|
وما كان أهل شندي (انجليز)
|
تشعرني تخريجات محرري الصحف الرياضية وصفحاتها بالضيق والغيظ خاصة قاموسهم النشط في إطلاق الالقاب وإرسال أنواط الجدارة على من يعجبون به، فبعد أن صارت أسماء بعض لاعبينا أعجمية موزعة بين أمريكا اللاتنية وبعض أجزاء أفريقيا وأوربا، وتشعبت أسماء لاعبينا في كرة القدم بين اسم أول سوداني ولقب أعجمي يكون للسيد (كاكا) أو (كاريكا) أو (منسأ) ويعنون به (جون منسأ) اللاعب الغاني الشهير، ولا يقصدون بالطبع (مِنسَأَتَ) اكلتها دابة الأرض في حدث أو حديث، وأقول بعد هذا ونيل الالقاب والكنى، تفتق إبداع بعض الصحافيين المريع عن بدعة تتمثل في الحاق أسماء الأندية (السودانية) بأخرى أوربية أو غيرها من دول الأرض وأممه.
فالأهلي شندي تحول إلى (الآرسنال) وما كان أهل شندي (انجليز) وما ينبغي لهم، والخرطوم أو فريق آخر لا اذكره سُمي بمُسمى (الأولاد) وهو وصف لمنتخب جنوب أفريقيا البعيدة (البافنا بافنا) واتوقع قريبا أن تنال (الرابطة كوستي) بولاية النيل الأبيض لقب (الريال) لاسيما أن مدربها الكوتش محمد الطيب قد حاز على اسم (مورينهو) وقد انتزعه من افواه النظارة وحشود المشجعين بمدينة عطبرة حينما ولي أمر فريق الأمل العطبراوي وقيل والعهدة على الرواة أن إصرار (الطيب) على الحذلقة والحديث الفني القشيب المدرار دون محصلة باهرة على أرض الملعب دفعت خصومه الحانقين عليه على اطلاق اللقب تهكما يريدون أن يجعلوا من الرجل سخريا لكنه لم يأبه فسار عليه الاسم وتماشى هو معه !
إن الالقاب والنعوت وبعض الأوصاف صحيح انها تعتبر (تميمة) أو رمزية معنوية واسمية لبعض المنتخبات والاندية ولكن هذا تحديدا احق بنا ان نتواضع على (تميمات) وشعارات ومسميات حماسية للأندية الولائية السودانية بما يكون أكثر موضوعية وارتباطا بالواقع الجغرافي لنا وبما لا ينجز استلابا غير لائق فى بعض المواقع، ولهذا لا أرى داعيا او مسوغا منطقيا لاطلاق اسماء مثل (الآرسنال) و(البرشا) و(اليوفي) على فرق لكرة القدم سودانية اكرم لها واشرف أن تحمل مناطقها وولايتها ووطنها الكبير هذا بالطبع يقرأ مع ضرورة حتى ضبط اللقب والكنية المحلية للأندية مع ترك اللاعبين كما هم بين (الضب) و(الكدوس) فالتلقيب من عامة معطيات الثقافة السودانية وظواهر للناس بين الأصدقاء والرفاق لا تمايز فى ذلك بين من صار وزيرا او كان من العوام، كلهم ملقبون، تحببا وتكريما وتوصيفا لحدث ما ومشهد.
وأما الأندية لنحرص على أن تكون سودانية خالصة، وحتى فى سودنتها تلك ليتنا نتحلى بقليل صبر فلا نفرط فى المبالغة، بتصويرها وكان (جان) من جن سليمان او ربطها بمخالب النمور وقواطع الأسود فى الغابات مثل ذاك الذي أسس حركة مسلحة بدارفور فاسماها (نوارس النضال) ولا ازال الى يوم الله هذا ابحث عن رابط بين النوارس ودارفور، والنضال والحرية الحمراء، وإقامة العدالة والمساواة ونشر التحول الديمقراطي.. وهلمجرا !!!.
|
|
|
|
|
|