|
لو كانت المدارس أو المستشفيات (تطير) لوقعت مثلها مثل الطائرات الحكومية
|
قدَّم مدير هيئة الطيران المدني محمد عبدالعزيز، استقالته الى المشير عمر البشير أمس الأول معللاً الاستقالة بفقدان البلاد قيادات في تحطم طائرة في مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان الأحد الماضي، ما أودى بحياة 31 بينهم وزراء وقيادات عسكرية وسياسية.
وعزا مدير الطيران المدني استقالته في تصريح لصحيفة (الحياة) إلى فقدان السودان نخبة من القيادات ما يمثل فجيعة وطنية ومصاباً جلل يقتضي تنحي المسؤول الأول عن سلطة الطيران المدني أياً تكن مسببات الحادث مع التأكيد على تحملي لنتائج التحقيق وتبعاته .
كما أرجع عبدالعزيز الاستقالة إلى إفساح المجال لمراجعة البرنامج الصلاحي الذي يخضع له الطيران المدني منذ ثلاث سنوات في جوانبه المختلفة، قبل أن يتقدَّم بالتعازي لأسر قتلى الطائرة.
ويعاني قطاع الطيران في السودان من جملة مشكلات قادت إلى حظر من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
جدير بالإشارة ان الإنقاذ بسياستها في التمكين ، وتفضيلها ( أهل الولاء) على الكفاءات ، وبإهمالها الصرف على القطاعات الإنتاجية والخدمية ، وعزلها البلاد عن المدنية المعاصرة ، وبالتالي عزلها عن التكنولوجيا المتقدمة والتدريب ، أدت إلى تدهور وخراب المرافق والخدمات .
وسبق وعلق الإسلامي الكابتن شيخ الدين محمد عبد الله – الخبير في الطيران – في برنامج (صالة تحرير ) بقناة أم درمان 26 يونيو ، بان ما يجري من خراب في سودانير لا يمكن فصله عن جملة ما يجري في البلاد ، حيث تترافق أزمة الطيران مع أزمة في النقل البحري والنهري وفي السكك الحديدية .
وعلق المحلل السياسي لـ (حريات) بان خراب الطيران يشابه ويتطابق مع الخراب في كل المشاريع والمؤسسات الأخرى في البلاد ، بما في ذلك خراب الإقتصاد وخراب التعليم والصحة والبيئة ، بل والخراب القيمي والأخلاقي ، وقال انه لو كانت المدارس أو المستشفيات (تطير) لوقعت مثلها مثل الطائرات الحكومية .
وأضاف ان إستقالة مدير الطيران ممارسة غير معتادة في ظل الإنقاذ ، لكنها تشير من جانب آخر إلى انه متأكد بأن الأزمة ليست في شخصه وإنما في جملة السياسات التي قادت إلى خراب الطيران .
وقال ان نظام الإنقاذ غير قادر على الإصلاح ، ليس بسبب إستبداده وفساده وحسب وانما كذلك بايديولوجيته القائمة على التبرير ، حيث قال عمر البشير معلقاً على حادثة الطائرة بانها ليست الطائرة الوحيدة وانها من (الإبتلاءات) التي تؤكد صحة مسيرة الإنقاذ ! أي بمعنى آخر كلما تفاقمت الاخطاء والكوارث فإن الإنقاذ تتأكد من صحة إسلامويتها الكارثية على السودان !! وبهذه النفسية غير القادرة على النقد والمساءلة والمحاسبة فإن الإنقاذ في حال إستمرارها لن تقود البلاد إلا إلى هوة الخراب الشامل . http://www.sudaneseonline.com/?p=74903
|
|

|
|
|
|