|
وحدوه ... قبل الطوفان (1)
|
وحدوه ... قبل الطوفان مفاهمات حول ترتيب الأولويات و إعلاء الجند الوطنى المقدم : وحدة الصف الوطنى لإسقاط النظام
(1)
الآن و شرارات الغضب الشعبي تشتعل هنا و هناك و المارد الوطنى يستجمع في قواه و ينهض , ببطء و لكن بثقه و حزم و بساله , الآن نحتاج أن نسهم كلنا - كل حريص و حريصه و كل جاد و جاده في أمر تحرير هذه البلاد نهائيآ من الديكتاتوريه و الاستبداد و وطأة الحروب و المظالم الاقتصاديه و الاجتماعيه و العنصريه - أن نسهم في ترتيب هذا الأمر.
قد نتناول هنا قضايا يعتبرها البعض بديهيات لا تستحق بذل الجهد و الوقت حولها , نرى العكس تمامآ, من الأفضل اثارةكل الأسئله و القضايا حتى ما يبدو بديهيآ أو متفق عليه و تجديد و اعلان الاتفاق حوله أفضل من أن نفترض اتفاقنا حوله دون نقاش و تأتى احداث و ظروف مستقبليه أخرى تكشف ان لا اتفاق حول البدهى. سبب آخر هو تنوع الناس والمجموعات و اختلاف خلفياتهم و تجاربهم و طرق تفكيرهم و فعلهم للأشياء من أبسطها الى أكثرها تعقيدآ. هذا التنوع والتباين يقتضي حوار مفتوح و حر يسمح للجميع بأن يُسمع صوته و رأيه قبل اتخاذ قرار ما , دون افتراضات مسبقه ,اختلاف الأجيال و مداخلها للشأن الوطنى العام و طرائق عملها أيضآ سبب مهم يتطلب مساءله حتى ما يعتبر بدهى لهذاالطرف أو ذاك.
نظر أولى في النهوض الحادث:
الإنفجار الذي حدث و التظاهرات التى خرجت في كثير من مدن السودان هى رد الفعل العفوى المباشر و الغاضب على الإجراءات الإقتصاديه الأخيره, لكنه أيضآ وبشعاراته تعبير عن تراكمات كل السنوات العجاف الماضيه لحكم الانقاذ , الاجراءات الأخيره هى الزناد , هى ما طفح بالكيل لكنها ليست السبب الوحيد كما يحاول بعض مدعى التعقل و الموضوعيه و الحياد أن يحصروا الحراك و النهوض في رفض الاجراءات الاقتصاديه. الأزمه في البلاد شامله ولا يمكن تجزئتها , و هى أزمة سياسيه في الأساس, أزمة نظام حكم متكامل تتصل بالسؤال الذي منه تفجرت كل الأزمات اللاحقه كيف يُحكم السودان؟ أن يٌحكم بالحريات و الانتخاب الحر و المشاركه الكامله : وسيادة القانون و المؤسسات و مكافحة و الغاء الامتيازات و الهيمنه الموروثه على أساس العرق و الدين و الأصل الاجتماعى أو غيرها من الامتيازات , أم يحكم بالقهر و الاستبداد و مصادرة الحقوق و مواصلة فرض الظلم و التمييز؟ حقيقي أن الانقاذ لم تخلق هذه الأزمات فهى وُجِدت مع الميلاد المشوه للسودان و لم تقم النخب التى حكمت بأى جهد حقيقي و جاد لمعالجتها بل فاقمتها , الا أن الانقاذ وصلت بالأزمات لنهاياتها القصوى و كانت التعبير الأكثر غلوآ و تطرفآ عنها و وضعت الجميع في نقطة اللاعوده في مواجهة خيار البقاء بمعناه الحرفي الآن لا خيار آخر , لا طريق ثالث : إما ذهاب الانقاذ أو ذهاب البلاد. . الوحده هى الوسيله الوحيده لانجاح الحراك الشعبي السلمى
كما ذكرنا سابقآ فان الانفجار العفوى الحادث هو خطوه أولى جباره , كسرت حواجز الخوف و الرهبه الحقيقي منها و المتوهم , هزت الثقه الزائفه للنظام و ادعاءات قادته و اعلامه بأن هذا الشعب لن ينتفض , و أزالت غشاوة التخذيل و التشكيك و التيئيس و الاحباط التى هيمنت على المشهد الوطنى السودانى لسنوات و أعادت الثقه والحيويه لجماهيره أن بالإمكان هزيمة الديكتاتوريه و اقتلاعها من جذورها. كل هذا و كثير غيره فعلته تظاهرات الأيام السابقه و التى ستأتى , و هذه الآثار عالية الايجابيه لن تنمحى غض النظر عن تواصل الاحتجاجات أم توقفها فالمارد كسر سلاسله و خطا الخطوه الأولى في درب الانعتاق و التحرر , الآن تأتى مهام و واجبات تنظيم وترتيب هذا الحراك , تحويله من فعل عفوى الى عمل منظم و هذه مهمه جليله و عسيره و معقده لكن لا بديل لها. حالة تفتت و تشتت الصف الوطنى المعارض مثلت مصدر قوه و مناعه لنظام الانقاذ , تم هذا بتأثير و تدخل مباشر من قبل النظام أو لأسباب ذاتيه تخص الأحزاب و المجموعات المعارضه داخلها منفرده أو بين بعضها البعض. دراسة هذه الأسباب و الاستفاده منها واجب مهم , لكن هذا يمكن أن يتم بالتوازى , أى دون ايقاف و تعطيل الدفع باتجاه توحيد وتنسيق جهودها و عملها و نشاطها. الدعوه للوحده ليست لرغبه ذاتيه محضه , بل لأسباب موضوعيه أهمها أن الغالبيه الساحقه من هذا الشعب - بما فيها الغالبيه لساحقه من منتسبي و مؤيدى هذه المجموعات و الأحزاب - لها مصالح حقيقيه في ذهاب النظام أوضحها و أكثرها مباشرة هى مصلحتها في انهاء أوضاع الافقار و المرض و الجوع و الحروبات و أن قطاعات مقدره منهم عبرت عن ذلك بوسائل مختلفه. سبب آخر مهم أن اسقاط النظام لن تنفذه قوة سياسيه منفرده مهما كانت قدراتها , هذا الفعل و ما يليه يحتاج لتجميع أكبر و أوسع تحالف سياسي اجتماعى ليس فقط للإطاحه بالنظام بل - و هذا هو الأهم - لتنفيذ مهام ما بعد اسقاط النظام الى حين الوصول بالبلاد الى محطة انتخابات ديمقراطيه حره , هذه المهمه حيويه و حاسمه للغايه.
من السهل و أكثر مرونه تكوين تحالف صغير من قوى و مجموعات متقاربه في خلفياتها الفكريه و مواقفها , يبقي السؤال قائمآ عن مدى فاعلية مثل هذا التحالف و قدرته على احداث تغيير حقيقي و واسع على أرض الواقع بالمقابل فالعمل الجبهوى الواسع معقد و صعب و بطئ للتباين و الاختلاف الواسع في الرؤى و الافكار و المصالح الآنيه و المستقبليه , هذه ليست ظاهره خاصه بالسودان بل سمه تلازم أى عمل جبهوى واسع في أى مجتمع. يزداد الأمر تعقيدآ في مجتمع , تغلب عليه التقليديه و لا زالت العلاقات العشائريه و القبليه و الأسريه و الطائفيه تلعب فيه دور مؤثر بل إزدادت قوتها مع تحول الدوله لعدو و خصم كامل يقيم قوته على أسس عشائريه و عنصريه و قبليه. توحيد هذا الصف الوطنى لا يعنى الاندماج أو الغاء الاختلافات بين قواه أو القفز فوقها, بل تعنى الالتفاف حول برنامج وطنى بسقف سقف واقعي محدد و واضح , و الوعى بالاختلافات القائمه بين قوى التحالف هذا.
الوحده ضروريه لقفل الباب نهائيآ أمام أية سيناريوهات محتمله من النظام , انقلاب داخلى أو اصلاحات شكليه أو إثارة العنف و الفوضي الشامله , و قفل الباب أيةمحاولات انقلابيه قد تأتى من أى طرف آخر أو مجموعات مغامره من خارج النظام. داعٍ اضافي للتوحد هو الشراسه و العنف المفرط الذي قابل به النظام التظاهرات , هو متوقع لكل من يعرف طبيعة النظام و قد يتزايد و يتسع و لكنه في وجه آخر تعبير عن حالة الفزع و الرعب مما قد يحدث ان توسعت و تواصلت الاحتجاجات و في ذاكرة قادته المشاهد القريبة لما آل اليه حال نظراءهم في ليبيا و تونس و مصر. لجم هذاالعنف و القمع و هزيمته و دحره لن يتم الا بأوسع وحده جماهيريه.
عظم ظهر هذا التحالف الواسع هو ما يمكن أن نسميه التيار الديمقراطى الحي و النشط و الفاعل داخل المجتمع و داخل تكويناته و تنظيماته المختلفه و بين أفراده. يتفق هذا التيار و يسعى بمبدئيه لإزالة الدكتاتوريه و إقامة دوله الديمقراطيه والمؤسسات و القانون , ايقاف الحرب و احلال السلام العادل , المحاسبه على الجرائم التى ارتكبت استعادة اموال وممتلكات الشعب المنهوبه . هذه عموميات ما يجمع هذا التيار و هو الذي أبقي و حافظ على جمرة المقاومه متقده و صارع , ضد كل مشاريع تدجين الناس و محاولات قتل الوعى و الكفاح لأجل الحريه و السلام و العيش الكريم, صارع داخل وخارج منظوماته ضد كل مساعى التطبيع و التعايش مع القاتل و مجرم الحرب و السارق و الفاسد و الوصولى. على سبيل المثال قد يختلف البعض و بشده مع مواقف قيادة حزبي الأمه و الاتحادى لكن هذا لا يحجب رؤية صمود و بسالة مئات بل آلاف من قواعد و قيادات هذه الأحزاب و مقاومتها لكل مساعى و إغراءات جرها للمساومه و الانخراط في صفوف النظام.
,التغيير - كما أكده واقع ما حدث و يحدث في البلدان حولنا - ليس عمليه حسابيه و الثوره ليست تصميم هندسي ذكى تضعه بعض العقول , بل هي تراكم لآلاف أفعال المقاومه و الكفاح الصغيره و الكبيره من جماعات و أفراد. لا يمكن التنبوء بموعد حدوثها و لا بكيفيته, تستطيع القوى الحيه أن تهيئ لهذا الحدث , ان تعبئ قواها , أن توحد صفوفها , أن تنشر الوعى بالحقوق و انتزاعها و الدفاع عنها , و أن تستعد لحدوث الانفجار و لما بعده من صراعات و توازنات و أن تكون مؤثره فيها و في أى اتجاه تسير الأحداث .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وحدوه ... قبل الطوفان (1) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
فلتتوحد الجهود .. التنظيم اهم حاجة لدحر هذا النظام .. التذكير بالمعتقلين برضو مهم .. شكرا لعصام ومحمد المشرف وياها المحرية فيكم .. الشباب وقود الثورة وكما ذكرت سلمى في لقائها مع اون تي في قبل قليل الورداني ( انا اللي حصل ليا موش بيساوي اي حاقة قدام ما يحدث للصحفيين والمدونيين السودانيين ) . الحرية للمعتقلين وفي درب الحرية نسير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدوه ... قبل الطوفان (1) (Re: Osama Mohammed)
|
Quote: إذن لنحقق ذلك الوطن اولاً .. ذلك هو الهدف .. تلك هى الثورة .. والثورة تأتى أولاً فى ترتيب أولياتنا الآن .. فليرمى كلا بسهمه فيها .. لا مجال للتخاذل .. ولا مكان للمتخاذلين بين قوى التغيير .. فليحسم الناس أمرهم .. لا حزب ولا قيادة ولا جهة ولا قبيلة ولا ايدلوجيا الا الوطن.. هدف واحد .. وثورة لتنجز |
معاً صفاً واحد ...
سنمضي بالشوارع ..
نرفع أصواتنا بالهتافات ..
والجند ألاول وطننا ..
ولنطاالب جميعاً بإطلاق سراح المعتقلين ..
تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدوه ... قبل الطوفان (1) (Re: محمد ادم الحسن)
|
Quote: وتبدو الخيارات واضحة جداً أمام القوى الفاعلة فى المجتمع السودانى .. سودان واحد متعدد يسع الجميع داخل إطار الدولة الديمقراطية الشفافه والحديثه .. والطريق اليه يمر عبر ثورة شعبية يتداعى لها اهل السودان كافة دونما وصاية ودونما إقصاء .. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدوه ... قبل الطوفان (1) (Re: نادر)
|
سلام المشرف و الوحده لن تحدث بالأمانى و الدعوات الطيبه , بل بالعمل لها و الضغط في اتجاه أن تحدث و تتحقق , لأن هناك جهات عديده تعمل هى أيضآ على أن تستمر حالة الشرزمه و الفرقه هذه , بعضها يعمل لذلك بوعى كامل , و بعضها الآخر بلا وعى و بشتاره و "خراقه". في هذا فإن الصوت الذي يجب أن يعلو الآن هو المطالب بتوحيد الجهود و الصفوف ... تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدوه ... قبل الطوفان (1) (Re: aydaroos)
|
الشباب مستعجلين يا عصام .. عايزين الشوارع تتملي سريع .. ناسين الانقاذ بترضّع في ناسها 23 سنة .. مسكتهم كل مفاصل الدولة ومفاتيح السوق .. العمل دا داير مثابرة وصبر .. مقاومة النظام حتكون مستمرة لأنو أصلا ما عندو حلول للكارثة .. كل يوم يمر الثورة تكسب والحكومة تخسر .. في اطار نداءكم العقلاني ده .. حقوا يحصل تنوير لفعاليات الشباب والاحزاب والمرأة والنقابات .. عشان يستقطبوا المترددين ويشجعوهم للانضمام للثورة .. وأنا بشوف مافي ما يمنع حتى استقطاب اعضاء اللجان الشعبية في الاحياء.. وعضوية المؤتمر الوطني نفسة بواسطة أقاربهم وأصدقائهم.. ماكفاية الاعتماد على قوة الشارع بس.. الاتصلات دي على الأقل إذا ما دفعتهم للمشاركة بتخليهم يقيفوا في الحياد.. السودانين بقدروا شديد لما الناس تتصل بيهم ويحسسوهم بأن مشاركتهم مهمة .. بعدين ما ضروري الناس من حسه يهددوا بالمحاسبة .. من الحكمة الحته دي يتركوها لما بعد انجاز سقوط النظام .. . االتحية ليك ولزوارك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدوه ... قبل الطوفان (1) (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: مفاهمات حول ترتيب الأولويات و إعلاء الجند الوطنى المقدم : وحدة الصف الوطنى لإسقاط النظام |
شكرا ياعصام على المفاهمات الهامة جدا ..فى هذا الوقت المختلف عجبتنى اقوالك فى عمومها وأفتكر حصلت متغيرات عميقة فى الواقع جوة وبرة تستدعى ليس ترتيب الأولويات وبس بل ترتيب المظالم نفسها بصورة عادلة حتى نستطيع إستيعاب كيفية المشى بلا ترتعة فى طريق الوحدة المطلوبة لإنجاز الثورة...اقصد بترتيب المظالم أن نضع الإبادة الجماعية التى حدثت فى دارفور وما صاحبها من تشريد للناس من قراهم ووجودهم الأن الأن فى معسكرات الاجئيين ثم نعرج على مايحدث فى جنوب كردفان والنيل الأزرق من سحق حقيقى للبشر ومنع تقديم المساعدات لهم بما يعنى أنهم فعلا فى حالة من المجهول الصعب ولا تنسى مظالم الشرق موت الضان فى بورت سودان, وقتل الناس فى كجبار الخ. فى تقديرى دى امهات القضايا الكبرى التى تستدعى النظر بطريقة جديدة لأمور التحالفات لأن هذه المناطق المنكوبة توجد حولها ومعها قوى شعبية كبيرة- كبيرة شنو يازول (تلاتة أرباع السودان) ؟ بعضها يحمل السلاح والبعض الأخر لا يمكن إقناعه باخوى واخوك أن حرية الصحافة والعنف المنظم ضد المظاهرات والغلاء هى المظالم الكبرى فى السودان اليوم ..أكيد وصحيح لايمكن مقارنة الموت المباشر والفورى لهذه المجموعات السودانية بقصد ممنهج مع قضايا مثل إنعدام السلع وصعوبة الحصول عليها وزيادة الاسعار فى الخرطوم والمدن الكبرى الأخرى رغم عظمة وإلحاح هذه المظالم ودورها فى تأجيج الثورة..ترتيب المظالم سيقودنا إلى الإستفادة القصوى من تراكم نضالات الشعب وبناء تحالفات تنتج أوضاع تختلف نوعياً - وتعبر فعلياً -عن القوى الحقيقية صاحبة المصلحة فى تصاعد النضال وهزيمة المشروع الدموى الفاشل الفاسد لسلطة الكيزان ووضع سياج متين لسلطة جديدة يحرسها الشعب المشارك فى التحالف بحجم مظالمه ووزن تضحياته وحماية التغيير القادم - لا محالة - من تكرار تجارب مابعد عبود , ونميرى . مع التحيات
| |
|
|
|
|
|
|
|