|
Re: نائبه وصفه "كالسبورة" .. تحليل لرقص ومفردات البشير - فائ (Re: Abdlaziz Eisa)
|
تحليل لرقص ومفردات البشير
وفي غالب الأحيان تنطلق كلمات البشير في ذروة الحماس، وعلى إيقاعات الطبول، والتي هي كثيراً ما تكون طبول حرب، وللبشير مع الحرب عشقٌ، ولو " كلاماً" فلأنه، وفي كل خطاب يعلنه على الملأ، ووسط مجموعات بشرية كبيرة، مع وجود " حماس ورقص" يعلن عن عدو، ولو بطريقة ضمير الغائب" هم يستهدفوننا"، لا يردوننا"، نحن " يا جماعة عشان كدة ح نداوسم" والديرنا في الدواس" " والبولع النيران بتدافابا" ، ونحن جينا بالبندقية، والعايز يشيلنا إلا يشيلنا بالبندقية" ، وهو كثير الشعور بالعظمة، وهي عظمة تتضح أكثر حين يلّوح بعصاه، وهذا التلويح ، أو تلك الحركة المستمرة تعكس مقدار قلقٍ، أو توترٍ يمرُّ به، وهو ما ظهر أكثر في خطاب يوم الأربعاء الماضي في حملة التعبئة التي أعلن خلالها مطاردة " الحشرات في الجنوب"، واللافت أن هذه المرة حمل الحطاب عنفاً لفظياً فاق الظنون، وحمل معه "أحلام ولا وعي البشير باحتلال الجنوب" ، وتناقضاته كذلك، حين قال " لحماية شعبنا في الجنوب"، وهو ذات الشعب الذي أعلنت حكومته أن يوم التاسع من أبريل هو آخر ليوم للسودانيين من أصول جنوبية في الشمال كمواطنين، وبالتالي تحولهم إلى "أجانب في وطنهم" ، إلا أن الرجل نسي تلك القرارات، أو ربما مسحها أحدهم من على سبورة الذهن، فأرادهم " مواطنين" نكايةً في حكومة الجنوب!.
وحماس البشير في غالب الأمر مربوط ُ كما قلنا بالرقص و"الدلوكة" وهو ما حللته لنا الدكتورة أسماء بن قادة، وهي كاتبة جزائرية ، وكانت زوجة الشيخ يوسف القرضاوي، في مقال رصين تحت عنوان " الإسلام والدين والإيديولوجيا - قراءة في رقصة البشير حيث تعرف "الرقص، لغة الجسد التي يعبر من خلالها عما يتفاعل داخل الذات من مشاعر الفرح والخوف والسعادة والحزن والألم والارتياح والابتهاج، فمن خلال الإيماءات والإشارات والتمظهرات التي تتجلى من خلالها منظومة متناسقة ومتناغمة من الإيقاعات الحركية، يعبر الجسد عن عناصر الحمولة العاطفية والثقافية والدينية والسياسية التي تتفاعل داخل الكيان الانساني المركب وتعبر عن أحوال الذات الانسانية. أما عندما يرقص الرئيس السوداني البشير، فالأمر يختلف تماما، إذ عليك أن تتهيأ وتتوقع وتتساءل وتتطلع إلى ما ستنتهي إليه الرقصة البشيرية من قرارات خطيرة، فرقصة البشير دائما رقصة حبلى يعقبها مخاض خطير، والتنبؤ بنوع الجنين فيها صعب، ولكن لك أن تتوقع شيئا واحدا فقط يكمن في أن الجنين إما يولد مريضا أو ينتهي بمفارقة الحياة! .... أما تعبيرات الجسد في هذه الرقصة فإنها تجر حمولة يتأرجح الإسلام على إيقاعها دوما بين معاني الدين والإيديولوجيا، وإذا لوح البشير بعصاه عليك أن تتنبأ بأن الأمر سيسفر عن مجموعة من القرارات التي تتضمن الكثير من التبريرات الايديولوجية منذ انقلاب 1989 إلى اليوم.
لكن البشير يرقص، فيصدر القرارات ، وعلى الهواء مباشرةً دون دراسة، أو مراجعة، رغم أنف جيوش المستشارين، والمساعدين، بما فيهم الوافدين الجدد ،أو القدامي، وعلى رأسهم " من يدعون الفلسفة والفكر أمثال العتباني، أو الدبلوماسية مثل مصطفى عثمان، أو التنظيم والأمن مثل نافع علي نافع ، وهو الآخر تلميذ نجيب في مدرسة "الانحطاط اللغوي والفكري" ، لكن بالطبع فإن آخر جلسة عاطفية ، أو موقف عاطفي هو ما سيشكل لنا الخطاب الحماسي، أو تلك " الظاهرة الصوتية، ويبدو أن البشير مرشح لخلافة القذافي فوق خشية مسرح العبث، لأن من يكتبون عليه هم ذاتهم من أساتذة تلك المدارس العبثية.!. هذا هو رئيس السودان!!.
| |
|
|
|
|