Quote: رحيل ( اضكر) إمرأة في السودان رحيل ( اضكر) إمرأة في السودان
03-20-2012 01:44 AM حسن وراق
رحلت الي رحاب ربها صباح هذا الاثنين المغفور لها باذن الله تعالي بقرية صفيتةريفي رفاعة / خديجة الحاج عبدالكريم والشهيرة ب ( خديجة الضكرية )شقيقة المطربة الراحلة فاطمة الحاج والمرحومة احدي المعالم البارزة بولاية الجزيرة وفي سوق الحصاحيصا.خديجة الحاج صفحة إنطوت من تاريخ الحصاحيصا وقصة كفاح مرير عاشته في زمن كانت المرأة اكثر اضطهادا واذلالاً . سيرة حياة هذه الانسانة جديرة بالتوثيق ويصادف رحيله يوم المرأة العالمي. نسأل الله لها الرحمة الواسعة وان يدخلها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
تربطني بالراحلة علاقة وثيقة وسبق ان اجريت معها حواراً غير مسبوق نشرته العديد من الصحف:
دردشة مع خديجة الضكرية
• لايوجد احد في الحصاحيصا لا يعرف خديجة الضكرية امرأة تزرع سوق الحصاحيصا جيئة وذهابا متلفحة بثوب ابيض حولته المعاناة والهجيرة الي اللون الاغبر. تتوكأ علي عكازتها التي تعينها في رحلة الحياة ومشاوير السنين عند كل فجر يوم جديد.
تقول عن نفسها انا اسمي بالكامل خديجة الحاج عبد الكريم من قرية صفيتة والدي الحاج عبد الكريم كان نجارا في سوق الحصاحيصا مع زميله محمد عبد المطلب من اهالي اربجي. نحنا خمسة اخوات واخوين. شقيقتي الكبري الفنانة المطربة فاطنة الحاج والتي بدأت الغناء منذ الصغر والتحقت بمدرسة ديم لطفي الابتدائية ومن هنالك انطلقت الي امدرمان والتحقت بالاذاعة السودانية تزوجت ولم تنجب من زوجها الذي توفي مبكرا . وفاة الوالد ونحن بنات غير مجري حياتي كما تري انا كنت البنت التانية بعد اختنا الكبيرة فاطمة وبعدي طوالي اختي خولة , عشة, رقية ثم الاولاد الطيب والعوض ولم يبقي علي قيد الحياة الا انا وشقيقتي عشة ورقية.
الناس زمان مازي اسع كونو المرأة تخرج للعمل كان حاجة غريبة وشاذة وغير مقبولة. ظروفي حتمت علي الخروج للعمل وكان لازم اعمل حسابي المجتمع ما برحمك الزمن داك, وعشان كدا كنت شرانية جدا يعني اقول ليك ..كنت شيطان مصرم.. مافي زول مرا والله كان راجل بقدر يقل ادبو علي وعكازي دايما معاي لحدي اسع دي زي ما شايفو.. انا كنت بسرح مع البهائم وبنوم معاهن في الخلاء وما في زول يقدر يهوم علي... زمان ناس كتار ديرين يتفالحوا علي يعلم الله كسرتهم ليك لامن عرفوني وخجلوا وبعد داك الناس بقت تعمل حسابا مني الا اولاد الناس واولاد الحلال علاقتي بيهم عادية جداً.
انا مرا كاملة ومكتملة وما اتزوجت اصلا للظروف التي مرت بي لتربية اخواتي واخواني وبيني وبينك مافي راجل اتقدم لي .. الرجال كانوا بخافوا مني خوف شديد وعاملين حسابهم مني .. وسموني الضكرية وانا ما بزعل من الاسم دا ولو كان في رجل ضكر بالصح ويملك الشجاعةو الادب ويقدر الظروف كنت اتزوجتو لكن ياخسارة يا ود اخوي الرجالة خشم بيوت كان في رجال انا ما مرقت وزاحمتهم في السوق كنت قعدت لازمة البيت زي الحريم الوراهم رجال. والله اقول ليك حاجة انا ماندمانة انو ما اتجوزت والحمدلله راضية بالقسمة ومخير الله في حكمو.
دخلت سوق الحصاحيصا من بدري جدا وكنت ببيع اللبن بكميات تجارية للقهاوي والمدارس وكان زبوني المرحوم يوسف حجاجي وبعد داك المرحوم الطيب عطا المولي وكانت لي علاقات مع التجار في السوق ناس عم وراق وابو صابونة وعمك علي ابو نقدية وعمر عطية وكانوا بقولوا لي (( المجينينة)) والمرحوم علي عيسي ما يشوفني الا يقولي المسمارة بت المسمار رحمهم الله جميعا.كنت بقعد في السوق لحدي المسا وببيع وبشتري في زريبة البهائم ومسترزقة كنت والحمدالله.في قهوة التنقور كنت طوالي بكون هناك ولعبت فيها القمار وخرت وخرتوني وكان جات للرجالة الكلام بيقيف لمن اجي عندي.
الحكاية اتطورت كثير نحمدالله الحضرنا زمن الكبري ومافي زول كان زمان بيصدق انو بجي زمان نقطع فيه بحرنا بالكبري.. ويا حليلك يابنطون العزة وياما عشنا معاهو ايام وكنت بقطع بيهو مجان ما بدفعوني قروش .. احترام والله ما خوف وكانوا فيه ناس محترمين والله يرحمهم ناس عبيد وسيد البشير وسيداحمد الشايقي (والد الجكومي ) و طلب وابراهيم وعبد الله ود حاج توم وولد ناس عوض الله والله انا ما متخيله اقطع الشرق بدون بنطون.؟؟
ما عندي كلام اقولو غير انو المسئولين ما اهتموا بثراث اختي فاطمة الحاج ولا حتي اغانيها ما قعد نسمعا ولم يتم تكريمها لا في امدرمان ولا في الجزيرة.. ياولد اخوي زي مابقولوا ناسنا ( الكبر حصل والقرباب نصل ) والآن ما شغاله والاحوال الحمدلله والبجي السوق بلقي رزقو وفي وراي ناس صغار وكبار راجيني وفاتحين خشومهم والله يديكم العافية ومع السلامة.. دحين البنطون بالفا؟؟
هى والنيل صنوان مابين صفيته والحصاحيصا ذلك الناقل النهرى الذى كان بنطون رفاعة بانسانه بهائمه سياراته وغباره كان التاريخ وهى كذلك كانت هذا التاريخ امراة تمثل القوة والجسارة والمروءة سكينها فى ضراعها وعكازتها المضببة لا تفارقها اطلاقا وفى كل الظروف خديجة الضكرية عالما قائم بذاته جزء من تاريخ الحصاحيصا وستبقى لها الرحمة والمغفرة
في كل منطقة يوجد احيانا اناس متفردون، لهم صفة او ميزة او سلوك يفرض وجودهم في ذاكرة كل شخص يصادفهم، اناس استطاعوا ان يخطوا لنفسهم نهجا خارج المألوف و خارج التقليد و حتى احيانا خارج الدين، و مع ذلك تقبل الناس نهجهم و طريقتهم في التعبير عما بداخلهم. اهل الجزيرة لم ينسوا القرعي الذي كان يتواجد في مستشفى ابوعشر و كلماته الشهيرة (ركاب سرجين وقّيع، مسك دربين ضهيب، راجل مرتين تعيب)، و لا احد ينسى خوجلي ابو الجاز الدرويش المتجول بالحصاحيصا و جملته الشهيرة (اللالوبة لبت). و لا يزال شيخ العرب في ود مدني و شعبيته العالية و حب الناس له رغم دعاباته التي كانت خادشة للحياء في معظمها. و لا احد منا ينسى ود كوبا في الحلاوين و قرن التيتل الذي يفوق الفوفوزيلا من جنوب افريقيا. و بالمثل كانت خديجة الضكرية كما عرفناها في الحصاحيصا و رفاعة،انسانة من جنس الحريم في ثوب من الرجال. هم جميعا اناس بسطاء، لا جاه لهم، لا مال لديهم و لا سلطة، و لكنهم بقوا اكثر في ذاكرة الناس، اكثر من زعماء الساسة و رجال المال. لهم الرحمة جميعا.
03-20-2012, 05:42 PM
عبد المنعم سيد احمد
عبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824
الرحمة والمجد لروح خديجة عند بارئها كانت متميزة حتى على طبيعتها,, حا ربت سوءات المجتمع و قيمه القاصرة فى نفسها وعلى الاخرين كانت امراءة علما ,ترفرف فى ذاته مواصفات التحدى والتمرد والجراءة والمواجهة
03-21-2012, 07:47 PM
عبد المنعم سيد احمد
عبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824
رحم الله السيدة المكافحة ، الأم الرؤوم ، أم الكل / خديجة عبدالكريم الحاج وأدخلها فسيح جناته وجعلها في أعلى عليين مع الأخيار الأبرار .
قرأت هذه السيرة فطافت بمخيلتي شخصيات كثر من نساء أم درمان المكافحات الشامخات الخالدات ، اللائي عشن وأثرين الحياة ، في زمن الهوان وعدم الإكتراث بالإنسان ، وقلة القيمة لمجتمعات إنسانية لم تنتبه لعظمتهن ! ولطالما كن على هامش الحياة ! بسيطات مسكينات راضيا ت بقدرهن وأحوالهن ، متواضعات لله وللناس والحياة ، ولكنهن عظيمات شامخات راسخات في ذاكرة المدن المنسية !
حري بتلك المجتمعات أن تنصب لهن تماثيل على خاصرة المدن !
رحمهن الله رحمة واسعة .
03-21-2012, 08:35 PM
عاطف مكاوى
عاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633
من منا لا يعرف الخالة خديجة .. بل من من الذين دخلوا سوق الحصاحيصا ولو لمرة واحدة في حياتهم لا يعرف خديجة بعكازها لها الرحمة والمغفرة ... فقد كانت من الشخصيات البارزة بمنطقتي الحصاحسصا ورفاعة وإنا لله وإنا إليه راجعون
وشكراً للصديق حسن وراق أن أعطاها حقها ..
والشكر لك أيضاً يا جني.
------------------- أعتقد هنالك إمرأة أخرى في نفس طريق المرحومة خديجة وأظنها من نفس عائلتها وإن لم تخني الذاكرة إسمها (شادية)
لك التحايا الاخ عبد الله نتمنى مزيد من التوثيق للراحلة فاطمة الحاج شقيقة الراحلة خديجة الضكرية شادية شخصية معروفة فى سوق الحصاحيصا كنت دائما ما اشاهدها وهى تقود السيارة وكثيرا ماتشاهدها تزرع السوق فى همة ونشاط وهى انسانة منتجة لها التحية والتعازى فى رحيل شقيقتها خديجة
03-22-2012, 03:41 AM
محاسن أحمد محمد
محاسن أحمد محمد
تاريخ التسجيل: 10-26-2008
مجموع المشاركات: 1151
الف رحمه عليها الخاله فاطمه التحيه لها تلك المرأة التى تجبرك على احترمها شقت وتعبت من اجل اسرتها واختارت ان تتزوج الكفاح من اجل لقمة العيش وسترة الحال فيكفى ما قراته عنك وعن عظمتك ومكانتك ونحنا كلنا بناتك واولادك العزاء لكم جميعا فانتم اهلها وشكرا لكم
03-26-2012, 04:17 PM
الصادق سلفاب
الصادق سلفاب
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 288
شكرا جني ورحم الله خديجة رحمة واسعة واحسن مثواها والشكر موصول ايضا للاستاذ حسن وراق
رغم انهم كانوا يطلقون عليها لقب خديجة الضكرية ، الا انه كان لها قلبا طيبا واذكر تماما حيث كنا صغارا بسوق الحصاحيصا وكنا كلما تأتي السوق نتحاوم حولها وكانت تنادينا تعالوا ( يامطاميس) وكانت تغدق علينا بالحلوي والتمر بعد ان تفكة من صرة كانت تعقدها بطرف ثوبها وكانت تحنو علينا كثيرا وكنا نحبها كثيرا..
صحيح عاطف في الاونه الاخيره من وجودنا بسوق الحصاحيصا كانت تأتي مع خديجة امرأة اخري اصغر منها سنا وكانت تشتغل فى سوق العربات ( الدلاله) وكان يطلق عليها ايضا شادية الضكرية وكنا نتصور انها اخت لخديجة الضكرية بيد انها ليس اختها حسب الحوار الذي اجراه الاستاذ وراق معها حيث انها لم تذكر شادية من ضمن اخواتها
Quote: لايوجد احد في الحصاحيصا لا يعرف خديجة الضكرية امرأة تزرع سوق الحصاحيصا جيئة وذهابا متلفحة بثوب ابيض حولته المعاناة والهجيرة الي اللون الاغبر. تتوكأ علي عكازتها التي تعينها في رحلة الحياة ومشاوير السنين عند كل فجر يوم جديد
لها الرحمة والمغفرة ولك التحايا الصديق الجميل مبارك محمد عثمان لكم نشتاق لتلك الربوع الحنينة ونشتاق الاصدقاء الرائعين هناك الحصاحيصا هذا العشق اللامنتهى المتجدد هل من عودة هل وتقديرى لمشاركتك الثرة الراحلة خديجة دائما ماتتخذ مكانها وسط البسطاء والعمال ذلك الموقع الذى يتخذه العربجية مكانا للوقوف تجدها هناك بذيها المميز الابيض وصوتها الجهورى وعكازته بيدها تملا المكان ضجة وحيوية تجسيدا لقيم العمل والانتاج شادية ان لم تكن شقيقتها فهى على علاقة اسرية بها على ما اعتقد فهى تاتى صبحا من ناحية رفاعة لتاخذ مكانها وسط صخب العمل بسوق الحصاحيصا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة