|
|
 العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة
|
بعد اختفاء دام (4) سنوات نشرت تفاصيله (الرأي العام ) في يناير الماضي
العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة
بعدد (الرأي العام ) الصادرة بتاريخ الثلاثاء- 24 يناير 2012م بالصفحة التاسعة , نشرنا تحقيقا صحفيا مطولا تحت عنوان (اختفاء مغترب سوداني في ظروف غامضة ) اذ اختفى الشاب (محمد خيري محمد خيري همت )وهو خريج جامعة السودان دبلوم كهرباء , يقيم مع اسرته بالكلاكلة القطعية مربع (4)، وكان يعمل بالمملكة العربية السعودية محاسبا بمؤسسة (عبد الله الحربي ) بمنطقة (الخرج ). وبعد سنوات من العمل قرر التوجه الى السودان لاتمام مراسم زواجه ،وخابر والدته بذلك في اواخر فبراير 2009م وكان هذا آخر اتصال له , وبعدها اختفى في ظروف غامضة , واتضح فيما بعد ان اسمه مدرج ضمن قائمة الركاب لباخرة سياحية مصرية , غادرت ميناء (ضبا ) السعودي الى ميناء (الغردقة ) المصري بتاريخ الثاني من مارس 2009م .ورغم البحث عنه في الغردقة والقاهرة ثم السعودية الا انه لم يتم العثور ولو على خيط يقود اليه ويكشف لغز اختفائه الغريب ... ولكن اتصالا هاتفيا من القاهرة باهله بالكلاكلة اعاد امل العثور عليه... واليكم تفاصيل هذه القضية الشائكة والغريبة .
قبل اسبوعين اتصل بي بالصحيفة قريب اسرة الشاب المختفي , السفير (صلاح محمد احمد )ناقلا لي الخبر السعيد قائلا : تم العثور على محمد خيري بالقاهرة وسيعود الى الخرطوم بعد اكتمال اجراءات استخراج وثيقة سفر من السفارة السودانية بالقاهرة ... وبعد لحظات كنت بمنزل الاسرة بالكلاكلة القطعية مربع (4) . قابلت والدته (بدرية ابوزيد) وشتان بين اللقائين. فعند لقائي بالاسرة في يناير الماضي كان الحزن والبكاء يسودان افراد الاسرة والاقارب خاصة والدته بدرية التي تورمت عيناها من فرط البكاء على ابنها المفقود، اما عند زيارتي الثانية صباح السبت الماضي بعد العثور على الابن المفقود بالقاهرة كان الوضع على النقيض تماما. فالكل فرح بالنهاية السعيدة ... وصباح الجمعة الماضية هاتفتني شقيقته عبير ودعتني لوليمة (كرامة) عودة شقيقها (محمد خيري) بالسلامة، الا انني اعتذرت لها لوجودي في عزاء ووعدتها بزيارتهم يوم السبت , حقيقة كنت اتوق للقاء هذا الشاب (اللغز ) الذي اثار اختفاؤه لمدة (4) سنوات علامات استفهام وتكهنات عديدة حول مصيره ومكان وجوده , فالبعض يرى انه تعرض للسرقة ثم القتل , خاصة انه جهز (شيلة) الزواج من ذهب وملابس وعطور وغيرها، والبعض يرى انه غادر الى احدى الدول الاوربية , غير ان التوقع الصحيح كان لوالدته (بدرية) التي قالت لي في اللقاء الاول (حدسي كأم يقول ان ابني حي يرزق) فقد صدق حدس الوالدة الصابرة التي استقبلتني في بوابة المنزل وادخلتني الى الصالون الذي كان يكتظ بالاهل الذين توافدوا للتهنئة والمباركة ... تعرفت على الشاب محمد خيري من الوهلة الاولى من خلال الصورة الفوتوغرافية التي قمنا بنشرها في يناير الماضي ... كان يرتدي جلبابا ابيض ... توجهت ناحيته وقلت له بلا تردد (حمد لله على السلامة يا محمد) ففوجئت به يعانقني بقوة وكأنه يعرفني ثم عاد وجلس على احد الكراسي في هدوء وصمت ينظر الى الاسفل ولا يتحدث الا اذا حضر الاقرباء للسلام عليه , عرفته بنفسي واخبرته عن التحقيق الذي نشرته عنه في (الرأي العام) قال لي: اخبروني به ولكن لم اطالعه حتى الآن , فاحضرت له شقيقته نسخة منها وشرع في قراءتها فورا دون ان يعيرنا اهتماما وذلك بعد ان احضر نظارته الطبية ... انتظرت حتى اكمل قراءة التحقيق ..
*سألته : ماذا حدث لك ..؟ وكيف ولماذا اختفيت لمدة اربع سنوات دون ان تتصل باسرتك وغيرهم بمكانك ..؟
رد قائلا : لا اذكر شيئا !
* الا تتذكر كيف غادرت السعودية ..؟
قال : لا اذكر كيف ولماذا غادرت السعودية ..!
* لكنك كنت تعمل محاسبا بمنطقة الخرج بمؤسسة عبد الله الحربي وغادرت السعودية عبر ميناء (ضبا) الى ميناء (الغردقة )؟
قال : قلت لك لا اتذكر شيئا عن وجودي وعملي بالسعودية .
* الا تتذكر شيئا حتى اليوم ..؟
- اتذكر الاحداث منذ شهر اكتوبر العام 2009م في الغردقة .
* ماذا كنت تعمل في الغردقة وهي منطقة سياحية مصرية معروفة ..؟
- عملت في سيوبر ماركت كبير اسمه
(souse Market) .
* كيف التحقت به ..؟
- تعرفت على صاحب السيوبر ماركت واسمه (محمد احمد حسين ) وهو مصري الجنسية بمنطقة (شط 4) او (شط مريت) بالغردقة حيث كنت اعمل جرسونا بـــ (الشط 4).
* كم من المدة عملت فيه ..؟
- لمدة شهر وبعدها تعرفت على صاحب السيوبر ماركت وطلب مني العمل معه في متجره.
* متي كان ذلك ..؟
- في نوفمبر من العام 2009م .
ـ ما طبيعة العمل الذي كنت تؤديه في السيوبر ماركت؟
أول التحاقي بالعمل به ، كنت عاملا ، أقوم بتنظيف البضاعة على الأرفف ، ثم الكاشير ، وعندما ظهرت مهاراتي في الحسابات الحقني بالعمل فيها.
ـ أين كنت تسكن؟
في شارع شيرتون مع تقاطع شارع شيري بالغردقة.
ـ فاجأته هنا بسؤال مباغت : يبدو أن ذاكرتك ممتازة ، لدرجة انك تتذكر أدق تفاصيل الأحداث التي مرت بك؟
أجل حالياً ذاكرتي جيدة ، وكما ذكرت لك انني مسحت كل الأحداث التي مررت بها قبل أكتوبر العام 2009م ، أما بعد هذا التاريخ اتذكر كل شيء.
ـ هل تتذكر والدتك (بدرية) واختك (عبير) ومنزلكم في السودان بالكلاكلة؟
لا اتذكر شيئاً مما ذكرته.
ـ إلى متى عملت في السيوبر ماركت بالغردقة؟
عملت فيه حتى بعد اندلاع الثورة المصرية بثلاثة اشهر.
ـ هل تتذكر أحداث الثورة المصرية؟
أجل ، قلت لك اتذكر الاحداث بعد أكتوبر 2009م.
ـ لماذ تركت العمل في سيوبر ماركت الغردقة؟
أجاب وهو ينظر بعيداً : لم اترك العمل بمحض إرادتي ، بل أن صاحب السيوبر ماركت قام باغلاقه ، لتضرر النشاط السياحي بالغردقة نتيجة إندلاع الثورة المصرية ، بعدها غادر صاحب السيوبر ماركت إلى الكويت .
ـ وهل التحقت بعمل آخر؟
أجل ، كنت اعمل باليومية ، بائع بالنسبة بدون راتب ، حيث كنت أجلب الزبائن الأجانب للمتاجر الكبيرة بالغردقة، فيعطينى صاحب المتجر مبلغا من المال نسبة عن كل أجنبي اجلبه للشراء من المحل.
ـ الم تحاول العمل بالقاهرة ؟
لا ، كنت اتوجه اليها احياناً واجلس بالمطعم السودانى بمنطقة الأوبرا.
ـ ماذا كنت تعمل بالمطعم السوداني؟
كنت العب الكوتشينة مع بعض السودانيين الذين تعرفت عليهم هناك ، وكنت اتعامل معهم بصورة طبيعية ، واقضي يومين او ثلاثة كل شهر بالقاهرة ثم أعود إلى الغردقة مرة آخرى .
ـ ألم يسألك أحد السودانيين بالقاهرة عن ماضيك ؟
سألنى بعضهم ، عن منطقتى واهلي لكننى كنت اقول : لا اعرف أين اهلي ، فانا مقطوع من شجرة .
ـ هل تتذكر كيف عثر عليك شقيقك (سامي)؟
عندما حضر ، إلى القاهرة كنت اقيم في فندق (ايزيس) بشارع عبد العزيز، وفي نفس اليوم الذي قابلت فيه أخي (سامي) كنت استعد لمغادرة القاهرة إلى الغردقة ، وعندما علمت أن هناك مباراة لفريق ريال مدريد الاسباني ليلاً، قررت تأجيل سفري لليوم التالي لمشاهدة المباراة.
ـ وهل شاهدت المباراة؟
أجل.
ـ أين؟
في الكافتيريا المجاورة للمطعم السوداني بالاوبرا .
ـ أتتذكر زمن بث المباراة؟
حوالي العاشرة ليلاً.
ـ وكيف التقى بك شقيقك (سامي) ؟
اثناء مشاهدتي للمباراة فوجئت بشخص لا أعرفه يقول لي : تعال معي نجلس قليلاً خارج الكافتيريا ... فسألته : من أنت ؟ فقال لي : أنا أخوك ، أخرج لي جنسية وقرأت اسمه عليها (سامي خيري محمد خيرى) ، ذكر لي تفاصيل حياتنا في السودان .
ـ وهل كنت تعرف اسمك، إذ انك قلت انك فاقد للذاكرة ، وللاحداث التي مرت بك قبل أكتوبر 2009م . ؟
أجل ، كنت لا أعرف اسمى أو أعرف من أكون وذلك لمدة (6) اشهر كاملة منذ وصولي الغردقة ، بعدها عرفت اسمي .
ـ كيف ؟
كان ذلك بالصدفة ، إذ عثرت ذات يوم على شهادتى المتوسطة ، وعليها صورتي ، ومنها تذكرت اسمى بالكامل.
ـ ألم يذكرك ذلك بأهلك في الكلاكلة القطعية ؟
لا فقط تذكرت اسمي.
ـ اين عثرت على الشهادة .؟
وسط بعض الاوراق.
ـ هل دخلت الغردقة من السعودية بحقائب ؟
لا اتذكر ، ولكن ما اتذكره اننى بعد عملي بالغردقة ، اشتريت بعض الملابس.
ـ بعد لقائك بشقيقك اثناء مباراة ريال مدريد بالتلفاز بكافتيريا الاوبرا بالقاهرة ، هل اقتنعت انه شقيقك ؟
اتصل شقيقي (سامي) باحد اقربائنا وهو يقيم بالقاهرة ، يدعى (محمد حسن حسين) فاقنعنى انه اخي.
ـ ألم تسأله من والدتك وقتها ؟
ذكر لي اسمها ، وكنت أجهلها تماماً.
ـ ماذا حدث بعد ذلك ، هل ذهبت مع شقيقك ؟
في الثانية صباحاً قام اخي بالاتصال بابنة عمي المقيمة بمنطقة (عين شمس) واخبرها بالعثور علي ، وتوجهنا اليها في المنزل ، وفي اليوم التالي بدأ اخي في إجراءات السفر إلى السودان .
ـ ألم يكن معك جواز سفر ؟
لم يكن تكن معي اية اوراق ثبوتية.
ـ وكيف دخلت إلى الغردقة ؟
لا أدري ، لا اتذكر.
ـ عند دخولك المنزل لاول مرة .. هل تعرفت على والدتك وبقية اهلك ؟ وكيف كان شعورك؟
شعورى كان لا يوصف ، حيث اننى كنت اعيش لوحدى ، قرابة الاربع سنوات وفجأة وجدت نفسي بين اهلي.
ـ هل تعرفت على والدتك (بدرية) ؟
أجل ، لان شقيقي سامي عندما حضر إلى القاهرة كان يحمل صورة لها ، ولذلك تعرفت عليها من أول وهلة.
الحلقة القادمة
كيف ؟ واين؟ ومتى عادت الذاكرة لمحمد خيري ؟
شقيقه (سامي) يروي تفاصيل جديدة وغريبة عن حادثة الإختفاء الغريب
ماذا قالت والدته (بدرية) ، وشقيقته (عبير) .
http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=1314&id=109260
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
 Re: العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
الجزء الثاني
الحلقة المفقودة
(سامي) شقيق محمد خيري محمد خيري همت ابن الكلاكلة القطعية الذي اختفى في ظروف غامضة قبل حوالي اربع سنوات وتم العثور عليه قبل عشرة ايام بالقاهرة فاقدا للذاكرة ،يحكى لنا من القاهرة يدعى (رفعت حسن عواض) وهو يعمل في التجارة بين السودان ومصر . وقال لي : رأيت اخوك (محمد) اكثر من اربع مرات بالمطعم السوداني بالقاهرة ?الاوبرا- قلت له : انت متأكد انه شقيقي محمد ؟ - قال : اجل متأكد واذا لم اتأكد فعلا لما اخبرتك . وبعدها مباشرة سافرت الى القاهرة ونزلت فندق {الاوبرا } بالقرب من المطعم السوداني بالقاهرة، وكنت اذهب الى المطعم واجلس طيلة اليوم اراقب السودانيين المترددين على المطعم دون ان اشاهد اخي ،استمر ذلك لمدة يومين صباحا ومساء، وفي اليوم الثالث من وصولي القاهره الخميس الموافق(12) ابريل الجاري كنت اجلس مساء داخل المطعم السوداني برفقه احد الاقرباء المقيمين بالقاهرة ويدعى{محمد حسن حسين} إلا انه غادر المطعم وبعد عشر دقائق من ذهابه تناولت كوب شاي ثم خرجت لشراء سجائر ومررت بالكافتيريا المجاورة للمطعم السوداني مباشرة ،وكانت تكتظ بالمصريين والسودانيين يشاهدون مباراة لفريق ((ريال مدريد)) الاسباني وفجأة شاهدت شقيقي بلحمه ودمه يجلس وسط المشاهدين داخل الكافتيريا يشاهد المباراة ... تمعنت فيه لفترة وتأكد لي انه هو، فشكله لم يتغير رغم انني لم اره لحوالي اربع سنوات. توجهت ناحيته ووقفت بجانبه لفترة قصيرة فنظر ناحيتي ولم ينطق بكلمة وعاد لمشاهدة المباراة بعدها سألته : ألا تعرفني ؟ - اجاب بعدم اكتراث دون ان ينظر ناحيتي : لا ... مواصلا مشاهدة المباراة وكانت تلك اللحظة اول مرة اشاهده فيها واسمع صوته ... وقلت له : انا اخوك ((سامي)) - قال : ليس لدي اخ ولا اهل ? ثم طلبت منه الخروج معي خارج الكافتيريا الا انه رفض فاخرجت جنسيتي فتناولها مني وتأملها فترة ليست بالقصيرة، وكان يتنقل ببصره بين صورتي على الجنسية ووجهي، ثم اعاد لي الجنسية دون ان ينبس بكلمة واحدة. قلت هنا لشقيقه سامي : ألم يعرفك ؟ - يبدو ذلك ولذلك سألته :ألم تعرفني ؟ قال : لا فقلت له : انت ((محمد خيري محمدخيري همت)) ؟ سألني من انت ؟ - فقلت: انا اخوك(( سامي)) ثم تحدثت معه عن والدتنا {بدرية} واخته عبير.
- وهل اقتنع انك شقيقه ؟
كان مترددا ومتشككا فقمت بالاتصال بابنة عمي المقيمة بمنطقة عين شمس فتحدثت معه عبر الهاتف وعرفته بنفسها وتحدثت له عن الاسرة بالكلاكلة القطعية وطلبت منه الحضور معي للمنزل بعين شمس .
بعدها ذهبت معه الى حيث يقيم بفندق {ايزيس}، وفي اليوم التالي توجهنا للسفارة السودانية بالقاهرة للبدء في اجراءات العودة للسودان حيث انه كان لايحمل اي اوراق ثبوتية سوى شهادة المتوسطة .والعاملون في السفارو اندهشوا عندما علموا انه ((محمد خيري )) ، الذي اختفى منذ اربع سنوات ، فهم يعرفون قضيته ، حيث ان هناك بلاغا مدونا بالسفارة باختفائه العام 2009م ، وجلس معه القنصل وسأله عما حدث له خلال الاربع سنوات الماضية فاجابه : لا اعلم ، فجأة وجدت نفسي في الغردقة ، فاستخرجوا له وثيقة سفر اضطرارية لمدة اسبوع ، ثم غادرنا مطار القاهرة الدولي منتصف ليلة الخميس الماضي ، بالطائرة المصرية ، وصلنا مطار الخرطوم حوالي الثالثة صباح الجمعة .
*هل استقبلتكم الاسرة بالمطار ؟
لم نخبر احدا بمواعيد الوصول ، عدا خالي ( سليم ) ، وابن خالتنا ( سموأل عثمان ) .
*كيف تصرف ( محمد ) فور دخوله المنزل بالكلاكلة القطعية ؟
توجه اولا ناحية الوالدة مباشرة وقام بمعانقتها لفترة طويلة وفعل نفس الشئ لشقيقته عبير.
*ولكنه فاقد للذاكرة لا يتذكر الاحداث التي مرت به قبل اكتوبر 2009م ، فكيف تعرف على والدته ( بدرية ) ؟
في القاهرة عرضت عليه صورة الوالدة وشقيقته عبير ، ولذلك فانه تعرف عليهما فور مشاهدته لهما بالمنزل.
*هل تصف لنا انفعاله وتصرفاته وهو يدخل المنزل ويلتقي بالاسرة بعد غياب اربع سنوات ؟
عانق والدته وشقيقته طويلا كما ذكرت لك ، دون ان يتحدث معهما.
*تقصد انه كان صامتا ؟
اجل ، لم ينطق بكلمة.
*هل كان يبكي ؟
اجل ، بكى مع والدته وشقيقته.
نعود للقاهرة مرة اخرى ، ونسألك : بعد عثورك عليه ، ، هل لاحظت انه كان طبيعيا ، ام طرأ عليه بعض التغيير في شكله وتصرفاته ؟
لا ، لم يتغير ، فهو نفس شقيقي ( محمد ) الذي عرفته ، هادئ ، ولا يتحدث كثيرا وصحته جيدة.
*هل ذكر لك انه عند وصوله الغردقة لاول مرة ، كان لا يتذكر شيئا ، حتى اسمه ؟
اجل ذكر انه ، طيلة الستة اشهر الاولى التي اعقبت وصوله الغردقة لم يكن يعرف اسمه ، ولا كيف وصل الى الغردقة ، وقال لي انه بعد انقضاء الستة اشهر الاولى له في الغردقة كان يجلس ذات يوم في حديقة عامة ، وفجأة وعى لنفسه وعثر داخل جيبه على مبلغ ( ثلاثمائة ) جنيه مصري ، بعدها ، حسب قوله ، قال انه عاش حياته الطبيعية ، وقال لي : كنت اتساءل دوما : من انا ؟ وكيف ولماذا وصلت الى الغردقة ؟ واين اهلي ؟ وما هو اسمي ؟ ، حيث ذكر لي انه كان يعتقد انه بدون اهل ، وقال انه بعد العمل كان يقرأ بعض الكتب الانجليزية التي يجيدها ، بجانب تعلم الفرنسية خلال فترة غيابه ، كما حدثني عن تعرضة للنصب والاحتيال من احد المصريين بالغردقة ، فبعد ان عرف انه يجهل شخصيته واهله ، ادعى انه قريبه من اسوان ، وكان يتردد عليه ويطلب منه بعض المال ، فيعطيه له على اساس انه قريبه ، ومحتاج للمال .
*شقيقك ذكر لي انه مسح كل احداث حياته قبل اكتوبر 2009م .. وفي نفس الوقت ذكر ان صاحب المتجر الذي كان يعمل به عاملا في البدء ، اكتشف مهاراته في الحسابات ، فعينه مسئولا عن العمليات الحسابية بمتجره .. فلماذا لم ينس او ( يمسح ) مهاراته السابقة في الحسابات ، حيث انه كان يعمل محاسبا في السعودية ؟
سألته نفس هذا السؤال بالقاهرة فقال لي ، انه احس بشئ في رأسه عبارة عن ارقام وعمليات حسابية واستغرب وقتها من اين تأتيه هذه المعلومات ، وقتها اخبرته انه كان يعمل محاسبا في السعودية باحدى الشركات ، وقبلها محاسبا بالمصنفات الادبية بوزارة الشئون الاجتماعية والثقافية بالسودان .
*ولكن لماذا لم يتوجه الى السفارة السودانية لعرض حالته الغريبة هناك ؟
توجهت اليه بذات السؤال فاجاب : لم اذهب للسفارة لان اموري استقرت واصبحت اعمل ، فنسيت موضوع السفارة والاهل تماما .. وكما ذكر لي انه كان يذهب الى القاهرة من الغردقة والتجوال وسطها ويتردد على المطاعم السودانية والمقاهي متعمدا لاحتمال ان يشاهده احد ويتعرف عليه احد من اهله او معارفه ، وقال لي : انه كان يرتدي ملابسه القديمة حتى اذا لم يتعرف عليه احد من وجهه قد يتعرف عليه من ملابسه.
حس الوالدة
قالت لي والدته بدرية ابو زيد ، والسعادة لا تسعها بعودة فلذة كبدها سليما بعد غياب اربع سنوات .. الحمد لله والشكر لله ، قد لا تتصور فرحتي وسعادتي كأم عندما رأيته يدخل المنزل ، بكيت كما لم ابك من قبل ، والحمد لله عاد ابني محمد بصحة جيدة لقد صدق حدسي بانه حي يرزق ، لانني اعرف ابني جيدا فهو انسان هادئ بطبعه يتمتع باخلاق ممتازة ولا يخطئ على احد وعندما اتصل بنا قريبنا من القاهرة وقال انه شاهده هناك صدفة على الفور تأكد لي ان ابني حي يرزق ، ولقد عرفني اول ما شاهدني لكنه لا يتذكر الاحداث قبل الغردقة ، والحمد لله.
الشقيقة عبير
اما شقيقته عبير قالت لي بالطبع عودة شقيقي محمد خيري اعادت السعادة والبسمة لكل افراد العائلة ، ورغم اختفائه الطويل والغامض الا اننا لم نفقد الامل في رحمة الله ، واول دخوله للمنزل الكل اصبح يبكي ، حتى الاطفال الصغار كانت لحظة لا توصف اختلطت فيها مشاعر انسانية عديدة. واتمنى ان يعود كل غائب الى اهله ليتذوق حلاوة اللقيا بعد طول غياب ، وعندما علمنا انه فاقد الذاكرة تأثرنا بالطبع لكن الحمد لله على سلامته ، نشكر الله تعالى الذي رعاه وحفظه طيلة الاربع سنوات الماضية ، وهو سبحانه وتعالى قادر على اعادة ذاكرته له واتوجه نيابة عن كل الاسرة عبر( الرأي العام) بالشكر الى افراد السفارة السودانية بالقاهرة الذين لم يقصروا معنا ، وبذلوا معنا جهدا مقدرا وقاموا بالواجب منذ اختفائه وحتى العثور عليه واستخرجوا له وثيقة السفر الاضطرارية بالسرعة المطلوبة ، جزاهم الله عنا كل خير كما نشكر الجيران بالكلاكلة القطعية والاهل في عموم السودان والخارج ، الذين اتصلوا علينا بعد نشر( الرأي العام) للتحقيق الصحفي في يناير الماضي حول اختفائه ، حيث اتصل علينا سودانيون لا نعرفهم من امريكا وانجلترا والسعودية والامارات وليبيا سواء بالهاتف او عبر النت مشيرين انهم طالعوا مأساة محمد بموقع (الرأي العام) الالكتروني وتأثروا كثيرا ، وهذا يثبت ان الشعب السوداني متضامن مع بعضه البعض ، ونشكرك استاذ التاج عثمان لوقفتك معنا ، والسفير صلاح محمد احمد الذي اجتهد معنا كثيرا اثناء رحلة البحث عن شقيقي.
الحلقة المفقودة
من خلال عرض وتفاصيل وحيثيات هذه القضية الغريبة يبدو ان هناك حلقة مفقودة تثير سؤالا مهما ، ماذا حدث للمغترب السوداني محمد خيري قبل اكتوبر 2009م ؟
كيف ولماذ توجه الى الغردقة بجمهورية مصر العربية ؟ ماذا حدث له حتى افقده الذاكرة ؟ واين شيلة الزواج التي يفترض ان تكون معه ؟ خاصة ان آخر محادثة هاتفية له من السعودية بوالدته بالسودان قال لها : انه سوف يذهب لاداء العمرة ثم يتوجه بعدها للسودان لاتمام زواجه والسؤال الاهم كيف ولماذا فقد ذاكرته ونسى حتى اسمه واهله ؟ توجهت بالسؤال الاخير الى الدكتور عبدالله عبد الرحمن محمد ، استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى التجاني الماحي التعليمي للطب النفسي بامدرمان ، لتشخيص الحالة المبدئية لحالته النفسية والاسباب المحتملة التي ادت لفقدانه الذاكرة ، فاجاب موضحا بعد ان لخصت له الوقائع السابقة لا يمكن تشخيص الحالة النفسية له الا بعد اخضاعة لفحوصات وجلسات نفسية ، ولكن حسب الاعراض والتفاصيل التي ذكرتها لي فقد يكون حدث له ما يسمى في الطب النفسي ( الهومان) ، وهو ان يصبح الفرد غير قادر على التعرف على من حوله ، وقد يكون لديه مرض او عارض نفسي ما ، ادى الى فقدانه الذاكرة مؤقتا ، او قد يكون يعاني من حالة اضطراب نفسي ادى الى حالة الهومان ، التي قد يكون يعاني منها ، فهذه الحالة تجعل الانسان يتجول بدون ان يعرف من هو ؟ واين هو؟ وهذه مجرد احتمالات تشخيصية لحالته ، وهو يحتاج لفحص نفسي دقيق ، واجراء بعض الفحوصات الطبية لكن يمكنني القول : ان الحالة يمكن علاجها ويجب عرضه سريعا على الطبيب النفسي ، لانه اذا تعرض لانتكاسة فوضعه سيكون اسوأ ، وعلاجه وتأهيله النفسي سيكون اصعب وانا على استعداد لاستقباله بالمستشفى وتشخيص حالته .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
اولا حمدلله علي سلامه الراجل..
لكن فعلا دراما يجب ان لا يسكت عنها اهل المفقود..
اولا: لماذا وكيف فقد ذاكرته؟ وهذا في حده جريمه ان ثبتت انها بفعل فاعل..
ثانيا :كيف علي اخ المفقود ان يسافر دون تقصي الحقيقه ومتابعه ماحدث لاخيه قبل الرجوع للسودان؟؟ واخيه قد ذكر امكان عمله وشخصيات تعامل معاها...هذا محير فعلا..
هل حدث له غسل مخ؟
هل اصطدم بشي ما وفقد الذاكره؟؟ هل هناك اثر ضرب علي جسمه او راسه؟
هل كان يتناول عقاقير طبيه؟؟
غايتو ربنا سترو عشان والدتو واهلو ودي الف سلامه..بس لازم الناس يتحققو من الموضوع..
شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة (Re: عليش)
|
تحياتى لكم جميعا ,
وحمدلله على سلامة أخونا وبركة الوصل لاهله سالم.
لكم لو سمحتو لى أدلو بهذه الاختراح لذويه:-
أولا زول من اهله يسافر الى الغردقة ويعرف من صاحب السوبر ماركت كل تفاصيل وكيفية وصول هذا الرجل اليه.بس دى عاوزة زول حصيف عشان برضو ما يدخل فى مشكلة مع الجانى ( اذا كان هناك جانى من الأساس)
ويحاول يجمع معلومات بقدر الامكان لمعرفة ما اذا كان هنالك شخص من الكانوا موجودين بالباخرة قد يكون هو من أوصله للسوبرماركت.
احتمال يكون قد تعرض لعملية نهب وسرقة من بعض من كانوا معه بالباخرة أو غيرهم ! وقد يوجد خيط يوصل اليهم .
قد يكون تعرض لعملية خطف ( برضو جائز فى أم الدنيا ) أو ضرب فى الرأس أو نوع من التعذيب أو معاملة سيئة كانت مفاجئة أدت الى احباط مما أفضى الى فقدان الذاكرة . برضو جائز.
وأنا أفتكر حتى الطبيب عشان يقدر يعالجه محتاج الى خيط يوصل الى السبب. وقد يكون الخيط مجرد معلومة صغيرة تفيد الطبيب فى تحديد كيفية ونوع العلاج.
وأتمنى له الصحة وربنا يعيد له ذاكرته بسرعة ان شاء الله.
ست البنات.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة (Re: ست البنات)
|
Quote: تحياتى لكم جميعا ,
وحمدلله على سلامة أخونا وبركة الوصل لاهله سالم.
لكم لو سمحتو لى أدلو بهذه الاختراح لذويه:-
أولا زول من اهله يسافر الى الغردقة ويعرف من صاحب السوبر ماركت كل تفاصيل وكيفية وصول هذا الرجل اليه.بس دى عاوزة زول حصيف عشان برضو ما يدخل فى مشكلة مع الجانى ( اذا كان هناك جانى من الأساس)
ويحاول يجمع معلومات بقدر الامكان لمعرفة ما اذا كان هنالك شخص من الكانوا موجودين بالباخرة قد يكون هو من أوصله للسوبرماركت.
احتمال يكون قد تعرض لعملية نهب وسرقة من بعض من كانوا معه بالباخرة أو غيرهم ! وقد يوجد خيط يوصل اليهم .
قد يكون تعرض لعملية خطف ( برضو جائز فى أم الدنيا ) أو ضرب فى الرأس أو نوع من التعذيب أو معاملة سيئة كانت مفاجئة أدت الى احباط مما أفضى الى فقدان الذاكرة . برضو جائز.
وأنا أفتكر حتى الطبيب عشان يقدر يعالجه محتاج الى خيط يوصل الى السبب. وقد يكون الخيط مجرد معلومة صغيرة تفيد الطبيب فى تحديد كيفية ونوع العلاج.
وأتمنى له الصحة وربنا يعيد له ذاكرته بسرعة ان شاء الله.
|
شكرا يا ست البنات ونرجوا ان يلقى حديثك استحسانا وتجاوبا لدي اهله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: العثور على المغترب السوداني بالقاهرة فاقدا للذاكرة (Re: محمد عثمان الحاج)
|
سلام أخي الفاضل محمد عثمان الحاج
| Quote: تحياتي باشمهندس أشرف، قبل أشهر قرأت في مكان ما أن عصابات الاتجار في الأعضاء تستعمل هذا المخدر العجيب الذي يلغي إرادة الإنسان ويجعله دمية في يد المجرم بمجرد نفخ مسحوق المخدر أمام وجهه فينفذ جميع الأوامر التي تقال له وبعد انتهاء مفعول المخدر لا يتذكر الإنسان ما حدث، وهو يستخرج من شجرة تنمو في كولومبيا! ترى هل تعرض هذا الشخص لمحاولة سرقة أعضائه وهرب بمعجزة ما ولم يسترد ذاكرته؟ |
ياخ والله إنت راجل مفيد جدآ, كلام فعلآ يخش العقل وأي حاجة جايزة
لأن القصة غريبة وعجيبة ربما يكون هذا هو أقرب تفسير لما حدث لهذا الشاب المسكين
الحمد لله على سلامته لكن نتمنى أن يزيل الغموض عن هذا اللغز المحير
شكرا مرة أخرى أخي محمد عثمان على مشاركاتك الجميلة والمفيدة
تسلم يا رب
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ASHRAF MUSTAFA
ياسر السر
منتصرمحمد زكى
أسامة البلال
Hani Arabi Mohamed
عليش
ست البنات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست