|
أصابع الاتهام بالتقصير توجه إلى الجيش السوداني
|
أصابع الاتهام بالتقصير توجه إلى الجيش السوداني
تطرح السهولة التي استولت بها قوات جنوب السودان على هجليج تساؤلات في السودان، حيث تزيد من احتدام الأزمة في هذا البلد مع إعلان برلمانه، أمس، حكومة جنوب السودان “عدوا” للخرطوم بسبب النزاع على هذه المنطقة التي تضم نصف الاحتياطي النفطي للبلاد .
اعتبر خبير دولي أن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين هو المسؤول عن هذا الوضع . وأوضح هذا الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الوزير “ليس له أي عذر في عدم التمكن من حماية حقل نفط البلاد الرئيس” .
من جانبه، قال الطيب زين العابدين مدير مركز الدراسات السياسية في جامعة الخرطوم: “لقد سيطروا على المنطقة بسهولة شديدة”،
معتبراً أن الخرطوم لا تستطيع الزعم بأنها أخذت على حين غرة نظراً لأن جيش جنوب السودان سبق أن توغل في هذه المنطقة لفترة قصيرة في نهاية مارس الماضي .
وتعتبر السيطرة على هجليج أمراً حيوياً للاقتصاد السوداني الذي فقد بانفصال الجنوب 75% من إنتاج النفط البالغ 480 ألف برميل يومياً والذي كان يدر مليارات الدولارات للميزانية السودانية .
وقال والي جنوب كردفان التي تقع فيها منطقة هجليج أحمد هارون “نتيجة للقتال توقف إنتاج النفط نهائياً في هجليج”، حيث تهدد المعارك وعمليات التخريب المحتملة المنشآت النفطية .
وقال هارون “حسب ما وصلنا من أنباء فإن الجنوبيين نصبوا دباباتهم حول المنشآت النفطية وإذا قامت القوات السودانية بقصفها فإنها ستدمر أيضاً هذه المنشآت” .
وكان جنوب السودان اتهم من جانبه الأحد قوات الخرطوم بقصف منطقة هجليج وهو ما نفته الأخيرة محذرة جوبا من الإقدام على أي عمليات تخريب .
وحذر زيد العابدين من انه في حال تدمير المنشآت النفطية في هجليج فإن “السودان سيسعى إلى الانتقام وربما تدمير الحقول النفطية للجنوب” .
من جانبه، اعتبر الخبير الدولي أن تدمير المنشآت النفطية ليس في مصلحة أي من الطرفين معتبرا أن هذه الأزمة الجديدة حتى وان لم تؤد إلى الحرب التي يخشاها المجتمع الدولي “فإن تأثيرها سيكون أكثر سلبية في الاقتصاد السوداني” .
فمع انخفاض صادراته النفطية شهد السودان انهياراً لاحتياطيه النقدي ولعملته الصعبة وتضخماً تجاوز ال20% .
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة الخرطوم إن سعر الدولار في السوق السوداء ارتفع من 5 .5 جنيه سوداني قبل احتلال هجليج إلى 12 .6 جنية أي أكثر من ضعف السعر الرسمي .
وحتى الآن لا يبدو أن وزير الدفاع مهدد بفقد منصبه، حيث إنه من المقربين من الرئيس عمر البشير .
لكن زين العابدين يرى أن الجيش السوداني قد لا يتمكن من التصدي لجيش جنوب السودان . إذ إن القوات المسلحة السودانية تخوض منذ صيف 2011 معارك في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين إضافة إلى انتشارها في دارفور وفي منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها أيضاً . (أ .ف .ب)
http://www.alkhaleej.ae/portal/e00a2db8-f4df-...c8-658b42ec1cd4.aspx
|
|
|
|
|
|