|
شكراً حيدر فقد فتحت ماساة المعتمدين للمواطنيين- هل من مراجعة شاملة
|
حيدر المكاشفي بشفافية
اضحك مع هذا المعتمد وابكِ مع ذاك!! حكاية معتمد بحري مع السفير القطري التي حكاها لي بعض سكان مدينة الكدرو من الذين شهدوا حفل افتتاح مدرسة الأساس التي تكفلت مشكورة دولة قطر ببنائها على أفخم طراز، ذكرتني بحكاية الباشا الذي دار عليه الزمان وجار فاستدار حاله مائة وثمانين درجة هبطت به من مقام الباشا العالي والرفيع إلى مجرد بائع يفترش الأرض وينادي على بضعة حزم من الفجل والجرجير، ولكن قبل حكاية الباشا يجدر بنا أولاً أن نقف على حكاية هذا المعتمد الذي يصدق فيه قول الشاعر «أسماء معتمدٍ فيها ومعتضد، ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكى انتفاخاً صولة الأسد»، ففي يوم افتتاح تلك المدرسة التي بناها القطريون بتكلفة أربت على المليار جنيه، كان الوضع الطبيعي يقتضي وجود السيد المعتمد وحاشيته في مكان الاحتفال قبل وقت معقول من حضور ضيوفه القطريين بقيادة السفير حتى يكون السيد المعتمد في استقبالهم باعتباره صاحب الدار والراعي المسؤول عن كل ما يجري في معتمديته، ولكن للأسف حدث العكس حيث كان السفير في استقبال المعتمد لينقلب الحال إلى مشهد درامي صار فيه السفير القطري هو المضيف صاحب الدار ومعتمد بحري هو الضيف الزائر الذي وصل مقر الاحتفال تسبقه التشريفة وتعلن عن مقدمه صافرات «السرينا»، فهب السفير ومن معه من الاخوة القطريين لاستقباله ولكم أن تتصوروا هذه الصورة المقلوبة، ولكن لا عجب إذا علمتم ما جرى على لسان هذا المعتمد بعد هذه «الجلطة» التي يبدو أنها لم تكن كافية للتعبير عن حالة «الفصام السلطوي» التي تلبسته فأتى بما هو «أجلط» منها، فحين جاء دوره في الحديث لا فض فوهه،ـ بدلاً من أن يشكر قطر وأهلها وسفاراتها ويحمد لهم هذا الصنيع ويقرظه ان لم ينظم فيه القريض، إذا به للعجب يقلل منه ويعتبره «حسنة بسيطة» جاءت دون آماله وتطلعاته وطموحه فيما هو أكبر من دعومات ومكرمات وهبات وتبرعات، فتأملوا وتعجبوا واستغفروا وأسألوا الله أن يبدلكم قادة خيراً من أمثال هذا المعتمد الذي شابه حاله في هذه الحكاية حال الباشا الذي حدثتكم عنه في البداية، فرغم أن ذاك الباشا فقد الباشوية ومعها السلطة والهيبة وتدهورت أوضاعه ورقّ حاله حتى لم يجد ما يفعله غير أن يصبح بائعاً للخضار، إلا أنه مازال يتصرف مثل الباشا الآمر الناهي، فلم يكن ينادي على بضاعته بالأساليب الجاذبة التي اشتهر بها الباعة وإنما كان يصرخ في المارة «فجل يا حوَش يا نَورَ وجرجير يا كلاب يا بجم»... أما المعتمد الآخر فقد رفض بعنجهية وفظاظة قلب وفظاعة تصرف انقاذ حياة شابة في مقتبل العمر رفض أن يسعفها بعربته الميري لتلقى العلاج بمستشفى بورتسودان رغم التدهور المريع لحالتها الصحية، فتصدى للمهمة طلاب رابطة جنوب طوكر الذين تصادف وجودهم بهذه المنطقة الفقيرة المنسية في برنامج عمل خدمي فأسعفوها بالبص الذي كان يقلهم، ولكن كان الموت أسرع حيث وصلت المريضة المستشفى في المساء وفارقت الحياة عند الصباح، وهكذا راحت حياة هذه الشابة البريئة هدراً وماتت «سمبلا» ما بين المعاناة والبؤس المخيم على المنطقة من جهة، وغلظة قلب هذا المعتمد الذي يفترض أنه ما تم تعميده إلا من أجل هؤلاء البؤساء الذين أزعم أنهم الآن يدعون بلسان الحال والمقال قائلين «اللهم إليك نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الحكومة، فإلى من تكلنا يا أرحم الراحمين، إلى الحكومة التي تتجهمنا أم إلى هذا المعتمد الذي مّلكته أمرنا..؟»... ولا حول ولا قوة إلا بالله..
|
|
|
|
|
|