|
محمد إبراهيم نقد: أجمل رجل مات في العالم...!
|
أبي الرجل النضيف محمد إبراهيم نقد أن يغادر هذه الدنيا الفانية إلا وأن يتحفنا بحكمة عميقة هي بمثابة كش ملك ،،، فكون أن الرجل قد أوصي بأن يصلي الشيخ الإدريس علي جثمانه الطاهر ، ففي ذلك أكثر من رسالة وأكثر من معني عميق... فالمسألة تتعدي حسابات الربح والخسارة كون أن الصوفية تمثل غالبية الشعب السوداني،،، تعاليم الأديان تحث علي الفضيلة والتحلي بمكارم الأخلاق والبعد عن أذي الآخرين والتسلط عليهم،،وهكذا كان الإسلام الصوفي في بلادنا منذ الأمد البعيد وحتي زماننا،الجريح، هذا... فقد إختلط حابل المعني السامي للأديان بنابل القافزين بزانات الشعارات الدينية ذوي اللحي المسدولة والخطب الرنانة التي لا تقدم للبشرية ولا تؤخر لها شيئاً،،، وقد كان الحزب الشيوعي السوداني، طوال تاريخه المديد، في حالة شد وجذب مع جماعات الإسلام السياسي،،منذ حادثة حل الحزب في الستينات،،،تلك الحادثة التي كانت بمثابة الضربة القاضية للمؤسسية والدستور،،،وما بدا للشعب،كذباً، بغاندي السودان...! منذ ذلك الحين فقدت السياسية السودانية بوصلتها،،فأصبحت تترنح ذات (اليسار) وذات (اليمين)،،،تتمحرك السفينة نحو ظلام بحر لُجي،،ومحيط إقليمي تتخطفه القيادات الجوفاء،،،المستأسدة علي شعوبها المسكينة،،،وفي ذات الحين هي نعامة تجفل من صفير الصافر،،، وجاء جموح الطموح المتخبط المتمترس وراء شعارات العدم،،فكانت مغامرة يوليو المعروفة بإنقلاب هاشم العطا،،،وهنا إنداحت السفينة علي الضفة اليمني للنهر،،،تتملكها قشعريرة الأفق الداكن المختلط بغبار رمال الصحراء الصفراء،،، فكانت حكمة نقد "إنقلاب هاشم العطا شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها" وكانت المعادلة الصعبة بين الإخلاص للشهداء رفاق النضال والصبا،،،وما بين إيجاد رؤية تطويرية لتنظير بدا جلياً انه يفترق مع واقع الحال ،،،توازت الخطوط،،،ثم بدأت الحقائق تنجلي مع الإنهيار الرأسي للمعسكر الإشتراكي.... فمنهم من تأمرك (صار أمريكي) ومنهم من تكوزن (صار كوزاً والعياذ بالله) ومنهم من تنصل مدعياً النباهة التي تشبه إكتشاف معضلة : "قطعة من جزار ،،،،وقطعة من نجار،،وهي طار ،،،والما بِعرفها يبقي حمار...!" ومنهم من قبض علي جمر ماركسيته،،لم يبدل لها تبديلا،،،مبشراً بعودة خيبر الطبقة العاملة وسيادتها، في نهاية الأمر، لا محالة،،،! يتلو في في إخلاص عميق حلقات قراءة الميدان،،،دونما أموال تكنز وذبائح تذبح مثل أصيحابنا في طرف الإسلام السياسي الآخر...! فكان محمد إبراهيم نقد بضحكته المجلجلة وس خ ري ت ه اللاذعة ينظر للإمور بسمو الصوفي الذي يعرف أن الدنيا هي دار زوال،،متلفحاً عمامته بجلبابه الأبيض الناصع ،تماماً مثل قلبه، تجده في دور العزاء،،،وخيم الأفراح،،، هدأت ،في عهده، خيلاء الأنفة الزائفة،،ففتحت أبواب الحوار مع (الطائفية) ومُدت جسور التواصل مع كل الوان الطيف،،،إلا من أبي....! التنطع الإيدوليوجي، سواء إن إتخذ شكل التدين أو إن إتخذ شكل التمركس،، هو في النهاية مطاف واحد يؤدي الي طرق الإلتواء وبيوت الإشباح وحمامات الدماء،،، والتنطع،بكل أشكاله، يدل علي هزال نفسي وعوز إنساني،،،طريقه العنف وسبيله إنتهاك حقوق الآخرين،،ومآله الخزي...! والذي حمل جراحاته متمترساً وراء نوبة الصوفي وسبحة اللالوبة،،،تنزل دموعة في صمت الليل البهيم ،،،تغسلُ أوساخ الدنيا وعذاباتها،،،لم يحمل عصا يهش بها أغنام إبليس ،،،أو سيخة ينخُر بها ذكريات الماضي الأليم ،،،مثل ذلك النبيل هو الأجدر بالإحترام ،،،والأنسب،بالتمثيل، للوقوف أمام جثمان نقد....! الصوفية لها القدرة للتمحور والتطور الإيجابي لمواكبة عجلة الحياة،،فالطريقة الإدريسية تتميز بالحث علي التعليم والرقي الي درجاته العُلا،،،ينصح شيوخها بالذهاب الي الطبيب في المستشفي بدلاً عن المحاية والبخور ليت أطباءنا يرتفعون الي مستوي الحدث....! ليتنا،نعرف، مثلما عرف نقد ،أننا تلاميذ في هذه الحياة نقضي جل يومنا نتعلم ونتعلم ونتعلم،،، ليتنا ننزل من صهوة خيول الوهم نقعد واطة مع محمد أحمد وكلتوم،،،وصاحب المزرعة والراعي في الخلاء،،،هم يعرفون أكثر مما نعرف،،،ويدرون أننا لا ندري،،،، يا ليتنا أن ندري،،،ولو يسيراً،،مما كان "محمد إبراهيم نقد" يدري،،،! ياااااااااااااااااااااا ليتنا...!
|
|
|
|
|
|
|
|
|