|
Re: الطيب مصطفي: نسناس وبجرح شعور الناس (Re: مازن قرافي)
|
في البدء قضيت وقتاً طويلا قبل أن اكتب عن شخصية الطيب مصطفي ,وللامانة فغرض هذه الكتابة قبل أن تكون فيها فائدة للقراء هي تفريغ نفسي لمرارات متراكمة إعترتني منذ ان ظهر هذا الرجل فجأة علي مستوي الساحة الاعلامية والسياسية, فللرجل مواقف سيئة كثيرة لاأستطيع حصرها, فهو غير أنه يكتب باستمرار وبتكرار عن قضايا مُعينة,حفظناها عن ظهر قلب, هوايضاً يمارس تضليل واسع يستخدم فيه تكرار الحديث والكتابة حتي تصير جزء من الكلام الجمعي,وهو في هذا السلوك يوازي النساء الثرثارات, فالمراة الثرثارة تستخدم وسائل تكرار الحديث علي زوجها,تثرثر,تثرثر حتي يصيب الزوج رغبة في أن يشتري دماغه بعمل الاشياء التي تطلُبها زوجته الثرثارة, فقد تعامل الشعب السوداني مع حصار الاعلام الموجه المتكرر بنفس إسلوب المرأة الثرثارة, حتي أنني تندرت بأن عمال الاسواق وماسحي الاحذية الذين دائما مايكون منقطعين من قراءة الصحف والاعمدة بطبيعة عملهم الشاقة, إذا سالتهم ذات يوم عن من هو الرويبضة؟ سيجاوبونك بشكل تلقائي وسريع ويقولون ياسر عرمان. الطيب مصطفي تطاول في عدائه للوطن ظهر أولا بصورة الفارس الذي يدافع عن الهوية, (هوية السودان الشمالي) كما يقول, وهو إذا كان رجلاً قارئا للتاريخ كنا سنلومه علي مايقول, ولكن وجدنا له العُذر لانه لم يقرأه وقلنا أن بضاعته ستُرد اليه يوماً ما, وسيدرك كم هو أساء الي الهوية نفسها بعباراته الممجوجة حول العروبة والسودان الشمالي, حتي أن الهوية تتواري خجلاً وتضحك باستحياء حينما يتحدث الطيب مصطفي, لان من يعرف السودان جيداً لايستطيع أن يتفوه دعك أن يدعوا بمثل دعوة الطيب مصطفي, ولكن أستمر عداؤه لهذا الوطن ليبدأ في إغتيال رموزه الوطنية لرجال لهم مقامات عالية سامقة في دنيا الشعر والسياسة والادب, وقدموا ماقدموا من أشعار وفنون يحفظها الوجدان الجمعي عن ظهر قلب, إذاً تبين لنا هنا أن للرجل دعوة أخري غير فصل الجنوب, وهي فصل الاخرين الذين ينضمون الي السودان الشمالي بزرائع أخري وهي خيانتهم وعمالتهم للدول الاخري, وهنا تحول الرجل من رجل مُدافع عن السودان الشمالي ,وهويته الي رجل معطاء وكريم وجواد, يتجود بصكوك الوطنية لمن يهوي ويسقطها عمن لايهوي, وهو بكل تاكيد دور لايناسب وظيفته الجديدة كرئيس تحرير صحيفة بائسة, كان من الاولي للمؤتمر الوطني أن يُعين الطيب مصطفي في وظيفة مستشار الرئيس للشئون الوطنية وهو من منصب كهذا كنا سنقبل منه أن يتجرأ ليوزع تذاكر الوطنية للراغبين وغير الراغبين,وللرجل جلباب وعمة بيضاء لايتناسب لونها بكل تأكيد مع لون دعوته السوداء, واقول سوداء لان دعوته وجلبابه الابيض حينما حاول أن يكنس به سواد السودان المتنوع إتسخ فاصبح جلبابه متسخاً اسوداً لايستطيع خلعه حتي لايتضح ماتحته وكذلك أصبح غير طائقاً لاتساخ جلبابه, أتصور لسانه وهو يتحدث كمدفعٍ رشاش يحمل قنابل حتي أنني حينما رأيت أحاديثه في عدة مرات كنت اقف بعيداً من التلفاز لاقف بزاوية صغيرة خوفاً من رشاشاته الفموية, فالرجل حينما يتحدث تجده متشنجاً, غير قادر حتي لاستيعاب مُضيفه الذي قد يتفق معه, وهذا يدلل ماذهبنا اليه سابقاً أن هذا الرجل لايطيق حتي نفسه. تاسس منبر السلام (الغير عادل) علي أنقاض إكتمال التوقيعات باعلان نيفاشا ولم ينشط هذا المنبر بصورة واضحة الا بعد رحيل قرنق , وبالرغم من القوي السياسية ممثلة في الشريكين قالت يومها: أن أي حزب سياسي غير مؤمن بنيفاشا لايحق له أن يمارس ديمقراطية نيفاشا الخاصة, وهذا ماجعل الاحزاب تكتب ملاحظاتها حول نيفاشا وتدخل من بوابات السودان المختلفة لاجل أن تواصل نشاطها السياسي, الا أن القوي الوحيدة التي عملت بوضوح وأشدد علي العبارة هذه, ضد إتفاقية نيفاشا هو منبر الحرب, وهذا يؤكد مرة اخري أن هذه المنبر ولد سفاحاً خارج مظلة الاتفاقية والدستور الجديد, ومن أتي غير شرعياً يستحيل عليه أن يعمل عملاً شرعياً. فالرجل من موظف بسيط بالامارات حيث كان يعمل تحول بقدرة قادر الي مدير الاذاعة والتلفزيون ثم الي رئيس تحرير كراهية الصحف اقصد صحيفة الكراهية الاولي بالسودان, لم يقم الاعلام بدور سلبي كالذي قام به إتحاد الصحفيين وهو يجيز لهذه الصحيفة أن تعمل مع بقية الصحف الوطنية, حتي أن هذه الحصيفة توزع علي الوزارات والمؤسسات الحكومية كنسخ إكرامية, وهذا يوضح الامكانيات المالية الهائلة لهذه الصحيفة والتي لاتتناسب مع منبر حديث التكوين مما يثير الشكوك حول ماليته التي ربما تكون مرتبطة بدوائر خارجية , ورئيس تحرير صحيفة الكراهية هو رئيس التحرير الوحيد الذي يتمتع بحراسة أمنية من قبل جهاز الامن, كل رؤساء التحرير الاخرين لاحراس لهم ولا يحزنون, وهو رئيس التحرير الوحيد الذي باستطاعته أن يشتري ثوراً في المناسبات القومية. إذ كل رؤساء التحرير الاخرين ربما يعجزون عن شراء خراف الضحية دعك من ثور في يوم حزين من أحزن أيام السودان. والطيب الغير (طيب) اصلاً لايتمتع بأي حس سوداني وطني وهو من أكثر رؤساء التحرير عداوة لشعبهم, وهو يفتقد لابسط مقومات التحليل السياسي, ولايقدم حلولاً لاي أزمة بل هو بارعُ جداً في صناعة الازمات وهو أن انتهت الحروبات في السودان سيضمر ويذوب ,لان جموده الحالي المصطنع تقف ورائه أزمات السودان الانية والتالية, وهو في نظري الوحيد الذي ساعد اسرائيل البُعبع في حلمها بفصل الشمال عن الجنوب, وهو بذلك يصبح العميل الاكثر رواجاً لتحقيق المصالح الاستعمارية في السودان,وهو وإن إدَعي الوطنية والدفاع عن هوية السودان وبشرته البيضاء يظل مريضاً تفسياً يحتاج الي العلاج السريع, ونقول المرض لان الايدلوجيا حينما يتم التجمد معها ويقف الحوار معها وبطريقة أخري التفاعل معها تتجمد العقول ,ويصيب العقل الوهن ويصبح الفرد يعتقد يأنه الوحيد الذي يُمسك بالحلول ويمتلك الحقيقة المُطلقة وينفي الاخر, والايدلوجيات بدلا من أن تُكرس لزيادة الوعي والاستنارة فهي تغتال من يتعاطاها ليصبح مسبحاً بحمدها ليلاً ونهاراً هذا بشكل عام وبشكل أخر أكثر خصوصية يوجد من ينجحون في القضاء علي سلطة الايدلوجيا داخلهم ويصنعوا علاقات جدلية جيدة بينهم وبين أفكارهم وهؤلاء هم الذين يقرأون بعقل وقلب مفتوحين, لاأعتقد ان واحدة من هذه الصفات يمتلكها الطيب مصطفي, فالطيب كونه يمتلك ايدلوجية فهذا في حد ذاته نقلة كبيرة لعقل مغلق رافض للاخر, وعدم تفاعله مع ايدلوجيته انتج من انساناً دعنا من هذا اللفظ انتج منه شيئاً دوغمائيا غير قابل لاستيعاب الاخرين,وتصبح الحقيقة الماثلة أمامي أن مثل الطيب لايمكنه أن ينمو الا في الاجواء المتخلفة وللاسف هذا هو مناخ السودان الاني, فهو مثل الاشاعة لاتجد مكانها الا في المجتمعات المُنهكة بفعل الفقر,ولكن علمنا التاريخ أن الامم لها كيرفاتها للصعود والهبوط, وبما ان الطيب وصحابه يعملون لاجل ذلك حتما سيتغير مود هذا الكيرف من الهبوط الي الصعود, هكذا علمنا التاريخ وهكذا سيتعلم الطيب وصحابه.
| |

|
|
|
|