|
لله درك ...... جامعي + دراسات عليا يبيع المناديل فى إشارات المرور
|
إنه شاب فى مقتبل العمر وربيعه تجمل ثقره بسمة وضاءه يرمقك بنظرة لا تخلو من شجاعة وجلد وإيمان بأن مايقوم به ليس عيبا أو ينتقص منه شيئا ، وأن القدر والحظ آتٍ متى شاء الله ، وأن كل شيء بيده تعالى شعرت لحظتها وهويناولني ( باكو المناديل) أنه واثقا فى نفسه فتجرأت بالسؤآل وأعلمني بعلمه وقدراته قلت له أراك سعيدا وأنت توزع هذه المناديل ، قال وبذلك إبتسم لى الحظ قبل قليل ، فقد تعرفت على شخص سألنى كمثل ما سألت حيث طلبنى للعمل بشركته فى مجال الحسابات التى هى دراستي وتخرجت منها ،
فأنا الآن أكمل يوم عملى حتى العصر لأرجع لصاحب المحل الذى أوزع له مقابل الأجر ، وأشكره وأصفي ما أوكل إلي معه وغدا أبدأ عملي فى شركة ذلك الرجل ، فالأرزاق بيد الله وأكمل حديثه بإضافة ، العيب فى التسكع وانتظار المجهول وأنا اؤمن بأن فى الحركة بركة والتفاؤل والثقة فى الله هى مفتاح للرزق ،
قلت له وهكذاهي الحياة يا إبنى تعلمنا فى كل يوم وتؤكد أن شباب هذا الوطن القادر الصابر فيه الكثير المرتجى ، ... خذ هذا هدية منى وأرجو أن تقبله من رجل فى سن والدك ، ... كان سعيدا وكنت الأسعد فى ذلك ، واصلت سيرى ولسان حالي يقول، إن أمة لها مثل هذا الشاب لا يشفق عليها أبدا وإن جار الزمان ببعضهم ، فهؤلاء هم طلائع مشرقة لهذا الوطن العفيف المصابر أبنائه ، فاليحفظهم الله دوما .. وتحيتي ... محمد مختار جعفر
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: لله درك ...... جامعي + دراسات عليا يبيع المناديل فى إشارات المرور (Re: محمد مختار جعفر)
|
ومن الواضح أن هناك تغيرات كثيرة حدثت فى مفهوم وسلوك وإرادة شبابنا وبقدوم أجيال تباعا تسلحت بالعلم وثقافته وتصالحهم مع أنفسهم فيما يؤدونه من عمل ولا يهمهم نظرة من حولهم طالما يؤمنون بذلك فاقبلوا على العمل ، أيا كان هذا العمل ... المهم أنه عمل شريف يقتاتون منه ويؤجرون عليه حتى يتحقق لهم مقصدهم ،
وأذكر أننى كنت قد أستقدمت شبابا كانو يجلسون فى المحطة الوسطى أم درمان قبل سنوات قليلة يضعون ( فرش وسكاكين جبص بسيطة ) أمامهم وعلموا مقصدى بأنى أريد ( بوهوجية ) نقاشين وأن البوهية جاهزة لطلى الأبواب ، فتم الإتفاق بيننا على أجرهم من مبلغ وأخذ شيئا مقدما حتى إكمال العمل ، .. وحين عودتى وجدت أن عملهم بالرغم من أنهم حاولوا جهدهم بأن يكون العمل مرضى بالنسبة لى إلا أننى لاحظت عدم الجودة والإتقان ، ويبدوا أن هذه (الشغلة) ليست بشغلتهم فوقع نظرى على بطاقة تدلت من قميص أحدهم فعاينت فيها واتضح أنهم طلاب من جامعة الجزيرة أتو فى فترة الإجازة للخرطوم من أجل الكسب وصلح الحال المادي لديهم ، فاحترمتهم كثيرا وزاد حبى لهم ولعملهم الذى لم يكن مرضى قبل لحظات بالنسبة لي ، ... ثم كان لهم ما أرادوا من حقهم وزيادة مع شكر وثناء كبيرين ولا زلت أحتفظ بأسماءهم ذكرى لعنوان شباب مقدام .. وتحيتي ...
| |

|
|
|
|
|
|
|