محمد وردي : الغناء بين السوق والسياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2012, 06:21 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد وردي : الغناء بين السوق والسياسة

    محمد وردي.. الغناء بين السوق والسياسة





    ستون سنة فقط لبث فيها الأستاذ الفنان محمد وردي شادياً الأغاني الجميلة بالحب والوطن، والمفعمة بالجماهيرية الفرحة النضرة من ضفاف النيل والنوبة إلى شرق وغرب أفريقيا بطول حزام السودان الأفريقي من البحر الأحمر إلى المحيط الاطلسي وبعرضه الممتد من دواخل جنوب مصر إلى تخوم جنوب أفريقيا، بلداً بلداً، لا تجد فيه فرداً ، صغيراً أو شباباً أو مشيخة لم يسر نفسه بشيئ من شدوه أو ببعض أغنياته.


    إمتلك الفنان الشيوعي محمد وردي من مقومات الجمال: معالم الحياة النوبية ومنها خفق النيل والنخيل للقمر وضحكة الحقول للبدر إذ إكتمل، وتلك العلاقات بين الأمهات و المواليد واللبن والعسل، تفتحاً بنقاء الأمل وبإندياح نوبة النغم من خير الأرض إلى سناء الله والقمح بالعمل الحسن. وبأكثر الكثير من قبس هذا الجمال سرى وردي سنة 1953 خفاقاً دفاقاً إلى المدينة الحاضرة.


    تواشجت ألحان وردي بأشعار النخيل الباسق: محمد المكى إبراهيم.. إسماعيل حسن.. عمر الدوش... السر دوليب ..محجوب شريف ..أبوآمنة حامد.. صلاح أحمد إبراهيم.. مفتحة في سماوات السمع نجوماً من الأغاني بعضها ساطع الوطن وبعضها الحنين وشجن، وبين ذاك السطوع وهذا الشجن سلس غناء وردي في أفئدة المعاني منفتحاً حدائقاً للنفوس وسياسة للوطن.


    في هذا السمو والإرتقاء تعرض غناء وردي لمحنتين: محنة السوق ومحنة الحكومات:
    تكونت محنة السوق بإختراع المسجل واشرطة التسجيل الصوتية حيث تكالبت على أغان وردي آلات التسجيل قبساً ونسخاً ونشراً مثلما تكالب الناس عليها مالاً وسمعاً، دون أن تعطي وردي ماله في وقت للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أبخسا فيه العملة الوطنية ملهبين الأسعار جارحين قدرة الناس على الإطمئنان وعلى الإنصات وعلى التذوق السليم، ولكن وردي لم يبخل على شعبه وتسامى عن جراح نهب اغانيه، مغنياً له.

    أما محنة الحكومات مع وردي (لا محنة وردي مع الحكومات) فقد كانت حكومات العهود السياسية المختلفة في السودان أشد وبالاً على نفسها مما كانت عليه هو فقد شدا وردي للإستقلال والإشتراكية ولأكتوبر الأخضر وللوطن العربي ولـ19 يوليو 1971 وللبناء الوطني وصارت أغانيه لهذه المعاني من لوازم الإحتفاء بها ... علامات خالدة على دور الغناء في يقظة الشعوب ونضالها والإنتصار لقضاياها، وإزاء هذا الجمال تناقضت حكومة كل عهد في السودان بين الإنحناء والرقص له أحياناً، وبين المنع والكيل عليه أحياناً أكثر .. تناقضاً وهمه بعض الناس ضد ' وردي' بينما وردي هو هو لم تتغير معانيه، في الصف الأول للغناء التقدمي مع الأستاذ محمد الأمين وأبوعركي البخيت والراحل مصطفى سيدأحمد وعقد الجلاد وآخرين، واجه معهم المعتقلات وكان أكثرهم رزوحاً فيها.
    وبرسوخ وصمود بل وتفتح أغاني 'وردي' في وجدان الجماهير قهر حملات الفذف والإهانة والتشويه حيث لم تمر دورة زمن سياسي إلا وتجد الحكومة التي عادته قد رجعت إلى الإنحناء له وهو يغني للحبيبة والوطن، تروم منه حب الجماهير .


    بيد إن هبباي خلط السياسة بالثورة في السودان وتقلب السياسيين بين العداء والتصالح غبر بعض أقواله وصوره، ولكن هل تلغي شجيرة شوك جمال الغابة؟


    في تقليد أفريقي نوبي أصيل مازج شدو وردي بين الغنائين المفرد والجمعي، وبين الآلات النوبية وبناتها العربيات والأوربيات، وغني باللغتين النوبية والعربية مبدعاً صنوقاً من الألحان والأوزان والإيقاعات تراوحت كنبت الحدائق وتألق النجوم .



    كان معلم المدارس الأستاذ الفنان محمد وردي كما عرفته أيام الشتات في مصر وفي بريطانيا إنساناً يختلف كثيراً عما شيع عنه من غرور بل مع إعتداده بنفسه في إختيار أشعار أغانيه وألحانه وعازفيه وهندامه وصفو أماسيه، كان وردي إنساناً متواضعاً كريماً مع ضيوفه رحباً وحفياً بهم، كالعطر في فوحه، والكأس في رشفه، يطيب خواطرهم ويواسي همهم، وينضر نفوسهم، كان إن سألهم في حالهم فبلا لح ولا قح، شارحاً أذهانهم ونفوسهم، وإن أجابهم فحديقة.


    كانت الطرفة والسماحة النوبية تغزل بين وردي وبين الجماهير نسيجاً من المحبة والوطنية واللطافة الشجية في حضرته إذ يرتفع الغناء عنده راية للإنسان..راية للوطن.





    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 02-21-2012, 10:39 PM)

                  

02-21-2012, 10:47 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد وردي : الغناء بين السوق والسياسة (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

02-21-2012, 10:51 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد وردي : الغناء بين السوق والسياسة (Re: Al-Mansour Jaafar)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de