|
|
 اصـــدقائــي..ايـــــــن هــــم الان؟!!
|
اصدقائي اين هم الان؟!!
عقد من الزمان او يذيد قليلا هو عمرتجربتي في بلاط صاحبة الجلالة (السلطة الرابعة) بدا بمرحلة التدرب على اساسيات العمل الصحفي ثم العمل بصحيفة الوفاق التي يملكها ويرأس تحريرها الراحل الاستاذ محمد طه محمد احمد فى موقعها القديم العتيق مقابل ديوان شئون الخدمة قبل ان انتقالها لمبناها الحالي بالقرب من برج التضامن الاسلامي جنوب شارع البلدية,واذكران الاستاذ محمد طه كان صارما فيما يتعلق بعمل (البنات) في الصحيفة لانه كان يظن انهن يشغلن (الاولاد) الصحفيين عن العمل فلم يكن يسمح ببقاء واحدة منهن بعد قضاء الفترة التدريبية رغم قلتهن وندرة وجودهن سواء على مستوي الصحف عامة او (الوفاق)على وجه التحديد و لم يقم بتعيين اي من الصحفيات الا شخصي الضعيف والصديقة الزميلة بتول عبد الرحيم زوجة الزميل الفنان عماد الدين حسن _ابتعدت فى وقت مبكر عن الصحافة وفضلت ادارة المنزل وتربية الابناء_ وبقيت انا اواجه الصعاب والعنت
كثير من اصدقاء وزملاء الاستاذ امثال الحاج وراق والعميد شرطة معاش فاروق هلال والاستاذ غازي سليمان المحامي سألوه عن السر في ان(صباح) استمرت بالعمل معه وهو المعروف بصرامته ورفضه لتعيين الصحفيات فكان يرد عليهم: صباح مازي البنات دي بعشرة رجال..
وحكت الزميلة والصديقة لبني احمد حسين ذات مرة كيف ان محمد طه (طردها) ورفض تعيينها وقال لها بعد ان رمي باوراقها في وجهها (حتعملي شنو يعني في النهاية انتي مرة)؟!!
فقد كان يظن ان المرأة لو بقت فاس لن تقطع اي راس..
والغريب في الامر ان الاستاذ محمد طه يكن كل تقدير واحترام لصحفيات كثيرات ويشيد بهن وبصمودهن على راسهن الاستاذتين امال عباس وبخيتة امين..
ومن المواقف النادرة في مسيرتى الصحفية ان محمد طه طلب مني ذات صباح ان اذهب الي الراحل مولانا الشريف زين العابدين الهندي وأساله رايه حول حديث ادلي به مولانا الميرغني بالهاتف حينما خاطب جمعا غفيرا من قيادات وقاعدة الحزب الاتحادي المعارض في احدي المناسبات وهاجم الشريف زين العابدين وقيادات حزبه المسجل,وقال لي في صرامة ان لا اعود الا ومعي تصريحا من الشريف.. وكان مولانا الشريف وقتها يسكن في منزل صهرهه (صلاح مكي) بالخرطوم 3..كان ذلك في اواخر العام 99 تقريبا او لعله العام 2000 لم اعد اذكر بالضبط
وصلت الي المنزل الذي كان كعادته مذدحما بالزوار والقيادات الاتحادية وعلي راسها محمد سيد احمد سر الختم وبشير ارتولي والدكتور احمد بلال عثمان والراحل حسن دندش وطلب مني الشريف ان انتظر خارج الغرفة حتى يتمكن من الحديث معى بعد ان يذهب زواره وبقيت انتظر من الساعة التاسعة صباحا وحتى منتصف النهار وبعد ان سمح لي الرجل بالدخول _في وجود عدد من قيادات الحزب_ سألني ماذا تريدين مني_كان يعرفني معرفة جيدة بحكم ترددي علي المنزل ومتابعتي لاخبار الحزب ومبادرة الحوار الشعبي الوطنى الشامل _ قلت له اريد منك تعليقا علي حديث مولانا الميرغني وهجومه عليكم وعي المبادرة وقوله انكم بلا قيمة..
فضحك مولانا الشريف ومد يده لي بفنجان قهوة كان يشرب منه وهو يقول (اشربي باقي الجبنة دي وامشي ماعندي ليك حاجة)!!
ياللهول..اكثر من خمسة ساعات انتظار وفي النهاية لا اعود حتى ولو بخفي حنين..وماذا سأقول للاستاذ محمد طه؟!!
وضعت فنجان القهوة دون ان اشربه وقمت لاغادر وعيناي ممتلئتان بالدموع..
وحينما رأي دموعي التي بدت تسيل على خدي ناداني وقال مازحا: (اي حاجة ولا الدموع..ماذا تطلبين )..؟
قلت بصوت مختنق:(ان تقول رايك حول ماذكره الميرغني بخصوص المبادرة وانكم مجرد جناح لاقيمة له)..
ضحك مجددا وهو يقول:(غالي والطلب رخيص),ثم اعتدل في جلسته وقال :(اكتبي ما امليه عليك وبدقة تامة).. مسحت دموعي وبدأت اكتب ما يمليه علي
وقال مولانا الشريف فيما قال يومها انه سعيد لسماع صوت الميرغني من بعد ما طال الغياب وقطع حديثه وهو يسألني :(حافظة اغنية من بعد ما طال الغياب)..؟!!
هززت رأسي بأن لا.. فضحك مرة ثانية وقال لولا الشريف ومبادرته لما استطاع الميرغني ان يتحدث لقيادات حزبه وكان عليه ان يشكر مبادرة الوفاق الوطني الشعبي الشامل لانها هى التي اتت بهامش الحرية الذي مكنه من مخاطبة الناس عبر الهاتف امس ولسنا جناحا وفي السودان جناح واحد هو جناح طائر ام جكو..
وفي اليوم التالي كدت اطير من الفرح وانا اري الخط الرئيسي للـ(الوفاق)..الشريف زين العابدين الهندي:سعيد لسماع صوت الميرغني من بعد ماطال الغياب وعلى صدر الصفحة الاولي الخبر وعليه اسمي بالخط العريض وتحته وفي باقي الصفحة تحليل كامل شامل للموضوع كتبه الاستاذ محمد طه باسلوبه الادبي الرائع مضيفا للخبر(توم وبهارات) اعطته طعما مميزا ..
وبعد ذلك عرض على حزب الشريف زين العابدين الهندي عدد من الحقائب الوزارية كالصناعة والصحة ووزارة التعاون الدولي ورشح الحزب لها الاستاذ صديق الهندي الذي قيل انه رفض الاستوزار فما لبث حزب المؤتمر الوطني قليلا حتى منح المنصب لاحد منسوبيه من غرب السودان وهو الراحل كرم الدين فضل المولى..
فغضب مولانا الشريف زين العابدين الهندي لانه كان يري ان يرشح الحزب شخصا بديلا لصديق الهندي طالما المنصب هو من حق حزبه وقابل الاستاذ على عثمان محمد طه نائب الرئيس في لقاء اقتصر عليهما الاثنين فقط ونقل اليه تحفظاتهم في هذا الشان وكيف كان يفترض على المؤتمر الوطني ان ينتظر رد الحزب.وبدت نذر ازمة بين حزب الشريف والمؤتمر الوطني تلوح واضحة في الافق
سألني (احمد صغيرون ) صاحب محل (الخرطوم تك) لخدمات الطباعة والانترنت والكمبويترالقريب من الصحيفة يومئذ عن حقيقة الامر وما كتبته بعض الصحف عن الموضوع فطفقت احدثه عن ملابسات القصة ولم انتبه الي ثلاثة اشخاص كانوا موجودين بالقرب منا يجلسون امام اجهزة الكمبيوتر بالمحل ويستمعون الي حديثنا في اهتمام بالغ وبعد ان ثرثرت بما فيه الكفاية عن الموضوع ناداني احدهم قائلا :(لو سمحت يا استاذة)..
قلت:(هل تقصدني انا)..؟!! _مع ملاحظة انه لم تكن هناك فتاة غيري بالمحل يومها_
هز رأسه بأن نعم, اقتربت من الرجال الثلاثة بحذر فسألني احدهم من اين لك كل هذه المعلومات عن هذا الموضوع وانت قلت ان الاجتماع كان بين الشريف زين العابدين الهندي ونائب الرئيس فقط؟!!
قلت بخوف _لانني ظننت ان الرجال الثلاثة من عناصر الامن والدولة فى ذلك الوقت كانت دولة بوليسية قابضة علي مفاصل العمل العام وكنت انا حديثة عهد في عالم الصحافة والسياسة قلت بخوف:_ مولانا الشريف هو الذي اخبرني بما دار في الاجتماع..
سالني آخر منهم: وهل تعرفين الشريف ؟!! اجبت بان نعم
ولاحقني الشخص الذي ناداني بسؤال ثاني: طيب هل تعرفين صديق الهندي الذي قلت انه فعل وترك؟!!
ترددت وانا اقول نعم اعرفه..
فضحكوا جميعا ,قال الشخص الذي ناداني :مارايك لو نقلت تصريحا على لسان صديق الهندي نفسه في هذا الشأن؟!!
وقبل ان اجيب قال احدهم يبدو انك لاتعرفين صديق الهندي والا لكنت عرفت ان من يتحدث اليك الان هو صديق الهندي نفسه..
وقبل ان تمطر دهشتي اجابة ضحك الرجال الثلاثة ووجدت نفسي اضحك في بساطة على نفسي ومن كذبتي التي لازلت اعتبرها (كذبة بيضاء) او قريبا مما فعل الفنان الراحل احمد ذكي الذي لم يكن يكذب انما يتجمل في ذلك الفيلم الشهير الذي شاركته بطولته الفنانة اثار الحكيم _مع اختلاف المناسبة طبعا_ فالكذبة عندي يومها كانت (كذبة مخارجة) ولمجرد (القشرة) والادعاء لا اكثر ولا اقل ..
وبالفعل انفردت (الوفاق) بتصريح خاص من صديق الهندي حول ملابسات اعتذاره عن قبول منصب وزير التعاون الدولي وقتها.. وقد يسألني واحد منكم الان من هم الرجال الثلاثة..فاقول كانوا صديق الهندي والسماني الوسيلة والدكتور مضوي الترابي.. الذين توثقت معرفتي بهم وكانت لي مواقف كثيرة معهم قبل ان يختفوا من الساحة السياسية الان..
وبالرجوع لعنوان الموضوع(اصدقايئ اين هم الان)..اطرح سؤالي اين هؤلاء الان؟!!
فالرجل الشريف الزاهد النزيه مولانا الشريف زين العابدين الهندي اختاره الله الي جواره منذ سنوات خلت وانتقلت قيادة وادارة الحزب من ال الشريف الي ال الدقير (جلال الدقير وشقيقه محمد )الذين لم يكونا معروفين وقتها..كما انتقل الشقيق حسن دندش هو الاخر الي الرفيق الاعلي ومحمد سيد احمد سر الختم هو الان مسوؤل التعبئية السياسية بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الاصل) قبل ان يجمع بين الاختين (السياسة والرياضة) بدء من رئاسته لمريخ الحصاحيصا ثم الاتحاد المحلي للكرة بالحصاحيصا الي ان زحف نحو الخرطوم ليستقربالاتحاد العام للكرة السودانية اما الدكتور احمد بلال عثمان فلم يفارق القصر الجمهوري الذي التحق به مستشارا للرئيس ولم يفارفه بعد مغادرته لوزارة الصحة..
اما اصدقائي الثلاثة السماني والصديق الهندي ومضوي الترابي فقد تباعدت بهم الخطي كما باعدتني عنهما الخطي ايضا.. فلم اعد التقيهم الا في بعض المناسبات وما اقلها ..
_____________
*اواصل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: اصـــدقائــي..ايـــــــن هــــم الان؟!! (Re: د.محمد بابكر)
|
التحية والتقدير لتلك الصحافية الزاخره بكل هذا العلم والمعرفة
ونرفع لها القبعات أحتراما وتقديرا لمسيرتها الصحافية .
عنوان البوست أصدقائى أين هم الأن .. الاصدقاء كثر للذين يقدرون
ويعرفون مامعنى ( الخل الوفى) أما عملاقة الصحافة الذين رحلوا عن
هذه الفانيه وجودهم فى القلب والخاطر .. لك تحيتى زميلتى وأختى
وصديقتى صباح .. وللجميع محبتى وودى ..
تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اصـــدقائــي..ايـــــــن هــــم الان؟!! (Re: احمد محمد احمد عتيق)
|
الصديقة صباح حسين
العزيز د. محمد بابكر
وصديقاي تاج السر و
احمد عتيق
شكرا جزيلا علي المرور الانيق وشاكرة لكم جميعا سؤالكم عنى وترحيبكم بي وتذكركم لي رغم الغياب الطويل والظهور المتقطع واتمني ان اكون عند حسن ظن جميع الاصدقاء والاخوان بالمنبر.. وكل ما ارجوه هو ان اتمكن من مواصلة الكتابة والتواصل معكم
| |
|
|
|
|
|
|
| |
صباح احمد
د.محمد بابكر
تاج السر محمد حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست