الاستاذ بابكر عيسي متسائلا ...لماذا لاترحل ايها المسؤول.....؟

Quote: مع الأحداث ...لماذا لا ترحل أيها المسؤول؟ بقلم / بابكر عيسي : القائمة تطول.. والكثير من المسؤولين الذين تقع كوارث في مجال اختصاصهم يتقدمون طواعية باستقالاتهم إلي البرلمان أو الي رأس الدولة طالبين اعفاءهم من مناصبهم تكفيراً عن الأخطاء التي حدثت أو الكوارث التي حاقت بالأمة في مجال مسؤولياتهم المباشرة.. مع تكرار مثل هذه المواقف نشأت ثقافة متكاملة تتمثل في تحمل المسؤولية عن الخطأ بالاستقالة ويتصدر اليابانيون مثل هذا السلوك الحضاري والانساني النبيل ويبدو انه نابع من ثقافة الساموراي، وتعلم العالم الكثير من الشعب الياباني حتي ان ثقافة الاستقالة انتشرت في العديد من المجتمعات وأصبح عرفاً في البرلمانات الديمقراطية أن يتم استجواب الوزير أو المسؤول وأن يجبر علي تقديم الاستقالة. في بلادي وفي السودان بالتحديد تبقي هذه الثقافة غائبة بصورة شاملة، ويخطيء المسؤول عشرات المرات بل ويتسبب في كوارث يروح ضحيتها المئات من الأبرياء دون ان يتقدم من تلقاء نفسه بالاستقالة أو يجبر علي هذه الاستقالة وكأن ضمائر مسؤولينا تختلف عن ضمائر الآخرين الذين يستشعرون المسؤولية ويتحملونها فقط بالاستقالة وليس بالانتحار مثلما يحدث أحيانا في اليابان. وقد وقعت في السودان علي امتداد السنوات المنصرمة جرائم في حق الشعب السوداني لا توجب فقط الإجبار علي تقديم الاستقالة بل التقديم إلي محاكم عسكرية طارئة أو محاكم عدلية عاجلة حتي لا يميل ميزان العدالة بالانحدار نحو الأسفل، وهو ما يقودنا من مصيبة إلي كارثة ومن أهوال إلي فظائع تجعل الحياة تندفع بلا ضوابط، ويصبح أهل السلطة مؤمنين من المساءلة أما غيرهم فمصيره الأقبية المظلمة أو الموت البطيء. في ايران استقال رئيس منظمة الطيران المدني بهزاد مظهري في أعقاب تحطم طائرة ركاب ومصرع 119 من ركابها، وفي الكويت استقال وزير النفط بسبب حريق أسفر عن مصرع أربعة أشخاص، وفي البرازيل استقال وزير الدفاع والديربايرز في أعقاب حادث تحطم طائرة فوق سماء غابات الأمازون وفي مصر استقال وزير النقل والطيران المدني إبراهيم الدميري ورئيس هيئة سكك الحديد أحمد الشريف في أعقاب كارثة قطار الصعيد في مصر، وفي كندا قدم وزير الخارجية مكسيم بيرنييه استقالته بسبب تركه ملفا سريا في مكان غير آمن وفي اليابان قدم ثلاثة وزراء زراعة استقالاتهم لأسباب مختلفة واستقال الأخير لأنه تم الاستيلاء بصورة غير مشروعة علي اعانات حكومية من جمعية زراعية فتحمل المسؤولية. العشرات بل المئات من المسؤولين في كل بقاع الدنيا يعترفون بأخطائهم ويتقدمون باستقالاتهم من تلقاء أنفسهم أو يقالون إلا في السودان وكأن ارتكاب الكوارث والأخطاء والفواجع حق للمسؤول، ولم نسمع كما أننا لم نقرأ أن مسؤولا كبيراً - وما أكثرهم في عهد الانقاذ - قد تقدم بالاستقالة من منصبه تكفيراً لخطأ ارتكبه، وهذا يعكس الاستهانة والاستخفاف والاستهتار بالمؤسسات الدستورية كالبرلمان وبالصحافة التي تمثل الرأي العام وبالشعب المطحون بالغلاء وبالقهر والفساد. لماذا ترحل أيها المسؤول عندما تكتشف أنك عاجز عن إدارة الشأن العام بالكفاءة المطلوبة؟ ولماذا تكون المحاسبة نوعاً من الانتقام وليست تطهراً من الآثام والأخطاء، وإلي متي يظل القلم مرفوعاً عن أهل الثقة وأهل الحظوة ويساءل من هم دون ذلك؟ وإلي متي يبقي الصالح العام هو صالح المؤتمر الوطني؟.. أسئلة كثيرة تحتاج إلي أجوبة، وحبل الكوارث ممدود بين كل مدن السودان ولن يكون آخره في أم درمان ومطار الخرطوم.

Quote: الاخ هارون.. تحياتي... نحن في ثقافتنا لا توجد استقاله ... ولا حتي الاعتراف بالخطأ.... وزي ما بقولوا كيه تكوينا... كدي احسب براك كم مصيبه حصلت... والنتيجه بدل الاستقاله علاوه..وترقيه..!!!

Quote: شكرالك عزيزي haroon diyab على هذا المقال لاستاذنا الفاضل ( بابكر عيسى) فهو تجسيد لما يعانيه هذا السودان المنكوب بأهله حقا لا بسواهم.. واني لاتساءل هنا: كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟؟. فكيف لميزان العدالة ألا يميل في بلد( كله مايل؟؟)..وهل يمكن أن تقوم قائمة لبلد ( أهل السلطة فيه مؤمنين من المساءلة وغيرهم مصيره الأقبية المظلمة أو الموت البطئ ؟؟) كما قال الاستاذ( أبوعيسى) .. انها معادلة مختلة من أساساها يا سيدي . لك وله تحياتي خالصة. خضرعطاالمنان

Quote: المثل بيقول (من أمن العقوبة أساء الأدب) هذا هو حال المسؤلين في السودان فهم محميون باسم إنتمائهم و ولائهم للحزب الحاكم من اي مسألة قانونية او خلافة و علية فحدث و لا حرج و كما تحدث الكاتب الرائع بابكر عيسي و اورد الامثلة فهنالك امثلة لا تحصي عن تحمل المسؤلية فان لم يتحرك المسؤل بنفسة تتحرك الحكومة و تتخذ القرارات الصائبة لحماية مواطنيها و لكن عندنافي السودان المسؤول اهم من المواطن و لله الشكية من قبل ومن بعد...