|
جبريل (خال العيال )
|
نحيل ضئيل ، اسمر السمرة ، شديدها ، سمرة مثل تلك التى تراها فى سمت ادمة اهلنا الشايقية ، وغير قليل من الدناقلة والكنوز ، منذ ان تفتحت عيناى على الدنيا ، رايته يطبع ابتسامة وادعة على وجهه ، رجل مسالم بشكل مثير للحيرة ، كان احد محفزات سفرنا السنوى فى مواقيت الاجازات الصيفية للمدارس الى (البلد ) ، جبريل فعل ورجل وحدث يغريك بالسفر والتطواف فى عوالم انسانيته البسيطة ، كنت احتار فى هزاله ، يبدو لى احيانا لو زوبعة من ريح وعاصفة طوقته لاطاحت على بعد ميل ، رجل هو الوداعة نفسها ، قائمة على جسد انسان . هو شقيق والدتى ، شفاها الله وعافاها ، هو (الخال ) وفى ادبيات السودانيين واوابد عرفهم فان الخال والد ، رايت فيه البر بالوالد والولد ، ان تحدث الى جدى لامى ، الحاج احمد فضل ، رايته يقف حذرا ، يدير الحديث بمنهج احسب انه لا يرغب فيه بان يمس موقفا وبيانا لجدى فيه تضاد ، ان دخل جدى عليه فى مجلس هب قائما ، اصلح ازاره ، وضبط موقع الطاقية الخضراء على راسه ، حرت فى سر تلكم الطاقية ، لم تكن من اللون المعهود عند اهلى ، هم اما ان يعتمروا البيضاء او الحمراء ذات الخلال ، جبريل كان امة من الطاعة لجدى ، والذى فيه بعض شراسة وطيف حدة ، فان اكثرت لجاجه والجدل معه خرج منه الحديث متقطعا فاعلم يومها انه قد ضاق بك ذرعا ، كانت – اى لجدى – خصلة الصراحة الصدامة بحيث ان اسهل الطرق عنده لحسم بعض المواقف ان يصدمك براى قاطع يسد عليك مخارج الطؤارى فى الرد والتلعيق ، قد يسوء الامر متلقى الحديث لكنك اخر الامر لا تملك سوى السكوت والاقتناع ، جبريل كان احد قلائل يملكون فك شفرة الشيخ المهيب ، يدخل عليه عادة فيدير معه الحديث هادئا لينا ، وداعته الاسرة لا تترك للحاج احمد فضل عادة كثير بيان سوى الاجابة ، ولهذا صار من المالوف ان يسمع المتابعون المتحفزون بعد لحيظات جدنا يضحك ، ضحكة خلاف لمنطوق الضحك والانسباط بها رنين اجش ، يتبعه عادة حوقلة ، ومسح على راس علاه الشيب واصلع احتل مقمدمة الراس مع مس لاذنه اليمنى باحد اصابعه وكان يمارس طقسا فى مقامات الوضوء !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جبريل (خال العيال ) (Re: محمد حامد جمعه)
|
حينما نهبط القرية الوادعة بين ظلال الاشجار ، وقامات (الدوم ) الفارعة ، فان اول مقصدى داره ، فهناك ورغم شراسة ابنه (محمد النونة ) فالمرء يجد كثير تسلية ولهو ، زاد دسم لصغير مثلى حينها ، يتزود بالتمر ، يا الهى التمر ، له فى تلكم الانحاء ريح ونكهة ، هى خليط من الطيب ونداوة الحفظ ، التى تجعله هينا لينا ، احمر قان مع سواد يجعله اكثر جاذبية ، كنت اتلهى كثيرا بصعود (السيداب ) وهو عادة حرز مرتفع فى جانب القطية ، يوضع عليه جوال او عدة جوالات ، من دخن او (تيراب ) او اى من زوادات الارض والدنيا ليوم كريهة وسداد فم ولست ادرى هل المعنى خاص باهلنا فى بادية دارفور ام انه لفظ ..شائع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جبريل (خال العيال ) (Re: ناصر البطل)
|
Quote: يتزود بالتمر ، يا الهى التمر ، له فى تلكم الانحاء ريح ونكهة ، هى خليط من الطيب ونداوة الحفظ ، التى تجعله هينا لينا ، احمر قان مع سواد يجعله اكثر جاذبية |
هل يزرع التمر في دارفور؟ ما هي الانواع التي تزرع هناك لو تفضلتم؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جبريل (خال العيال ) (Re: سيف النصر محي الدين)
|
الأخ محمد حامد , سلام ,
يا اخى دا سرد جميل , وانت لو سمعت كلامى :
المقعدك مع الناس ديل شنو ؟ انت ماب تشبهم تب.
ديل ناس دشنين وقاسين ومافيهم اى رقة !
هسع كلامك يدل على انك زول شفيف وشفاف , وفنان كمان !
وكمان بتشترك معاى ومع أخوك فيصل فى مسألة التمر دى !
حس كدا ما تكلم ناسكم ديل يخلوا عندهم شوية دم ويحلوا عن فيصل وعن الناس الجميلين !
وانا قريت كلامك عن فيصل , كلامك برضو بيأكد انك ماب تشبه الناس ديل ! بس ياريت ناسك ديل يكونوا قروه وفهموه.
وواصل فى السرد ..
ست البنات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جبريل (خال العيال ) (Re: Elawad)
|
التمر لا يزرع فى دارفور ، هذه بديهة ، وانما تحدثت عنه باعتباره انه (البلح الواحد دا ) لكنه عندنا لاسباب لا اعلمها يمتاز بطعم رائع ، التمر الذى يتم نقدنا له عادة فى امسيات (الاثنين ) وهو ميقات السوق الاسبوعى بالمنطقة حيث اتحدث تمر له ميزة ، الخفة ، والرشاقة ، صنف هو ذاك الذى يكون خفيفا ، ناعم السطح ، يوضع عادة من الكبار فى المخالى او الخرطاية ، او يربط بعناية فى اطراف اثواب الجدات والخالات ، فان اتى مقمدم الكبار طار الصغار الى العائدين ، ولا ازال اذكر ذاك التمر ، اتقلده واكاد اشمه ، وقد علت احيانا اطرافه شوائب من الدقيق ، الذى يكون عادة من اهم مطلوبات القوم يومها ، طاحونة (ونيس ) وهذا حديث نعود اليه ، ونيس هذا .... قصة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جبريل (خال العيال ) (Re: محمد حامد جمعه)
|
سلام تانى,
التمر فى الشمالية كناونحن صغار نصنع منه عقود وهو أخضر أو أضفر,
ويصنعوا لنا منه قراصة التمر بالقمح والشمار والحلبة والسمن,
وأظن النوع البتتكلم عنه دا (البركاوى) , فهو فعلا له رائحة شهية.
لكن ما رديت على مداخلتى !
يمكن أجلتها الى حين من الوقت ,
وواصل سردك , فنحن نقرأ.
ست البنات.
| |
|
|
|
|
|
|
|