|
عثمان حياتي
|
كان لابد لك ولزاما عليك أن ترحل . لم تكن منا ولم نكن ندعيك باي حال . كنا نتحدث عنك كما نتحدث عن الأنبياء والأتقياء في هذا الكون. كنت يا ايها الرجل النسمة رقيقا حميما بأكثر مما تحتمل هذا الحياة . كنت أجمل من يحتويك هذا البؤس الخانق وأنت كالفراش تحلق أنى شئت وكيفما شئت . كنت أغنيات وأمنيات وقيم ، جمال مقيم يزين دواخلنا بالأمل واحتمال الحياة : كنت وستظل الزعيم فينا وفيما عرفنا من الناس بسموك وألقك وديمومة فرحك والإنسانية التي تتناثر من ثناياك وابتساماتك وضحكاتك المؤثرة . كنت وستظل شتلات ألحنية المغروسة في جوانا . كنت وستظل يا سيدي فرحنا المقيم ونساتنا وسهراتنا وهمساتنا سخريتنا من هذه الحياة وأسئلتها الحيرى . قصصنا وأمانينا وحكاوينا ومشاويرنا وحتى شقاوتنا . وتفاصيلنا الحميمة . وما لم يكتمل من الأماني والأغاني . كنت الرفيق والصديق وتوأم الروح وبعض الأحلام وكل الحياة . يا هذا الرجل الجميل بحق يا من منحتني معنى أن أكون أنسانا ينتمي لهذا الوطن وكل اشياءه الجميلة . يا من علمتنا كيف نضحك وكيف نسمع وكيف نغني . كنت أراك راحلا في الدرب الطويل وحيدا مستمسكا باشياءك حد الطرب والعناد الفاخر . تراها هذه الدنيا محض عبث وعبء عليك تحمله بأقصى درجات الانضباط والأدب كنت تسخر حتى من الطعام وتود لو كان أقراص يقمن صلبك فقط وتستعجب من مفاخر الملبس والمسكن واللهاث المر . وكانت موسيقى استير أو دندنة أحمد جاويش أو لما تشتاق للمشاعر تغنيك عن كل مباهج الحياة وتتمنى لو كل الحياة دندنات وأغنيات وليل وانس ورفقة وأصحاب .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان حياتي (Re: عمر مصطفى مضوي)
|
رحيلك المر والحارق حد النزيف والوجع كان متسقا مع تفاصيلك ومطابقا لها رحلت بهدوء كما عشت دوما رحلت هكذا كما كنت تختفي دوما في مشاويرك الخاصة وفي دنياك التي تليك وخوفك الدائم على صغارك محمد ومودة و البنيات ورفيقة دربك الشامخة كوثر وتقولي خلينا نشوفهم أول يمكن دايرين حاجة ياخ ثم نذهب بعدها فيما يخصنا . مكلوم أنا والله يا زعيم في فقدك . وما عارف كيف الدنيا من بعدك تكون .لكن صدقني من يوم رحيلك وإنا بردد انو الدنيا دي ما بتشبهك . ,وأنت كنت عارف كده وواعي جدا بإنك ما بتنتمي ليها وما بتخصك كما تخص الأخريين من يوم رحيلك وانا بسترجع في صداقاتك مع الكل وفي احترام الناس المهيب ليك حتى وأنت بتغني وأنت بتنكت وأنت بتضحك كانت ياخي فيك هيبة جميلة وحميمة والفة صادقة . حتى طلابك ومن علمتهم في المدارس الثانوية من الدلنج ورفاعة والمرين بيحبوك بطريقة مختلفة . وكأنك كنت عارف يوم رحيلك يوم آخر مكالمة هاتفية بيني وبينك قلت ليك يازعيم بطل ياخي وقوم كفاك مرض أنت ما شبعت من المرض ده ياخ . لم تمازحنى كعادتنا وأكتفيت بصمت حادق ومخيف وكأنك توادعني أنا الذي تمنيت ان أكون بجانبك لولا زمن الكفيل المذل وإجراءات السفر الأكثر مذلة . حزين أنا يا زعيم برحيلك وفايت حد الحزن , حزين على زول مننا وفينا حق الشارع والمدرسة والبيت وكيس الرغيف وبرسيم الغنم وشريط غنا وضحكة مرتاحة من دواخل صافية زي موية النيل . وفاتورة الكهرباء وحلم غربة وزحمة مواصلات وصوت حفلة شايلو الهوا . زول حقنا نتمازح سوا ونتشاكل سوا ونزعل من بعض وترجع البينا صافية لبن ومع ذلك يشهد رب العباد من يوم ماعرفتك ما شفتك زعلان ومخاصم . تصدق يازعيم لم شفت الرقم حق بحر الدين من قبل مايتكلم قلت لييهو يابحر أوع تقول الزعيم مات وكان . لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم . عثمان حياتي ياناس زول الله واحد من غمار هذا الشعب الصابر معلم بالمدارس الثانوية السودانية عاش حياته بزهد وتواضع نادرين .عاشق لكل جميل مهذب حتى ليغار التهذيب منه وودود مودة تمشي بين الناس . ضحكاته تسافر في المدي تحمل شخصيته اينما حلت . فنان إذا تغنى أو تكلم أو سكت . هذا الرجل مات يوم الخميس 10/5/2012م .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان حياتي (Re: التيجاني عبد الباقي)
|
العزاء لكم ولنا أخي التجاني
نسال الله ان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وان يكرم وفادته ويحسن منزلته ويغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وأن يجعله في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لامقطوعة ولاممنوعة . يارب ياكريم ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عثمان حياتي (Re: عمر مصطفى مضوي)
|
خالص التعازى للاسرة الصغيرة والكبيرة والاهل بالهلالية ..فى الفقد العظيم الاستاذ ..عثمان حياتى ....له الرحمة والمغفرة باذن الله ..وخالص التعازى ياصديقى ....ومزيدا من الصبر ...اعلم حزنك الان ..ادعو له بالرحمة
وداعا النبيل عثمان حياتى ....نلتقى بعد قليل
| |
|
|
|
|
|
|
|