|  | 
  |  وردي ! إسم صدفة ، أم باقة ورد من الإله ، محفوفة بالأغنيات الخالدات ؟! |  | يا إلهي  وأنت جاهي  ..  وجاه أهله وأحبائه وعشاقه .. وجاه  كل أولئك الفنانين والعباقرة العظماء من بني  هذا الشعب العظيم !
 
 محمد عثمان وردي 1932 - 2012
 
 وأكثر من  200 لحن إحتواها صدره المترع بأغاني الحبوبات  السمراوات ، وأهازيج الأمهات ، وزغاريد النساء المره ، والمشلخات ، وأغاني البنات اليافعات ، وأصوات الأطفال السمر ، وزغزقة العصافير في الصباحات المشرقة على تلك البلاد الحنونة الممتدة على مليون ميل مربع ! .. من الشرق إلى الغرب ، ومن الجنوب للشمال ! ،   وهي تحكي قصة النهر العظيم من نمولي إلى حلفا ومن طوكر إلى الجنينة ، وقصة الغابة والصحراء ، والفيافي السمراء والمدن والقرى ، وجروف النيل العظيم ، ومروجه الخضراء ! وتلك السهول  البكر ، اللدنة ، الغضة ، الممتدة  الشاسعة !  وكنوزه المدفونة المدخرة في حنايا أرضه الطيبة ، وسويداء قلوب أهله الطيبين المسالمين ، الممتلئة بالحب والسلام والفن والعشق الخرافي اللانهائي ، للأحياء والأشياء !
 
 أكثر من مئتي لحن مكتنز في ذاك الصدر الخرافي الحنون العميق الشاسع المرهف ، كانت تمثيلاً  لآلاف ، بل ملايين الأصوات والأنغام والأشجان المختلجة في قلوب الرجال والنساء على مدى سنوات طويلة وقرون سحيقة ، لحضارات عريقة ضاربة في القدم ، عمرها آلاف السنين !
 فسبحان من سواك طفلاً ياوردي ،  وخلقك وعدلك وأترع قلبك المفعم بالحنان ، وبالحب والجمال ، وبغناء أهلك  الطيبين  من أجدادك وحبوباتك وأمهاتك على مر تلك العصور الزاهيات  !
 
 كم عشقناك يا وردي ! ... كم عشقتك  ( حبوبتي )  حليمة ! وهي تغني معك ، بيتما أنا طفل صغير غرير ، كنت أسمعها ، وهي تغني معك : ضيعوك ودروك .. إنت مابتعرف صليحك من عدوك ! أو تردد معك : بوبا عليك تقيل ، القمر بوبا عليك تقيل ! ...  وكم أحبتك أمي سكينة ، وهى تردد معك : ( سنين وأيام قضيت عمري في لوعة ! ) .... وتغني لبناتها : خلاص كبرتي وليك 19 سنة ! و ( الحنينة السكرة ، حلوة والله ومقدرة )  وكم أحببنك وأنا أغني معك ( المستحيل ) ، و ( خاف من الله على قلبي )  ، والطير المهاجر ! ...... وكم أحبك هذا الشعب حتى الثمالة ، وهو يغني معك ذاك النشيد البديع المهيب  : أصبح الصبح .. ولا السجن ولا السجن .. ولا السجان باقي !
 
 كم كنت فينا الطفل الغرير  ياوردي !  والأب والأم ،، والجدة والجد ,, والأخ الأكبر والأصغر .. والبنت والولد .. والصاحب والحبيب والمحبوب ، والعاشق والمعشوق ! وكنت فينا الرمز يا وردي لى كل شىء ! ..... قتلتنا بالحب واللوعة والشوق والحنين والعشق الخرافي ، وأنت حي بين ظهرانينا ! ... وقتلتنا مرات ومرات  أخر ، بفراقك المرير عنا ،  وبعشقك الكبير ،  وأنت حي فينا بأغنياتك الخالدات في أرواحنا وحنايا نا أبد الآبدين  !
 
 
 لك الرحمة والمغفرة عدد أحرف تلكم الكلمات الرائعات .. والأغنيات المدهشات .. والأناشبد الملهمة ..  وكلماتك وألحانك الشجية .. وهمساتك  الماكثة فينا أبد الدهر  !
 
 
 ( ولو بهمسة )  أقولا  ... ويقولا  كل الشعب ... وتقولا كل إفريقيا المكلومة ............    نحبك نحبك نحبك نحبك  أبد الدهر !
 
 
 وغصباً عننا وغصباً عنك ، إنت حبيتنا  ،،  وهويناك  إلى ما لا نهاية !
 
 
 يا لهفنا ... ويا لحزننا عليك  !
 
 
 سأواصل هذا النزيف الأليم /Brown]
 |  |  
  |    |  |  |  |