|
الخطة الاسعافية خداع للشعب كلمة الميدان المصادرة
|
كلمة الميدان الخطة الإسعافية خداع للشعب المقترحات التي قدمها وزير المالية كخطة إسعافية لإنقاذ الاقتصاد السوداني من الانهيار ليست سوى مسكنات لا تجدي فتيلاً مع أزمة بهذا العمق وهذا التنوع والتعدد في مشاكل الشعب. فالحلول التي قدمها السيد الوزير حامت حول المسببات الأساسية للأزمة وافرازاتها ولم تمس جوهرها المتمثل في تحرير الاقتصاد وحرية السوق التي ولدت الخصخصة والفساد المهول واستقطاب الثروة في يد حفنة من القابضين على جهاز سلطة الرأسمالية الطفيلية وخدامها. فقد تكونت هذه الثروة من النهب المقنن لأموال الدولة من البترول والمنح والقروض الأجنبية وعائدات الخصخصة. غير مكتفين بالمرتبات والمخصصات التي تطول قائمتها. ولهذا أقاموا المزارع الخرافية الحجم والابعديات والقصور الفارهة. وامتلكوا أساطيل الشاحنات والناقلات والشركات الخاصة، التي تحتكر كل شيء وتسيطر على الأسواق. ويتم كل ذلك على حساب فقر الشعب وجوعه وعدم تقديم أبسط الخدمات. ولهذا فإن كل الحلول المقترحة تصبح عواءً في صحراء الربع الخالي إذا لم تمس جوهر القضايا المسببة للازمة مثل:ـ تخفيض 75% من الصرف المقدر للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والشرطة( دون مساس) بمرتبات الوظائف الدنيا في هذه المؤسسات ولا بد أن تشمل القطاع السيادي دون استثناء لرئاسة الجمهورية. وحتى لو طبق هذا فلن يكون خلاصا جذرياً من الأزمة في غياب التنمية الزراعية والصناعية التي تدر عائداً حقيقاً يزيد من الناتج القومي، وهذا هو جوهر الأزمة الذي تحوم حوله سلطة الرأسمالية الطفيلية بطبيعتها الطبقية المتنافية مع التنمية والإنتاج بدليل أنها دمرت ما كان قائماً من مشاريع زراعية ومؤسسات صناعية وخدمية كانت سنداً للشعب وإدراراً للعملة الأجنبية ودعماً لخزينة الدولة. لكل ذلك، فان التنمية الزراعية والصناعية التي تتناقض تناقضاً تاماً مع الطبيعة الطبقية لهذا النظام لن تتم طالما بقي في الحكم. ولهذا فان إسقاطه هو الذي يفتح الباب أمام الحل للأزمة الشاملة في كل جوانبها .
|
|

|
|
|
|