§* أصبح معلوماً للجميع إن حكومة المؤتمر الوطني تعاني من صراع داخلي محتدم على مستوى القيادة و(تَنَزَلَ) على مستوى القواعد متخذاً عدة أبعاد، ذاتية وجهوية يتوارى في بعض الأحيان وكأنه خلاف فكري إلا أن الحقيقة هي(أزمة مصالح) كلما تصغر كيكة الحكم كلما يتعقد الصراع الداخلي. §* حزب المؤتمر الحاكم لم يقم على قاعدة فكرية أو منهجية راسخة لحكم البلاد ولم ينشأ في البيئة التي نشأت فيها الأحزاب السياسية، لأنه جاء محمولاً على دبابة انقلاب قادته الحركة الإسلامية التي تدرك إن بمفردها يستحيل عليها حكم البلاد ولم تجد غير الانتهازيين والفلول والسدنة بمهرتحالف قائم على ضمان المصلحة مقابل دعم النظام.
§* حكومة الانقاذ نجحت في تعبئة كل موارد البلاد المالية وإستحداث وسائل جبائية(شيطانية) واستغلال كل مفاتيح الدولة لإفقارالخصوم وتراكم الثروات في أياديهم ، لكنها فشلت في توظيفها لحكم راشد لتنهار فكرة الانقاذ و الحكومة تستغل موارد البلاد في التمكين بالصرف على القبضة الأمنية وشراء ضعاف النفوس في الداخل والخارج وترسيخ مؤسسة الفساد.
§* كل شعارات الانقاذ ومشاريعها الحضارية وحركاتها التأصيلية والرسالية المجتمعية من أسلمة الحياة والمعرفة وتجييش البلاد وتجيير العقول و(أمنجة) الاقتصاد والمجتمع كل ذلك انتهى إلى سرطان فساد الدولة، والذي تمكن من مفاصلها وتعذر اجتثاثه إلا باجتثاث النظام وإن كل المحاولات التي تقوم بها الحكومة هي في إطار إفرازات الصراع الداخلي .
§* كل محاولات الحكومة في مكافحة الفساد هي مجرد كلمة حق أريد بها باطل لأن الفساد هو من جينات النظام والفاسدون هم أركانه من أشخاص ومؤسسات والمواطن برئ من فساد حكامه وتابعيهم ولهذا، لا يمكن للحكومة محاربة ذاتها وهذا ما يفسر كساح مفوضيات وآليات مكافحة الفساد وعجز أجهزة تحقيق العدالة.
§* قانون من أين لك هذا، قنبلة(فشنك) مثل( سذاجة) نقل مكتب وزير العدل إلى إدارة الثراء الحرام كي يتثنى محاربته. الحكومة لن تقدرعلى مكافحة الثراء الحرام وعلى تنفيذ قانون:( من أين لك هذا) لأنها مطالبة بأن تجيب أولاًعلى سؤال ” من أين لهم حكم هذه البلاد ” . قانون من أين لك هذا هو محاولة مكشوفة لذر الرماد، ولكنه أحد آليات اسكات أصوات الصراع الداخلي في دولة الفساد.
§* الانقاذ وفي صراعها مع قوى المعارضة والمجتمع الدولي عملت على إحتواء صراعها الداخلي واستفادت كثيرا من بعض الأخطاء التي وظفت للتعاطف الشعبي والجماهيري بدأً من الحرب الدينية مروراً بقرار الجنائية الدولية وإنتهاء بأحداث هجليج ولكن(ما كل مرة تسلم الجرة) الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية الطاحنة افقدت الحكومة أي تعاطف جماهيري وشعبي، كما كانت تعتقد وإسقاط النظام الفاشل هي النتيجة المنطقية لأزمة الحكم بالبلاد.
07-10-2012, 06:50 PM
فيصل محمد خليل فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
قال الرئيس البشير في خطابه لمواطني الفادنية شرق النيل في ٧ يوليو ٢٠١٢ م : ( نحن واثقون من شعبنا لأننا جئنا من وسطه) فإذا جئتم من وسطه حقاً ولستم خائفين منه فلماذا تسومونه عذاب الحرمان والجوع وتضربونه حتى الموت بكل أدوات البطش والقهر وتجعلون أكثر من ٩٦ ٪ منه يعيشون تحت خط الفقر. وإذا لم تأتوا من القصر، فأنتم اليوم بل أنت شخصياً ومعظم أسرتك وكل زوجاتك تعيشون في أفخم القصور الفارهة. فمن أين أتيتم بهذه الأموال المليارية، وشعب السودان جميعه يعلم كيف كان حالكم قبل استيلائكم القسري على السلطة. أما حديثك عن إنكم لم تأتوا لحكم الناس بل لخدمتهم. فماذا قدمتم لهم طوال ما يقارب ربع قرن من الزمان سوى التشريد والبطالة والمعاناة. وكل الدلائل تشير إلى إنكم أتيتم
لخدمة أنفسكم لا لخدمة الشعب. فقولك الرزق ( ماعند البشير) تفضحه موازنة ٢٠١٢ م التي منحت البشير مرتباً سنويا يفوق الخيال، بينما المرتب الشهري للمواطن لا يفي ٣٫٧ ٪ من الاحتياجات الضرورية لمعيشة أسرة مكونة من خمسة أشخاص. هذا بخلاف اﻟﻤﺨصصات وغيرها مما هو غير معلوم ولا مكتوب ولا منشور.
ويصل الحديث حد الاسفاف عندما يقول إننا سنطبق الشريعة الإسلامية:( لنغيظهم ونفقع مرارتهم)!! تغيظ من وتفقع مرارة من من أهل السودان المتباين الديانات والأعراق والثقافات واللغات؟ وعندما يقول رئيس الجمهورية إن الدستور القادم سيكون إسلاميا ١٠٠ ٪ ولا مجال فيه للشيوعية والعمالة، فإن أسئلة كثيرة تفرض نفسها. أولاً: كم نسبة تطبيق الدستور الإسلامي الآن، هل هي ٥٠ ٪ أم ٢٠ ٪ أم غيرها؟ هذا مالم يتعرض له البشير لأنه يعلم أنهم حللوا كل ما حرمه الإسلام من الربا والفساد والتعالي في البنيان ورغد العيش، بينما الجار اﻟﻤﺠاور جائع ونهبوا أموال الحج والزكاة والعمرة ومال في سبيل الله، والشيوعيون لا يحتاجون لإذن من أحد لمواصلة نضالهم من أجل الشعب و الوطن. أما العمالة فأبحث عنها في الأماكن التي تعرفها جيداً وليس بين الشيوعيين. نقول بايجاز، إنه خطاب لاعلاقة له بالواقع بل هو في تناقض عميق معه. وهذا ما اصاب معظم أهل السودان بالحيرة والدهشة وهم يقارنون ما جاء في الخطاب والحالة المأساوية التي يعيشونها.
ولكن الدهشة تزول عندما نعلم إن كل الطغاة يلجأون إلى الإحتماء بالدستورعندما تدنوا نهايتهم. فعلها قبله من أدعى إنه حضر الحضرة وفيها النبي (ص) ونبي الله الخضر وعدد من أصحابه. ذكرها نميري الذي طبق قوانين سبتمبر ١٩٨٣ وقطع الأيدي والأرجل وعلّقَ العديدين على أعواد المشانق وعلى رأسهم شهيد الفكر محمود محمد طه. وفي أخريات أيامه قال إنه:( طار عديل ومع ذلك لم ينجوا جميعاً من السقوط والنهاية المحتومة).
كيلو الطماطم بالخرطوم ( خمطاشر) جنيه ، زائد بصل أبيض بي جنيهين ، زائد ملح وشطة بي جنيه ، زائد دكوة بي جنيه ، زائد كيسين عيش بي جنيهين تساوي 21 جنيه ، ووجبة فقيرة يتناولها عمك ( محمد أحمد ) مع زوجته وابنته وولده .
ولو ظلوا يأكلون هذه الوجبة الواحدة طيلة الشهر ، لكان عليهم توفير 630 جنيه ، ولكنه لا يحصل من الشركة التي يعمل بها إلا علي 450 جنيه فقط لا غير . ولهذا السبب سكن في عمارة تحت التشطيب بدون مقابل ، بشرط أن يقوم مقام ( الغفير ) ليلاً دون أجر .
ولهذا السبب يمشي كداري إلي عمله ، ويذهب الصغار إلي مدارسهم عن طريق خ 11 .
ولكن الحكومة ( المتقشفة ) لا تدعم التعليم ، ومطلوب من عمك شراء الكتب والكراسات لأولاده ، وتوفير حق سندوتش الفطور لهما .
ومطلوب منه أن يدفع بعض الرسوم التي تفرضها إدارة المدرسة من حين لآخر ، كما عليه أن يدفع قيمة فاتورة المياه عن الماسورة الواحدة المتصلة به والبالغة 16 جنيه شهرياً .
وكان ( عمك ) قبل تقشف المؤتمر الوطني قد عقد حلفاً غير معلن مع ( بتاع ) الدكان ، علي ألا تزيد ( الجرورة ) عن 200 جنيه في الشهر ، يدفع منها ما يستطيع ويرحل الباقي للشهر القادم .
وبعد تقشف السدنة أنهي صاحب الدكان الحلف من طرف واحد بعد أن كاد يشهر إفلاسه .
ولما ضاق الحال بالعم محمد أحمد ، صاح في إمام الجامع بعد صلاة الجمعة ( يا مولانا أدعو لينا ربنا يرفع عننا البلاء والغلاء ) فرد الإمام السادن عليه ( أدعو براك ) فقاطع الصلاة في جامع السدنة من يومه ذاك .
ونصحه (فاسد ) بالسطو علي الإسكراب الموجود بالشركة ، وبيعه لناس الخردة للحصول علي مال إضافي ، فلم يسمع النصيحة .
وقال له سادن سأتوسط لناس الزكاة كيما يمنحوك 100 جنيه في الشهر ، واشترط عليه أن ينضم للحزب الحاكم ، فأبت كبرياؤه الدهنسة .
وقرأ مرة في صحيفة ( متوالية ) أن مرتب الوزير الإجمالي الشهري 12 ألف جنيه ، فاستغرب أن يستطيع نفس الوزير بناء عمارة مواجهة لموقع سكنه ، تبلغ قيمة قطعة الأرض التي بنيت عليها 2 مليون جنيه جديد .
وشاهد في التلفزيون أكثر من مرة نفس الوزير وهو يخطب في الناس عن الدستور الإسلامي والشريعة ، ويندد بالمتظاهرين والعملاء ، ويطالب الناس بالتقشف ، والعبادة .
سأل بعد ذاك عن سعر صحن الزهد والتبتل والتيمم في مطعم المناسك فلم يجده إلي يومنا هذا .
07-10-2012, 09:07 PM
فيصل محمد خليل فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
تشهد البلاد نذر أزمة حادة في الدقيق بالعاصمة والولايات، وكشفت جولة (الميدان) مساء أمس الأول عن إنعدام الخبز بمخابز شمال الثورات، حيت أغلقت جميع اﻟﻤﺨابز بالحارات ( ٧٦) و( ٧٥ ) و( ٧١ ) و( ٧٢ ) فيما حصب شباب صغار السن بعض اﻟﻤﺨابز بالحجارة، قبل تدخل الأهالي وإحتواء الموقف، وشهد مخبز محطة صابرين إزدحاماً غير مسبوق، وسط سخط المواطنين الذين تحصلوا على كميات تقل عن إحتياجاتهم، بسبب توزيع عمال الفرن الكميات الموجودة بالتساوي على المواطنين. وتسببت الأزمة في توقف مخبز الخرطوم ( ٣) ومخابز شارع بيويوكوان، طوال اليومين الماضيين. فيما توقف مخبز الخرطوم (2) أمس عن العمل، وإنعدمت سلعة الخبز عن جميع المحال التجارية والدكاكين بالخرطوم ( ٢) والخرطوم (3) وبسوبا، جنوب الخرطوم، توقفت اﻟﻤﺨابز عن العمل، عدا مخبز وحيد يعمل بمولد كهربائي، وسط إقبال وصفه وكيل اﻟﻤﺨبز ب(الضاغط)، وإشتكى مواطنو المنطقة من صعوبة الحصول على الخبز بما يكفى أفراد الأسرة الواحدة. وكشف مصدر مطلع (فضل حجب إسمه) عن زيادة طبقتها الحكومة على الدقيق بلغت ( ٣٠ ) جنيهاً على الجوال، بيد أن وكيلاً لأحد اﻟﻤﺨابز قال أن شركات الدقيق قلّصت طاقتها الإنتاجية بسبب مشكلات إعتمادات مالية مع الحكومة، الأمر الذي أدى شح كميات الدقيق بالسوق، وأضاف بأن الأزمة بدأت منذ أربعة أيام، متوقعاً تفاقهما في الأيام المقبلة، إذا أصرت الحكومة على المضي قدماً في تحرير أسعار الدقيق.
وأكَّد مراسل (الميدان) بالدامر، أن المدينة تشهد أزمة حادة بالدقيق، مضيفاً بأن المواطنون أصبحوا يصطفون لساعات أمام اﻟﻤﺨابز والأفران للحصول على الخبر، وأوضح بأن أصحاب الأفران أوضحوا بأن كميات الدقيق التي تأتي من الخرطوم تقلصت بصورة كبيرة الأمر الذي أدى لتفاقم حدة إزمة الخبز بالمدينة.
07-10-2012, 10:52 PM
فيصل محمد خليل فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
واضح تماماً ان حزب المؤتمر الوطني يريد ان يمضى في وجهة الحرب، متجاهلاً تبعات ذلك على مواردنا البشرية والمالية، والضغوط القاسية التي يتعرض لها شعب السودان بسبب الأزمة الاقتصادية، الحزب الحاكم يرغب في استثمار المشاعر الوطنية مثلما هو يستثمر في الدين، وذلك لتحقيق أهداف لا صلة لها بمصلحة الشعب فهو يرمي لإسقاط حكومة دولة جنوب السودان لتعتلى السلطة هناك قوى سياسية موالية للسلطة في الخرطوم، كما يرمى لشغل المواطنين عن القضايا الأساسية المتمثلة في ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتردى الخدمات والعطالة وبيع المؤسسات العامة والفساد وانتهاك حقوق الإنسان المدنية والاجتماعية.ء
والسؤال الذي يفرض نفسه باستمرار إلى متى يستمر هذا الحال؟ في تجييش اﻟﻤﺠتمع والدفع بأبناء السودان لمحرقة الحرب وتوجيه الموارد المالية لتوفير العتاد الحربي؟ ما هي الأولوية الآن لشعب السودان.. الخبز أم الرصاص؟ ان القضايا التي تثير الحروب واضحة وضوح الشمس سواء تلك المتعلقة بالعلاقة مع دولة جنوب السودان او المتصلة بالوضع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وابيي، ومهما طال أمد الحرب ستظل تلك القضايا باقية وآلة الحرب مهما كانت قوتها لن تكون بديلاً عن طاولة المفاوضات، واذا ظن المؤتمر الوطني ان التصعيد الحربي سيمكنه من فرض إرادته عند التفاوض نقول له ذلك ظن بائس لان الدم السوداني المسفوك هو أغلى من أي مكاسب سياسية.ء
إننا ندعو لوقف الحرب من كل الأطراف، وندعم الجهود الإقليمية والدولية الساعية الآن لاستئناف المفاوضات، ونرفع صوتنا عالياً بضرورة أن تشترك فيها القوى السياسية لضمان أن تكون الإرادة الوطنية هي الضامن الأساسي التزام بما تفضي إليه المفاوضات، كما ندعو كل القوى المحبة للسلام للتضامن والعمل لأن يسود سلام دائم في السودان قائم على الديمقراطية ومستجيب لمطالب الشعب في الاستقرار والحياة الكريمة.ء
07-11-2012, 08:31 PM
فيصل محمد خليل فيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041
على اثر المظاهرات التي جرت طوال الأسابيع الماضية اعتقلت أجهزة الأمن مئات المواطنين لازال الكثير منهم في أماكن غير معلومة، ولم يسمح لذويهم بزيارتهم وبعضهم يعاني من أمراض خطيرة او مزمنة. وضمن المعتقلين شباب، وشابات ، نساء وطلاب على أعتاب الامتحانات الجامعية. كل هؤلاء لم توجه لهم تهم قضائية. وبالتالي لم يمثلوا أمام أي محكمة .. وبالتالي فهم رهائن لدى السلطات التي لا زالت تواصل الاعتقالات حتي هذه اللحظة. إن هذه الاعتقالات تمثل إنتهاكاً صارخا للدستور الدائم وللمواثيق الدولية التي وقع عليها السودان والمتعلقة بكفالة حرية التعبير عن الرأي. كما أنها دليل ساطع على وحشية السلطة تجاه الاحتجاجات السلمية المتصاعدة في العاصمة والأقاليم. إننا اذ نطالب من هنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين دون قيد او شرط فإننا نناشد الأحزاب والمنظمات الخارجية أن تكثف ضغوطها من اجل تنظيم حملة دولية ضد الاعتقال السياسي في بلادنا، كما ندعو القوى الوطنية و الديمقراطية وأسر المعتقلين وسائر الشعب السوداني لرفع الصوت عاليا من أجل اطلاق سراح هؤلاء ، وغل يد الأمن عن القمع الوحشي الذي تواجه به التظاهرات الاحتجاجية السلمية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيصل محمد خليل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست