أطلق علماء السياسة و الفلاسفة الإغريق، كلمة "دولة" على المدينة، فكانت المدينة تعنى عندهم الدولة، و ذلك لصغر حجمها و سهولة تنظيمها و إدارتها و التمتع بمواردها فى معزل عن الأصقاع المتفرقة و لذلك كانت عندهم دولة أثينا فى إشارة إلى مدينة إثينا. و لذلك ليس جديداً فى علم السياسة أن يختزل مجموعة ما الدولة الحدادى مدادى ليقتصر مدلولها على فئة محددة أو كيان أو تنظيم على نحو من نشاهد اليوم فى دويلة المؤتمر الوطنى، فأنهم أختزلوا معنى الدولة على تنظيمهم و شردوا و سجنوا و قتلوا و أدخلوا المعسكرات كل من يخالفهم الراى و صارت عندهم الدولة هى الحزب و الحزب هو الدولة لا يفترقان فى شيئ، و لما إقتضى الأمر فى أن تستمر دويلة حزبهم فى الوجود كشرط أساسى مقابل بتر جزء عزيز منها، ففضلوا بقاء دويلتهم على ذهاب الدولة الحدادى مدادى التى يتساوى فيها جميع الناس عدلاً و حريات!! اليوم أو أقصد اللحظة تبدلت مواقفهم و تغير خطابهم و كأن بنا شعباً بل ذاكرة فطفقوا يخطبون ود الناس فى الدفاع عن دويلة حرمتنا كل شيئ و قصر خيرها على أعضائها فقط عمارات شاهقة و أرصدة فى البنوك الـأجنبية، وحور عين دنيويه، فماذا تظنون أننا فاععلون؟؟ ساقول ما قال البوشى و ياسر طيفور و حبيب نورة و كبر و كل الشرفاء، أذهبوا فقاتوا نحن هاهنا قاعدون، لا لأن من دخل المدينة قومُ جبارون و لكن لأن ناس المؤتمر الوطنى ذات نفسهم قومُ ظالمون و عندهم الغاية تبرر الوسيلة. لماذا صمت الرهط الذى يجعجع هنا عندما أحتلت حلايب؟ لماذا صمت الرهط الذى يجعجع هنا عندما إحتلت القوات الأجنبية الفشقة؟ لماذا صمت الرهط الذى يجعجع هنا بالوطنية الزائفة عندما ضرب الطيران الإسرائيلى السودات أربعة مرات؟ هل كانت الوطنية فى غرفة إنعاش؟ أم المناطق المذكورة ليست أراضى سودانية؟ رحم الله البطل المناضل الأمير لاى عبدالله بك خليل، عندما دخلت القوات الأجنبية أرض حلايب، كون فى يومه قوة عسكرية ذهبت لتوها فأجلت الدخلاء و حررت حلايب، دى الوطنية النحن بنفديها بأرواحنا مش وطنية خيار و فقوس.
المؤتمر الوطنى يستدرجون عطف الناس بالعزف على كلمة "وطنية" و لعمرى إنها دعوة حق أريد بها باطل، لأنها أى الحكومة، تركت الجنوب كله يذهب ووبعد أن قتلت فيه ربع اهل السودان فأفقد السودان خير بنيه و رجاله، وعجزت أن تحافظ عليه، الآن تريد تجييش الناس من جديد لتقاتل من أجل إستمرار بقائها فى السلطة! تستبدلون الخير بمن هو أدنى! إذا أنتم حقاً تملكون القوة و الجيش و العتاد و كل هذا التنظير لماذا تركتم الجنوب الدولة لتذهب؟ المسألة واضحة عندى و أنا لست بذو غشاوة، لأقع فى فخ الوطنية و ما أدراك ما الوطنية، الوطن ليس فيه شيئ واحد قومى، الجيش الذى يقاتل من أجل الحفاظ على النظام هو مليشيات معروفة، زائداً مليشيات الأمن المدربة ليس هنالك جيش قومى واحد و هؤلاء متورطون بحروبات وطنية بعد ما تلطخت أيديهم بدماء أهلنا فى دارفور، متورطون الآن فى حروبات مماثلة فى النيل الأزرق و جنوب كردفان و تريد أن تقمع الثورات الوطنية هناك! لماذا؟ إذاً الحكومة هى التى ليست وطنية، لأنها من أسست للحروبات و لأنها من فرقت الناس و لأنها من شرعت للفساد و المحسوبية، فيجب أن تقاتل هى، نوجه سلحنا تجاهها هى يجب أن تخرج عن السلطة هى المسئولة عن كل الذى يحدث فلا يجب علينا أن نعطيها شرعية جديدة بإلتفافنا حولها بدعوى الوطنية و الكلام الأجوف هذا!! حكومة تُخصخص كل شيئ يجب أن لا ينخدع الناس فيها، يجب أن يلتف الناس جميعاً لدحر مليشيات المؤتمر الوطنى من سدة الحكم و إيقاف مسلسلات البطش و التنكيل، و بعدها لكل حادث حديث.
03-28-2012, 06:27 PM
الصادق الزين الصادق الزين
تاريخ التسجيل: 09-18-2009
مجموع المشاركات: 2690
بالأمس شاهدنا كيف خرج الناس عفوياً لتشييع جنازة الأستاذ محمد إبراهيم نقد، و شاهدناهم من قبل فى تشييع جنازة شاعرنا محمد الحسن حميد، و من قبلهما فى تشييع العملاق أمبراطور الغناء السودانى وردى، قد هبوا أفراداً و زرافات، كهولاً و شباباً، نسائاً و رجالاً، ألم تحدثكم أنفسكم أن هذا الشعب مكبوت فى حرياته و لم تترك له مساحات ليعبر عن رأيه؟ شعب مضغوط بالسلاسل و البنادق و الكرباج، فعندما أحس بأن هنالك مساحة يمكن أن يقول فيها رأيه خرج على بكرة أبيه!! إذاً ما هى الثورة إن لم تكن تلك الحشود التى خرجت فى تشييع نقد ثورة؟! لماذا نغالط أنفسنا و نمارس من جديد نفاقاً سياسياً يكسب مليشيا المؤتمر الوطنى عمراً جديداً؟ بحجة و طنية و ما أدراك ما وطنية؟ لو بالجد فى حد يحترم هذا الوطن و يبكى عليه لعمل على إخراج هؤلاء الخونة من سدة الحكم هذا هو دين الوطن علينا إن كنا فعلاً ندين له بالوطنية! لماذا نمارس النفاق خلسة و نضحك على أنفسنا؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة