الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 05:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2012, 02:55 PM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء

    tyb.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-20-2012, 10:35 AM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)

    "وفجأة ظهر بيننا الطيب "قاطع حبلو" من مقرن النيل ونهر العطبرا بجهة بلدة الدامر. قال إنه محب لـ(الفولكلور) وقد طلّق أشغاله كلها وقرّر التفرغ لجمع الأدب الشعبي. لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمية، ولست متأكداً إلى يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس. وكان واضحاً أنه رجل نيِّر ولكنه صِفْر اليدين من الشهادات. وأذكر أنه قال إنه كان مندوب أهله في المقرن في مجلس ريفي شندي الذي تَبِعت له المقرن، وقال إنه كان تاجراً أو تشّاشاً."

    بقلم البروف عبدالله علي إبراهيم
                  

02-20-2012, 10:46 AM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)

    ســلام ا سامر .ز

    عساك بخير وأسرتك الكريمة...

    بالتأكيد ستكون ليلة محضورة وهي تتناول سيرة الأستاذ الطيب

    فقد كانت اسهاماته مدرسة ثقافية استفدنا منها جميعا

    وقد كان برنامجه الشهير (صور شعبية) من أروع البرامج التي قدمت في التلفزيون

    التحية لمجموعة دال وهي تحي ذكرى هذا الهرم السوداني
                  

02-20-2012, 12:38 PM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Dr. Ahmed Amin)

    "وحين نفى الطيب مصطلح (دوبيت) الصفوي عن النظم الشعبي البدوي أطلق جني التنوّع والسخاء الإبداعي في مضماره. فوجد بجانب الدوباي (المربع أو الجراري في كردفان) أشكالاً من النظم غاية في الرشاقة والتعبير عن الحاجيات النغمية لمبدعيها. فالشاشاي (ضرب من سير الحيوان ومن معانيها السير شوقاً للأهل والأحباب) . فالشاشاي (ضرب من سير الحيوان ومن معانيها السير شوقاً للأهل والأحباب) هي أغنية العمل لنشل الماء من البئر، وأهزوجة لدقاقي العيش "دق التقا"، وعازقي الأرض من المزارعين، وعمال المراكب، والجمالين، والحطابين، وللجلالات العسكرية، ولطحن العيش، وأغاني كرامة البنات ومعابثتهن في الأعراس بين فريق العريس وفريق العروس، ودودار الطيور، وهدهدة النوم،وجمع الفزعة. كما يسع الشاشاي أغاني السيرة وأناشيد الصوفية التي تنشد سيراً على الأقدام كمثل ما يفعل القادرية. وقس على ذلك ضروب النظم الأخرى مثل البوباي والهوهاي والجابودي والسومار والبنينة. ولبعضها تسميات أخرى في بادية شمال كردفان مثل الطمبور والجراري والتوية والجالسة ولبادا والهسيس. فانظر كيف ازددنا غنى وعلماً بنظم البادية بمجرد أن أسقطنا حزازة مدينية عشوائية.
    رأينا كيف كشف الطيب عن ذوق البادية العربية السودانية وإيقاعها لمجرد أنه لم يرَ في مأثورها فولكلوراً موطوءاً غربت شمسه بحلول الحداثة. ورأيناه يطلق فسيفساء هذا الذوق العروضي من عقال ضغينة مدينية أخرى استبدلت مصطلح ذوق البادية بمصطلح جزافي من الأدب العربي. وحزازات المدينة والصفوة حيال العامة لا حصر لها. وقد وفر لنا كتاب الطيب (فرح ود تكتوك حلال المشبوك 1974م) نافذة لصناعة هذه الضغائن الصفوية. ومن ذلك أنها سيئة الظن بالريف، وتعتقد أن عقلنا الرعوي ــ الريفي هو الأصل في محنة السودان المزمنة. فهذا العقل البري متمكِّن حتى من صفوتنا يستبد بها حتى لو شرَّقت وغرَّبت واستطعمت من مائدة الحداثة الغربية.
    ومع شيوع فكرة فساد العقل الرعوي إلا أنها لم تخضع بعد لفحص نظري أو ميداني نختبر بهما صدقيتها كتفسير جائز للخيبة السودانية. وبناءً عليه فالفكرة في أحسن أحوالها من فطريات الثقافة. فهي مجرد حزازة على حياة البداوة ينشأ عليها من ولدوا في القرى والبندر، وفاقم منها تشرُّب هؤلاء الفتية الحداثة الغربية التي البداوة عندها جاهلية أولى، ولا يتحضَّر الناس ويتمدَّنون إلا بعد أن ينفض الناس أيديهم عنها."


    لنفس الكاتب بروف عبدالله علي إبراهيم

    الدكتور أحمد ... شكراً لك حقاً إنه هرم سوداني
                  

02-20-2012, 12:39 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Dr. Ahmed Amin)

    طيب ياسامر
    حتغشاني بالعربية الجديدة
    ولا أجي jogging?
                  

02-20-2012, 01:09 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عائشة موسي السعيد)

    الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج... د.عبد الله علي ابراهيم

    الطيب محمد الطيب: عبادة في الهرج


    يعجبني ما قاله الرباطابي الماكر عن حسن التوقيت في مغادرة دار النقاص. فقد استصلح المياييس (السيد محمد على وإخوانه) أرض شرقي قرية عتمور المعروفة بأم غدي وزرعوها فولاً. وأصبحت أم غدي خلية نحل تصبح سهراً على الفول وتمسي حرصاً عليه طوال موسم زراعته حتى حصاده. وهذه فلاحة اشتهر بها المياييس. وترتب على هذه الفلاحة انكماش طقوس الموت والزواج عندهم خلال هذا الموسم العصيب. فقال الرباطابي الماكر: ''إن شاء الله ما أموتلكم في موسم الفول يا ناس أم غدي.'' فالرجل أراد لنفسه موتاً بفراش ضاج وثكلي اضج.

    أردت لحبيبنا الطيب موتاً في غير زمان الهرج هذا: زمان العُصب المسلحة التي ظلت تأخذ بخناق الوطن محكمة فينا ''بيض الصحائف'' وهي السيف. أردت له أن لا يموت وشركاء الحكومة متماسكون الحزز في جوبا أو مدلون بدلوهم بزخات الرصاص في أركان النقاش الجامعية. أردت له أن لا يموت في سياق حرب الاخوة في دارفور والمناصير وبورتسودان والخرطوم الأخرى. أردت له أن لايموت ورائحة السحت تزكم الأنوف وتكسر خاطر الناس. أردت له موتاً في جلال موت موسي ود أبو حجل الذي استشهد في معارك المهدية الذي كثيراً ما ترنم فقيدنا بما قيل في مناحته:

    يوم جانا الحصان مجلوب

    وفوق ضهرو السرج مقلوب

    حبيب ريدنا وسدوهو الطوب

    وابكنوا يا بنات هجلوب

    وأكثر ما خشيت في زمن الهرج العاول فينا أن يتحول موته إلى هامش في صراع الإنقاذ وخصومها. وقد بدأت مثل هذه ''النجرة'' المعارضة في البروز في مراثي الطيب. لا خلاف أن الإنقاذ تتحمل تبعة تسوئة حيواتنا كلنا والغصص منها كثيرة. ولكن الطيب لم يرهن خيره لبلدنا وثقافتنا على فضل الحكومات أو ديمقراطيتها. كان دخّالاً خرّاجاً في نصوص هذه الثقافة يبلغها غلابا. تقلبت بلدنا بين ديكتاتوريات مديدة العمر ولم يعدم الطيب أبداً بصارة ليعمل بها أو بدونها لنيل مراده. ولم يترخص أبداً في اداء واجبه الثقافي. كان أنصارياً وقد اكتنفت هذا الرهط المحن طويلاً فحفظ بيعتهم التي في عنقه. ولم يبعهم بغال أو مرتخص لينال حظوة النظم الكارهة لهم. لقد نفذ الطيب بمشروعه الثقافي برغم تلك النظم لا بواسطتها.

    ولا يهبط بقامة الطيب إلى مجرد حاشية في فتنة الإنقاذ وخصومها إلا من عرف الإنقاذ ولم يعرف الطيب. فلم يولد الطيب افندياً بمعلقة من ذهب الدولة. ظهر بيننا فجاءة في نحو 1965 بشعبة أبحاث السودان بكلية الآداب بجامعة الخرطوم. كنا جماعة: سيد حريز وأحمد عبد الرحيم نصر ومصطفي إبراهيم طه وزعيمنا الدكتور يوسف فضل حسن. كنا مفتونين بالفولكلور الذي كلفتنا الجامعة بجمعه وتبويبه ودرسه. ولم يكن أياً منا قد تخصص فيه فاتسم عملنا بالتجريب والشغف. وكان تاج كل ذلك شعور عميق بالزمالة. لم تكن تنعقد حلقة تسجيل مع مادح أو همباتي شاعر أو راوية تاريخ إلا وجدتنا حضوراً جميعاً نشد أزر بعضنا البعض.

    لم أكن أنا مثلاً ممن ينطبق عليهم شرط التعيين أكاديمياً بالجامعة. ولم يخطر ليوسف فضل تعييني خلال تلقي العلم علي يديه في معادل الشرف تاريخ. ولكنه سمعني يوماً أتحدث عن الفولكلور بإذاعة ام درمان وسرعان ما عرض علي أن انضم لشعبة ابحاث السودان. وأصبح الباقي في عداد التاريخ. ومن جهة أخرى كان سيد حريز في طريقه ليصبح محاضراً بشعبة الإنجليزي بالجامعة حتى قرأ يوسف رسالته عن طقوس الحياة والموت في السودان فالتمس من الجامعة أن تحوله إلى شعبة ابحاث السودان. وكذلك الحال مع احمد عبد الرحيم. بدأ بالفلسفة ثم كتب عن فلسفة الأخلاق عند النوبة النيمانق بالدلنج فلم تتأخر عنه حفاوة يوسف.

    وفجأة ظهر بيننا الطيب ''قاطع حبلو'' من الدامر. قال إنه محب للفولكلور وقد طلق أشغاله كلها وقرر التفرغ لجمع الأدب الشعبي. لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمه ولست متأكداً إلي يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس. وكان واضحاً أنه رجل نير ولكنه صفر اليدين من الشهادات. وأذكر أنه قال إنه كان مندوب أهله في المقرن في مجلس ريفي شندي الذي تبعت له المقرن. وقال إنه كان تاجراً أو تشاشاً. ولم يترك لنا الطيب باباً لمثل هذا السؤال فقد أخذنا منا بمحفوظاته من التراث وبأدائه بصوت طربنا له. وسعى يوسف في أروقة الجامعة يطلب له وظيفة لم تخطر على بال بروقراطي وهي جامع فولكلور بأجر مجمد قيمته خمسون جنيهاً وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت به الجامعة. ووفرت له الشعبة عربة جيب رقمها 5 خ8731 ومسجلاً ألمانياً ماركة قروندق وسائقاً ''دنقلاوياً'' أنيساً هو السيد حسن خير الله ودفتر بنزين صالح لملأ تنك العربة او شراء صفائح الوقود من أي طرف في السودان. وكانت هذه هي الفترة التي توسعت فيها حصائل الطيب من فلكلور الجماعات السودانية في الحضر والبادية وفي العرب و''العجم''. ووجد منفذاً لنشر هذه الحصائل في ''سلسلة دراسات في التراث السوداني'' التي طبعناها بالرونيو كالشيوعيين والجمهوريين. ومكنت هذه الفترة للطيب أن يقف على الخريطة الثقافية لضروب الفلكلور وملكات رواته ومؤدييه وأن يكشف عن ''الضفيرة'' النسيقة التي تربط آداب الجماعات السودانية. وكانت هذه الحصائل زاده في رحلته المثيرة في ''صور شعبية'' وكتبه الأخري مثل ''دوباي'' و''المسيد'' و''فرح ود تكتوك'' و''الإنداية''.

    مثل الطيب لا تهز الحكومات ''إن قصرت وإن طالت'' له قناة. فعطايا الحكومة هي حيلة أصحاب المشروعات قصيرة التيلة. أما مخاطرة الطيب الثقافية فقد كانت من النوع طويل التيلة. ومشروعيتها أصلاً في رد المجتمع الآبق، حكومة ومعارضة وشعبا، عن الحق والعدل والسماحة إلى الجادة بالاستنجاد بحكمة من الماضي وبركته. فهي مما لايؤجل حتى ينقضي أجل الحكومة الظالمة بانتظار الحكومة العادلة. فمشروع الطيب هو باب في التوتر الإبداعي الذي يتمخض عنه المجتمع الجديد. فهو مشروع للنهضة لا للمقاومة ولا يفل حديده حديد. وصاحب مثل هذا المشروع ''مَدعِي مهمة'' أي مصاب بها لا فكاك له منها. و''مدعي'' هذه مما استفاده الطيب نفسه من الوالدة الحاجة جمال. كان متى زارنا في منزلنا ببري المحس (وكان يسكن بري اللاماب) قالت له ''صاحبك دا مدعي قراية''. اي أنه ممن دعا عليه أحدهم بالقراءة إلى يوم الدين. ولم تكن الوالدة تعجب باستغراقي في القراءة وصحبة الكتاب بالطبع. وذكر الطيب لي ذلك في إهدائه كتابه ''المسيد'' لي.

    أنا زعيم بأن الطيب مات سعيداً ودعك من المنغصات. فلم تعد صورة الفلكلور بعده كما كانت قبله. لقد نعم بحب الناس عاديين وغير عاديين لأنه التمسهم كحملة ثقافة لا مهرب منها بينما قامت بعثة الصفوة الغربية وحتى الإسلامية على تفريغ الناس من ثقافتهم ''التقليدية'' الفاسدة لحقنهم بالحداثة أو العقيدة الصحيحة. لقد حسدته كثيراً متى كنا على سفر أو زيارة على تعرف الناس عليه بالفطرة واقبالهم عليه كشركاء في مشروعه يسألونه عن الأنساب أو صحة نطق اسم مدينة أو مزارات ولي. وكنت استمع إلى حواراتهم معهم يديرونها على قدم المساواة. وكنت أنطوي منهم على صفويتي الحبيسة ولغتي الكاسدة. كان الطيب يعلم علم اليقين حب الناس له. بل ومناصرتهم له. لم يكن الطيب لينجز أكثر ''صور شعبية'' لولا سخاء مشائخ وتجار وأحباب مولوا زياراته الميدانية لبقاعهم واحسنوا إليه. وهذه سنة في الإحسان إلى أهل المشروعات الثقافية لم تقع لصاحب مشروع ثقافي حديث قبل الطيب. وكان الطيب غني بهذه الصحبة عن تكفف الدولة العادلة والظالمة.

    هناك الكثير مما يستوجب القول عن حفظ ذكر الرجل ومأثرته. ووددت لو أنه مات في غير موسم فول أم غدي ليكون حديثنا عن الولاء لذكراه قولاً لا يطير شعاعاً بعد رفع الفراش السياسي عليه. ولكن مما يلطف فقد الطيب أنه حين مات كان شرفه كمثقف فوق الشبهات وعلمه مما يمكث في الأرض ورفقته غزيرة لأنه لم يشترط لتعاطي الثقافة شهادة موثقة أو لساناً متحذلقاً. لقد جعل الأميين صناع ثقافة وسألهم بتواضع جم أن يملوها عليه. وفعلوا وفعل. وزدنا بذلك إنسانية هي ما يبقي على هذا البلد الطيب برغم الشرور التي أحدقت به طويلا.
                  

02-20-2012, 01:15 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    أستاذى السنى تلك الكتابه الآسره والمؤثره بأسيل خدها وفارع عودها الخيروزى وفاخر وفاره إهابها وبهى أبهة طلعتها ليست بيدى ولكن بيد ساحر الكلم ولاجم جنها الدكتور عبدالله على إبراهيم الذى كرب كرابته وبكاه ذلك الذى فجعنا فيه الطيب محمد الطيب بحرقة المكلوم والمفجوع والمخلوع من خطف المنايا لعزيز لذيذ لهجه وسديد وقويم نهجه ومبهج وهاج راقى حرفه الذى حفر به بحرفة أهل الفن مخزون التراث المختبئ كمجهول تاريخنا القديم والحديث وأخرجه دررا نوادرا من الأحاجى والأقاصيص ودون سائر الفنون والنغم والرقص ودون لباذليها فعرض أدفرينى برزم دلوكته وحكامات الجعليين وطنابرة الشايقيه والبديريه وجرارى دار ريح ونحسات الجموعيه ونوبات الصوفيه ونقارات المسيريه وآل دارفور فصل الأحساب والأنساب وغاص فى أدب الإندايه أرخ لعلم الأنثربولجى بعفويه وتقنيه عاليه فجالس سلاطين النيليين ومكوك بنى شنقول وشيوخ الهمج
    جالس البازا والوطاويط والقمز سجل فكاهة الرباطاب ودقق المناصير وخصال البجا أرخ للداجو وللتنجر ولتاما والفور والقمر والميدوب طاف ديار حامد والجوامعه والكواهله والهواوير والمسبعات والكبابيش وقف على البنايات والضرائح والقباب إستنطق أولاد الماحى وأولاد البرعى وكل مداديح أومداح السودان قدم وصفا تصويريا للنفير والفزعه كتب وصور عادات الزواج والطهور والبكاء تحدث عن القرع والرقص بالسيف عند فقد الخواص لم يترك كبيرة ولا صغيرة فى تراثنا إلا وقرع بابها بلهف وشغف الإنسان الباحث ولم يترك للفرنجة نقطة ليأتون بها ثم رحل كما قال باكيه فى زمن صار السيف لغير ماكان له والوصل غير الذى كان ألا رحم الله ذلك الباحثه طويل الباع والبال الطيب محمد الطيب وأسكنه فسيح جناته


    والشكر لك يا أستاذى السنى





    منصور
                  

02-20-2012, 01:17 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    الخميس:

    شق علي نبأ وفاة الأخ الحبيب الطيب محمد الطيب ، نعاه الناعى وأنا بعيد عن الوطن ، وكنت زرته ، آخر مرة ، بصحبة بعض الأصدقاء ، إبان رقدته الأخيرة بالمستشفى العسكري. حسبناه ، للوهلة الأولى ، نائماً ، فكدنا ننسحب بهدوء ، لولا أن زوجته عاجلتنا بالتمر ، قائلة: ''ليس نائماً ، هو فقط على هذا الحال منذ جئنا به إلى هنا ، ولكن رؤيتكم ستسعده''. فتح عينيه ببطء ، وبدا كما لو كان يهم بالكلام ، سوى أنه طفق يُسرح نظراته الوادعة فى وجوهنا ولا ينبس ببنت شفة ، رغم إلحافنا في مشاغبته ، وكم كان ، فى زمانه ، حديد المشاغبة ، شديد اللماحية ، منتجاً حاذقاً لبهار الاخوانيات اللاذع وعطرها النفاذ!

    تعرفت عليه عام 1973م. قدمنى إليه عبد الله علي ابراهيم ، أيام تفرغه لمسئوليات العمل الثقافى بالحزب الشيوعى ، وشوقي عز الدين ، المخرج المسرحى الذى كان قد فصل ، للتو ، من العمل بمعهد الموسيقى والمسرح. كنا نقصد ، أحياناً ، داره ببرى ، مع بعض الأصدقاء ، نقضى الأمسيات فى حوارت ساخنة حول هموم الثقافة ، فكان يستقبلنا هاشاً باشاً ، ويكرم وفادتنا غيرَ هياب ولا وجل من كوننا كنا مجموعة من الشباب (المدموغين) فى الوسط الثقافى بالتمرد ، أو حتى من كون صديقه عبد الله ، بالذات ، كان مختفياً ومطلوباً من الأجهزة الأمنية!

    ظل الفقيد ، دائماً ، نسيج وحده فى مقاربة مختلف ظاهرات القول والفعل الشعبيين. كنا شغوفين وقتها ، شوقي وأنا ، بالمسرح. وقد سَمِعَنا نتحدث ، مرة ، عن مسرح الرجل الواحد ى السواء .. ويعمOne Man Theatre الذى كنا نحسبه حداثياً لا أصل له فى ثقافتنا الشعبية. فدعانا، بعد أيام ، لمرافقته فى زيارة إلى ود الفادنى. وفى الطريق أخذ يطلب من سائقه أن يُعرج إلى بعض القرى ، يسأل عن صديق له يُدعى حاج الصِديق عبد الله ، إلى أن دلونا على سبعينى لا يكاد يلفت النظر لبساطته ، وقد هش لرؤية الطيب الذى طلب منه الصعود إلى العربة ، وواصلنا سيرنا. بلغنا المسيد بعد صلاة العشاء. وبعد أن أولموا لنا وليمة تكفى لعشرة أضعافنا ، إستبقانا الطيب جلوساً على ذات الأبسطة التى مُدت لأجلنا فى صحن المسجد الرحب ، وفى حضرة الشيخ وأولاده. كانت المئذنة المهيبة تشمخ فوقنا، وظلالنا تترامى مجسمة ، بفعل (الرتاين) ، على الحوائط الجليلة من حولنا ، بينما تربع حاج الصِديق فوق أحد العناقريب الفارهة التى أعدت لمبيتنا ، لتكتمل ثنائية (الصالة والخشبة) بكل ما فى (المسرح الفقير) ، بالمصطلح الحديث ، من بساطة وتعقيد ، وليبدأ العرض فى ليلة لا نظننا ننساها ما حيينا ، تكشف فيها حاج الصِديق عن مسرحى شديد الثقة فى نفسه ، والتوقير لفنه. إنطلق يضحكنا ضحكاً كالبكا ، وفينا مشايخ ما تنفك أناملهم تداعب حبات مسبحاتهم ، على أنفسنا وعلى الدنيا من حولنا ، ببديع مفارقات يلتقطها ، بعين الفيلسوف الناقد وخيال الفنان الخلاق ، من شوارع القرية والمدينة ، ومن بيوت الأغنياء والفقراء ، ومن مناسبات الافراح والاتراح ، ومن دقائق تجليات مشاعر المزارع حين يحل أجل سداد الديون ، بينما تتأخر صرفيات الحواشات ، ومن مواسم الحج ، بكل ما تزدحم به من سحنات ولغات ولهجات وطائرات وقطارات وبواخر ، بل ومن مَشاهِد أسفار قاصدة من مغارب الشمس إلى مشارقها ، بأقدام حافية مشققة ، وببعض كِسرات خبز مجفف ، وبصغار مرتدفين فى ظهور الأمهات. وكان حاج الصِديق يتنقل بين المَشاهِد ، فى قمة براعته ، باقتدار وسلاسة ، مُقلداً عويل الريح ، وبكاء الرضيع ، وثغاء الماعز ، وصفارة القطار ، وبوق السيارة ، وهدير محرك الطائرة ، وزمجرة مفتش الغيط المحتشد بسلطته ، ######ط المزارع المغلوب على أمره ، وغنج زوجة التاجر القروى الثري تحاول تسريب طلباتها الباذخة إلى حافظة نقوده المنفوخة! كان يفعل ذلك وحده ، خلواً إلا من قسمات وجهه المرنة ، واختلاجات جسده الناحل ، وتوترات أطرافه المعروقة ، وأقصى ما يختزن صدره الضامر من إرزام ، وحباله الصوتية من صداح. وكنا ، من شدة تعجبنا منه ، نكاد نطير إليه ، طيراناً ، من (صالة) السجادة إلى (خشبة) العنقريب ، نعانقه ، ونهنئه ، وكذا نفعل مع الطيب ، منتج عرض (الرجل الواحد) البهى ذاك فى مسيد ود الفادنى ، فقد مَنحَنا كلاهما ، فى ليلتنا تلك ، أعلى درجة من درجات الفرح يستطيع إنسان أن يهبها لإنسان.

    بعد انفضاض السامر ، آخر الليل ، كان واضحاً أن أكثرنا فرحاً هو الطيب نفسه الذى بدا كما لو فرغ من إجراء (تجربة) ناجحة! وبالفعل ، ما أن عدنا أدراجنا ، حتى عَمَدَ إلى إقناع التلفزيون بإعداد برنامج خاص عن (حاج الصديق). لكن ليتهم سمعوا نصيحته وقتذاك ، كما قد علمت منه ، فلم يستكثروا ذهاب كاميرتهم لتسجيل اسكتشات ذلك الفنان المدهش ، بتلقائية أدائه وسط جمهوره هناك ، فقد توفى الرجل ، للأسف ، بعد ذلك بسنوات ، ولم يتبق منه الآن سوى هذا البرنامج الذى جفف طاقاته ، بكل ثرائها ، على منضدة بائسة فى ستديو خانق ، وما زلت أشعر بالحسرة ، كلما رأيت كاميرات الفيديو تتنقل الآن فى الحفلات ، على قفا من يشيل ، بعدد صحون العشاء وزجاجات البارد! فلو تيسرت للطيب واحدة ، ليلتها ، لما ضاع ذلك الأثر الفنى النادر ، مرة .. وللأبد! فهل من ماجد يقتفى الآن (بكاميرته) آثر اكتشاف الطيب ذاك بخطة بحث قاصدة تفترض أن حاج الصديق لا يعقل أن يكون بلا ورثة ، فيجعل لحركتنا المسرحية مرجعية مخصوصة فى تراثنا الشعبى ، ولتنظيرات مسرحيينا آفاقاً أرحب من مجرد الاجترار العقيم لإشكاليات العرض من قواعد أرسطوطاليس إلى جدل (الممتع) و(المفيد) ضمن نظريات برتولد برشت فى (الأورغانون الصغير)!

    ألا رحم الله الطيب ، وغفر له ، وجعل الجنة مثواه ، فقد سلست عشرته ، بقدر ما بذل من جهد فى الاحسان لثقافة الشعب.




    كمال الجزولى من الراى العام
                  

02-20-2012, 01:52 PM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    Quote: لقد جعل الأميين صناع ثقافة وسألهم بتواضع جم أن يملوها عليه. وفعلوا وفعل. وزدنا بذلك إنسانية هي ما يبقي على هذا البلد الطيب برغم الشرور التي أحدقت به طويلا.



    لكنه لي يعفيك أن تكون حضورا بالصفوف الأولى

    وإنشاءالله "منصور" على مين يعاديك
                  

02-20-2012, 01:23 PM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: بالعربية الجديدة?


    أستاذتي ... لمثلك نأتي حبواً ... لكن نمو القال ليك الأمجاد جديدة؟؟؟؟ لاحقة أمات طه

    بس ح نغشاك خليك جاهزة ومعاك حق البنزين
                  

02-20-2012, 01:43 PM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)

    احجز لى مقعدا ياصديقى .. وان يكن فى خيالك


    تعلمت وانا صبى صغير من برنامج صور شعبيه للراحل المقيم الطيب محمد الطيب

    ان اسحب ملائة من بيتنا وبعد القنا واذهب لاربط خيمتى عكس اتجاه الشمس فى مكان اخضر اخضر مد البصر

    متاخم لرفاعة ومقارب لترعة الجنيد .. كنت اعشق البادية بسبب هذا البرنامج وكنت اصنع المزمار من قصب السكر المجوف

    واعزف عليه .. كم كنت احب ذلك فى صباى .


    موفقين ياحبيب .

    كنت اتمنى ان اكون بالسودان لاكون عضوا فاعلا فى منتدى دال الثقافى ياسامر فقد حضرت لكم وبفضل دعوة كريمة منك منتدى عن الفنان العظيم
    شرحبيل واسرته كان برنامجا منظما ومرتبا تلك الامسية كانت اجمل امسية قضيتها فى الخرطوم ابان اجازتى الفائتة



    بابكر زيكو
                  

02-20-2012, 02:52 PM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: بابكر عثمان مكي)

    Quote:
    تعلمت وانا صبى صغير من برنامج صور شعبيه للراحل المقيم الطيب محمد الطيب



    ومن منا لم يشكل وجدانه الثقافي هذا البحر المتلاطم بالعلم والمعرفة

    سأكون بجوارك ليلتئذ
                  

02-20-2012, 03:04 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)

    Quote: ومن منا لم يشكل وجدانه الثقافي هذا البحر المتلاطم بالعلم والمعرفة


    ياسلاااااام عليك ياسلااااااام
    اله يدك العافية ومن الان منتظرين احب هذذا الرجل ياخ
                  

02-20-2012, 03:57 PM

Ahmed Abushouk
<aAhmed Abushouk
تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: باسط المكي)


    الأستاذ الطيب محمد الطيب
    يا دوحةَ عطاءٍ ماكثٍ في الأرضِ بما ينفعُ الناسَ
    ________________________________________
    أحمد إبراهيم أبوشوك

    مضت سبع سنوات عجاف من عمر الألفية الثالثة، وكان حصادها خصماً على قائمة الأدباء والمبدعين في بلادي، إذ فقدَ السودان خلالها ثلة خيِّرة من سدنة تراثه الشعبي، أسهمت في جمع مفرداته، وتوثيقها، وعرضها على الأهلين مقروءةً ومسموعةً ومرئيةً. ومن أولئك النفر الخيِّر البروفسير عبد الله الطيب المجذوب الذي رحل عنا في التاسع عشر من يونيو 2003م، والبروفسير محمد إبراهيم أبوسليم الذي غيبه الردى في السابع من فبراير 2004م، والشاعر عمر الحسين محمد خير الذي مات كما مات الجاحظ وسط كتبه وأوراقه ومراجعه في الفاتح من يونيو 2005م، والعلامة البروفسير عون الشريف قاسم الذي شد عصا الترحال إلى دار الخلود في العشرين من يناير 2006م.
    وقبل أن تندمل جراحات الأدب الشعبي المكلوم وتكفكف دموع صوره الشعبية، ها نحن نودع الأستاذ الطيب محمد الطيب الذي كان هودجاً جامعاً لتراث الحضر والريف، وواسطة عقد بين الذين احترفوا دراسة التراث الشعبي صنعةً وبين أولئك الذين كانوا يروونه سليقةً. لقد حدثت وفاته في السادس من فبراير 2007م، أي في موسم حصاد الفول بقرية "أم غدي وزمان الهرج" في السودان كما يرى صديقه الدكتور عبد الله علي إبراهيم، حيث "أن العُصب المسلحة ظلت تأخذ بخناق الوطن، وأن الشركاء متماسكون الحِززّ في جوبا، أو مدلون بدلوهم بزخات الرصاص في أركان النقاش الجامعية، ورائحة السحت تزكم الأنوف وتكسر خاطر الناس." وفي هذا الزمن البخس توفي الأستاذ الطيب محمد الطيب، وكان الدكتور عبد الله علي إبراهيم يخشى أن يتحول رثاؤه إلى هامش في صراع السلطة بين الإنقاذ وخصومها، ولكن بفضل تقريضه وتقريض الأوفياء من أمثاله - وأذكر منهم مرتضى الغالي، ومنصور عبد الله المفتاح، وبكري الصائغ، والكيِّك، ورباح الصادق المهدي، وكمال الجزولي، وعصمت العالم، وحيدر المكاشفي، ومحمد محمد خير، ومحمد سعيد محمد الحسن، والقائمة تطول- تحول مأتم الأستاذ الطيب محمد الطيب وليالي عزائه في السودان وعبر الأثير إلى ساحة إطراء أدبي يتبارى فيها الذين عرفوه عن كثب، وأوفوا الكيل والميزان في سرد محاسنه، وأولئك الذين أعجبوا بأسهامه التراثي السابل، وأرادوا أن يسجلوا له كلمة عرفان تثمِّن عطاءه الماكث في الإرض بما ينفع الناس.

    الطيب ورحلة الكسب والعطاء:
    وُلِدَ الطيب في أسرة كان ديدنها الترحال في طلب العلم، حيث هاجر أصولها قديماً إلى قرية نوري بريفي مروي، تلك القرية التي كانت تعج بخلاوى القرآن وارتال طلاب العلم، واستقروا بها فترةً من الزمن، امتدت إلى ميلاد الجد الثاني للطيب، الفكي أحمد أبو القاسم من أم شايقية، وبعدها عادت الأسرة إلى وطنها الأم بالمقرن ريفي الدامر، حيث تزوج محمد الطيب حفيد الفكي أحمد أبو القاسم من حبوبة بنت علي محمد شبر من العكد الكبوشاب، وأنجب منها الطيب عام 1934م، وبعد ميلاد الطيب تواتر عقائق أخوته الصغار ذكوراً وإناثاً إلى أن بلغت ثلاث عشرة عقيقةً.
    بدأ الصبي الطيب حياته العلمية بخلوة المقرن حيث حَفِظ القرآن، وبعدها درس الكُتَّاب والوسطى في مدينة أتبرا (عطبرة)، إلا أن هذا القسط المتواضع من التعليم المدني لم يشجعه على ولوج حياة الأفندية في كنف الدولة وراتبها المحدود، بل جعله يؤثر العمل الحر تشاشاً (تاجراً) في سوق الدامر، وأحياناً مندوباً لأهل المقرن في مجلس ريفي شندي. وفي بيئة الدامر التي كانت حافلةً بتراث أهل السودان وتواصل البدو والحضر تفتقت قريحته على سماع المأثورات التراثية التي كانت تُروى سليقةً، ويتفنن الرواة في رسم صورها الجمالية حول نفرٍ من أعلام الفروسية أمثال عنترة بن شداد، وأبو زيد الهلالي، وطه الضرير، والطيب ود ضحوية، ويبالغون في سرد كرامات مشايخ الصوفية والأولياء الصالحين مدحاً وإنشاداً في حولية الشيخ المجذوب والمحافل المماثلة لها. في وسط هذا الزخم التراثي الزاخر بمآثر أهل السودان كان يتوهج نجم السيّدة فاطمة بنت فاطمة جدة الطيب من جهة أبيه، ويقول الطيب عنها: إنها كانت امرأة لها شخصيتها المميزة بين نساء قريتها، لأنه يُقال إن أهل أمها فقراء "يروبون الماء"، ومن ثم أضحت لها مكانةً اجتماعيةً كبيرةً وسط أهل المقرن وزوارهم، وكانت مسموعة الكلمة، نافذة الإشارة على الكبار والصغار. كان الناس يتحلَّقون حولها كل أمسية لسماع الأحاجي والقصص والحكايات المشوقة التي كانت ترويها بأسلوب درامي جذَّاب.
    على النسق ذاته يوثق الطيب لمشاهد خاصة كان لها وقعها في نفسه وهو حاضر حضوراً مادياً ومعنوياً في حلقة جدته فاطمة بنت فاطمة، إذ يقول: "لا أنسى المواقف التي كانت تتطلب أن يؤدي البطل فيها مقطعاً غنائياً، كانت تتمهل وتتهدج في ترديد وترجيع الأغنية بصوتها الرنان، ومن ضمن حكايتها لنا قصة الشيخ فرح، وود أب زهانة، وكنا نحسب أن الشيخ مثل الغول، والسعلوة، والدكع، وفاطمة، والقصب الأحمر." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 19). وجميع هذه المصطلحات تصب في معين القصص الشعبية المعروفة في وسط السودان، والتي تُصنَّف ضمن قائمة الأحاجي السودانية التي وثق لها البروفسير عبد الله الطيب طيَّب الله ثراه.
    بفضل هذا الحضور التراثي في دامر المجذوب توطَّنت نفس الطيب محمد الطيب على حب الفلكلور، الذي دفعه إلى تطليق أشغاله الحرة ونذر نفسه وجهده وماله لجمع الأدب الشعبي. وفي هذا يقول الدكتور عبد الله علي إبراهيم: "وفجأة ظهر بيننا الطيب قاطع حبلو من الدامر ... لا أذكر أننا سألناه عن مسيرته التعليمية، ولست متأكداً إلى يوم المسلمين هذا كم استحصل الطيب من علم المدارس، وكان واضحاً أنه رجل نير ولكنه صفر اليدين من الشهادات... ولم يترك لنا الطيب باباً لمثل هذا السؤال فقد أخذنا مناً بمحفوظاته من التراث وبأدائه بصوت طربنا له، وسعى يوسف في أروقة الجامعة يطلب له وظيفةً لم تخطر على بال بيروقراطي، وهي وظيفة جامع فلكلور بأجر مُجمّد قيمته خمسون جنيهاً، وكان مرتب أي منا لا يتجاوز الستين. وقبلت به الجامعة، ووفرت له الشعبة عربة جيب 5خ 8731، ومسجلاً ألمانياً ماركة قرندوق، وسائقاً دنقلاوياً أنيساً هو السيّد حسن خير الله، ودفتر بنـزين صالح لملىء تنك العربة [أي خزان الوقود] أو شراء صفائح الوقود من أي طرف في السودان."
    هنا حزمةٌ من الأسئلة تطرح نفسها: مَنْ هم أولئك النفر الكريم الذين تحدث الأخ عبد الله علي إبراهيم عنهم بأريحية وتواضع جم؟ وما هي الشعبة التي جمعتهم بين ظهرانيها، وأهلَّتهم ليحترفوا صنعة التراث الشعبي وينعموا بصحبة الطيب محمد الطيب؟ الشعبة التي رمز الدكتور عبدالله إليها هي شعبة أبحاث السودان التي كانت قلباً نابضاً في كلية الآداب جامعة الخرطوم آنذاك. لقد أُسست شعبة أبحاث السودان عام 1964م، وكان هدفها الأساس جمع التراث السوداني وتوثيقه ودراسته، وخلف البروفسير يوسف فضل حسن الدكتور ج.ن. ساندرسون على رئاسة هذه الشعبة الناشئة، وظل يشرف على أمر تطويرها حقبةً من الزمن، حيث جلب إليها نفراً من طلاب التراث السوداني، بعد أن طوَّع لهم شروط التعيين الوظيفي بجامعة الخرطوم، معطياً الأولية للكفاءة المهنية والاستعداد الفلكلوري. وفي هذا يقول الدكتور عبد الله علي إبراهيم: "لم أكن أنا مثلاً ممن تنطبق عليهم شروط التعيين أكاديمياً بالجامعة. ولم يخطر ليوسف فضل تعييني خلال تلقي العلم على يديه في معادل درجة الشرف في التاريخ، ولكنه سمعني يوماً أتحدث عن الفلكلور بإذاعة أم درمان وسرعان ما عرض عليَّ أن انضم لشعبة أبحاث السودان... ومن جهة أخرى كان سيد حُريز في طريقه ليصبح محاضراً بشعبة الإنجليزي بالجامعة حتى قرأ يوسف رسالته عن طقوس الحياة والموت في السودان فالتمس من الجامعة تحويله إلى شعبة أبحاث السودان. وكذلك الحال مع أحمد عبد الرحيم الذي بدأ بالفلسفة، ثم كتب عن فلسفة الأخلاق عند النوبة النيمانق بالدلنج، فلم تتأخر عنه حفاوة يوسف." فالبروفسير يوسف فضل حسن والبروفسير سيد حامد حُرير والبروفسير أحمد عبد الرحيم نصر والدكتور مصطفى إبراهيم طه هم أولئك النفر الذين تحدث الدكتور عبد الله عنهم بأريحية وتواضع جم، وهم الذين قامت على أك########م شعبة أبحاث السودان، وهم الذين انضم إليهم الأستاذ الطيب محمد الطيب عام 1965م، وبذلك استطاعت شعبة أبحاث السودان، التي رُفعت في عام 1972م إلى معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية، أن تجمع بين جوانحها كفاءة التأهيل المهني المكتسب من مؤسسات التعليم المدني وكفاءة التأهيل المهني المُنساب من أفواه حدأة التراث الشعبي ورواته.
    لا جدال أن تعيين الأستاذ الطيب في وظيفة جامع فلكلور كان نقلةً نوعيةً أحدثها عرفاء الفلكلور في شعبة أبحاث السودان، ومنها انطلق الطيب يجوب البلاد طولاً وعرضاً في تحقيق هوايته المفضلة وفي جمع تراث أهل السودان من صدور الحُفَّاظ والوثائق التاريخية. وأبلغ شاهد رحلاته الماكوكية في جمع تراث البطاحين ونسج خيوط سيرة الشيخ فرح ود تكتوك، وفي هذا يقول الأستاذ الطيب:

    "كلفتني شعبة أبحاث السودان سنة 1970م أن أعد كتاباً عن حياة البطاحين، وشرعت في جمع المعلومات الأولية عنهم، وحسب خطة شعبة أبحاث السودان ينبغي علي أن أطوف عليهم في أماكنهم، وبدأت بعاصمتهم أبو دليق وما حولها، ثم أبرق، وأب زليق، والمايقوما، والحاج يوسف، ثم زرت قراهم الواقعة شرق النيل الأزرق مثل ود ساقرته والفعج. ثم ذهبت إلى سنار، وجبل موية، والمناقل، ثم أربجي، والسديرة، وبقية أطراف الجزيرة المروية، وتسنى لي خلال هذه الرحلات التي دامت حوالي عشرة شهور جمع معلومات عن البطاحين كمجموعة، وكان كل مرة أسأل فيها الرواة والمحدثين عن أخبار أسلافهم يرتفع اسم الشيخ ود تكتوك شامخاً قوياً." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 20). فلا غرو أن هذا النص يعكس قدرة الأستاذ الطيب الخلاقة في جمع المعلومات التراثية، واسترساله في ربط جزئياتها، والشاهد أن الجمع بين التراث الشعبي لقبيلة البطاحين وسيرة الشيخ فرح ود تكتوك البطحاني قد حفزه لمواصلة بحث آخر عن سيرة الشيخ فرح وآثاره، في هذا يقول الطيب: "وزرت بعدئذٍ سنار وما حولها ست مرات، وفي كل مرة كنت أجد بعض المعلومات الجديدة عنه. وبعد أن حصلت على تلك الروايات الشفهية رحت أسأل عن بعض آثاره المحفوظة ولم يخيب أهل الفضل ظني. فوجدت بضع مخطوطات تحدثت عن سيرته ودونت أقواله، وكان أهمها مخطوط الشريف الهندي المسمي (تاج الزمان في تاريخ السودان)، باب تراجم الأولياء، وكذلك مخطوط الشيخ الحسن محمد طلحة بود ساقرته ناحية رفاعة، وأوراق فرح القاسم، كساب الجعلين، والأخير من أحفاد الشيخ فرح وأكثرهم حفظاً لمأثورات الشيخ، وبحوزته وثائق مهمة جداً أطلعني عليها مشكوراً." (الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك، ص 20-21).

    هذا هو الطيب جامع الفلكلور، وصاحب المنهج الفريد الذي وصفته المهندسة رباح الصادق المهدي بأنه: "خلطة غريبة، فلو وصفته بأنه مؤرخ محلي كما تصف مضابط التاريخ ... كذَّبك حسه النقدي من حين لآخر... ولو قلت أنه عالم أكاديمي لرد عليك أنه لا يتبع في نهجه الوسائل الأكاديمية المعهودة في التعامل مع المأثورات الشفهية مثلما فعل جان فانسينا في نهج التعامل مع المأثورات كتاريخ." ويعضد هذه الفرضَّية أيضاً قول الدكتور عبد الله علي إبراهيم الذي صحب الطيب في بعض رحلاته الميدانية بقوله: "لقد حسدته كثيراً متى كنا على سفر، أو زيارة، على تعرف الناس عليه بالفطرة، وإقبالهم عليه كشركاء في مشروعه، يسألونه عن الأنساب، أو صحة نطق اسم مدينة، أو مزارات ولي. وكنت استمع حواراتهم معه يديرونها على قدم المساواة. وكنت أنطوي منهم على صفويتي الحبيسة ولغتي الكاسدة. كان الطيب يعلم علم اليقين حب الناس له، بل ومناصرته له. لم يكن الطيب قادراً على ينجز أكثر صور شعبية لولا سخاء مشايخ وتجار وأحباب مولوا زياراته الميدانية لبقاعهم واحسنوا إليه. وهذه سنة في الإحسان إلى أهل المشروعات الثقافية، لم تقع لصاحب مشروع ثقافي حديث قبل الطيب. وكان الطيب غني بهذه الصحبة عن تكفف الدولة العادلة أو الظالمة."

    في ضوء هذه التزكيات الحاذقة نخلص إلى أن الطيب كان جامع فلكلور مدرب، وله إلمام واسع بتاريخ السودان وجغرافيته، وعلى قدر كبير من تفكيك طلاسم العادات والتقاليد واللجهات العامية، وفوق هذا وذاك كان يتمتع بحيويةٍ خلاقة، وحدس فني ذواق لا يخذله البتة، ولباقة جعلت الناس يتجاوبون معه، ويشاركونه في مشروعه التراثي، ويطلعونه على مكتنـزات تراثهم الشعبي التي تكنَّها صدورهم، وتحفظها وثائقهم الخاصة التي يحيطونها بهالة من القدسية. وقد أهلَّ هذا الرصيد الفني والمعرفي الطيب ليكون نسيج وحده، لم يكن مقلداً مجتراً، بل كان أصيلاً مبدعاً، تجاوز قيود الموروث وتقنيات الحداثة في منهجه البحثي، وفي تعامله الراقي مع مأثورات التراث السوداني. وبفضل عطائه السابل وحضوره الكثيف في ساحات العمل الفلكوري لم تعد صورة الفلكلور بعده كما كانت قبله، لأنه، كما يرى محمد محمد خير، كان مشروعاً ثقافياً "يتسع لاحتواء مليون ميل مربع من الدويبت، والشاشاي، والتُم التُم، والكمبلا والجابودي، وتراث الشلك، والنقارة، وأهازيج الحكَّامات، وطارات المديح، وأمثال دارفور الشعبية."

    برنامج صور شعبية:
    توسط الطيب هذا الكم الهائل من التراث ومأثوراته، ونثر منه صوراً شعبيةً لـمَّاحةً عرضها منجمةً عبر شاشة تلفزيون السودان البلورية، وكسب بعرضه لهذه الأنساق والأنماط التراثية تقدير الناس له، لأنه فتح بصائرهم، كما يقول إبراهيم عبد القيوم، إلى وطن "مشحون برصيد تاريخي عزيز وغالٍ، وإن إنسانه عظيم ومتفرد، وإن تاريخ هذا الإنسان يفرض أن يبذل من أجله الكثير من الجهد والوقت." وحسب رواية الكيك فإن علاقة الطيب بالإذاعة والتلفزيون يرجع تاريخها إلى برنامج "التراث السوداني" الذي كان يقدمه الأستاذ محجوب كرار رحمه الله عبر إذاعة أمدرمان، وفي إحدى حلقات برنامجه الشعبي استضاف الأستاذ الطيب محمد الطيب وقدمه إلى جمهور المستمعين السودانيين باعتباره علماً من أعلام السودان المهمومين بالوطن وثقافته وتراثه، وبعد ذلك ظل الطيب زبوناً معتمداً عند محجوب كرار، تواصلت لقاءاته، وتجدد عطاؤه، وانداحت دائرة مستمعيه، وما فتيء الطيب محفوفاً بحفاوة مستمعيه إلى أن أطل عليهم عبر شاشة برنامجه التلفزيوني الموسوم بـ: "صور شعبية". ومن خلال هذا البرامج استطاع الطيب أن يعرض صوراً شعبيةً حيةً، تعبر عن حياة الناس وأنساق تواصلهم الاجتماعي في كل بقاع السودان، بما في ذلك أفراحهم وأتراحهم دون كذب ولا رياء، وكانت هذه الصور تحمل قيماً روحيةً صادقةً، وفنوناً أدبيةً شعبيةً، وموسيقى ورقصاً، وطُرَفاً من أدبيات الحصاد وأهازيج الرعاة، ونماذج من أدوات الحكم والولاية، وفنيات الحِرَف التي يطلق المثقافتية عليها مجازاً الحِرَف الهامشية. وفي الوقت نفسه كانت هذه الصور الشعبية تحمل قيماً اجتماعيةً تسهم في خلق قوالب انفعالية وسلوكية تعين المجتمع على توثيق عُرى ترابطه وحل كثير من مشكلاته الآنية، وتساعد أيضاً في فهم العلل الكامنة وراء الأحداث التاريخية، والتشنجات الجهوية والفئوية المصاحبة لإفرازات القرارات السياسية في السودان.

    الطيب والسلطة:
    كان الطيب محمد الطيب أنصارياً قلباً وقالباً، ويتجلى هذا الانتماء السياسي-العقدي في لباسه الأنصاري، وفي صونه لبيعة الأنصار التي قطعها مع إمامهم وزعامتهم السياسية. وبالرغم من الإحن والشدائد التي ألمت بهذه الطائفة إلا أن الطيب "لم يبعهم بغالٍ أو مرتخصٍ لينال حظوة النظم الكارهة لهم"، بل ظل وفياً لبيعته، دون أن يخلط وفاءه الأنصاري برسالته التراثية التي كانت تسمو زهواً فوق هامات الانتماء السياسي، وتتجاوز فخراً تشنجات التعصب الديني، وترقى بماهيتها الوظيفة عن الشبهات العرقية، لأن جمهورها أهل السودان، ومادتها تراث أهل السودان. ويثمن الدكتور عبدالله علي إبراهيم هذا الموقف الفذ بقوله: "لم يرهن الطيب خير لبلدنا وثقافتنا على فضل الحكومات أو الدكتاتوريات ...، بل كان دخَّالاً خرَّاجاً في نصوص هذه الثقافة، يبلغها غلاباً. تقلبت بلدنا بين دكتاتوريات مديدة العمر ولم يعدم الطيب أبداً بصارة ليعمل بها أو بدونها لنيل مراده. ولم يترخص أبداً في أداء واجبه الثقافي... فكان شرفه كمثقف فوق الشبهات، وعلمه مما يمكث في الأرض."
    لم يكن غزل السلطة السياسية جزءاً من أدبيات الطيب وتطلعاته المشروعة، ولم تكن سلطة العمل الديواني هاجسه المنشود، بل كان ينبذها، لأنها من وجهة نظره مدعاةً للكسل وقتل الإبداع البشري وتجلياته. ويتبلور موقفه من سلطة العمل الديوانية في الرواية التالية للأستاذ بكري الصائغ: "علاقتي بالمرحوم الطيب محمد الطيب تعود إلى سنوات السبعينيات عندما كنا موظفين بوزارة الثقافة والإعلام... وأذكر قصة تقول أن السيَّد علي شمو قد قرر تعيين الطيب محمد الطيب مديراً لمصلحة الثقافة في ضوء عملية تغيرات هدف منها شمو تولي الكفاءات الوظائف العليا وإدارات المصالح. وما أن جاء خطاب الإخطار للمرحوم بتولي أعباء مصلحة الثقافة حتى رأينا المرحوم قد انزعج تماماً من هذا التعيين، وأبدى اعتراضه على تولي هذا المنصب، وسعى لمقابلة الوزير، واعتذر له عن الوظيفة الجديدة العالية المكانة، وكانت حجته أنها وظيفة مكتبية تقتل الإبداع، وتحرمه التجوال، والبحث والتقصي في مجاهل العادات والتقاليد السودانية، وإنها وظيفة مـُمِلة، ليس فيها أي إبداعات أو اكتشافات أدبية، طلَّق الطيب الوظيفة، وانطلق ينقب في مجاهل عالمه" المملوء بالكشوفات التراثية.
    نلحظ أيضاً أن الخصومة السياسية بين الأنصار والشيوعيين لم تقف عائقاً أمام عطاء الطيب وتطلعاته التراثية، فصديق عمره عبد الله علي إبراهيم كان من كوادر الرفاق النشطة، بيد أن اختلاف الرأي السياسي لم يفسد وداً استقام ميسمه بين الرجلين. وفي هذا يفصح الأستاذ كمال الجزولي بأن عبد الله علي إبراهيم قد قدمه هو وزميله شوقي عزالدين إلى الطيب محمد الطيب عام 1973م، ووقتها كان عبدالله مفرغاً لمسؤوليات العمل الثقافي للحزب الشيوعي، وشوقي عز الدين مفصولاً للتو من العمل بمعهد الموسيقي والمسرح. وفي هذا الظرف السياسي الحالك توثقت عُرى الصداقة بين الطيب والرفاق، ويقول الجزولي لسان حالهم: "كنا نقصد أحياناً داره ببري مع الأصدقاء، ونقضي الأمسيات في حوارات ساخنة حول هموم الثقافة، فكان يستقبلنا هاشاً باشاً، ويكرم وفادتنا غير هيَّاب ولا وَجِل من كوننا كنا مجموعة من الشباب (المدموغين) في الوسط الثقافي بالتمرد، أو حتى من كون صديقه عبد الله بالذات كان مختفياً ومطلوباً من الأجهزة الأمنية." وصداقته مع الرفاق لم تقف عند هذا الحد، بل بلغت شأواً أعظم من ذلك، حيث شخصت بعض شواهدها في صحبته لكمال الجزولي وشوقي عز الدين في إحدى رحلاته الميدانية لمسيد ود الفادني، ليثبت لهما أن مسرح "الرجل الواحد" لم يكن نبتاً حداثياً كما كانا يظنان، بل هو فن متجذر في أدبيات المسرح السوداني الشعبي قبل أن تعتدل قامته في مسارح الغرب والفرنجة. وفي مسيد ود الفادني استُقبل الرفاق في صحن المسجد، وأولم لهم السادة الفادنية بوليمة تكفي لعشرة أضعافهم في ساحة المسجد الرحبة، حيث جلس سيد المسرح الواحد حاج الصديق على أحد العناقريب الفارهة التي أُعدت لضيافة الأستاذ الطيب والوفد المصاحب له من الرفاق، ثم بعد ذلك بدأ حاج الصديق يعرض بعض القفشات المسرحية، والصور المغلوبة التي تجسد واقع الحياة في شوارع المدينة والقرية، وفي بيوت الأغنياء والفقراء، وواقع المزارع عندما يحل أجل سداد ديونه، وأحياناً يقلد لهم باقتدار وسلاسة بكاء الرضيع، وثغاء الماعز، وزمجرة مفتش الغيط المحتشد بسلطته، سخط المزارع المغلوب على أمره، وزفات الحجيج المادحة إلى الأراضي المقدسة. كل هذه المشاهد ومثيلاتها كانت تعرض في مسيد ود الفادني، والرفاق وغيرهم من الحضور يموجون بالضحك، ضحكاً كالبكاء كما يقول كمال الجزولي، والطيب يختلصهم بنظرات مفادها أن مسرح الرجل الواحد لم يكن حكراً على المسارح الغربية، بل أن السودان يزخر بمثل هذه النماذج منذ أمد بعيد. وكانت تلك الليلة الفادنية حسب إفادات الرفاق تمثل "أعلى درجة من درجات الفرح يستطيع إنسان أن يهبها لإنسان."
    هذا هو الطيب المتسامح مع نفسه تسامحاً جعله يوطِّن لشرعية التواصل مع الآخر، وقد بلغ هذا التسامح ذروته عندما ألف كتاب "الإنداية" وأردفه بمصنف آخر عن "المسيد". فالإنداية هي دار المجون، كما تصفها الأستاذة رباح الصادق المهدي، والمسيد هو دار التُقى والصلاح، وبين الدارين بون شاسع. والإنداية كما قدم لها الطيب "من الأمور التي لا يصح الحديث عنها في عرف المجتمع السوداني إلا في مقام الذم، وهي من أجل ذلك لا تجاور سكناهم، بل تُقصى إلى أطراف القرى والمدن، وقد تضرب في الخلا، يطلق عليها في معظم الأحيان اسم "الجو". ولا يرتادها إلا طبقة خاصة لا تجد القبول عند غيرها من الناس." فالطيب أراد بهذا السفر الفريد في موضوعه أن يزيل هذه الغشاوة من أذهان الناس، ويعرض أدبيات الإنداية عرضاً موضوعياً باعتبارها مظهراً من مظاهر الحياة السودانية، لها سلبياتها وإيجابياتها، وينبغي أن يُعالج أمرها بطريقةٍ علميةٍ بعيداً عن التشنج والعواطف الدينية الجياشة. ويقول البروفيسور عون الشريف قاسم في تقديمه لكتاب الإنداية: "ولكنك بمجرد أن تتصفح الكتاب وتسبر غوره تجد لدهشتك أن المخبر غير المظهر. وسرعان ما يكتشف القارئ أن الإنداية التي يتحدثها عنها الكتاب ما هي إلا مظهر خاص من مظاهر الحياة السودانية، وهي ككل المؤسسات الاجتماعية لها نظامها الخاص وتقاليدها وقيمها التي يلتزم بها من يرتادونها ويذمون من يخرجها عليها، وبالبحث الميداني المتعمق الذي استغرق ست سنوات طاف فيها المؤلف على معظم أنحاء السودان فخرج بحصيلة من المعرفة ينقلها لك هذا الكتاب الرائع." وحقاً أن كتاب الإنداية كتاب رائع وجدير بالإطلاع، لأن الطيب أفلح في اختيار موضوعه، وفي تناوله لأدبيات الإنداية تناولاً علمياً دون أن يكون متأثراً بأدبيات المهدية التي ترى في الدخان حرمة، فما بالك والإنداية التي تعاقر فيها الخمر أم الكبائر جهاراً نهاراً.

    المرأة في قاموس الطيب الشعبي :
    لم يكن الطيب سادن ثقافة ذكورية، بل كان نصيراً للمرأة من خلال واقع تراثها الشعبي ومأثوراته المتنوعة، لذا فقد أفرد لها حيزاً مهولاً في إصداراته المطبوعة وصوره الشعبية ومحاضراته العامة. فنجده مثلاً يثمِّن دور النساء العابدات الراسخات في العلم أمثال: بتول بنت اليعقوباب، وفاطمة بنت جابر، وعائشة بنت أبودليق، ويوثق أيضاً لتاريخ المجاهدات اللائى كان لهن دور مشهود في ساحات الوغى والحروبات الضروس، وتأتي في مقدمة هؤلاء الشاعرة مهيرة بنت الملك عبود التي كانت تمجد قومها الشايقية، وتشحذ هممهم، وتحثهم على محاربة الأتراك الغزاة، ويتجلى هذا الموقف البطولي في المقاطع المأثورة التالية التي أنشدتها مهيرة في ذلك المقام:

    الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
    قدامن عقيدهم بالأغر دفر
    جنياتنا الأسود الليلة تتنتر
    يالباشا الغشيم قولى جدادك كَرْ

    وفي المهدية يوثق الطيب لمجاهدات الشاعرة بنت المكاوي التي كانت معجبة بشخصية الإمام المهدي في حربه ضد الأتراك، وكانت ترى في بسالة أنصاره عزة نفس ونكران ذات، لذا فقد أنشدتهم قائلةً:

    طبل العز ضرب هوينه في البرزَّة
    غير طبل أم كبان أنا ما بشوف عزَّه
    وإن طال الوبر واسيه بالجزَّة
    وإن ما عم نيل ما فرَّخت وزَّة

    ولم ينس الطيب دور الحكَّامات أمثال بنت مسيمس التي مدحت الزبير باشا ود رحمة عندما نُفي إلى جبل طارق بالمغرب قائلةً:

    في السودان قبيل ... ما بشبهوك بالناس
    يا جبل الدهب ... الصافي ماك نحاس
    بارود انتصارك ... في غمزة الكبَّاس
    خليت المجوس ... ألين من القرطاس

    وعلى ذات المنوال والنسق وثق الطيب للشاعرة بنونة بنت المك التي رثت أخاها عمارة رثاءً حزيناً ومؤلماً، لأنه كان مصاباً بداء الجدري الذي أقعده عن القتال وأماته متيةً لا تليق بالأبطال، لأن المصاب بالجدري لا يغسل جسده، بل يذرى عليها الرماد خوفاً من العدوى، وحول هذه الميتة "أم رماداً شح" تقول بنونة:

    ما دايرا لك الميتة ... أم رماداً شح
    دايراك يوم لقاء ... بدماك تتوشح
    الميت مسولب ... العجاج يكتح
    أحيَّا علي ... سيفو البسوي التَّح

    فلا جدال أن الحديث ذو شجون عن أدبيات النساء الوارد ذكرها في إصدارات الطيب وصوره الشعبية، لكن المقام لا يسمح بالإطالة، والشواهد المذكورة كفيلة بتأكيد صدقية الفرضية التي أشرنا إليها في مقدمة هذه الفقرة.

    الطيب في منـزلة بين المنـزلتين:
    بالرغم من هذا العطاء الثر، إلا أن الطيب قضى أيامه الأخيرة طريح الفراش بمستشفى السلاح الطبي بأمدرمان، حيث زارته جموع من الأصدقاء والمعجبين بفنه، ومن ضمن هؤلاء الأستاذ كمال الجزولي الذي وصف لحظاته الأخيرة بشيء من الحزن والأسى: "وكنت قد زرته أخر مرة بصحبة بعض الأصدقاء، إبان رقدته الأخيرة بالمستشفي العسكري، حسبناه للوهلة الأولى نائماً، فكدنا ننسحب بهدوء لولاء أن زوجته عاجلتنا بالتمر، قائلةً: "ليس نائماً، هو فقط على هذا الحال منذ أن جئنا به إلى هنا، ولكن رؤيتكم ستسعده." ثم يصف الجزولي واقع الحال بقوله: "فتح عينه ببطء، وبدأ كما ولو كان يهم بالكلام، سوى أنه طفق يُسرح نظراته الوادعة في وجوهنا ولا ينبس ببنت شفة، رغم إلحافنا في مشاغبته، وكم كان في زمانه ... منتجاً حاذقاً لبهار الإخوانيات اللاذع وعطرها النفاذ." ويصف هذا المشهد أيضاً الدكتور مرتضى الغالي في كلمته الحزينة التي سبقت وفاة الطيب، إذ يقول عنه: "وهو في منـزلة بين المنـزلتين، بين هجمة الداء الأولى العصيبة والغادرة وبين بطء الوصول إلى أطراف العافية والعودة إلى دنيا الناس، حيث إنه حالياً على تخوم الصحو والإفاقة والإغفال، ولا يعلم أحد (لا قدر الله) إمكان الانتكاسة التي يمكن أن تسترد بعضاً من مساحات الإبلال والشفاء، و[لكن نتمنى له] استرداد مقدرة النطق والسير على مناكب الحياة مرة أخرى، ليواصل ما بدأه من مشوار في إذكاء نيران المعرفة التي تخرج منه (دخاخين دخاخين) على رواية طبقات ود ضيف الله، لأنه يتكئ على رصيد ضخم يمتلئ به صدره وعقله."
    ثم ينتقل الدكتور مرتضى من هذا المشهد الحزين والطامع في رحمة الله إلى فقرة مهمة، أحسبها مناسبة في خاتمة هذه الرسالة العرفانية، إذ يقول: ومما يزيد قيمة رصيد الطيب المعرفي، "أنه يأتي في معظمه من باب المشاهدات، والسياحة، والمسوح الحقلية، والمعايشة الراصدة، والرحلات التي تضرب فيها أكباد المستحيل من أجل الوقوف على أثر، أو حجر، أو أمثولة، أو مسدار، أو طقس حياة، معيداً لنا في حياتنا المعاصرة نموذج العلماء الموسوعيين الذين يتتبعون حصاد المعرفة التي لا ترتادها قدم."
    فهذا هو الأستاذ العلامة الطيب محمد الطيب الذي فقدناه في السادس من فبراير عام 2007م، فإن الواجب الأدبي يحتم علينا، كما يقترح الأستاذ منصور عبدالله المفتاح، أن نجمع تراثه وآثاره الكاملة في قاعة تحمل اسمه، ويكون مقرها إما في دار الوثائق القومية، أو مصلحة الثقافة، أو متحف السودان القومي. وهناك أيضاً أربعة مؤلفات تحت الطبع يجب أن تخرج إلى دائرة الضوء، وتجد موقعها في المكتبة السودانية والعربية على حد سواء، وهي: بيت البكاء؛ وتاريخ المديح النبوي في السودان؛ والصعاليك العرب في السودان؛ والإبل في السودان.

    ألا رحم الله الطيب محمد الطيب رحمةً واسعةً بقدر ما أمتع، وآنس، وأعطى، وبذل، وأنفق من جهد ومال ووقت في سبيل الارتقاء بمسيرة التراث السوداني، وتطوير خدمات الأدب الشعبي، فلعمري لا أجد الكلمات المناسبة التي تفي استحقاقات رثائه، وجرد فاتورة عطائه الماكث في الأرض، ولكن أضعف الإيمان أن اختم هذه الكلمة بأبيات من أشعار ابن الوردي في الرثاء:

    سراجٌ في العلومِ أضاءَ دهراً على الدنيا لغيبته ظــلامُ
    تعطَّلت المكارمُ والمعــالي وماتَ العلمُ وارتفعَ الطغـامُ

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 02-20-2012, 04:15 PM)
    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 02-21-2012, 01:54 AM)

                  

02-21-2012, 06:58 AM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: باسط المكي)

    Quote: احب هذا الرجل ياخ



    كان تلقائيا يذخر بالعلم والمعرفة ... يزورنا عبر شاشة التلفاز فيقتحم القلب لنجدنا متسمرين قبالة الشاشة باستمتاع ... لم يشعرنا أن الثقافة والمعرفة طعام غير مستساغ أو صعب الهضم فلقد كان يغذي العقل والروح بكثير من المعارف مطرزة بالترويح والمتعة

    جال الوطن لينقب عن هذا الإنسان ما بين الحلبة والأقزام والهلالية ودار جعل ومناظق النيل الأزرق والكواهلة والكبابيش والحمر والفور والمساليت والهبانية وووو

    قدم الوطن كثوب قشيب نفاخر بأننا تفصيلة فيه ...جزء جميل من كل أجمل


    تعال يا باسط ... فالمكان يسع الجميع والوقت شتاء مودع والقناديل تضاء في حضرة أمثال الطيب محمد الطيب
                  

02-21-2012, 07:18 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)

    الطيب محمد الطيب: يوم دوخنا دوخة نريد الكبيشاب
    عبدالله علي إبراهيم
    اصطحبت الأستاذ الطيب محمد الطيب في رحلة عمل ميداني في نحو آخر 1967. وكان نطاق الرحلة هو الكبابيش الشرقية التي تبدأ من أم أندرابة وتشمل جبرة الشيخ وحمرة الشيخ وغيرهما. وكنت أريد أن التقي برواة من فرع الكبيشاب من الكبابيش الذين يسكنون تلك الناحية. فقد سمعت بين الكبابيش الغربيين عن قصة فارس منهم اسمه حمد ود شتان خلال فترة نزاع الكبابيش وبني جرار حول ملكية الدار بشمال كردفان. وكانت المعركة الفاصلة لصالح الكبابيش في قوز التمامي نحو عام 1815-1816.
    وقيل إن حمد ساءه أن يسمع من الزبير ابو النية، وهو من نوراب الكبابيش، "تِنِبِراً" وهو الفخر الزائد بالنفس. وهنا تحدي حمد رفيقه الزبير أن يقتحما صفوف العدو الستة إلى حيث يوجد بخيت ود قبلة وهو زعيم الزيادية وحليف بني جرار. ومن مات مات ومن عاد عاد. وقٌتل الفارسان دون مرماهما. وقٌتل في المعركة موسي ود جلي فارس وزعيم بني جرار في معركة قوز التمامي. وقد وقفت عند القوز وصورته. فقصة موسى ود جلي قصة لي معها ثأر وسأكتبها أو أقتل دونها, وقد بدأت والطيب كتابة هذه القصة ونشرنا الحلقة الأولي في مجلة "العربي الأفريقي" التي أصدرها السيد عبد الرحمن السلاوي وترأست تحريرها في 1979. ولم يحتملها نظام نميري وأٌوقفت بعد العدد الأول. الضل الوقف ما زاد. وبكت حمد ود شتان زوجته بمناحة يجدها القاريء في كتابي "فرسان كنجرت" صفحة 129.
    لم أجد من بين مذكراتي الحقلية ذكراً للطيب. وهي مذكرات كنت أدونها قبل أن أخلد إلى النوم أكتب فيها مجريات يومي واستنتاجاتي مما يدور حولي وخططي لمواصلة عملي. وهي مما توصي به كتب منهج الفلكلور والأنثربولوجيا. وهي مفيدة جداً بشهادتي أيضاً متى جئيت لتحليل مادة الحقل. وربما أنساني أنس الطيب خلال زيارتنا القصير أن أقوم بهذه التبعة المهنية. ولا زلت اذكر يوماً كنا نسال فيه عن مضارب الكبيشاب ولم نعرف لهم موضعاً ودخنا دوخة. فقال لي الطيب مرهقاً :" يعني لو إسرائيل عاوز تضرب عرب الكبيشاب تدوخ دوختنا دي واللا شنو؟". وكان ذلك في أعقاب هزيمة يونيو 1967.
    ولما لم أجد يوميات الطيب معي بدا لي أن أنشر يومية اخرى من عملي الميداني إجلالاً لخاطره وللمهنة التي أعطاها عمراً قصيراً عجيباً . وهي تذكرة لشبابنا عن ثمن الحب العظيم وتكلفته. واليومية التي انتخبتها تحكي عن أيام لي اولى بين الكبابيش وقد تشوش قادتهم من جهتي. فقد كان مصير الإدارة الأهلية في كف عفريت بعد ثورة اكتوبر 1964 ولم يسعدهم ان يأتيهم من الخرطوم رسولاً ربما تجسس عليهم. ثم انقشع هذا الظل الثقيل من الشك والريبة. وعدنا بفضل الله والوطنية أخواناً . وسيرى القاريء ليوميتي انزعاجي الباكر لهذا الجفاء المشروع.


    أم سنطة، شمال كردفان
    الخميس 29/12/1966




    قبل أن نتوجه إلى العرس الذي أرشدنا إليه (من حولنا) قررنا أن نذهب إلى بئر دويح . كان غرضي المجاملة لا أكثر لأن القبيلة ليست فرعا من الكبابيش موضوع بحثي وإن كانت تختلط بهم اختلاطا واضحا . والمجاملة نابعة من أني وفي أيام توتري الأولى وأبان محاولاتي لكسر الحلقة من حولي اتجهت بقدمي نحو بئرهم ووعدتهم بالمجيء إليهم. واكتشفت أخيرا أنهم أقلية قبلية وانشغلت عنهم يومها وحدثوني أنهم قد استعدوا في اليوم المحدد ولم آت. آلمني ذلك وإرضاء لهم توجهت لأسجل منهم دوباي البئر. كانوا طبيعيين في تسجيلهم. لم يمس المشهد الواقعي لدوباي البئر إلا أثر طفيف للافتعال وانسجموا غاية الانسجام سوى أن كان يحدث أن أثنين منهما كانا يشتبكان في الدوباي في المرة الواحدة ربما عجلة للتسجيل . روحهم طيبة. النمَ عندهم يختلف عن النمَ في بئر ود جريو (أولاد عون ) . ذهبنا إلى السوق لنكتشف أن الزواج غداً وأن السِهار (الحفل السابق لبوم العرس) سيكون اليوم فقمنا بترتيب أمرنا وذهبنا مع الأخ عبد الرحمن خليفة التاجر .
    أول صلة مع التجار كانت حين عرضت عليهم أن نحملهم بالعربة إلى دكة شيخ محمد المر وكيل ناظر الكبابيش بدلاً من أن يشدوا الجمال .تقبلوا الدعوة وتحركنا نحو الدكة. انتظرنا الشيح محمد وكان في استقبالنا شيخ على (ابن اخيه) الذي بدأ – فيما أظن – يتحرر من ريبته فينا وراح يسألنا ونجيب عليه .. ونسأله أيضاً ويجيب . وفي بيت الشيخ إبراهيم على التوم (أخو المر) أو الشيخ على 3 بنادق .. البيت مقولب ولكنه يبدو أنه لم يكتمل . .. سألنا الشيخ محمد إن كنا ننوي أن نقنص ... أصر علينا أن نجلس على الكراسي وأبديت شعوراً قوياً بأن أجلس معهم على السجاد ولكنه لم يقتنع مطلقاً برغم تكرار محاولاتي .
    برجوعنا إلى السوق دخلت في دكان عبد الرحمن وشهدت عملية البيع والشراء ... زجاجة السمن برطلين من السكر وأوقيتين من الشاي وقرش بلح ... فتاة حلوة ورائعة الملامح تطلب "جٌبة" وتحمل القماش إلى زميلة لها وتسألها وإن لم يكن هذا أجمل من الذي اشترته "...." مباهاة . كانت تتكيء على زميلتها كأن التاريخ والزمان قد انقضيا وكأن فيتنام لم تكن. في المتجر عاجات ومازالت هذه الزينة موضوعاً للغزل. حمل اليَ حسن خيرالله، السائق، وعبد الباقي، المصور، بريمة وهو من الذين يؤدون دوباي البئر وكان رائعا في التسجيل .. ليست هناك رهبة ربما لأنهم لا يدورون عن المسجل شيئا .
    في منزل الشيخ على أمسكت بطفل الشيخ محمد .. طفل لم يتجاوز الخمس أعوام. في عنقه كمية من الزينة .. قطعة فرع مثقوبة ومعلقة بخيط، حجاب في داخل صندوق من الصفيح مربع، ومشاهرة من الفضة .
    وعدنا .... وقضينا المساء في الخمول العادي. ذهبنا إلى الحمام في الدونكي وعدنا لنجد خير الله قد ذبح النعجة التي أهدانا الشيخ لها . اكتشفت أنهم لا ينفخون الذبيحة لكي يسهل عليه سلخ الجلد ... يقولون أن هذا حرام .. سألت حسن هل تعملون الشطارة. لم يعرف للكلمة معنى وبعد الشرح قال لي "أم تبر" .وكشف عن يده ووجدتها هناك .وقال أنهم يستعملون القصب في حفرها .
    في السادسة والنصف تحركنا إلى دكان عبد الرحمن اكتشفت لهولي أن لا سِهار اليوم عند أولاد أبو شاية لأنهم حادون على امرأة توفت من قبل شهر . وحتى الظهر كان الكل يتحدث عن السِهار وهاهو السهار ملغي كأن المرأة قد توفت في ما بعد الظهر .. ما الذي يجري في الخفاء ؟ هل لا يرحبون بنا ؟ ماذا يريدون ؟ دار رأسي بمختلف الأسئلة وجئت بعبد الرحمن التاجر لتناول العشاء معنا . غشي بنا بيتين أنيقين من القماش ليسأل عن (المكروه عمداً) فلم يجد فيهما شيء ... سألته هل هذه بارات هذا البلد ... فأجاب ضاحكا بالإيجاب .
    جاء الشيخ حسن ناظر عموم الكبابيش. ما زال يتكلم عن شحنة (المكروه عمداً) القادمة من الفاشر . كانت جلسة ممتعة بالشعر والشرح وبخاصة في أنواع الغزلان وعرفت أن أم حقو غزال نصفه الأعلى أحمر والأسفل أبيض وله قرون كالغزال طويلة وتمتد إلى الأمام باعتدال .. والمَي نوع من الغزلان كالغنم قصار وقرونه معكوفة كالخروف وأن الحٌمرة ريل أحمر وله صيحان (خطان) زرق بجانب واحد . الشعراء يصفون المحبوبة بالمي والحمرة في الابتعاد والناي. أم حقو (. . . ) تسكن في قلب الصحراء حيث لا عشب ولا شجر .
    و المي يصعد إلى السام وهو الصخرة ذات الزواية القائمة الشاهقة التي لا يرقى إليها غير الكوع الأرقط (النمر) والطير . تحدثنا عن الغنم والجمال وعن المرأة التي لم تحس بالراحة إلا حين تركت رعية الغنم إلى الجمال. ورعية الضأن شقية لأنها لا تعطي صاحبها نوماً. فهي بطئية الحركة وحين تنتشر يهرع صاحبها ويطاردها . وتحدثنا عن إدريس الغلياني (كان بطل تلك الأيام لأسباب شرحها يطول) واكتشفت أن الشيخ محمد المر شاعر مهول وأن ما كتبه كاتب محكمته وهو دودين كان منه ... ينبغي أن أتسلل إلي الشيخ . عرفت أنه يرغب أن يستمع إلى تسجيل التريح وهو الرواي الرئيسي لتاريخ الكبابيش . هذا خيط فيجدر بي أن أمسك به. تحدثنا أيضا عن ود كجام الذي هو الآن في جبرة الشيخ وعن بعض أشعار ود جودة وشيخ حسن يحفظ لهما الكثير كانت أمسية لا بأس بها . مكروه ولحم وغناء أحمد عمر الرباطابي .

    د.عبد الله علي ابراهيم
                  

02-21-2012, 07:26 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    تِلّيشة على قبر الطيب

    عبد الرحمن الغالي
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (1)

    شُوْيَم شدَّ قارحو.. تال البعجبو الراوي

    من وَشَل القِبيْل.. غاويها شهّل ناوى

    شاشتْ نفْسو شاقا.. قُرْب العقاب الضاوي

    بشويْش يا الشّبندي.. فُرْقَكْ بحرِّق وشاوي

    (2)

    نعلَّكْ ما حِرِدْ .. من حال وِلاد التابا

    تركوا السَّمْتة بتَّاً.. خمَّدوا التُّقّابة

    الليلة ام نفايل.. هانوها قصُّوا رقابا

    بعد العز قبيل ..عادْ عِدْمت الورتابة

    سِيْد الحق مقمَّح.. جَسَرَنْ عليهو ضِيابة

    البلد المِكُوْفِرْ سِيْدا.. مَكْتول عشوقا صبابة

    ركُّوها وبِقتْ ..مِتْل التكِنّها غابة

    زعلان فُتَّها.. أم حنّتْ عضاك لترابا

    (3)

    البلد الهَويْتُو.. بِتَعَرِفْ تُمامو وقرضو

    ما خلّيت بكان.. شقّيتو طولو وعرْضو

    تريان كدَادو ملبّك.. محلان جديب في بعضو

    الهاجّي ورا السعية..والزَّاحْ يتيرب أرضو

    أحييت التراث... كمّلت ناقص فرضو

    (4)

    ما وقّفك عتمور..يلمع يراري رهابو

    ولاك هيّاب دَغَلْ..صُم الرجال بتهابو

    ولا اتلجلحت في صيّاً تزازي ضبابو

    جميع ساكن البلد... تعَرِفْ أصِلْ أنسابو

    عِلْمَكْ فاض طمح.. غمر البلاد بي تسابو

    أدب الشعب جَزَمْ... إيّاكَ فاتح بابو

    (5)

    البلد المشيتو.. هُويُو وصعيدو وشرقو

    في عِز الهجير.. أوكات صَبِيْبُو وبرقو

    في الشوك والقشولي.. ما خفت طعنو وحرقو

    همَّك أمة واحدة.. ابناها لا ينفرقو

    يات مَن كان قبيل.. جاك مفتخر بي عِرقو

    قُتْ ليهو القبيل.. افتخرو مِتلك غِرقو

    السودان هَضِيْم.. أبقولو سَنَدو ودَرَقو

    وفي القول القديم.. الرصاص بِشِتْ غير مِرْقو

    السودان دِرِكْ.. ألفوه لا تنسرقو

    وزي قول المثل.. البتيخ بقوم في عرقو

    (6)

    يا المكْ أبْ بنونة.. عاشق المعالي تملّي

    يا ذاكر رِقية.. أُختْ المِنْشَنِق مدّلّي

    شغَبَة وبت مسيمس.. أوعاك مهيرة تخلّي

    بِت عطوة القبيل.. راتبها يوت بتدّلّي

    والغبشة البتول.. الماسكة درب الشبلي

    سِيَر فاضلات.. النسا أبقيتا سافل وقبلي

    (7)

    يا صاحب (المسيد).. والخلوة و(الانداية)

    حاشاكْ ما شِرِبْ.. شُغْلَكْ عمار ودواية

    الغُنا والمديح.. هِيْلَكْ دراية رواية

    حُجة مَرْجِعِنْ.. تدْراها شكلاً وآية

    (8)

    العاقْب النقر.. فوق الحبيب بي طارو

    والحردلو جاب.. فوق القنيص مسدارو

    وود ضيف الله دوّن.. شيِّقات أخبارو

    ود سعد اللبيب.. ساحرات بنات أفكارو

    والعبادي أسكر.. بي لذيذ أشعارو

    الكاشِف صدح.. سَبَنْ العقول أوتارو

    جاب عون الشريف.. قاموسو عالي منارو

    والقرشي الأديب.. جلّا المديح وادوارو

    ود بدري الفصيح.. شارح المثل للحارو

    لا تنسى أبْ سليم.. محيي التراث وآثارو

    عبد الله الفهيم.. شرح الكتاب واغوارو

    وياتْ مَن أهل الصلاح.. في مسيدو تشلع نارو

    والصادق الأمين.. في البقعة فاتح دارو

    والمهدي البحر.. غمر التّمود غمّارو

    وكلْ سوداني حُرْ.. نفع البلد بي عمارو

    يغريك السلام.. ويهديكَ مِن مُشكارو

    (9)

    يالطيب أخوي.. ذكراكْ دوام في بالنا

    ابواتنا القبيل.. لا تحدثم بي حالنا

    راجين الكريم.. حنّان عطوف يرْتالنا

    نعدِّل مايلا.. والحال عُقُب يصْفالنا

    (10)

    سلام الحق لكوك.. يغشاك يوت في نعيمو

    وبي الكاس الوسيع.. يسقيك من تسنيمو

    وبي جاه النبي.. سائلين تكون في ليمو

    نَعَمِنَّك عديل.. حبّوب نداك تديمو

    عفيف وحصيف هميم.. عِلْمَك منشِّر غيمو

    صلاة الحق لكوك.. على النبي وتسليمو

    والآل والصحاب.. والحاجّي قاصد ديمو

    صلاة الحق لكوك.. على الدليل وحميمو

    على الأحيا الشريعة.. وما ترك لقَديمو

    وكل مَن قصّ دربو.. طابق قِديمو قِديمو

    ينْجابا البلد.. يرجع يندّي هشيمو

    عبد الرحمن الغالي

    السبت 17 فبراير 2007
                  

02-21-2012, 07:30 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    الطيب محمد الطيب: رحيل رجل كبير


    بروفيسور عوض محمد احمد



    الطيب محمد الطيب، باحث فلكلور و جامع و محقق تراث لا يشق له غبار، ليس في ذلك أدنى شك. لقد غطت أعمال الطيب نقصا كبيرا في مدرسة التاريخ السودانية التي اقتصرت، تقريبا على تغطية الجوانب السياسية من تاريخنا، مغفلة الجوانب الاجتماعية ذات الصلة بحياة الناس العاديين. فمضى الطيب يوثق لمؤسسات ذات خطر كبير في حياتنا مثل المسيد و الانداية و القطار و الساقية و غيرها.
    بيد ان عبقرية الطيب تتمظهر أيضا في جوانب أخرى من حياته نجملها في ما يلي:
    1. الفتى الريفي، صغير السن، محدود التعليم النظامي، قليل التجربة، القادم إلى الخرطوم من أعماق منطقة وادي نهر عطبرة، و بدلا من الركون إلى "الحلول السهلة" مثل التجارة الهامشية، عمد إلى تطوير نفسه واكتشاف و صقل مقدراته و مواهبه، شاقا طريقه إلى وحدة أبحاث السودان بجامعة الخرطوم (نواة معهد الدراسات الأفريقية و الآسيوية) في وحدة جمع التراث. فعمل مع فطاحل الأكاديميين السودانيين أمثال يوسف فضل و احمد عبد الرحيم نصر و سيد حريز و محمد المهدي بشرى كتفا لكتف بغير قليل من الندية. و لو اكتفى بهذا لأوفى و زاد، لكنه مد حدود نشاطه إلى أجهزة الإعلام المسموع و المريء. و لعل في هذا أمثولة لشباب هذا الزمان الأغبر، إذ تكتظ البيوت بحاملي شهادات البكالوريوس و احيانا الماستر تمر بهم السنوات حتى الأربعينات من أعمارهم في انتظار (الوظيفة) دون أدنى محاولة لشق طريق آخر أو اكتشاف طاقات أخرى كامنة عندهم بعيدا عن مجال دراساتهم.

    2. لم يركن الطيب إلى شماعة كاذبة اسمها "الإمكانيات" التي يغطى بها أهل هذا الزمان على عجزهم و قلة حيلتهم. لقد جاب الرجل السودان من أقصاه إلى أقصاه جامعا تراثنا لا يحمل سوى جهاز الناقرا ذي الإمكانيات البائسة و أحيانا مسجل البيوت العادي. ترى كيف كان يكون الحال لو كان تحت تصرفه التقنيات الهائلة التي وفرتها برامج الكومبيوتر الحديثة. و لا أظن انه كان تحت تصرفه كثير مال أو قليله، لكتها الهمة البعيدة، تيسر الصعب و تقرب ما بعد من الطموحات.

    3. استطاع الطيب تغيير مفهوم "النجومية الإعلامية" و نمطها. فبالعمامة و "جلابية السكروتة" و "شهادة الخلوة" نمكن من صنع نجوميته الخاصة جنبا إلى جنب مع أساطين الإعلام في عصره أمثال حمدي بولاد و حمدي بدر الدين و متوكل كمال و عمر الجزلى وليلى المغربي و غيرهم. و خلق لنفسه جمهورا من مختلف الأعمار و الجهات في الإذاعة و التلفزيون. كما صار ضيفا مرغوبا في المنتديات المختلفة.

    4. الفقيد، و قد توفى عن أكثر من 75 عاما، ظل يعمل و يعطى في مجاله حتى آخر ايام حياته (لولا ان تمكن منه المرض خلال الأسابيع الأخيرة). و لعل في هذا أمثولة لكبارنا، الذين ما ان يتخطى الواحد منهم (مهما كان تأهيله) عتبة الستين و إلا و يستسلم للفراغ و شكوى الزمان و مناكفة العيال، أو ياوئ إلى اقرب "تبروقة" في انتظار من لا يخلف وعده!

    و هكذا كانت حياة الطيب كلها عطاء و خير و إبداع. تقدم لنا حياته بيانا بالعمل ل"روشتة" النجاح: اكتشاف و تطوير ما وهبنا من إمكانيات، العمل بأقل قدر ممكن و منوفر من "المعينات"، و الإيقان ان ليس هناك حد عمري للإبداع و العمل.
                  

02-21-2012, 07:36 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    الاخ الـحبيـب الـحـبـوب،
    مـنصـور،
    مااحلي عندي واللقاءمعك مجددآ وعبر مقالتك الثقافية العالية المستوي وتذخر بالاداب واللغة الرصينة والكلمات الراقية المستوي، وهو شيئ اصبح نادرآ كندرة "عائدات النفط"!! ، وجزاك اللة وانت تذكرنا بانة ومازالت هناك لغـة عربية لـم تندثر بعـد!

    علاقتي بالـمرحوم الطيب محـمدالطيب تعـود الي سنوات السبعينيات عندما كنا موظفيـن بوزارة الثقافة والاعلام، وكان هو يعمل بمصلحة الثقافة ادارة البحوث،واذكـرقصـة تقول ان السيد علي شمو كان وقد قرر تعييـن الطيب محـمد
    ليكون مـديرآ لمصلـحة الثقافة في عمليات تغيـرات هدف منها شمو وان تحتل الكفاءات الوظائف العليا وادارات المصالح، وماان جـاء خطاب الاخطار للمرحوم بتولي اعباء مهام مصلحـة الثقافة حـتي وراينا المرحوم قـد انزعج تمامآ من هـذا التعيين وابـدي اعتراضة وتولي هـذا المنصب، وسعـي لمقابلة الوزير واعتـذر لة عن الوظيفةالجـديدة العاليةالمكانة، وكانت حـجـتة انها وظيفـة مكتبيـة تقتل الابدعات وتـحـرمة التجـوال والبحـث والتقصي في مجاهل العادات والتقاليد السودانية، وانهـا ايضآ وظيفـة " ممـلة!!" ليس فيهـا اي ابداعات او اكتشافات ادبية، طـلق الطيب الوظيفة وانطلق ينقب في مجـاهل عـالمـة الغامـض_

    عندما ألف كتابة الشـهيـر " الانـداية " والذي تناول فيـة حياة ناس "الانـدايات" وطـريقة عمل " المـريسـة" ، وطبائع وعادات صانعات المشروب،والعادات والـمراسـم الـمتبعة في جلسات الشـراب في "الاندايات"، راج
    هـذاالكتاب بصـورة لـم يجـدها اي مطبوع سـوداني اخـر،ولكن ومع بداية تطـبيق "شـريعة نمـيري!!" وجـد هـذا الكتاب معارضة ومصادرة من قبل القائمين علي تطبيق الشريعة!!!،

    قابلتة في احـدي مناسبات العزاء وكان حـزينآ علي الـمرحـوم وقال لـي ان الراحل لـم يكن رجـلآ فقـط وانـما" موسـوعـة" ثقافية ادبيـة لم تـسـتفـد
    لبلاد من خبراتةوتـجـاربة، وكلما فقـدنا رجـلآ مثلة نكـون قـد فقـدنا "مكتبة" لامثيـل لـهـا!!!،

    رحـمة اللة رحـمة واسـعة، وعـزاناانـة تـرك لنا تـراثآ حيآ_





    بكرى الصائغ

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 02-21-2012, 09:33 AM)

                  

02-21-2012, 09:24 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11026

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: munswor almophtah)

    الأستاذ والباحث القدير والمنقب في جمال امتنا
    المنصور دائما وابدا من الرحمن الرحيم
    لك المحبة الصافية والمودة النقية
    والاحترام النوقر لشخصكم العزيز والغالي
    مسرح المونو دراما له في السودان شخصيات عديدة في المداحين والهدايين والحكامات لهم طرق يتفردوا بها في طرح فنهم الخالد
    والطيب لفت انظارنا الى ان كل انواع الفنون موجودة في هذا الوطن ـ الكنز ـ المتعدد الاعراق والمتنوع الثقافات المتوحد بمحبتنا .ز
    هناك في الجنوب كان الفنان امونا كامسي ـ رائد من رواد المسرح بعروضه المذهلة في جوبا وحاج الصديق في الجزيرة واتذكر ان الاستاذ الطيب
    كان جاء بفنانين تقلدييا وشعبيين لهم في ظاهرة الاداء الفردي ومقلدين للأصوات ولو كانت ظروفه سمحت والوقت الذي دائما ماينتهي قبل ان نكمل كلامنا
    لجاء بكل فناني بلادي من المؤدين العباقرة
    علينا ان نعيد استلهام تراثنا بصورة عميقة وامثالكم من ينيروا لنا الطريق بابحاثكم الثرة
    الرحمة والمغفرة لأستاذنا العظيم والصديق الحبيب والاخو الأرباب
    ولكم طول العمر
    محبتي
                  

02-21-2012, 09:42 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: محمد سنى دفع الله)




    رحل الطيب فرحلت مزرعة من مزارع الوجدان :

    تَبكيكَ الخلاوي الجَالَسْتَ ديمة شِيوخَا
    تَبكيكَ النَّخيل الجِيتَا صَاد لشلوخَـا
    يَبكيكَ العَجين الحَكَرولُو لَخُوخَـا

    في وداع الطيب محمد الطيب ، تغيب النسمة التي تربط المدائن بالأرياف . كان صديق أهلنا في الريف ، ما عرفنا إلا وجهه الصبوح وأريحيته الضاربة في أعماق الوطن و تاريخه . يصادقك وجهه وعطر حديثه ورياحينه التي ملأت ذواكرنا تطوَّف عليك وأنت تسمعه في التلفزة . يُقرب لنا البعيد ويُجمل لنا البلَور و يمحى الكآبة عن النفس . نبتَ هو من وطننا كسُنبلة زاهية نعرف بها نحن أن الأرض من تحتنا تُحب فأس الزارع حين يفلَح ، والراعي حين يُسمِّد الروث الأرض لولادتها من بعد الغيث في المواسم . عَبر بخَطوه الأجيال والأزمان يربُط الحاضر بالتاريخ ، والأبناء بالأجداد ، ويُذكرنا بمن نستهم مدائننا وانشغلت عنهم ، وكانوا هُم عِمد اقتصاد الوطن من زراعة ورعي ، و كانوا هُم دافعي فواتير التعليم والصحة والخِدمات منذ تاريخ ضارب في القدم .

    تجده يتوسط الأهل من كل بقاع أرضنا ، بجلبابه وعباءة تُجمِّل المقام و عُمامة على الرأس لفها كيفما اتفق . جميعهم من سائر لباس العامة ، فهو خدنهم واتكاءة محاسنهم ، وبازل نثرهم ، والكاشف كرمهم في المشارق والمغارب .
    بمجلسه تَحلو دروب القص وتتسلل الأغاني والدُوباي والرجز والمناحات وشعر الحكامات وأساطير الرعاة في الفلوات . يدلُف فلكلور الشعب معه كالماء المنقوع من جِرار ( الغُبُش ) . تُحدِّق في نظرته ، تجده بين أهلكَ لا يُميزه غير حلاوة حديثه . كل العواصف التي أخذت بتلابيب الوطن أهله وحالهم ، أتراحهم ككثبان الرمل ، وأفراحهم ما ندرت ، لم تُغير حال الرجل . أجبر المُختلفين أن يتبسطوا و يدنون عواطفهم لشجنها ليستمتعوا بعادات أهلنا في الأصقاع ، بألوانها الباذخة وغرائبها المُحببة .
    يحق لأبناء موطني جميعاً أن يوقدوا طقس المناحة ، عل النُفوس تطيب من ذكر طبيبها الصدوق . ما أقعدته حاجة ، ولم تترصده إلا المحبة للوطن وعشائره الذين تفرقوا في الوديان والجبال والسفوح . هو من صعد إليهم وكشف مكانتهم العالية رغم ضيق ذات اليد .

    أللهُم أكرم مثواه وأرزقه من رزقك المَمدود و صرحك المنضود و نفائسك التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا تَخاطرت على قلوبنا .

    لمرقده أن يُبلله لبن لم تُغير الجداول طعمه، و من سلسبيل الجنان شرابها الندي يُزهر قبره من بساتين الفيحاء الموعودة بإذنه تعالى .

    عبد الله الشقليني
    17/02/2007 م

    *
                  

02-21-2012, 09:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عبدالله الشقليني)



    *


    *
                  

02-21-2012, 09:48 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عبدالله الشقليني)



    *

    *
                  

02-21-2012, 10:28 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عبدالله الشقليني)

    العزيز الصناجه..منصور عبد الله المفتاح..


    نسال للراحل العزيز الباحث العلامه المؤرخ الاستاذ الطيب محمد الطيب...الرحمه والغفران .وحسن المأب..ونسال العلى القدير ان يشمله بعفو عطائه ورحمته..

    وسنظل نحن معلقين بين السماء والارض هكذا..نتارجح.بين ارتقاء وانخفاض...
    ومن يريد منا نبش ماثر وعلم واسهامات وثقافة ذلك الرجل الفذ عليه ان يضرب فى بيداء بطانته العتمور...ليكتشف تلك الكنوز التى افاض بها وحفظها وتاثر بها.فى حله وترحاله وهو يجوب البوادى والقرى والقفار...تعلقت ذرات ارث التراث بموطى قدميه..والتصقت به..فهو كان معين لا ينضب من المعرفه.تشرب بها واشرابت به..ولازمته فى توافق الرفقه واريحية المعرفه العلم..وامتزجت به حنى فى ممارسة حياته العاديه اليوميهزفاصبحت جزءا لا يتجزأ من انطباع التناول الادمان..ولعل لهيج اللغه التى كان يستعملها فى السرد وايصال المعلومه واختراق حواس النفس والجذب المسيطر هى احد ادوات سحره المعرفه.فقد كان ذرب اللسان طبيعى التفسير..منسجم الاداء.كميرا ديقتال تنقل حذافير المشهد من طبيعته الموقع والموقف واللغه..لذا كان تيار هبوب اعصار معرفته حين يهب يحتوى بمداه كل الافاق.ويوصل الماضى بالحاضر فى تجانس الفكره وابداع النقل المستوفى لكل الشروط مع اطار الالهام فى فن الصياغه والاداء..
    العلامه الطيب محمد الطييب..كان مؤرخا وعضوا فى مجمع المؤرخين العرب..وكان ولا يزال لسانا ناطقا بثقافة وفلكلور الامه..وهو يدمجن تلك الصور وينقلها فى امانة المؤرخ الباحث الدقيق ليتيح للعالم العربى اضافة ثره عن قوام هذا التنوع الفريد للثقافه والفنون السودانيه العريقه..

    وترجل الفارس عن صهوة جواده المطهم..وكعادة حكامنا واهلنا..وخبرتنا..نتكاثر ونبكى فى ظواهر المشهد لاكتساب العطف .ثم ننكفى على وجوهنا..
    الصناجه منصور..
    اكثر ما المنى عدم التوثيق له فى برنامج خصص للتوثيق..مثل برنامج المدعى الفاشل عمر الجزلى الذى يوثق لنفسه فى غياب المحاسبه ويهمل علامه مثل الطيب محمد الطيب..انا لا احزن بقدر ما ارت ان اوضح ان من يملكون الصله بوسائل الاعلام عاجزون .وغير قادرون وغير مميزون.ولا يعرفون الالهام ولا الواجب..ولا المسئوليه..اشباح تتلاعب فى الظلام..

    سيبقى العلامه الطيب محمد الطيب..ذلك الفيلق المقاتل المتقدم فى تاريخ التحقيق والرصد والافاده عن الثقافه والتراث السودانى الشعبى.وانه فارس الحوبه..وبالرغم عن ضالة ما ترك مقارنة بما يعرف سيذكره التارخ والناس البسطاءفى بلادى...

    وكما قيل..
    لا كرامه لنبى بين اهله..
    ليرحم الله العلامه الباحث الاستاذ الطييب محمد الطيب..

    وها نحن نمجد تاريخه وابحاثه وسيرته العطره..
    الصناجه العزيز منصور..
    هذا موقف سيسجل لك بمداد من نور..
    عميق الاعزاز






    عصمت العالم
                  

02-21-2012, 11:48 AM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: محمد سنى دفع الله)

    Quote: واتذكر ان الاستاذ الطيب
    كان جاء بفنانين تقلدييا وشعبيين لهم في ظاهرة الاداء الفردي ومقلدين للأصوات ولو كانت ظروفه سمحت والوقت الذي دائما ماينتهي قبل ان نكمل كلامنا



    أستاذنا السني ... نفتقدكم هنا في فعالياتنا ... نأمل عودتكم لإثراء ساحات الإبداع

    مودتي

    سامر
                  

02-21-2012, 11:21 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)



    ألفين سلام للفاضلة : سمر عثمان

    *
                  

02-21-2012, 01:00 PM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عبدالله الشقليني)

    سمر عثمان ؟؟؟؟


    ده الربنا قدرك عليهو يا عبدالله

    ساااااااااااامر
    :)
                  

02-21-2012, 02:35 PM

عمر عشاري
<aعمر عشاري
تاريخ التسجيل: 08-22-2009
مجموع المشاركات: 1777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: Samer Osman)

    Quote: طيب ياسامر
    حتغشاني بالعربية الجديدة
    ولا أجي jogging?


    د. عائشة

    سلامات

    تم الترتيب لإسعادنا بحضورك ، سنقوم بإرسال من يقلك في تمام السابعة والنصف
                  

02-21-2012, 07:23 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عمر عشاري)




    .



    .
                  

02-21-2012, 08:28 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: يحق لأبناء موطني جميعاً أن يوقدوا طقس المناحة ، عل النُفوس تطيب من ذكر طبيبها الصدوق . ما أقعدته حاجة ، ولم تترصده إلا المحبة للوطن وعشائره الذين تفرقوا في الوديان والجبال والسفوح . هو من صعد إليهم وكشف مكانتهم العالية رغم ضيق ذات اليد .
    أللهُم أكرم مثواه وأرزقه من رزقك المَمدود و صرحك المنضود و نفائسك التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا تَخاطرت على قلوبنا .

    اللهم اكرم نزله
    و اغفر له و ارحمه يا ارحم الراحمين
    لم يتوقف لحظة عن العطاء حتى صعدت روحه النقية الى بارئها
    ليتنا كنا هناك فى امسية للوفاء
    و يا لها من كلمات يا عبد الله ابكتنا فى ذكرى السراج المنير
                  

02-29-2012, 05:48 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11026

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عمر عشاري)

    اخي الغالي عمر
    في انتظار وقائع ليلة
    الطيب محمد الطيب
    للفائدة العامة
    محبتي
                  

02-29-2012, 05:52 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11026

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: محمد سنى دفع الله)

    الخ سامر
    التحيات والاماني
    نرجو ان تنزلوا الندوة ومنتظرين على احر من الجمر
    مودتي
                  

02-29-2012, 07:24 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب محمد الطيب ضيفا على منتدى دال الثقافي بالثلاثاء (Re: عمر عشاري)

    أشكرك يا عشاري
    يا ود القبايل!

    صراحة الأمسية كانت تستحق ويستحق كل من حضرها معاملةVIP
    لكم ولدال الشكر والتقدير على هذه اللمحات المُضيئة
    وبجانب ثراء الأمسية
    هاهو المفتاح يزيدها إثراء..


    سامر ماتزعل انت مامجندر ولا شنو؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de