|
Re: نادى السينما يقدم فيلم ومحاضرة (الكون ذلك المجهول) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تحية للقائمين على المركز/
للأسف، بعد المسافة فقط ما سيحرمنا مساء غد من حضور هذه المحاضرة التي أحسبها حلقة من حلقات "الكون ذلك المجهول" والتي ستكون حتماً مميزة،
أقول هذا ويشدني حنين لأيام الدراسة في نهاية السبعيان بالجامعة حينما كان طالب الفلسفة المميز أنور أحمد عثمان يقطع من وقته وجيبه ليقدم برنامجه المميز في تلفزيون السودان، ذلك البرنامج الذي ينتظره جمهوره الغفير في شتى أنحاء البلاد وهم يتسمرون طيلة نصف الساعة يطوف بهم خلالها في ذلك الكون المجهول في رحلة علمية تعج بالمشاهد والمفارقات والمعلومات. ذكرت جيبه وأعلم أنه في غياب قوقل كانت المعلومة آنذاك غالية وليست في متناول اليد مثلما تعودنا أن نرى مقدم البرامج هذه الأيام يتصفح ويقوقل ويتابع من شاشة الحاسب المحمول امامه أثناء محاورة ضيوفه أو تقديم برنامجه.. ولا انسى حجم الجهد والوقت والمال الذي كان يبذله وينفقه الطالب أنور في تجوله بين مكتبات المين وشُعَب العلوم والجغرافيا والآداب وحتى زياراته لمكتبة المركز الثقافي الأمريكي بشارع القصر ومكتب المجلس البريطاني بشارع لجامعة ونادي السينما بالفندق الكبير/السودان، وكذلك وزياراته لمكاتب الممثليات والسفارات من أجل الحصول على المعلومة والمواد المرئية (الأفلام والأعمال السينمائية حول الكون وعلم الفلك).
فكرة البرنامج التلفزيوني كانت من أفكار هذا الإنسان المبدع الذي كان أيضاً من رواد منتدى الفلاسفة الذي كان مقره سطوح المبنى الرئيسي لكلية الآداب بجامعة الخرطوم (تحديداً فوق سطاع شعبتي اللغة العربية والفلسفة)، كانت تشهد أمسياته الحلقات والنقاشات الثقافية الإبداعية وكانت تقام المحاضرات والاسابيع الثقافية. المنتدى قام بمبادرة من أساتذة كلية الفلسفة، ومنهم الدكتور كمال شداد (رئيس القسم وقتذاك) إلى جانب زملائه الأساتذة وطلاب الشعبة الذين لا ينحصرون في طلاب الآداب فحسب، بل حتى كثير من طلاب الكليات الأخرى في الجامعة ممن يدرسون علم الفلسفة كمادة مساعدة (ancillary) منهم من يأتي من شعبة الرياضيات/العلوم، الجغرافيا/الآداب ومن القانون والاقتصاد، إلى جانب طلاب الأطراف (زراعة وطب بيطري، طب وتربية) ممن يعشقون السكن في البركس وحيات المركز لأجل النشاط السياسي وأمسيات دار إتحاد الطلاب، بل حتى أفلام الـ BN (سينما النيل الأزرق) كانوا جميلين مبدعين بمشاركاتهم وفي طروحاتهم..
حقيقة أن مبادرة منتدى الفلاسفة كانت رائدة أنطلق منها وتفتحت فيها مواهب الشاب أنور أحمد عثمان الذي عرفه أهل السودان في تلك الأيام ببرنامجه القيم "الكون ذلك المجهول" الذي كان ينتظره القاصي والداني لحظة بثه عبر القناة الوحيدة في تلك الأيام، ولو أنني لست متابع جيد للقنوات الفضائية في هذه الأيام، فلست على يقين إن كان لدكتور أنور أي نشاط في هذا الإطار، وإن لم يكن أتمنى أن يبادر أخي دكتور أنور باستئناف ومواصلة هذا البرنامج لا سيما ونحن نحتاجه أكثر مما مضى لثقافة الكون المحيط بكوكبنا والعالم الذي بدأ بالفعل في حجز أماكنه وإستغلاله لهذا الكون الفسيح، على الأقل من خلال ما نسمع ونشاهد ونرى من أقمار صناعية قد تنافس في عددها في أحد الأيام عدد الأجرام التي نحصيها..
سؤال أطرحه على دكتور أنور ويحدوني أمل كبير كما لا أشك قط في وقوفه بنفسه على هذا السؤال إن مر من هنا وقت المحاضرة، بل اتوقع أن ينقل إليه ونستمع لإجابته حينما تتاح الفرصة للأسئلة والنقاش عقب المحاضرة:
- ما هو حجم الإسكراب the scrap الناجم عن تحطم المركبات والأقمار الصناعية (الإعلامية والحربية والتجارية إلخ) التي تجوب الغلاف الجوي المحيط بنا وما مدى تأثيرها على كوكبنا إذا ما تزايد وتضاعف حجمها في مستقبل الأيام؟
وهمسة من قرب لأنور: تحية لأخونا وحبيبنا جمال عثمان التوم وليته يسمع بإقامة هذه المحاضرة ليكون في مقدمة الحضور وتكتمل تلك الصورة الجميلة في أذهاننا على أقل تقدير..
الشكر موصول للقائمين على المركز لكل الجهود التي تبذل في تقديم المحاضرات والفعاليات والأسابيع الثقافية التي تخدم مجتمعنا.
وتحياتي وعميق شوقي عبر مركز الخاتم عدلان لأخي وصديقي الدكتور أنور أحمد عثمان.
دمتم..
الطيب عبدالرحيم
| |
|
|
|
|
|
|
|