رمضان كريم ولكنا لسنا بخير - بقلم ناصر سلمان

Quote: يأتينا رمضان ولسنا بخير.. هذه هي الحقيقه المضنيه.. كثير منا في الغربه ، هاتف أهله، فتسرب اليه الحزن من أصواتهم المتعبه، وصعقته معاناتهم وآلامهم. يقبع كثير من بنات وأولاد هذا البلد في غياهب الظلم "اللاوطني"، جريحون مرتين، كونهم طعنوا في كرامتهم ، وحاولت السلطة في أعلي قممها، أن تجردهم من وطنيتهم وحقهم في قول "لا"، وكون الطلب المشروع في الحرية والكرامه والعيش الكريم "فقط" الكريم، أصبح يودع صاحبه السجن. يأتينا رمضان ، ومنذ الثورة المهدية، ما استقام الحكم في بلادنا علي صراط الحرية، ولا أنجب النضال القيم، التي سالت لأجلها الدماء.. إننا أمة حزينة، وحزنها يتعمق ، أن الدين نفسه أُختطف منها تحت الشمس، ليزيد شمس معاناتهم لهيباً. إننا أمة حزينة، لأن التشرزم الذي تنشر غازه القاتل السلطه، يستنشقه بعض من الغافلين، وأن الأولويات في سلم الإنسانية، لا يعلو علي الحريه فيها شئ.. الانسان بلا حرية، لا يستقيم أن تصح إرادته، والانسان بلا إرادة ، كالكائن بلا عقل. لكن الحزن، لا يقتل الإرادة.. الحزن يقوي الأمل في الاصلاح، ويرفع الهمة لأجل التغيير. لابد للحال أن يتغير، في رمضان العبرة الكبري، والدرس المفيد، أن تُشعرنا الشعائر، مسئولية الجوارح، وأن نغسل الدين من الخبث الذي بثه هؤلاء التجار في عقول بعض من أبنائنا.. رمضان فرصة الصفاء الذي يدفع الي القيام بواجب حق الحرية لأنفسنا قبل الآخرين. تستحق مننا أنفسنا أن نستثمر شهر العتق والاستجابه، أن نسأل الله لكل السودانيين الهداية، وأن نلحف في الدعاء والتذلل، أن يعيننا علي من ظلمنا وتسبب في معاناتنا.. إن سيف الدعاء ماض، وليس بينه وبين صاحب الغيوب حجاب. ستندم هذه الأرض، ولو أن ما فيها سكت علي مافيه من خبث، دون أن تثور عليه، وأن تقتلعه.. ستشهد علينا ألسنتنا وجوارحنا، لو أننا سكتنا علي الباطل، وقعدنا عما نحن فيه.. إن أبناءنا وبناتنا يستحقون منا أن نعمل لأجل غدِ أفضل.. إننا نستحق أن تسود بيننا العداله والحرية ، وأن لا تموت فينا القيم، وأن لا يموت فينا الوطن. نحن قادرون علي أن نستثمر قواسمنا المشتركه، لأجل أن نحاصر ما نختلف فيه، وأن نتسامي علي ذاتياتنا ، ومصالحنا الضيقه، لأجل أن تتحقق مصالحنا العامه. اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أو علمته أحداً من خلقك، أن تتقبل منا طاعاتنا وتعيننا عليها.. اللهم إنا نستجير بك علي من عادانا، ومن استخدم مالنا وشقاءنا ، لأجل أن يفتت ويبدد خير بلادنا.. اللهم لا تغادر منهم أحداً ، ولا تترك لهم موردا، وأفتنهم في أنفسهم، وأقمع بأسهم، وأحبط أعمالهم.. اللهم من أراد بهذا البلد خيراً ، فأعنه، ولا تعن عليه، وثبته ، ولا تجمع النفوس عليه.. اللهم إن لك في أوطاننا عباداً مستضعفين، يلتحفون سمائك، ويفترشون أرضك.. يعبدونك ويستقبلون شهرك، ولا أمان لهم الا أمانك، ولا قوت لهم الا غوثك، فأعنهم، وأجرهم وأقطع دابر من آلمهم وأشقاهم.. اللهم دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا