التمويل الأصغر للضعفاء من جماهير شعبنا والذي يتبناه بنك السودان المركزي وبنك الأسرة وغيره كمشروع نافع وحيوي إلا أنه لم يكن صادقا في التعبير لدى الجماهير كأنه هو الذي إبتكر هذا الأسلوب من رحم الغيب وللأسف راح يتكلم عن تجارب العالم الخارجي في بنقلاديش والهند والمغرب وغيرها ولكنه تجاهل التجربة الفريدة التي نفذها البنك الإسلامي السوداني الذي يرعاه السيد محمد عثمان الميرغني منذ تأسيسه في بداية الثمانينيات ، بممارسته نشاط مصرفي متطور جدا عبر ثلاثة محاور ( الفروع التقليدية والتي تم أسلمتها بالكامل لتبدأ عنده إسلامية وتنشر آلاف العمليات الإستثمارية على الجماهير وكنا شهودا عيها خلال الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات حين عم الخراب الجهاز المصرفي ، ثم فروع التنمية الريفية وفروع الأسر المنتجة ( الحارة السابعة وحي مايو بمدني ) والتي قدمت تجربة فريدة إستفاد منها آلاف الأسر في صورة صيغ إستثمارية عديدة ( مرابحة ، مضاربة ، مشاركة إلخ ) وصور من الموضوعات الإسثمارية الواسعة ( أبقار فريزيان ، ماكينات خياطة ، أقفاص دواجن هولندية ، ماكينات تصنيع مختلفة ، ....) وقد إستندت الفكرة إلى تجارب كل المشتغلين في هذا المجال خارج وداخل السودان ومنها تجربة ( وزارة الرعاية الإجتماعية ، بنك الإدخار ، ديوان الزكاة ، صندوق التكافل الإجتماعي ، المنظمات الطوعية مثل فوستر بيرنت وغيرها إلخ ) . وهذه تجربة يطول الكلام فيها وقد نبعت من حنايا أخلاق السيد محمد عثمان الميرغني الذي لايعرفه إلا أبناؤه الذين عملوا معه بالبنك الإسلامي وعملاؤه وحرصه النادر على مساعدة الضعفاء وأصحاب الدخول المنخفضة واليتامى والأرامل بل تاكيده تزويده شخصيا كل ثلاثة شهور بتقرير حول العمليات المنفذه فعليا لهذه الشرائح . ونقول بالفم المليان والله لو آلت الأمور في بلادنا للسيد الميرغني لما إحتاج إنسان لإنسان وهو نفس ما قاله العارف بالله السيد هاشم بن السيد حامد بجبل أولياء رحمهم الله تعالى .مع تقديرن للقائمين على أمر بلادنا الآن ، ودعواتنا لهم على أي حال ولكن الصدق وإعطاء كل ذي حق حقه خلق المؤمنين وشفافية طالما تنادت بها الجماهير منذ نيف وعشرين عاما !! أما أن التجاهل يصدر من البنك المركزي ( شيخ البنوك ) والذي أغلق فروع الأسر المتجه بالبنك الإسلامي أيام توفيق أوضاع البنوك في بدايات التسعينيات كإجراء غير أخلاقي في حقها وحق المستفيدين المساكين منها، يسألون عنه يوم الدين ، دون مجرد تدبر التجربة و مضامينها الإجتماعية والإنسانية الخالصة . عموما بنك السودان أجرم بتهميش تجربة الإسلامي جريا وراء سياق الدولة التي عملت على هدم عرى هذا البنك الأخلاقية العظيمة ، ولايفوتنا الإشارة للدور العظيم الذي قام به مدير البنك الإسلامي السوداني السيد محمد عثمان خليفه ( أشهر كادر إداري سوداني عرفناه ) والذي قدم أطروحات فكرية فريدة في مجال التمية الريفية والأسر المنتجه والصيرفة الإسلامية ، عموما نأمل أن تجد من يوثق لها ويبرزها تفصيلا لفائدة الجميع .
لك الشكر الجزيل اخي الرشيد في فتح هذه الكوة ولك الشكر على معرفة الفضل لأهله ولك الشكر على التنبيه لهذه التجربة في هذا الزمان الذي اصبح فيه التمويل الأصغر ملء السمع والبصر ولكن .. هذه التجربة تحتاج لتوثيق كما تفضلت خاصة وقد سادت الغوغائية أوساط المثقفين حتى أصبح بخس الناس اشياءهم دليل الشجاعة والثقافة والاستنارة!!
تحدث معي مدير فرع بالبنك لإسلامي بمرارة عن التمويل الأصغر مقارنة بتجربة البنك الإسلامي ولو تمكنت لدونت تجربته هنا في هذا الخيط. لك الشكر ودمت بخير
05-28-2012, 12:11 PM
عبد الباقي الجيلي
عبد الباقي الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-23-2004
مجموع المشاركات: 1613
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة