أين المنطق في رفع الدعم عن الوقود ...؟

وين المنطق في رفع الدعم عن الوقود، وبالتالي، تأثيره السالب على كل السلع الضرورية لحياة البني آدميييين السودانييين؟

ألم تمر هذه اللعبة البايخة من شُهيرات قليلة! ورُدّت من نفس البرلمان! يومها تنمّر بعض عضوية برلماننا - ذي القدرة المنتظَرة، ما تزال!- على الضبط الرقابي، وقبله، المُلاءة التشريعية لكل أمرٍ جليل في بلادنا المنكوبة بالجارة الجديدة؟ فما بالهم اليوم، نوّابنا!!! يستبشرون كما الشوامخ يصفِّقون أحياناً في إقرار الزيادات من دماء الفقراء الذين يعانون - نظرياً- من داء فقر الدم ، وكترة الزّم! وتطامُح الهَم، وفوت المَلَم؟ لماذا يستبشر (هذا من واقع ما جرى!) البرلمان هذه المرة وينسى تنمُّر بعض نوّابه فيما مضى من مطالبات لوزارة المالية، في جوباكها التخطيطي لتنمية، أو على الأقل، استقرار الوضع الاقتصادي السوداني، المائل؟!! أيّهما أسهل: أن يُصان استقرار البلاد بقمع الفاشلين من الوزراء الطمّاعين بلا تُقية! والوزيرات الثرثارات بلا حِكمة! وتخفيض هذه العطايا المزايا من كثيرين لم يستحقّوها يوماً، يأكلونها سُحتاً ولا يهمّهم؟ أم يتباشر بعض البرلمانيين بزيادة أسعار السلع حفاظاً على "ميزان مدفوعات" يغرق ميلاً كل مسير كيلو يوم! والحال الاقتصادي العمومي على الحافّة! وانهارت جدارات الصبر الملوي! فلم يعُد بالإمكان أن يحسب "حاسب" ما يقف عليه من مكان! يدوم بقحطِه أو يذهب مع حمار أم عمروٍ، لا رجعتْ ولا عاد الحِمار!

استجدّت ظروف سياسية، بل حربية، فهل يستطيع دُهاة الإنقاذ تمرير سحب الدعم (والدعم خشُم بيوت!!!) من كَلَفة السِّلع الضرورية؟ ويقولون عنها: سِلع استراتيجية في عِلم الاقتصاد! هل يُجازف! هل يعرف؟ هل يعقل؟ لا أظن (على الأقل في واحدة من الهلاّت ديل!) (بسم الله الرحمن الرحيم: والسماء ذات البروج، واليوم الموعود،وشاهدٍ ومشهود، قُتِل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هُم عليها قعــــــــود)
صدق الله العظيم..وكان أهل الكنانة قد أجادوا شعاراً جماهيرياً للقاعدين مُنتظرين نصرا لا يأتي بوزيري ووزيرَك! يدوزنونها:
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا

فإن وافقتم، أيها النوّاب، على سياسة "الطيش والغبش المالوي" سـتقولها في وجهوكم - بل وستفعلها- قطاعات الشعب الذي فَضَل سالما(!) بعض الشيء: ليس هذا فعل حكيم! ليس هذا نضال صميم، ليس هذا فعل سياسة حكيمة! .. بل ستُردِّد تلك القطاعات حِكمة الربيع العربي:
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
آعدين ليه، ما تؤوموا تروّحـــوا
وإن أردتم الصدق والخير معاً، فخفِّضوا هذه الحشود من السلاطين المجانين، والبُلهاء البُدلاء، البلداء.. والبلد ما بتجيها عوجه أكتر من قُعادُم بلا شغُل ولا مشغلة يغرفون ويتلمّظون! إلا انشغالهم حول الكنز، واللّمز، والهمز، والغمز والحوافر والبدلات والتحويلات والسفر بي الطيارات، وبربحة ما يأتي قصداً أو حتى عفواً، إلى جيوب الغلابى! كأنّما يعاتبون الزمان أن أخطأ ماله الجيوب الطفيليات والماهلات في آن! ويذهب إلى الأشبه بأهل الصُّفّة في فقرهم!