الشـــــفاء للدكتور منصــــور خــــالد . قال أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي : وكيف تُعلُك الدنيا بشيء .. وأنتَ لِعِلة الدنيا طبيب وكيف تنوبك الشكوى بداءٍ ..وأنت المستغاث لما ينوب * اتصلت بأخي أمس الأول ، وعلمت أن الدكتور في المستشفي . ندعو له بالسلامة للجسد والروح .وأن ينهض سالماً مُعافى ليكمل ما تبقى من توثيق . لا أن ينزل السيف إلى الغمدِ . صباحكَ نور من الإصباح ، ونغمك الدافئ في بطون ما تكتب . قال لي الصديق " فخر الدين كرار " ، كان الدكتور في كل كلمة يريد تدوينها ، يدعونا أن نذهب إلى دار الوثائق ، ونبحث عنها ، حتى نجدها . يصورها ويرقمها ، ثم يذكرها . ذكر الصديق " هاشم حبيب الله " أنه كان في مأمورية منذ زمان مع" الفرجوني " للبطانة أكثر من أسبوعين لتسجيل حديث للشاعر الراحل "عبد الله محمد عمر البنا " توثيقاً . وعلمت أنه يكتب توثيقاً لأم درمان ، وكتابة في السيرة الذاتية . ألف سلامة أيها النجم الصاحي ، بك الأيام تعتلي هامة الزمن ، بك الأرض رحيبة وأنت فارس كتابها الموثق ، في وطن اعتادت الصدور أن تطمر تاريخها .
*
06-21-2012, 04:22 PM
اسماء الجنيد
اسماء الجنيد
تاريخ التسجيل: 03-31-2010
مجموع المشاركات: 4731
ألف سلامة على ألديب الدكتور منصور خالد ربنا يواليه بالعافية ويشفيه بركة جاه النبي أجر وعافية إن شاء الله دعواتنا ليه من القلب وأمنياتنا بعاجل الشفاء إن شاء الله وسلامنا الكتير له
06-21-2012, 04:25 PM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
ألف سلامة على الأديب الدكتور منصور خالد ربنا يواليه بالعافية ويشفيه بركة جاه النبي أجر وعافية إن شاء الله دعواتنا ليه من القلب وأمنياتنا بعاجل الشفاء إن شاء الله وسلامنا الكتير له
تحياتنا استاذة أسماء الجنيد ولكِ من الشكر أجزله على تلك الأماني .. له منا محبة واسعة ، تسعد قلبه في مُقبل الأيام . *
06-21-2012, 04:28 PM
elsawi
elsawi
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 4340
ندعو له بالسلامة للجسد والروح .وأن ينهض سالماً مُعافى ليكمل ما تبقى من توثيق . لا أن ينزل السيف إلى الغمدِ . صباحكَ نور من الإصباح ، ونغمك الدافئ في بطون ما تكتب
06-21-2012, 05:21 PM
Nasr
Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821
Quote: ندعو له بالسلامة للجسد والروح .وأن ينهض سالماً مُعافى ليكمل ما تبقى من توثيق . لا أن ينزل السيف إلى الغمدِ . صباحكَ نور من الإصباح ، ونغمك الدافئ في بطون ما تكتب
التحية لأستاذتنا الكاتبة " سلمى الشيخ سلامة " ألف سلامة للكاتب المبدع
*
06-23-2012, 09:34 AM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
اللهم يا شافي أشفي أستاذنا منصور خالد اللهم يا لطيف ألطف به اللهم يا كريم أكرمه بجلباب الصحة والعافية اللهم يا الله قد دعوناك كما أمرتنا فاستجب لدعائنا كما وعدتنا
06-21-2012, 05:54 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
* تحية لزوار الملف وزائراته الفضليات و تحية لصادق دعواتهم بأن يتعافى حامل الشعلة الذي يدُب دبيب النمل في عسل المعرفة . نهديه ونهدي الذين رف وجدانهم وخفق خافق قلوبهم أن يبعد عنه الشرور. نبني في الآمال وسنجد رباح رغم الهدية التي نهديها . :
نحن كل صباح نبني في الآمال ما وجدنا رباح سرنا المكتوم بالدموع إن باح ... محبة للجميع *
06-21-2012, 06:06 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(3) تحدث عنه الكاتب الراحل والدبلوماسي الباهر " جمال محمد أحمد " وهو الذي يكبره بسنوات :
"...وأنا الذي صحبته سنين أعرف أنه قومي سوداني في البدء، وأكبر من كل بطاقة يسير بها الناس، يتصيدون المكان الأرفع لذاته، لا لما يتيح لواحد أن يعمل، وعذاب المكان الأرفع لا يعرفه غير من افتقده. أثلجت غضباته صدور أكثر الشباب، لأنه واحد منهم، يتميز عنهم ببيان يقنع، يعبر عن ذاتهم كما يعبر عن ذاته، فهي تحس ما يحس، ولا تملك ما يملك هو، من معرفة بتجارب عالمنا العربي والأفريقي، يتصدى لدقائق الحكم والإدارة والتعليم والثقافة. يستلهم تجاربه الثرة. يخيف الواحد بنشاطه الجسدي والذهني، تأتيك رسائله من أطراف الأرض يبث فيها مشاعره وأفكاره، ويحدثك عن الذي قرأ من سياسة وأدب لا تدري، متى وجد الفراغ، وعن الذين لقي من أئمة الفكر والسياسة، لا يمس واحد منهم استقلاله الفكري.... ما أدري إن وقف عند كلمة معلمنا "لطفي السيد" أم لم يقف، لكنها تصفه وتصف كل الذين يعيشون الطلاقة الجامحة: "إن أراد قارئ أن يفهم حديثي هذا دفاعا عن فكر بعينه، فليعد قراءة الحديث مثنى وثلاث ورباع... وإن أراد أن يفهمه دفاعا عن دولة، فليعد قراءته مثنى وثلاث ورباع فالذي أدافع عنه هو أمر أخطر من هذا بكثير...الذي أدافع عنه هو حقنا في أن نفكر بحرية طليقة... وهو واجبنا في أن نتصرف بإرادة".
*
06-21-2012, 07:18 PM
الفاتح ميرغني
الفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488
نسأل الله تعالى أن يمن على الدكتور منصور خالد بعاجل الشفاء ودوام الصحة والعافية. وأن يعود لنا قلمه البديع الأنيق ليسطر عذب الكلام وهديل الغنا،في هذا الزمن الممحوق!. عندما يكتب في الادب، فإنه يسحر المرء ويحلق به في فضاءات الظواهر الجمالية النادرة.
شكرا أستاذنا عبدالله الشقليني.
محبتي
06-23-2012, 08:03 AM
نصر الدين عثمان
نصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920
كتب الصديق الأستاذ / فخر الدين كرار في رسالة قصيرة على البريد :
Quote: أخي عبدالله
علمنا أن دكتور منصور قد خرج من وحدة الانعاش وأنه بخير وسيغادر إلى لندن لتكملة العلاج بالخارج
منصور قامة كبيرة وإن اختلف الناس حوله أو أختلقوا عنه الأساطير والأوهام، وأنا دائماً أقول لو كان منصور في بلد غير هذا السودان لبجلوه وقدروه على نحو لا يضاهى ولكن....
تحياتي لك ودعواتنا الصادقة لدكتور منصور بالعودة معافى إلى أهله الكرام ومرابع موطنه السودان
Quote: نسأل الله تعالى أن يمن على الدكتور منصور خالد بعاجل الشفاء ودوام الصحة والعافية. وأن يعود لنا قلمه البديع الأنيق ليسطر عذب الكلام وهديل الغنا،في هذا الزمن الممحوق!. عندما يكتب في الادب، فإنه يسحر المرء ويحلق به في فضاءات الظواهر الجمالية النادرة.
شكرا أستاذنا عبدالله الشقليني.
محبتي
لك التحيات الزاكيات أخي الأستاذ / الفاتح ميرغني ولك الشكر الجزيل على المشاركة ، ونتمنى للدكتور تمام الشفاء والعافية
*
06-25-2012, 05:08 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
Quote: اللهم يا شافي أشفي أستاذنا منصور خالد اللهم يا لطيف ألطف به اللهم يا كريم أكرمه بجلباب الصحة والعافية اللهم يا الله قد دعوناك كما أمرتنا فاستجب لدعائنا كما وعدتنا
تحية لك أخي الأكرم : الأستاذ / عاطف عمر
ولك من الشكر أجزله *
06-25-2012, 10:59 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
اللهم أشفه وعافه وأعف عنه اللهم إذهب البأس رب الناس أشفه أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما الله نسألك بسرك سر الأسرار سر كن أن يكون أحسن من ما كان يا لطيف يا رحيم.
منصور
06-25-2012, 11:15 PM
Haydar Badawi Sadig
Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270
ندعو له بالسلامة للجسد والروح .وأن ينهض سالماً مُعافى ليكمل ما تبقى من توثيق . لا أن ينزل السيف إلى الغمدِ . صباحكَ نور من الإصباح ، ونغمك الدافئ في بطون ما تكتب .
ولك انت، ياعزيزي عبد الله وافر التقدير والمحبة وانت توصلنا بقلبه الكبير بقلبك الكبير.
06-25-2012, 11:55 PM
عبد الحي علي موسى
عبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929
ولد الدكتور منصور خالد بامدرمان العاصمة الوطنية للسودان في يناير من العام 1931 م في حي (الهجرة). وينحدر منصور من أسرة أمدرمانية عريقة فجده الشيخ العالم الشهير (محمد عبد الماجد) المتصوف المالكي والذي أفنى عمره في تدريس الفقه المالكي والتصوف، وجده هذا الأخ الشقيق لجد منصور لأمه الشيخ (الصاوي عبد الماجد) الذي كان أيضاً قاضيا شرعيا وعمل في تدريس الفقه، إلا أن أسرته قد غلب عليها طابع التصوف وهو ما وثقّه منصور بنفسه في سيرته الماجدية. نشأ منصور في أسرة متصوفة، كما سبق، وتضم أيضاً عدداً من الأدباء وكبار الموظفين بالدولة، ولقد ظهرت معالم أسرته واضحة في كتاباته المختلفة فإشتهر منصور بسلامة اللغة، وجمال البلاغة، وسعة التخيل، ودقة التحليل.
الف سلامة للدكتور منصور خالد، والف لا بأس عليه، الرجل الذى صار منار هدى لمسيرة السودان، نتمنى ان يقوم من هذه الوعكة فى اتم الصحة ليواصل عطائه الذى عودنا ، فقد صارت كتبه مرجعا، صادقا، ومفيدا، للتاريخ الحديث للسياسة فى السودان.
ضمنى مجلسا ذات يوم مع مدير سابق لمكتب وزير التربية والتعليم العالى، وكان قد خدم فى منصبه ذاك عددا من وزراء التربية من الذين تعاقبوا على المنصب فى الفترة التى سبقت هذه الحقبة المظلمة، والتى شردت الكفاءات، والتى اتمنى ان تنتهى قريبا. قال لى مدير المكتب ان الوزير الوحيد من بين كل الوزراء الذين شغلوا المنصب، الذى كان يحفظ ارقام الملفات ويطلبها منى بالارقام كان هو الدكتور منصور خالد. وقال ان الدكتور منصور خالد كان يهتم جدا بنظام حفظ الملفات وترقيمها، وترتيبها بطريقة دقيقة، لكى يسهل الرجوع اليها، ويسهل تصنيفها، ويسهل حفظ المستندات فيها.
والتحية للباشمهندس الشقلينى لافتراعه هذا الخيط
06-26-2012, 01:10 PM
Abdlaziz Eisa
Abdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291
*لا إله إلا الله الحليم الكريم**لا اله إلا الله العلى العظيم**لا اله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم*
اللهم رب الناس أذهب البأس اشفِ د منصور خالد أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك وصل بارك اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم
06-27-2012, 02:49 AM
Mannan
Mannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701
دكتور منصور خالد علامة فارقة ورمز وطنى وكاتب مجيد لم يجد بمثله السودان وإذا قيل لى قم وفاخر فلن أجد غير منصور خالد الذى تتلمذنا على يده وتعلمنا منه الكثير .. عيب منصور أنه ولد فى دولة أفسدتها أهواء دينية وطائفية مستحكمة...دولة استهلكت كل ابداعاته وتطلعاته لوطن باذخ الإمكانات قليل الخبرات... إنه بسمارك افريقيا ودهقانها الدبلوماسى الذى لا يجارى... ندعو له بالصحة والعودة الى قلمه وابداعه اللامحدود.. شكرا يا شقلينى...
نورالدين منان
06-27-2012, 09:13 PM
Muna Khugali
Muna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503
Quote: اللهم أشفه وعافه وأعف عنه اللهم إذهب البأس رب الناس أشفه أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما الله نسألك بسرك سر الأسرار سر كن أن يكون أحسن من ما كان يا لطيف يا رحيم.
منصور
حبيبنا المنصور تحية طيبة ، وود كثير نعم دعاؤك : شذى زهر وكل العطر فيها ، والرجاء مكنوز في اللغة التي بها رفعت كتابك للمولى ، نافح الهدايا الأعظم والذي تحت خيمة مسكه يضوع العطر
لك الشكر الجزيل
*
06-28-2012, 10:23 AM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
قال أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي : وكيف تُعلُك الدنيا بشيء .. وأنتَ لِعِلة الدنيا طبيب وكيف تنوبك الشكوى بداءٍ ..وأنت المستغاث لما ينوب (1) اتصلت بسعادة السفير (م) والكاتب" جمال محمد إبراهيم "، وعلمت أن الدكتور" منصور" طريح فراش الاستشفاء .ندعو له بالسلامة للجسد وللروح .وأن ينهض سالماً مُعافى ليكمل ما تبقى من رسالة . لا أن ينزل السيف إلى الغمدِ . صباحكَ نور من الإصباح ، ونغمك الدافئ في بطون ما تكتب.ألف سلامة لك أيها النجم الصاحي ، بك الأيام تعتلي هامة الزمن ، بك الأرض رحيبة وأنت فارس كتابها الموثق ، في وطن اعتادت الصدور أن تطمر تاريخها. بالوجد ذاته الذي تسير به قلوبنا متوكئة على المشاعر التي نقتسم حياتها في دنيا عصية على القبض . سخية بالتقدم عند الذين هم من حولنا في الدنيا . في حين أبطأنا نحن السير بوطننا ليلحق برفاقنا في الإنسانية وهم يسرعون الخطى. يتخذون من العقل دُرة لترشيد المنهج وطرائق التفكير ثم العمل ، وهو الكنز الذي يتعين أن يكون ثروتنا جميعاً . تلك مرابط أحصنة الفوارس ، ومنها الانطلاق . لا أحد ينتظر من يفقأ عينيه ويمُدّ صحن التسول . (2) لنتوقف قليلاً في سيرة الذين نتشارك معهم خبز الثقافة والشأن العام الحامض . كان الدكتور " منصور خالد " رفيق درب في دنيانا .يكبرنا سناً وخبرة ومعرفة . عرفناه من التاريخ ومن حياته العامة ومن خلال كتاباته قبل أن نلتقي في برهة يوم ساطع ، أكاد أذكره في العام 1983 كأنه الأمس. بمثل ما كان يحفه إرث صوفي يخضّب بطن الذاكرة ، فلسيدنا دنيا يراها غير التي يرى عامة الناس . قال لي الصديق الأستاذ " فخر الدين كرار " ، كان الدكتور في كل كلمة يريد تدوينها ، يدعونا ونحن في بواكير أيام التخرج من الجامعة أن نذهب إلى دار الوثائق ، ونبحث وندقق عنها ، حتى نجدها . يصورها ويرقمها ، ثم يدونها مادة يبني عليها رؤاه وتحليله في أسفاره . ذكر الصديق الأستاذ " هاشم حبيب الله " أنه كان في يوم من أيام التاريخ مبعوثاً من قبل الدكتور " منصور "لتوثيق حياة الشاعر" عبد الله محمد عمر البنا " بقريته " عمارة البنا " بأرض البطانة قبل رحيله في ثمانينات القرن الماضي وكان برفقته صنّاجة شِعر البطانة الشاعر" الفرجوني". قَضَيا أكثر من أسبوعين توثيقاً . وتلك خامة معرفية تنتظر فسيلتها ليشتلها صاحبنا بيده الساحرة في الكتابة عن الجيل الذي عمِل في التعليم بكلية غردون التذكارية في ثلاثينات القرن الماضي لنقرأ ثمارها آخر المطاف. ونزعم أيضاً ومنذ زمان أن الدكتور " منصور " بصدد أن يوثق لأم درمان ، وربما يكتب في السيرة الذاتية. الدكتور" منصور" موجز العبارة ودقيق التوصيف ، بلغة جزلة وبلاغة ساحرة لا تُصعِّر خدها للقارئين والقارئات .تصل بيسر لمجموعات متنوعة من الذين يهمهم الشأن العام وخبايا حيواته. يعتمد قدرة توثيق لا تُضل أن توصلك للرؤى ناصعة بهية مكنوزة بالمعرفة . يستعين بالرصد ، ومن ثم ينسج رؤاه ناضجة صدّاحة في أسفار يضع فيها حكايات مسيرة وطن بموارده وشعوبه وصفوته مُتقلبي الأهواء والطبائع، لتأخذ مكانها اللائق في المكتبة العالمية قبل السودانية . قد يختلف كثيرون مع رؤاه أو في سيرة تجاربه وخياراته، ولكنه امتلك الجسارة في خوض الشأن العام وتحمُل تبعات ذلك . وضع نهجاً جديداً لكل موقع تقلد وظيفة مرموقة فيه. يُجبرك أن تنتبه أنك أمام قامة عالية بما تخيره من منهاج وما كسبه من خبرات معرفية وأكاديمية ، ليس من السهل أن تختلف معه دون أن تستعين بذخيرة من الحُجج الموثقة التي لا تقبل الشك . (3) عمِل الدكتور " منصور خالد " في بواكير شبابه مديراً لمكتب رئيس وزراء السودان السابق السيد " عبد الله خليل " في الخمسينات ، ثم من بعد التأهيل محاضراً للقانون الدولي بجامعة "كلورادو" بالولايات المتحدة الأمريكية وخبيراً في اليونسكو ، ووزيراً للإعلام ثم الخارجية في السودان ، وحامل مشاعل أُخرى أكبر من الحصر. في حوزته ملفات عن التاريخ السوداني من الصعب على المرء معرفتها لولا حدسه السابق بأن التوثيق الدقيق يقطع شك المعلومة ويؤسس البنية التحتية المعرفية قبل التحليل وإبداء الرأي .فكان يسابق ريح عصره مثل كل المبدعين الذين هم أكبر من التقييم . لم يستسهل " الدكتور منصور" الحياة وحِفظ معرفته في صدره مثل كثيرين من مجايليه ولكنه انتفض في زمان كان له أن يسترخي مثل غالبية أجيال السودنة. كتب درراً في الصحافة والاجتماع والتاريخ و الاقتصاد والإدارة والسياسة والقانون. اهتم بالكتابة مثل غيره من المبدعين كالشاعر " محمد المهدي المجذوب "والكاتب الأستاذ" جمال محمد أحمد " وبروفيسور " عبد الله الطيب المجذوب" والكاتب الروائي " الطيب صالح " و " الدكتور "جعفر محمد علي بخيت "، وقبلهم جميعاً " الشيخ بابكر بدري " وقليل من أصحاب السطوة الثقافية التي رأت تحرير إبداعها من سلطة الشفهية الغالبة على شأننا الثقافي والفكري . احتجب معظم تاريخنا الموثوق وتفاصيله الدقيقة وغطس في صدور الكثيرين ، ورحلت الأذهان بهذا الكم الهائل من المعرفة وعضَّينا أصابع الندم . تقلب المبدعون الذين ذكرنا في مجالات الشِعر و التاريخ والرواية والإدارة والقانون وفي الخبز الثقافي المتنوع ، وجاء الدكتور" منصور " في مرحلة صعبة ، تصطخب بالصراع قرب خروج المستعمر وإلى تاريخ اليوم. وأصبح ليس من شهود العيان فحسب ، بل من ضمن اللاعبين في تشكيل ملامح واضحة لعلاقة المثقف بالسلطة في منعطفات الوطن التاريخية الحادة. (4) الدكتور منصور خالد ، مثله مثل الدكتور " جعفر محمد علي بخيت " و" الدكتور محمد عبد الحي " و الأستاذ " جمال محمد أحمد " استجارت بهم السلطة في وقت انقسمت عواطفهم ما بين أن يقدموا ما في وسعهم من معارف في شق طريق أفضل للوطن وفق رؤاهم ،و يتخذوا بما يستطيعون من سطوة مستحقة للعمل العام لرد دَيّن الوطن ولكن من تحت عباءة نظام حاكم ،جاء من إعسار نظام ديمقراطي لم يزل على بداوته ليس بقادر على استحداث رؤيا التجديد لإدارة وطن متنوع الشعوب والأعراق والثقافات مكنوز بثروات مطمورة لا يعرف أحد أفقاً لها ، وبين أن يسوِّقوا لنظامٍ : "جاء بليل العسكر لا خبرة لديه ولا أحد يعرف لأصحابه رؤى ، حين بدءوا حياتهم السلطانية " . إن اختلفنا في أن السياسة المباشرة ليست من خبز همّنا اليومي الثقافي رغم أنها حياتنا التي نحيا .ورغم خطرها على الشمائل والملامح. متراوحة بين التراث وقدرتنا على النهوض في تمام قمر المعاصرة والحداثة أو نستكين لتراث سلفي موغل في القدم.إن لأسفار الدكتور" منصور " في الشأن الثقافي وحياة الصفوة في السودان القديم وفي قضايا جنوب السودان أو السودان الجنوبي ، بحسبه صاحب رصيد الشراكة في صناعة اتفاقية " أديس أبابا " 1972 ، الأولى التي امتدت سلاماً أحد عشر عاماً ، ثم لاحقاً مستشاراً لقيادة الحركة الشعبية منذ الثمانينات و إلى اتفاق " نيفاشا " 2005 وما بعدها . له خبرة نسجت أسلوبه البلاغي المميز في الكتابة وفي تناول الوقائع و تحليلها وقراءة المستقبل ، ثم الخروج بنبوءات الحياة اللاحقة. ورسم لوحة لكيف ابتلعنا السمّ ونتذوق الآن مرارة فشل دولتين ،لما تزل الديمقراطية والسلام والتنمية فيهما أحلام لا تأتي ولو في النوم العميق . (5) كتب عنه الراحل والدبلوماسي الكاتب "جمال محمد أحمد "في ثمانينات القرن الماضي :
(...وأنا الذي صحبته سنين أعرف أنه قومي سوداني في البدء، وأكبر من كل بطاقة يسير بها الناس، يتصيدون المكان الأرفع لذاته، لا لما يتيح لواحد أن يعمل، وعذاب المكان الأرفع لا يعرفه غير من افتقده. أثلجت غضباته صدور أكثر الشباب، لأنه واحد منهم، يتميز عنهم ببيان يقنع، يعبر عن ذاتهم كما يعبر عن ذاته، فهي تحس ما يحس، ولا تملك ما يملك هو، من معرفة بتجارب عالمنا العربي والأفريقي، يتصدى لدقائق الحكم والإدارة والتعليم والثقافة. يستلهم تجاربه الثرة. يخيف الواحد بنشاطه الجسدي والذهني، تأتيك رسائله من أطراف الأرض يبث فيها مشاعره وأفكاره، ويحدثك عن الذي قرأ من سياسة وأدب لا تدري، متى وجد الفراغ، وعن الذين لقي من أئمة الفكر والسياسة، لا يمس واحد منهم استقلاله الفكري.... ما أدري إن وقف عند كلمة معلمنا "لطفي السيد" أم لم يقف، لكنها تصفه وتصف كل الذين يعيشون الطلاقة الجامحة: "إن أراد قارئ أن يفهم حديثي هذا دفاعا عن فكر بعينه، فليعد قراءة الحديث مثنى وثلاث ورباع... وإن أراد أن يفهمه دفاعا عن دولة، فليعد قراءته مثنى وثلاث ورباع فالذي أدافع عنه هو أمر أخطر من هذا بكثير...الذي أدافع عنه هو حقنا في أن نفكر بحرية طليقة... وهو واجبنا في أن نتصرف بإرادة.) (6) من أسفاره المبذولة : حوار مع الصفوة - لا خير فينا إن لم نقلها - السودان والنفق المظلم – الفجر الكاذب - جنوب السودان في المخيلة العربية - النخبة السودانية وإدمان الفشل(من جزأين) - السودان، أهوال الحرب.. وطموحات السلام (قصة بلدين) - (الثلاثية الماجدية ) صور من أدب التصوف في السودان . وله الكثير الذي ينتظر النور. * ألف سلام عليك سيدي أينما حللت ،و للعافية أن تلثم مُحياك المضيء بإذن واحد أحد . عبد الله الشقليني 25/6/ 2012
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة