سائدة من قبلية وجهوية وطائفية.
تقلب كاتبنا فى علاقاته الإجنماعية الواسة ، فمن علائق سيد حامد الأمين، شقيق الأديب الذرب عبد الله حامد الأمين، صاحب أستديو "فينوس" بشارع الأربعين، المجاور لمنزل الفنانين المبدعين الأعزاء محمد الأمين وأبو عركي البخيت وخليل إسماعيل، إلى محمود محمد مدني وصديق محيسى وعبد المجيد الصاوى .. إلي عمر الدوش و عبد الوهاب الصاوي، وحافظ مدثر إلى كمال الجزولي و سامي سالم إلى عثمان الشفيع والمطرب الفنان أحمد الجابري، إلى علي شعفوفة وما أدراك ماعوالم علي شعفوفة!، إلى الأستاذ الطيب صالح والشاعر الدبلوماسى صلاح أحمد محمد صالح ودائرة علاقاتهم بالكتاب والصحفيين بالقاهرة! من بين كل هذه اللازمات يمسك عثمان بالورق والقلم ليدلف نحو تكوينات عوالمه القصصية!.
هذه بعض سمات عامة لمسرح غزلان القاص، كشخوص وأماكن وأزمنة عبر قصصه التي أتحفنا بها في "مريم عسل الجنوب" و"رائحة الموت" كعملين إبداعيين رائعين، فاستحق عن جدارة، تكريم مجتمع الامارات الأدبى والثقافى، التي إحتفت بأعماله في فترة سابقة!. علنا في مقالنا اللاحق نركز على نماذج من قصصه وعلى شخوص بعينها تسعفنا لمقاربة ما أشرنا إليه بخصوص عالم عثمان حامد سليمان القصصي والوعاء الأمدرمانى الذى تكونت فيه ملامح وسمات تلك القصص والحكايات. ____________________________ نقلاً عن صحيفة الميدان
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: حبيب نورة)
|
اهلا بالحبيب اشكرك نورت المكان
تابع معى هنا
الأحد, 26 أغسطس 2012 الشكل والرؤية في خطاب عثمان حامد سليمان القصصي (1-2) الكاتب Administrator on الخميس, 03 نوفمبر 2011 11:55 < أحمد عبد المكرّم
هناك قضيتان مهمتان، تطرحهما التجربة القصصية للكاتب المبدع عثمان حامد سليمان، أمام النقد المعتني بخطابه السردي. القضية الأولى هي “الشكل” أو القوام الجمالي لمسروداته. أما الثانية، فهي “الرؤية” الثاوية أو الممسوكة خلف القضايا والموضوعات، التي تعالجها تلكم النصوص. وهنا لا نجرؤ على الادعاء بشمولية هذه القراءة في عالمه القصصي، ولكن هي محاولة للبحث في ما تفترضه هذه التجربة من الكتابة الجمالية السردية الولهة بطاقات اللغة الشعرية في التعبير، وما تفجره هذه الطاقة من أسئلة الكتابة ومغامرات البحث عن هوية إبداعية، في مقامي: التجريب والمعالجات الدلالية لموضوعاتها، أي مشاغل وقضايا هذه السردية. وسنحاول قدر الإمكانات النقدية التي يمتلكها هذا المقال، التعرض لمسألة “الرؤية” في كتابه القصصي الأول، ونعني مجموعة (رائحة الموت) ومسألة “الشكل” وتحديداً ما نطلق عليه هنا شعرية السرد في مجموعته القصصية الثانية (مريم عسل الجنوب). < إشكالية النشر:
قبل التناول النقدي لعالم الكاتب المبدع عثمان حامد سليمان القصصي، فإننا مجبرون هنا، على التعرض لسمة تاريخية تعتبر واحداً من أكبر الإشكالات التي واجهت جيل كاتبنا عثمان حامد الذي انطلق في الكتابة القصصية منذ السبعينيات في القرن الماضي، ونعني بهذه السمة (إشكالية النشر). هذه الإشكالية التي كانت عامة في تاريخ الأدب السوداني المعاصر، وقد ألقت بظلالها السلبية على مجمل مشاهد ومراحل هذا الأدب، وإلى وقت قريب. فأنت حين تقرأ لعثمان حامد مجموعة القصص الأولى (رائحة الموت).. فإنك تشعر بحزن عميق، على حال الواقع الثقافي في بلادنا، ولا تدري أتوجه اللوم إلى الكاتب لأنه أخفق طوال مدة طويلة، مارس فيها كتابة هذا الإبداع الجميل، في إيصال صوته إلى الناس.. أم توجه الإدانة إلى نفر من أبناء جيله من الذين أحاطوا نتاجه الإبداعي هذا، بحائط كثيف من الصمت، حتى خرجت هذه المجموعة إلى نور النشر، عن دار نشر سورية عام 1990م. أي بعد عقدين من بدء المشروع الأدبي لكاتبها، لتعلن لنا في الوقت نفسه، عن صوت قصصي أصيل.. شكلت إسهاماته إضافة عميقة لخطاب القصة السبعينية. إن إشكالية النشر، التي ما تزال عقابيلها تعرقل مسار الأدب السوداني، وإن بدأت تخف قليلاً، مع الأجيال الجديدة والراهنة؛ أثَّرت عميقاً في عملية التلقي والقراءات المحايثة لهذا الإبداع، الذي يخرج للناس بعد زمن طويل من إنتاجه، وبالتالي يتعرض لأزمة الانقطاع النقدي، لجهة التواصل والمواكبة. ومن هنا تحولت (أزمة النشر) في حياتنا الأدبية، إلى مظهر أو قل “سمة تاريخية” ما انفكت تطالعنا من حين إلى آخر.. وليس أدل على ذلك من أن شاعراً مجيداً، مثل علي عبد القيوم- من جيل الستينيات العظيم - لم يتمكن من طباعة ديوانه الأول إلا في عام 1994 أي بعد ما يزيد على الثلاثين عاماً، وأن كاتباً قصصياً في حجم (عثمان الحوري) برغم إنتاجه القصصي الغزير، لا ترى له الآن أعمالاً وكتباً منشورة توازي حجم هذا الإسهام. وهكذا حدث ولا حرج في شأن أزمة النشر التي قال عنها مرة في سبعينيات القرن المنصرم، وفي ملف تعريفي بحركة الأدب في السودان نشرته (مجلة الآداب البيروتية 1975) قال فيه الأستاذ عبد الله حامد الأمين، صاحب الندوة الأدبية المشهورة في أم درمان: “إن الإنتاج الروائي في السودان ظل محدوداً وبطيئاًَ، بسبب الصعوبات التي تواجه النشر.. وإن عملية التوزيع تبعاً لذلك غير منتظمة، وكانت محدودة في الداخل والخارج على السواء وقد حالت صعوبات النشر دون خروج أكثر الأعمال الأدبية والروائية في موعدها”، ونضيف حتى القصصية والشعرية منها لتواكب تاريخ كتابتها، ومعاصرة هموم قضاياها. عموماً كانت هذه التوطئة حول أزمة النشر، ضرورية ونحن نحاول تقديم قراءة استشرافية في إبداعات هذا المؤلف القصصي البارع. < شعرية السرد:
أولاً يجب القول إن القاص عثمان حامد سليمان، كاتب يكتب القصة على أفق نوعي أو «عبر النوعي» بحسب المصطلح الذي نحته المبدع المصري إدوارد الخراط.. عندما كان ينظر في طرائق الكتابات الجديدة التي لم تنصع لتعاليم ومقدسات الخطابين: الواقعي (التقليدي) والواقعي «الاشتراكي» ولا يعني هذا أن عثمان هو جزء من هذا التيار، أو الاتجاه الحداثوي الذي برز في مصر عقب الهزيمة في (حزيران) يونيو 1967م.. غير أن كتاباته القصصية ظلت وفية لهذا النمط من الحساسية الجديدة – أو دعنا نقول – «المختفلة « عن أبناء جيله من الكتاب الذين تمرسوا معه في كتابة القصة تحت إهاب الواقعية الاشتراكية.. ونحن حين نحاول هنا تقديم تصنيف لنمط القصة التي درج عثمان حامد سليمان على كتابتها في تجاربه الأولى ونعني قصص مجموعته (رائحة الموت).. التي نشرت متأخرة جداً – كما قلنا- عن وقت تأليفها، إذ صدرت عام 1990م عن «دار الحوار – سوريا»؛ فإن ذلك لا يعني على المستوى المضموني أن قصصه قد غادرت الوعي بالالتزام بقضايا الإنسان «دعنا نسميه – أيضاً- هذا الوعي الكوني» الذي صبغ بشجونه، موضوعات الخطاب السردي لمرحلة الدائرة الكبرى في الكتابة الواقعية في التجربة السودانية.. وإنما مناط التميز لعثمان هنا وفي هذا الإطار ظل- يكمن – وباستمرار- منذ رائحة الموت- وكتابه القصصي الثاني (مريم عسل الجنوب) الذي صدر في طبعتين: (الأولى عن دار شرقيات- مصر 1995م والثانية مزيدة ومنقحة، طبعة أنيقة في مايو 2002م على نفقته الخاصة، من دولة الإمارات العربية المتحدة) نقول مناط تميزه يكمن في حساسيته تجاه اللغة السردية وجمالياتها الأسلوبية التي تستبطن (الشعر) وخصائصه الغنائية الموظفة بإتقان في تحرير الموضوع القصصي.
إن علاقة (الشعري) و(السردي)، في الخطاب القصصي في الكتابات الحديثة قد رسخت أقدامها الآن. و”السردية” التي تعبر عن اختلاف الخطاب في حقلي الشعر والقصة غادرت مرحلة التجريب إلى النمط الأسلوبي المعترف به.. ونحن هنا لا نحاول التنظير لخصائص الأسلوب القصصي عند كاتبنا عثمان حامد سليمان، على أهمية مثل هذا الجهد في أية معالجة نقدية ذات اعتبار، تروم التعاطي مع عالمه القصصي. غير أن هدفنا البارز، من خلال هذا الكلام، هو الإشارة الأولية إلى تجربة لغة قصصية وأسلوبية، غاية في النقاء والبلاغة والشفافية الناصعة لما يمكن تسميته بـ “بلاغة الصورة السردية” التي تكون عند ناقد مثل (تودوروف) في كتابه (الأدب والدلالة) تعني (العبارة اللغوية التي ندركها في ذاتها وليس فقط كوسيط عن الدلالة).. وهنا نحن لا نتكلم عن (المعنى) وإنما عن خصائص (الشكل)، وبالتالي قدرة هذا الشكل بوساطة (الصورة السردية) على التوصيل الدلالي لبلوغ المعنى الممسوك خلف الكائنات المختلفة للنص أو مستوى الكتابة القصصية.
والكتابة القصصية – هنا – عند عثمان حامد.. تنهض على كل أكتاف لغة مجازية بارعة الإتقان.. “بيوت المدينة ساكنة في الرماد، الشوارع مسكونة بالعتمة، الحواري بالنحيب المتقطع والنسيم غريب الدار”.. نص “الظلام- ص7” مجموعة مريم عسل الجنوب، طبعة الإمارات. “ركض إليها شاهراً خنجر المجون والامتهان وهو في استراحة الأوردة المهتاجة”. “نفسه ص10”، ومثال آخر من قصة مريم عسل الجنوب.. “نهضت مريم من سريرها وكأنها تنشر قلوعها لتملأها بهبوب الريح والأعاصير، وأخذت تترنم بأطراف النشيد من مواجعها، أفردت أجنحتها المتخيلة، ليرتفع صوتها عالياً عالياً بالغناء كأنه العصافير تخرج من النافذة”. “ص52”.
إذن، فإن عثمان حامد سليمان ينحت مجد قصته، من وعثاء البحث الدائم عن الاحتمالات اللا نهائية في أفق الكتابة السردية، عن واقع أدبي مغاير لنصوصه.. هذا الواقع المغموس بجلال في اللغة ورهافتها ومجازياتها واستعاراتها، بالغة النبض الشعري والإيقاع.. فالسرد موشى بالاستعارات والكنايات والمجازات القابضة بإطارات صور سردية حتى في الحوار وبناء “العقدة” أو الحبكة القصصية.. فهي كتابة تراهن على ما أكده البلاغيون – كما يخبرنا تودوروف في كتابه آنف الذكر - من “وجود شعر بلا صور مجازية، وكذلك وجود لغة مجازية خارج الشعر”. وهذا باختصار هو المفتاح البلاغي والنقدي في آن لفهم واستيعاب دلالية الخطاب في قصص عثمان حامد سليمان، أو في ما يمكن تعريفه وتحديده، وتسميته، على مستوى الخطاب واللغة.. بـ “شعرية السرد”. < (رائحة الموت):
صدرت مجموعة (رائحة الموت)، لعثمان حامد سليمان، عن دار (الحوار) للنشر، سوريا عام 1990 واحتوت في طبعتها تلك، على (13) قصة قصيرة، تفاوتت في أحجامها حتى إن هناك قصة بحجم صفحة واحدة. وعناوين القصص جاءت كالتالي: سليم ونقيق الضفادع، رائحة الموت - التي تحمل المجموعة عنوانها- الدمية، العصافير العمياء، حتى الفجر! موت خارج الغرض المسرحي، ظمأ، السمكة، الصقور، الحمامة، في القلب، الذئاب الذهبية واغتيال.
< الرؤية المأساوية:
تفترض هذه القراءة من خلال المسح الأوَّلي للنصوص أن هناك بنية عميقة دالة تهيمن على فضاء النصوص الإبداعية في هذه المجموعة وتتمظهر هذه البنية بأشكال عدة منها ما هو متصل بالشكل ومنها ما هو متضمن في الهموم والقضايا موضوع الكتابة القصصية، بما يجعل منها أي هذه (البنية) رؤية للعالم تعبر عن إشكال ما في الواقع (خارج النص) يبحث لنفسه عن حل ومن هنا تستدعى هذه الفرضية التي هي على مستوى (التفسير) متعلقة بالنصوص، على أن تقابلها على مستوى (الشرح) قراءة دقيقة بحيث تتقصى في التاريخ الاجتماعي أو الواقع الموضوعي، الموازي للنص (أو حتى التاريخ الشخصي للكاتب) لتحديد اللحظة الحاسمة التي ولدت على مستوى الواقع الجمالي والإبداعي للخطاب القصصي – هذه الرؤية المأساوية بما هي رؤية للعالم.. في إنتاج عثمان حامد القصصي.. وبما أننا لا ندعي النسق من العمليات النقدية المتوالية ما بين النص (البنية الدالة) والتاريخ موضوع التعبير الجمالي (مصدر الرؤية) فإننا سنحاول قدر الطاقة إخضاع قراءاتنا الأولية هذه لنصوص المجموعة لمتطلبات الوعي، الذي تفرضه القراءة (التكوينية) للنص
عن مجلة اوراق
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: الكيك)
|
القاص عثمان حامد سليمان: الآن لن تجد ما تبكي عليه! حاوره عيسى الحلو
مدخل :
القاص عثمان حامد سليمان من كتاب بواكير السبعينات هاجر إلى دول الخليج منذ مدة طويلة وهناك يشارك في الحياة الثقافية العربية، إذ يرفد الكتابة بإبداعه القصصي حيث نشر الآن مجموعتين قصصيتين هما « رائحة الموت» و« مريم عسل الجنوب»، تلتقي به «الرأي العام» هذه المرة لتدير معه نقاشا حول ارتباط الكتابة بالتطور الحضاري العصري.
( المحرر)
س ـ
أنت من كتاب السبعينات الباكرة.. الآن ألمت تحولات عميقة بالواقع الاجتماعي محليا وعالميا.. كيف هي الكتابة عندك تحت هذا الظرف؟
ج ـ
- تنتمي فترة سنوات الستين الزاخرة بالتحولات لانفجارات ما بعد الحرب العالمية الثانية، من أهم ظواهرها المعارضة القوية خارج البرلمان بدايتها كانت، ليس محليا ولكن عالميا بثورة أكتوبر 1964 بعدها بسنوات انطلقت ثورة الشباب والطلاب من فرنسا ربيع 1968 وتوالت الانفجارات هذا وأحدثت تغيرات عميقة في عالم الكتابة والغناء والموسيقى والسينما والمسرح وأشكال الاحتجاج بدايات انطلاق منظمات المجتمع المدني وحقوق المرأة والأقليات الاثنية والعرقية ثم بدايات ثورة المعلوماتية والاعتماد على الأجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية، والآن ابرز مظاهر العولمة وانفتاح الأسواق العالمية على كل شيء في ظل قبضة اليد الواحدة للقطب المهيمن. سؤالك أين يجد الكاتب نفسه في كتابته وقلمه من الصراعات الاسفينية بمواقع الانترنت؟ وأين الكتاب والصحيفة والمجلة والكتابة التي أصبحت بكافة مدارسها تقليدية بالمعنى الكلي للكلمة.؟
س ـ
هاجرت وعمرك 29 سنة .. معك عشر سنوات «وعي محلي سوداني» وكان أن تغيرت .. كيف ؟ وأين ظهر هذا في كتاباتك؟ ج ـ
تذكر يا أستاذ عيسى إنني قلت لك في حديثنا السابق إن مدينة أمدرمان قد شكلت الحاضنة الحانية لشخوص ومشاهد كتابتي القصصية وأنها بهذا المعنى كانت المحول الرئيس لمكونات الوجدان والذاكرة ربما حدثت تغيرات ظاهرة في بنية المحول الأمد رماني ولكن بقى من المدينة القديمة وسيبقى حتما إلى أن تطوى الأرض شرقها بمائه النيلي ، النيل من أبناء أمدرمان ولد في زمان سحيق في خاصرتها الجنوبية عند الملتقى، وقد تدفقت قهوة الأزرق المنسابة من الهضبة الإثيوبية لتلاقح كرات ماء النيل الأبيض القادمة من إفريقيا، هذه المدينة كانت وستظل منبعاً للإلهام.. مكان فريد وتاريخ اجتماعي متدرج انتصر كثيرا على الناقضات والتباينات التي فرضتها التنوعات القبلية والعرقية الإثنية هذا النسيج المتمازج يزخر بالقصص والحكايات ، يحمل قماشات تصلح لنسج الروايات اكتب الآن وبعد كل هذه السنوات في الغربة - وهي ليست غربة بعيدة مكانياً- اكتب بذات الروح ، ولكنها ملونة بألوان غير مألوفة هنا، فالتعرف على الآخر والإطلال من نوافذ السفر على أقطار الدنيا أتاح لي أفقا أكثر اتساعا ورؤية فيها شمول وتنوع الآن تأخذ الغربة مفهوما جد مغاير.. فهي ليست كالمهاجر التقليدية الماضوية التي أنجبت شعراً وشعراء ولغة كتابة مختلفة خالطتها أخيلة من بيئات مختلفة ، فحتى وقت قريب أصبح الناس مثل البدو الرحل ولكن في بطون الطائرات وانفتحت حدود الكرة الأرضية بل تكسرت أقفالها أمام ضربات المهاجرين والمتنقلين في عصر العولمة.
س ـ
الملاحظ في الكتابات السودانية الحديثة.. إن هناك تناقضا ما بين المضمون والشكل، فالكاتب المحدث يأتي بشكل جمالي جديد «FORM» لمضمون قديم... لان الواقع المحلي لم يتغير ويتطور على الصعيد الحضاري... وان شكل الأفكار أصبح عالميا ومتطوراً لذا فنحن نشهد هذا الإنشطار على صعيد الكتابة العربية الآن؟
ج ـ
استأذنك أن أتحدث عن الكتابة باللغة العربية وليس الكتابة العربية، ففي رأيي إن الانفصام سببه عدم احترام « الساعة » اعني « الزمن» فالزمن مختل هنا في السودان لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية أعنى وقت أكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وإنتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه والعالم لن ينتظر ، فالإيقاع سريع ومتناغم والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز، فإلى أن يدرك الناس أن للساعة والدقيقة أهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.!!
ستصدق حتما انه لا توجد ساعات بالميادين والساحات أو المرافق العامة بالخرطوم ولا المكاتب الحكومية والخاصة ولا بالجامعات والمدارس وغيرها من الدور التي يرتادها الناس وهم في خدرهم اللذيذ إلى أن يدرك الناس أهمية الوقت سيكون للكتابة تفعل خلاق وكعامل اجتماعي بناء أثره الملموس.
وفق توقيت هذه الساعة الحضارية الكبرى.. نجد اختلالاً في الموقف بالنسبة للكتّاب داخل الوطن وخارج الوطن حيث الاغتراب هو اغتراب حضاري في الأساس؟
إن الذي يدرك قيمة الوقت لا يستسلم مثلاً لمرض الملاريا الذي سقط من ذاكرة العالم.. فكيف يسمح أي مجتمع لمثل هذا الداء المنتشر أن يعطل حركة الإنتاج بصورة تكاد تكون شاملة.. انظر كيف يمكن لهذه الحشرة الضئيلة الحقيرة أن تعطل قوة إنتاجية هائلة لملايين ساعات العمل دون أن تتحرك إي يد بمبيد يقضي عليها.
الاغتراب الداخلي هو ضرب من الموت الاجتماعي أدى إلى الانهيارات الراهنة ومنها كثافة نزيف اغتراب القوى الاجتماعية الفاعلة هروبا إلى عوالم أخرى لا يتحقق في كثير منها شرط البقاء على قيد الحياة الهادئة الكريمة فان في الخارج نملة عاملة. عبدة في تلقيط رزقها الذي سيطؤه الفيل حتما..
الاغتراب الحضاري يصطدم بصخرة الذهنية السودانية التي يستعصى عليها قبول الجديد، تلك العقلية شديدة الانغلاق التي تختفي في الجيتوهات التي أنشأتها بمنازلها تجتر فيها كل ما في الوطن من تراجع، انك لن تجد ما تبكي عليه وأنت تسترجع ذكريات العمر ناهيك عن الكتابة ذلك الوجع العظيم.
الرأى العام الثقافى 10-8-2006 م ـ عن الرأي العام
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: الكيك)
|
عثمان حامد سليمان .. قمح الكتابة* الناقد/ سامي سالم
لغة وضاءة، عبارات متوهجة ، أسلوب يفيض بالنوعية، موضوعات يسيل القهر م لبها وعلى حفافيها، وشخصيات تئن من الهجر والكوابيس. عبر هذه الوحدات يدخل بنا عثمان حامد سليمان إلى قلب "القصة الشعرية". ذلك النسيج السردي الذي يبدل فيه الزمان القصصي رداءة التقليدي فيصبح مكثفاً وملتماً على النقيض من النمط القصصي التقليدي الذي يكون فيه الزمان محلولاً ومبعثراً. أربع قصص قصيرة ضمتها مجموعة "مريم عسل الجنوب" تحدث هذا الانتقال النوعي في أسلوب القصص وإن كانت المجموعة الأولى "رائحة الموت" تستبطن بذور القمح.
17 قصة قصيرة ضمتها هاتان المجموعتان اللتان تمثلان حصاد رحلة عاصفة ومتعرجة ومتألقة في حياة الكاتب السوداني عثمان حامد سليمان. خمسة وعشرون عاماً من الكتابة اجتمعت حصيلتها في هاتين المجموعتين. وبداهة فإن الحساب الكمي للأعمال الأدبية لا يعكس القيمة الحقيقية للناتج الإبداعي فهناك متراكمات كثيرة ولكنها لم تضف جديداً إلى تجربة التعبير، ظلت تكرر أسلوبها وتيماتها دون أن تنجز انتقالاً أو تحويلاً. القيمة الحقيقية للفعل الأدبي تتحدد فيما يتستحدثه من تحويل من مرحلة إلى مرحلة، وهذا ما فعلته مجموعة "مريم عسل الجنوب" التي وضعتنا في قلب "القصة الشعرية" بعد أن كانت مجموعة "رائحة الموت" قد وقفت بنا عند عتبات هذا الشكل الأسلوبي الجديد في مغامرات القصة القصيرة وتجريبيتها وتجدداتها وتطوراتها.
قصص "مريم عسل الجنوب" تضعنا وجهاً لوجه أمام علاقات القاهر والمقهور. جدل بالهواجس والمقاومة. في كل قصة تواجهنا شخصية مسيطرة وقاهرة إزاء مجموعات بشرية ونماذج إنساينة تعاني من سطوة الاستبداد، إذ تساكنت عوالمها بالاستبداد والمخاوف. في قصة "الظلام" تواجهنا شخصية "القادم" القوي الغاشم، وفي " سكة الصمت" يطالعنا التجبر، الثري القوي، وفي "فاطمة الحمراء" نقف أمام سطوة المحتل المستبد. أما في "مريم عسل الجنوب" فيطلع القهر من طلقات البنادق ولهب النيران ونداء الدم والحرب. الحرب هنا هي القاهر، وهنا تظهر معالم الوطن في ذاكرة القاص وعلامات مأساته وفصول أزمته. القصص الثلاث الأولى تحمل أشكال أفراد مستبدين بصفات محددة، أما القصة الرابعة فيختلف فيها شكل الاستبداد وملامح القهر. يتحول المستبد من فرد ذي صفات محددة إلى تاريخ متواطيء بشكل غير محدد ويتغير شكل القهر من أفعال ذات إلى حال معنوي مسترسل. وفي داخل الخطوط القصصية يستخدم الكاتب الجنس بوصفه مادة للقهر من ناحية، ووسيلة للخلاص من ناحية أخرى حتى يتحول النص إلى حقل من التوقعات المعقدة والشفرات المراوغة.
إننا أمام نصوص متعددة اللغات والدلالات، وفي الحوار بين هذه المكونات المتداخلة للقصص يعرب النص عن محتوياته المعلنة وتتبدى الصورة الواضحة للمضمون. يلعب الكاتب في المنطقة التي لا تعبر عنها اللغة صراحة، عن طريق عرض الشخصية من الداخل وتسليط الضوء على ذلك العالم غير المرئي وجعله محوراً للوعي بالعالم الخارجي ووسيلة لتفسيره ومعرفته. اختزال العالم الخارجي إلى أقصى درجة ممكنة ووضع اللحظة الداخلية مقابل التفصيلات الخارجية وتجسيد الحقائق من خلال هذا التناظر. والحقيقة أن الانتقال من التفصيلات الخارجية إلى اللحظة الداخلية كان يمثل النقطة المحورية في تاريخ التطور الأدبي التي جاءت بالتجديد في معنى تصوير الواقع واستنباط الحقائق بالتركيز على اللحظة الآنية، الصامتة، المستقرة في شعور الإنسان ولا شعوره. الانتقال من الخارجي إلى الداخلي كان أساس الثورة في التعبير الأدبي بعامة وحمل معه انتقالاً من الدرامي إلى الشاعري، من تسلسل الحدث إلى اللمحات المبعثرة في وعي الإنسان وأحاسيسه الداخلية وذلك لأن حدوث الأشياء في واقع الحال يختلف عن حدوثها في النص الأدبي وكذلك إعادة مشاهدتها أو إعادة رؤيتها وتجسيدها في سياق أدبي تتضافر على إنتاجه عوامل فكرية وأسلوبية وشعورية تضفي عليه معنى توليديا احالياً. وهذا ما فعلته مجموعة "مريم عسل الجنوب".
مجموعة " رائحة الموت" تبدأ بقصة "سليم ونقيق الضفادع" وتنتهي بقصة "اغتيال". هل هناك دلالة رابطة بين البداية والنهاية حتى تجعلنا نشم رائحة الموت؟ ثمة وشائج رابطة، فالضفادع لا تثمر إلا في البرك والمستنقعات، أي في الصورة المباشرة لعطن المكان وموت الحياة. وكذلك "الاغتيال" لا يمكن أن يتم إلا إذا تمكنت الأوحال من دواخل الذي يمارس هذا الفعل المضاد للحياة. فالوجود الذي يسيطر عليه نقيق الضفادع سوف يقود منطقياً إلى عطن الحياة والاغتيال. ثمة وشيجة قوية بين البدء والمنتهى تجعل من "رائحة الموت" المعنى المهيمن على منطوق هذه التجربة القصصية. محتوى لحيوات تواجه المطاردة والحصار والهجرة والاغتراب ولكنها تقاومها بإرادة الوعي.
قصص "رائحة الموت" تتعدد في إهابات شكلية متفاوتة. منها الشكل المسمى بالقصة القصيرة، والشكل الذي اتفق على تسميته باسم "قصة قصيرة جداً" والشكل الثالث الذي يطلق عليه اسم "الأقصوصة". من هذا التنوع في النسيج الشكلي تجد أن الكاتب يلعب على مختلف أنماط التعبير القصصي ومختلف الأشكال التي ولدتها حركة تطور النوع القصصي. عثمان حامد سليمان صوت جديد في القصة القصيرة العربية بكل ما تحمله كلمة الجدة من معنى. إنه يعزف حقلاً جديداً حتى ينبت فيه قمح الكتابة الشعرية للقصة القصيرة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (صحيفة الخليج الإماراتية– الشارقة 15/6/1996)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: الكيك)
|
شوقي بدري يكتب عن القاص الأستاذ / عثمان حامد
الي شبابنا و ابنائنا ، نحن السودانيون نشتكي عادة من قلة كتابنا و قلة انتاجنا . المشكله اننا لا نعرف بعضنا . عثمان حامد سليمان المقيم في دولة الامارات منذ دهور كاتب يستحق مني اكثر من انحناءه و هو مثل امير تاج السر، لا يكتب فقط قصه بل يرسم لوحه و يكتب قصيده كامله في كل قصه قصيره . امثال عثمان يعقدونني فلا ادري من اين ياتون بكل هذه الجمل الرائعه و التعابير التي تتغلغل في داخلك . من المؤلم ان الكثيرين لا يعرفون عثمان حامد سليمان . و انا قد سمعت قديما بالمجموعه القصصيه مريم عسل الجنوب . و لم اتمكن من دراستها الا اخيرا . لماذا نذهب بعيدا و عندنا امثال الكاتب عثمان حامد سليمان و بدون اختيار سافتح بطريقه عفويه و اقرا لكم . اشتعل المساء بالبراكين المعباة في الزجاجات المثقلات بالذهب ، الدم الشاحب يغمر الحانه فينطفء الضجر . جلس امام الينابيع الورديه فاقتربت اشرعة الصباح العذب. انفتحت شوارع المدينه علي قلق النهار . اكداس المارة علي الارصفة الدبغه ، السماء الواقفة في ردائها الازرق تظلل كائنات الطريق الودود .هياج الحافلات يجدد الوان الميدان . دقة طبول الوحش في مهرجان الغياب ، اصواتها العاليه تذبح الغيوم الصغيره العابره . يلملم القمر ثوبه و يدخل في صمت القصدير ، يفتح باب حجرته الفضيه لا يحفل بدم البرق . و في قصة مريم عسل الجنوب يقول قال غبريال (اما انا فقد اقتفيت اثار الطير و النهر فحملني الي بعض القري الشماليه و عندما اكتملت لي اشارات النخيل و القمح ، وقفت علي حصداها حتي تواصل الغناء علي انغام الربابه و ضرب الاكف و خطوات رقص الحمام ، فلما تبعثرت روحي نشرت قلوعي ماضيا بدراستي العاليه لمعالجه علل القمح في المدائن البيضاء البعيده ، و قد عبرت لها البحار و اخترقت سماوات غابت عنها شمس الحراره الملتهبه . في تجوالي سكنت روحي الي قرنفله اهديتها قلبي فانجبت لي فتا نابها. جلبت له صغري شقيقاتي لتلقنه حروف لهجة ابائنا لتمتد جذوره عميقا و تطل شجرته علي الغابة الكبري ) . و كمعالجه شعريه لمشكلة الجنوب في قصة مريم عسل الجنوب يقول الرائع عثمان كل صباح تدخل الشمس من نفس النافذه ، كل صباح يدخل صوت النفير مع ضوء الشمس ، من النافذه . كل صباح اخرج من الباب بعد ان اتناول افطارا جافا . كل صباح نحصي عدد الجنود فنجد واحدا ناقصا . عندما تخرج الاخبار من غمدها و تعبر الشاطئ لتدخل في علبة الاثير النقاله ، يصبح الصباح فاذا بالمدينه البعيده ارملة اخري و حفنة اطفال تيتموا . ياتي المساء بسطوة الظلام و السكون ، و عندما تدخل الشمس من النافذه يتبعها صوت النفير ، و يصطف من تبقي من الجنود . لعثمان كذلك مجموعه قصصيه قديمه هي رائحة الموت . تلفون عثمان النقال الذي اعطيه لكم بدون اذنه هو 00971506172989 و بريده الاليكتروني هو [email protected] فالي شبابنا و كتابنا و ابنائنا ، هذا هو عثمان . انه لكم . الحديث معه رائع و كلماته كالدرر ، خذوه فالرحيق لا يبقي الي الابد . عندي نسخه واحده ادخرها لامير تاج السر اذا تحصلت علي عنوانه . و لكم التحيه
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: الكيك)
|
[B] في قصة مريم عسل الجنوب يقول قال غبريال (اما انا فقد اقتفيت اثار الطير و النهر فحملني الي بعض القري الشماليه و عندما اكتملت لي اشارات النخيل و القمح ، وقفت علي حصداها حتي تواصل الغناء علي انغام الربابه و ضرب الاكف و خطوات رقص الحمام ، فلما تبعثرت روحي نشرت قلوعي ماضيا بدراستي العاليه لمعالجه علل القمح في المدائن البيضاء البعيده ، و قد عبرت لها البحار و اخترقت سماوات غابت عنها شمس الحراره الملتهبه . في تجوالي سكنت روحي الي قرنفله اهديتها قلبي فانجبت لي فتا نابها. جلبت له صغري شقيقاتي لتلقنه حروف لهجة ابائنا لتمتد جذوره عميقا و تطل شجرته علي الغابة الكبري ) . و كمعالجه شعريه لمشكلة الجنوب في قصة مريم عسل الجنوب يقول الرائع عثمان كل صباح تدخل الشمس من نفس النافذه ، كل صباح يدخل صوت النفير مع ضوء الشمس ، من النافذه . كل صباح اخرج من الباب بعد ان اتناول افطارا جافا . كل صباح نحصي عدد الجنود فنجد واحدا ناقصا . عندما تخرج الاخبار من غمدها و تعبر الشاطئ لتدخل في علبة الاثير النقاله ، يصبح الصباح فاذا بالمدينه البعيده ارملة اخري و حفنة اطفال تيتموا[/B]
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: الكيك)
|
وقال حسن الجزولى
لعثمان عالمه القصصي والحياتي بشخوصه، التي يستمد وينفخ فيها، روح المشي والانفعال والتواصل، بين أحداث حكاياته، فتتداخل هده البيئة المتخيلة في قصصه مع بيئته الحقيقية التي يعيشها وينفعل معها، وأنه ضمن بيئة المدينة، نشأ بين أحيائها الشعبية الضاربة والمتشربة من عمق ثقافة الناس والبلد! ..
هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى أن عثماناً وداخل هذه العلائق، تواتت له القدرة، بحكم أريحيته ومزاجه المتمكن من التواصل وبروحه الصبوحة، على إقامة علائق شجية مع عدد من شخوص وشخصيات، من داخل بيئة الحي الذي سكنه، إضافة للأحياء المتاخمة لحيه الشعبى وامتداده وبعمقه وتنوعه الأمدرمانى، مع أنها متنافرة في اهتماماتها ولكن يجمعها حس عثمان الانساني على المستوى العميق!. فضلاً عن مؤثرات أخرى نشير لأهمها والمتعلقة بأن عثمان هو وحيد والديه، الذي وجد نفسه وهو ما يزال في ميعة الصبا أن يكون مواجهاً بتحمل مسؤولياته كمعيل لأسرة بها أم وشقيقات بعد رحيل الوالد مبكراً!،
وأن عثمان التزم نقابياً في فترة عصيبة دفع ثمنها إعتقالاً وتشريداً من وظيفته!، وأن عثمان إضطرته الظروف المعيشية لمغادرة البلاد مدفوعاً، ولكنه ينفعل بما يمور في بلاده، بحكم علائقه التي وظفها دون إحساس بعزلة عن قضايا الوطن في فترة حساسة كان فيها الحكم العسكري المايوي جاثماً على صدر البلاد والناس، فكان ينظر للسودان من البعد كنجمة قصية!، وهو ما يظهر بشجن خفي في ثنايا بعض وقائع حكاياته بمجموعاته القصصية!.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: حسن الجزولى يكتب عن صاحب العسل .. الاديب السودانى. عثمان حامد سليم (Re: الكيك)
|
التحية للصديق الكاتب المبدع عثمان حامد سليمان
عثمان على المستوى الشخصى و الانسانى شخص شديد اللطف عميق لدرجة محيرة لا يستخف بشئ ابدا
عندما يقرأ يقرأ بتمعن و بعقل نقدى ماض و ذكاء حاد
محلل لا يشق لا غبار
و عندما تتحدث ينصت بانتباه
وعندما يحدثك فهو الفطن اللماح الفكه
شكرا الكيك على هذا البوست والتحية مرة اخرى لعثمان حامد
| |
  
|
|
|
|
|
|
|