هل تعتبر اتفاقية نيفاشا لاغية وامرها منتهي ؟؟؟

Quote: ما هو العرف السائد في نقض الاتفاقيات الدولية ؟؟ Quote: توفيق..حبابك أي اتفاق بين طرفين ، لابد أن يتضمن نص يشير الى كيفية انهاء ذلك الإتفاق..مثلا أي عقد أو اتفاق يحدد طريقة نهايته اما بتنفيذه كاملا..او بحق أي من الطرفين أن يتخلى عن الإتفاق وفقا لأسباب يحددها الإتفاق نفسه..و المبدأ أن اذا احد الطرفين اصبح في حالة عدم (موت مثلا) فان هذا شرط يؤدي تلقائيا لأنتهاء الإتفاق .. بالنسبة لإتفاقية نيفاشا.. فهي الإتفاق الوحيد على وجه الأرض لم يشير صراحة الى كيفية نهايته..و النص الوحيد الموجود يفيد بان لا يحق لأي طرف أن يلغى الإتفاقية من جانب واحد..و دستور 2005 لم يشير الى كيفية الغاء الأتفاقية..و انما كل الذي اشار اليه انه لا يجب تعديل الإتفاقية الإ باتفاق الطرفين..هذا من ناحية.. من ناحية اخرى.. غفلت الإتفاقية و الدستور القائم عليها في تحديد وضعية الإتفاقية و مركزها القانوني في حالة استقلال الجنوب..و في هذه الناحية الدستور ذكر شرط غريب و ذلك بالنص على انه في حال حدوث استقلال الجنوب تحذف كل المواد المتعلقة بالجنوب..! و هنا يبدر سؤال: هلى استقلال الجنوب و تكوين الحركة الشعبية لدولة مستقلة يعتبر موتا أو عدم لأي طرف؟..فالجنوب لم يعد سودانا و بالتالي غير موجود عمليا لإستمرار الأتفاقية..و نفس الأمر.. السودان دولة مستقلة عن الجنوب ويكون في حكم المعدوم بالنسبة للجنوب في حالة الحديث عن الإتفاقية؟.. فالإتفاقية تمم تصميمها و توقيعها لخلق نظامين في دولة و ليس لخلق دولتين مستقلتين عن بعضهما البعض..!!! الإتفاقية ، للأسف ، لم تشير الى ان استقلال الجنوب يعني نهايتها..و هي ايضا احتوت على برتكولات متعلقة بمناطق اصبحت جزء من السودان ، مثل النيل الأزرق و جنوب كردفان..و هذه اعتقد انها يجب ان تكون مستمرة لأنها تشير لأطراف موجودة في السودان..و تتضمن حقوق خاصة باهل تلك المناطق مثل المشورة الشعبية لكل من المنطقتين..اضافة للبرتكول المتعلق بمنطقة أبيي..! بالنسبة للسلام..فالإتفاقية نجحت في تحقيق سلام مؤقت و هو سنوات الفترة الإنتقالية..اما ما يحدث الآن.. فكان يمكن تلافيه مبكرا.. مثلا لو ان قصة المشورة الشعبية في جنوب كردفان و النيل الأزرق تمت قبل استفتاء الجنوب لكان حددت امور مفصلية كثيرة..لأن الوثائق تقول ان اهل المنطقتين يستشاروا في الإتفاقية..و كل الدلائل كانت تذهب الى ان معظم اهالي تلك المناطق كانوا سيختارون ترتيبات جديدة..و بالتالي يعني خروجهم من الإتفاقية..فلو حدث هذا الإفتراض كان ممكن يعطي السودان فرصة اعتبار الإتفاقية ملغية..و كان حقن دماء كثيرة ووفر فرص للسلام الداخلي..! حكومة المؤتمر الوطني ارتكبت خطأ كبير في تلك الناحية..و ظنت ان مجرد استقلال الجنوب فهذا عندها يعني الغاء حقوق اهل المناطق المذكورة في البرتكولات المفصلة و محاولة التعامل معهم كشأن داخلي..فالمؤتمر الوطني هو الطرف الذي لا يريد سلام مع مواطنيه..! الإتفاقية فيها مبادئ جيدة تصلح لتأسيس عقد سوداني جديد بين الأطراف في السودان و بالتالي تأسيس دولة تحترم مواطنيها..و يمكن الإستعانة بتلك المبادئ في المستقبل لو فعلا نقصد أن نحل مشاكل السودان..! في اعتقادي أن مشاكل السودان لن يحلها التنصل من الإتفاقيات او صناعة اتفاقيات جديدة ، و انما الأمر يقوم على القدرة على التسامح و احترام الأخر الثقافي و الديني..فاخوتنا الذي يصرون على مسالة دستور اسلامي..يتناسون ان هذا المطلب عمره ستين سنة في المشهد السوداني و لم يطبق..و ذلك لأسباب هم يعلمونها جيدا..و كذا حكاية حسم الهوية بصورة فوقية و جعلها هوية عربية صرفة أو افريقية صرفة..فمثل هذه الذهنيات هي اس المشاكل..و آن الأوان ان يتفق اهل السودان على اساس تسمح بحق الجميع في الحياة في دولة اسمها السودان..اما اذا اصر البعض على فرض تلك المساءل (الهوية و الدين الواحد) فستظل المشاكل موجودة و لن ننعم بســلام لأننا ببساطة ليست لنا الرغبة ، كسودانيين و سودانيات ، في العيش بسلام و بناء دولة تحترمنا و نحترمها..! و دمت.. كبر