|
لقد كان حميد ضمير الامة السودانية وقلبها النابض بالصبر والصلابة
|
لقد جدد رحيله الفاجع نزف الجرح النازف أصلا فصار دفقا عاصفا من الحزن الذي هد الكيان ومزق الأحشاء ... يا الله من هول هذه الابتلاءات العظيمة بهذه الطريقة الفجائية التي فطرت القلب حسرة وحزنا ... وهل في هذه الدنيا خطب أفدح على النفس من موت الفجاءة ؟ ... إن رحيله كان زلزالا انهار معه ركن ركين من أركان الكفاح والكرامة والإنسانية ... شاعر الغبش والغلابة الذي حمل آمال وآلام الأمة السودانية قاطبة في قلبه فتدفق شعرا لامس وجدان كل ضمير نابض بالفطرة الإنسانية السليمة وخاطب فيه معاني الإيثار والمروءة والمحبة واستنهض فيه قيم النضال والكفاح والإباء محرضا على منافحة الاستبداد والتسلط والقهر رافضا الخضوع والخنوع والقهر والاستسلام للجلاد والطغاة ولطالما جلجل بأشعاره الملتهبة وكلماته القوية الداوية صروح الجبروت والدكتاتورية ومسخ عليهم طعم الحياة وادخل الرعب والفزع في قلوبهم . لقد كان الشاعر الفذ محمد الحسن سالم حميد ضمير الأمة السودانية وقلبها النابض بالصبر والصلابة والسماحة وحامي حماها وحافظ عهدها الزاهر الجميل . من من الشرفاء والشريفات لم يعش ويتنفس ويستنشق عبق الحرية في شعر وكلمات ومواقف شاعر الغلابة والغبش والحرية والسلام الراحل جسدا والمقيم روحا في دواخل كل الشرفاء والشريفات الأستاذ محمد الحسن سالم حميد ؟! لقد جسد حميد كل شاردة واردة من آمال وأوجاع وهموم الغلابة بصورة مدهشة فزرع الفرح والأمل والفال في النفوس فكان زادنا في ميادين الصمود والتحدي وكان الكوة والنبراس في أخر النفق نورا يشع سلام حرية . عمر عبد الله
27/3/2012م الرياض
|
|
|
|
|
|