|
من علامات الاخرة ... الشيوخيون في الصفوف الامامية للصلاة
|
من علامات الاخرة ... الشيوخيون في الصفوف الامامية للصلاة قبل يوم امس كانت صلاة العيد و يوم امس كان جمعا اخر في مسجد الرسالة (الذي نسميه مسجد السودانيين) بمناسبة عقد قران سوداني كامل الدسم بعد صلاة المغرب و من هنا نهدي احر التبريكات للعروسين متمنين لهم حياة زوجية سعيدة. و لان العم عبدالوهاب (والد العروس) في قامة وطن لنا جميعا فقد كان الحضور ايضا بحجم الوطن. حرص الجميع علي حضور المناسبة و الحمدلله كانت في ازهي معاني الود و الترحاب. و علي غير العادة (الزمن سوداني) فقد كان الحضور مبكرا و معه كانت الاريحية السودانية و الورجغة الكيكية في كل ضروب الحياة السودانية حتي تحسس بعض المصلين من غير السودانيين علي علو صوتنا و نحن داخل المسجد بقيادة ود الباشا (ابو عاج) الذي تحول بعد كل تلك الورجغة السياسية قبل الصلاة الي واعظ ديني (باللغتين الانجليزية و العربية) بعد صلاة المغرب. فقد كان نعم الواعظ في امور ديننا و ما احوجنا لمثل ذلك التذكير. كان مزاحا بطعم السودان في سيرتها الاولي حينما سمعت احدهم يمزح الاخر (شيوعي في الصف الاول من الصلاة! اهو ده نهاية الزمان البقولهو داك ظاتو). قلت لهم الفرق بين الشيو (ع) و الشيو (خ) ليس كبيرا و لذا بجرة حرف حرف قد تحول هذا الزميل الي شيخ. مجالس كثيرة جمعتني مع اخوة كرام خلال مسيرة هذه الحياة كان طابعها بعضا من الاريحية السودانية و بعضا من الورجغة و هناك قواسم كثيرة مشتركة عبرها لم تتغير مثلما كان يقول احدهم في دهاليز السياسة السودانية (هو جون قرنق ده عايز شنو). حينها تأتي الاجابات طواعية من كل صوب (يا اخي ده قال الا يشرب شاي في احدي المدن السودانية المقدسة) . الغريبة حتي و ان كتبت له الحياة لان يشرب الشاي هناك فقد تكون ست الشاي من نواحي جون قرنق ايضا. اذا ما القضاضة في ان يشرب الشاي في اي مكان يشاء في ارض السودان. و في ايجاز مثل هذة القواسم المشتركة ايضا فقد كان السؤال خلال جلستنا امس علي ذات النمط (انا ما عارف ناس دارفور ديل بحاربو لشنو؟) و هو سؤال مشروع في حد ذاته ان لم تتبعه الاجابات ذات الاتجاة الواحد علي شاكلة (يا اخي الشمالية دي لي الليلة كان مشيت فيها اسوأ من دارفور بمية مرة). برغم مشروعية السؤال الا ان الاجابة او التعليق او المقاربة التي تبعته كان قمة في الورجغة السودانية التي لم تتغير لاكثر من 50 عاما. فنحن ما زلنا نسأل نفس السؤال و نجاوب عليه احاديا حتي افقنا علي انفصال الوطن. و الان عدنا (او لم نتركه بعيدا لنعود) الي نفس الساقية و نسأل نفس السؤال و نجاوب عليه احاديا ايضا حتي نفيق الي لا وطن ايضا. عدم مشروعية الاجابة الاحادية تأتي من هذه النقاط القادمة: 1. ما هي المرجعية التي قد نحدد بها اهلية جهة ما للتمرد علي النظام السياسي لهذا الكيان الذي نسميه السودان 2. هل التمرد ضد جهة ما في الجغرافية السودانية ام ضد نظام الحكم الذي يجب ان يكون بلون الوطن فقط 3. لماذا لا يكون السؤال معكوس؟ اي طالما الوضع بالشكل الذي تصفه لماذا لا تتمرد و نضع يدا بيد لاجل التخلص من هذا الشر الذي يحيط بنا؟ المظاهرات في الخرطوم مساوي للتمرد في اقاصي السودان . فالهدف واحد (اي هدف المظاهرات مثلها و هدف المتمردين مع اختلاف الاسامي) الا و هو تقصير الحاكم في اداء مهامة تجاه مواطني الرقعة الجغرافية التي تسمي السودان و كما قتلوا افراد و سجنو اخرون في شوارع الخرطوم فـأنهم لن يتورعو في قتل 10000 في الخرطوم ان احسو بأزدياد الخطر.
اما مسألة الوسائل و تسمياتها سلمية او غير سلمية فهذه في عداد النسبية. فمثلما اتت الحكومة بالدبابات (و طائرة ايضا) كما سمعت قبل اسابيع في مسجد ود نوباوي فأنها لم تأتي بهم للرقص بل لاستخدامها ان دعت الضرورة و هذه الضرورة يحددها من يملك زمام المبادرة. استخدام العصي مثلها مثل استخدام الرصاص. ففي هذه الحالة هو يعلم انك لا تحمل غير يديك و ان عرف انك تحمل العصا فأنه يغيرها الي بندقية و ان عرف انك تحمل بندقية فأنه يحولها الي دبابة و ان عرف انك تحمل دبابة فأنه يستخدم الطائرة و حتما السباق يستمر حتي مرحلة التفوق و حينها زمام المبادرة تكون بيده. الحكام لا دين لهم غير كرسي الحكم الذي يجلسون عليه و الامثلة كثر لداعي التذكير و لا نذهب بعيدا الي التاريخ بل واقع اليوم. فأن تري انك معصوم مما يقومون به تجاة جهة ما ارجو ان تفكر مرة اخري! لربما تختلف درجة المضادات و لكن فقط الي حين.
فهل نطمع في ان نجد ارضية مشتركة للمقارنة او لماذا لا نتمرد جميعا علي هذه الدولة او لماذ يتمرد البعض منا علي الدولة: البنية التحتية 1. المدرسة 2. المستشفي 3. الطرق المدرسة : حتي في الخرطوم محل الطيارة بتقوم و الرئيس بنوم من بوست مجاور (حدث و لا حرج). لا نذهب بعيد الي الاقاليم المستشفي: كل واحد عندو مستشفي و مسميه مجازا (خاص) في الخرطوم و ماذا فيها؟ جزارة و سمسرة حتي في الدم (مرجع بوست الاخ ناذر الخليفة). و امثلة اخري في هذا البورد عن المستشفيات. الاهم في هذه النقطة انها تكدست في العاصمة و كل بقية السودان عليها ان تحضر الي هنا لتحصل علي اقل الخدمات. الطرق: ان كانت موجودة فهي تسمي طرق الموت السريع وفي اماكن غير وجودها فهي معاناة بطيئة.
|
|

|
|
|
|