|
|
|
 Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: أحلام إسماعيل حسن)
|
سلآمات يا احلآم.
نسأل الله للوالد الرحمة والمغفرة.
ــــــــــــــــ
الشاعر إسماعيل حسن حباهُ الله بمقدرة رفيعة في التصوير بالكلمات. فهو يستعمل كاميرا دواخله
بصورة فيها براعةعالية, وذوق رفيع, وموهبة عميقة في تصويب فلاش الذهن على الهدف مما
يعطي الصورة بُعد وعُمق يجعل المستمع يرى كل شئ مُتحرك أمامه, وتكون الصورة دائماً
بمواصفات عاليةحيث تُبرز كلَّ شئ, لصفاء الة العقلية وتلاشيها التام في المنظر الذي هي بصدد
تصويره...
بلادي أنا...تصوير جميل لبلد متعدد الثقافات, مختلف المناخات يتفق أهله على أشياء تكاد تكون
ثوابت على مرمى حدوده في كلّ الإتجاهات, الكرم, الجود, الشجاعة, الإعتزاز بالإنتساب
إليهِ, وحبه...
1
في إطار هذه الصورة نجد أنَّ الكاميرا تُبرِز لنا إرث تليد يتمثل في تمسك تام بإيمان عميق
وتديُن مطبوع. مما يجعل النفس تهيم في عالم جميل ملئ بالروحانيات, وما تفتأ هائمة في
هذا العالم حتى يقوم إسماعين بنقلها إلى مشهد تبدو فيهِ كمية مهولة من الخيول المُسرجة,
وقد إعتلى ظهرها فرسان في دروعهم المنيعة, وسيوفهم لها بريق ولمعان في الفضاء. وفي
غمرة إنسجام النفس مع هذا المشهد المهول تتوجه العدسة لتبرز لنا لوحة قد قد أرخى الليل
سدوله على خلفيتها, و برز فيها من خلال نيران التُقابة الحيران وقد تحلقوا حولها يتوسطهم
شيخ قد إنبثق نور الورع من مُحياء وجهه الملئ بالإيمان, وفي غمرة إنسجام النفس مع هذه
الصورة الهائمة في عالم الروحانيات تعرض لنا الكاميرا الصباح وقد أطلَّ بوجهه الجميل على
نخلات قد نبتنَ فوق أعلى جزء من الجزيرة(السآب) يتمايلنَ طرباًمع النسيم وبساط الخضرة
ممتد بإمتداد الجزيرة, وبقرة قد أثقل مِشيتها ضرعها الملئ باللبن مما جعلها تبدو وكأنها تتبختر
في مِشيتها فوقَ هذا البساط (تتضرع وليها ضرع). ثمَّ يستعمل إسماعين الفلاش بعد أن أرخى
الليل سدوله مرةً أُخرى, ونجد هنا الصورة بدات أمامنا وفيها أنين وحنين يبعثه في النفس صوت
الساقية مسافراً في عُمق الليل, فيظل الليل في حالة صحيان يؤانس ذلك التربال الذي ظهر في
عُمق الصورة مجتهداً في العمل, جاعلاً المياه منسابة عبر الجداول لتبدو وكأنما الساقية قد سكبت
دموع بكاءها فيها لتنسرب عبر حيضان الزرع تنثر الخضرة في الأماكن وتبعث الطمانينة
والسلام في النفس. تلك الخضرة التي تبدو كأنما هي تُزغرد فرحاً وطرباً في عُمق البوادي.
(تزغرد في البوادي زرع)...
(2)
ويوجه ود حد الزين العدسة ليعكس لنا صورة نفر كريم بزيهم القومي الأبيض الناصع البياض
(الجلابية والعمة) وهم في حالة ترحاب شديد بكل ضيف طارق لبوابات حدود الوطن الحبيب.
وتظهر براعة التصوير في قوله:(بلادي أنا بتكرم الضيف) أي كل أهلها يكرمون الوافدين اليها
من كل فجٍ عميق. ويحلق ود حد الزين بألة تصويره في فضاء الوطن الرحب مع الطيور الوافدة
خماصاً إلى البلد من كلِ صوبٍ وحدب, ويقوم بتصويرها بعد أن هبطت في أطراف (التقا) مكان
نظافة القمح بعد حصاده لتغدو بطاناً وتشبع دون أن تتكلف عناء التوغل في حواشات الزرع
( من أطراف تِقيها شبع). ثمّ يصور لنا المساحات الشاسعة الواسعة الممتدة في أرجاء الوطن
الحبيب المليئة بالخيرات, الحاضنة للناس الذين يعيشون فوقها بحنان دافق, تمنحهم الخير
الذي لايتخطى فرد منهم. ويعرض ود حد الزين أمامنا منظر جميل للوديان وقد تدفقت فيها
مياه النيل منعكسة فيها أشعة الشمس حتى تبدو لآمعة مُتلألِئة كأنما هي دفقات من لُجين في
براحات الوطن الغالي. (بياض الفضة في وهج الهجير بيشع)...
(3)
مازال يتنقل بِنا سُماعين في أنحاء البلد مستعملاً الة التصوير. وهنا يقف بنا أمام مشهد
يضج بالحركة. وهو مشهد دارات الطرب وصوت الطمبور المصحوب بالصفقة يشق
هدأة الليل فيحيلها إلى حركة مُفعمة بالفرح والطرب المُوزع في دواخل النفوس تعكسه
حسناوات بارعات في الرقص يتدفقن حيوية كما الخيول الجامحة, يجدنَ الرقص بالرقبة
فتبدو الواحدة منهُنّ جامحة مُشرئبة العنق كما جِني الريّل. يتراقصنَ ويتما يلنَ وقد زآنَ
شبالهن ودع مرمول في طرف السلّة (الجورسى)المُتدلِى. (مكنتل في طَريفو ودع)...
(4)
وهنا صورة للملك(تَرهاقا) تحكي عن تاريخ تليّد مرتبط بالحاضر ومنسرب في مجاهل
المستقبل لِيجعله ماثل أمامنا. تاريخ حِفاظ على الوطن من أزمان غابرة ألى أزمان قادمة.
صورة فيها تحفُز وأستعداد تام للتصدي لكلٍ من تسول له نفسه المساس بعزة وكرامة هذا
البلد الحبوب الجميل...
وهنا صورة أُخرى تبعث الطمانينة في النفس يظهر جلياً فيها ناس البلد بسحنتهم الجميلة,
وقاماتهم الفارهة, ووجوههم التي تحمل صفاء ونقاء هو دون أدنى شك إذن عبور الى
دواخلهم النقية, يقفون فوقَ تراب بلد مليئ بالحنان ناضح بالأمان. ثم نجد هاؤلاء الناس
الجميلين في مشاهد أُخرى يواسون من جار عليه الزمان, ويمدون له يد العون, ويقومون
بمسح الدموع من وجهه. ومنظر آخر يمثل قمة السخاء والكرم, يبدو فيه هاؤلاء الكرام
وهم يُؤثرون الغير على أنفسهم, ويتقاسمون ما يملكون فيما بينهم في ساعات الشِدة والضيق,
وفي هذه الظروف إذا لامسهم شعور أنّ هنالك من هو أحوج منهم فهم يؤثرون الجوع
ويقدمونه على أنفسهم. هاؤلاء الناس الجميلين الذين يظهرون في هذا المشهد, يحبون الدار
والأهل, ويحفظون حقوق الجار ويحافظون عليها حتى لو كلفهم ذلك نفوسهم. عُزاز لايرضونَ
الضيم والقهر. فهم مستعدون لخوض النار لو سالت دمعة واحدة نتيجة لظلم قد وقع.
فما بالك لو سالت دموع؟؟؟
5
ثمّ بعد تصوير هذه المشاهد يوجه سُماعين العدسة نحو نفسه ليوجه رسالة للعالم أجمع.
ويبدو في الصورة واقف فوق أعلى سطح من البسيطة معتزاً, ومُفاخراً لافتاً الأنظار
إلى هاؤلاء الناس مصدر العز والفخار. مُشيراً إليهم قائلاً, أُنظروا, هاؤلاء أهلي. عرب
قد مُزجت دماءهم بدماء الزنوج الحارة. هذه قاعدة نلتقي حولها جميعاً وكفى. تملكوا كياني
وروحي, وتدفق شوقي إليهم بحاراً في نفسي قد أبحر فيها عقلي منذ أزلٍ بعيد. ينتابني إحساس
بِأنهم بعضي فينداحو في مسارب روحي ويتملكوا كياني بحبي لهم. أينما رحلت وحللت لا أنساهم
فهم يرحلون معي عبر إشتياقي وحنيني ويلازموني كأنما ظلي.
ما زال سماعين موجهاً الكاميرا نحو نفسه الشفيفة الوريفة, الصافية, الصادقة, وهو يبدو
في هذه اللقطة الآخيرة مشحون بالإنفعالات عاجزاً أن يتصور نفسه غير مُنتسب إلى هاؤلاء
الكرام. إن لم أكن سليل هاؤلاء فيا حسرتي, ويا أسفى, ويا ذُلي, ويا عظيم مأساتي. غمرة
إنفعالات تملكت كلّ ذرة من كيان الشاعر, وأحدثت ضجة في دواخله جعلتها كلها تتسأل:
تصوروا يا أيها الناس إن لم أكن سوداني وأهل الحارة ما أهلي؟!؟!
(تصور كيف يكون الحال لو ما كنتَ سوداني وأهل الحارة ما أهلي؟؟؟)..
6
هذا هو سُماعين ود حد الزين قد وضع لنا صور في هذه الرائعة تعجز أحدث كاميرات
التصوير عن أبرازها لنا, ونحن نكاد نكون في قمة عصر التكنلوجيا...
الأ رحم الله الشاعر إسماعيل حسن (ود حد الزين)...
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: معاوية المدير)
|
معاوية المدير
مما لا شك فيه أن الشاعر الكبير الراحل المقيم إسماعيل حسن شاعر مجيد وفنان عبقري ....ملأ الدنيا وشغل الناس بأشعاره وقصائده الغنائية العاطفية والوطنية التي لا تعد ولا تحصى فتوج نفسه بقصد أو غير قصد أميرا لشعراء السودان أو شاعر الأمة كما يقولون ، ليس فقط بسبب أغانيه العاطفية التي تغنى بها عمالقة الطرب في السودان ، بل بسبب إرتباطه وإنحيازه القوي بابناء شعبه ، ومن هنا كان حنينه الدائم للأرض والنيل للوطن والشعب الذي أعطاه كل خفقة من قلبه الكبير .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: يوسف الولى)
|
((((((مما لا شك فيه أن الشاعر الكبير الراحل المقيم إسماعيل حسن شاعر مجيد وفنان عبقري ....
ملأ الدنيا وشغل الناس بأشعاره وقصائده الغنائية العاطفية والوطنية ))))))
رحمة الله عليه
بقدر ما خففت كلماته
وأنغامه الحميمة غُربتنا
وآنست وحدتنا
وهاهي أصداء ذلك الصوت الأثير تتردد في إبداعات الشباب
شعراً وغناء
وسع الله داره وغسله بالماء والطيب والبرد.
وحفظ ذريته يحيون الذكرى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: Shawgi Sulaiman)
|
يوسف الولى
اسماعيل حسن هو من منح النص الشعري تلك
الملامح المترفة ،لقد هيأ المستمعين لاستشراف آفاق واسعة من الأحاسيس الجديدة ،واسميها كذلك لأن اغنية ا عبَّرت عن مآلات المشاعر بفكرة اللقطات المتعددة واسماعيل حسن اتاح لها ذلك التمدد العجيب بامكانات شاعر اعطى المفردة أقصى طاقاتها التعبيرية والجمالية ،ومنح العشاق مواسم خصبهم ورونق عذاباتهم الخلاقة ،حاشداً أعماقنا بوجد ينزلق كما الماء محرراً الروح من مكبوتاتها
لقد كانت فضاءات اسماعيل الفسيحة بمثابة كون آخر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: أحلام إسماعيل حسن)
|
| Quote: لن أبكيك فقد كنت تكره البكاء |
ايوة والله كان يكره البكاء يا شقيقتي الغالية احلام
ومما كنا اطفال كان يراضينا بالحلوى لنسعد ونرسم ابتسامات بريئة صادقة
كانت تلهمه لانه صادق ايضا وكان طوااااالي ضاحك وحتى لما يسرح والله لا انسى
لمن نكون انا ووليد ومودي (عماد ميرغني) نجلس بجواره احيانا يسرح وهو مبتسماً
متأملاً افق خياله المتلألئ دوماً ....
الله يرحم والد الجميع اسماعيل حسن .. وان رحل عنّا بدناً فهو بكم وبنا باق وباعماله
الخوالد سيظل ابد الدهر ينمو في الدواخل ...
تحياتي ليك يا احلام وحمدا لله على سلامتك ... وتحياتي للاهل جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: امير عوض الجمري)
|
Quote:
((((((مما لا شك فيه أن الشاعر الكبير الراحل المقيم إسماعيل حسن شاعر مجيد وفنان عبقري ....
ملأ الدنيا وشغل الناس بأشعاره وقصائده الغنائية العاطفية والوطنية ))))))
رحمة الله عليه
بقدر ما خففت كلماته
وأنغامه الحميمة غُربتنا
وآنست وحدتنا
وهاهي أصداء ذلك الصوت الأثير تتردد في إبداعات الشباب
شعراً وغناء
وسع الله داره وغسله بالماء والطيب والبرد.
وحفظ ذريته يحيون الذكرى. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: شمس الدين ساتى)
|
رحم الله الشاعر المبدع اسماعيل حسن فلقد طرز باغانيه الرائعة امسيات الوطن بالفرح والجمال، ورحل وهو صغير السن وكنا نأمل فى مزيد من الابداع ، ولكنها مشيئة الله، من الأغنيات الرائعة الخالدة والتى لاتموت ابدا أغنية (ياحليلك يابلدنا) والتى كان يؤديها الفنان الراحل أحمد فرح، وهذه الأغنية لها (50) سنة وستظل للابد فهى قد زرعت فينا الأمل والشجون نحن أرباب الأغتراب، وهى تحمل كل الشوق لأهلنا فى ديار الشايقيةوالى كل مايربطنا بأهلنا وديارنا، وياليت يساعدنى أحد فى انزالها فى هذا البوست وأهديها لكل أهلى الشايقية فى البورد وعلى رأسهم الجميل طارق جبريل والعزيزة انعام حيمورة ودكتولر عارف الركابى، اسماعيل حسن غاب جسدا فقط وفنه وأبداعه لاحدود له، فلقد شكل ثنائى رائع مع الفنان محمد وردى قدما معا اروع كلسيكات الأغنية السودانية والتى شكلت وجدان كل الشعب السودانى ووحدت الوطن ، وستظل كذلك للأبد .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: ابو جهينة)
|
بلادي أنا
بلاد ناسا في أول شئ
مواريثهم كتاب الله ***
وخيل مشدود***
وسيف مسنون حداه درع***
وتقاقيبهم تسرج الليل مع الحيران
وشيخا في الخلاوي ورع
وكم نخلات تهبهب فوق جروف الساب
وبقرة حلوبة تتضرع وليها ضرع ***
وساقية تصحّي الليل مع الفجراوى..
يبكى الليل ويدلق في جداولو دمع
يخدر في بلادي سلام ..
خدرة شاربي موية النيل ..
تزرد في البوادي زرع
بلادي أنا بتشيل الناس وكل الناس
وساع بخيرها لينا يسع***
وتدفق مياه النيل علي الوديان
بياض الفضة في وهج الهجير بيشع***
بلادي سهول ***بلادي حقول***
بلادي الجنة للشـافوها ***أو للبرة بيها سمع ***
بلادي أنا بلاد ناساً تكرم الضيف
وحتى الطير يجيها جيعان
ومن أطراف تقيها شبع ***
بلادي ..... ***
بلادي أمان ***بلادي حنان***
وناسها حنان ***يكفكفوا دمعة المفجوع ***
يبدوا الغير علي ذاتهم ***
يقسموا اللقمة بيناتهم ***
ويدوا الزاد ***
حتى إن كان مصيرهم جوع ***
يحبوا الدار ***
يموتوا عشان حقوق الجار ***
ويخوضوا النار عشان فد دمعة ***
وكيف الحال كان شافوها سايلة دموع ؟؟***
ديل أهلى..
البقيف في الداره
وسط الداره
وأتنبر وأقول للدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة..
ديل أهلي
ديل قبيلتي ***
لما أدور أفصل للبدور فصلي..
أسياد قلبي والإحساس
وسافر في بحار شوقم زمان عقلي
أقول بعضى..
ألاقيهم تسربوا فى مسارب الروح بقو كلي
محل قبلت ألقاهم معايا*** معايا زي ضلى
لو ما جيت من زي ديل..
كان ***أسفاي..
وآ مأساتي..
وآ ذلي..
تصور كيف يكون الحال
لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي
تصور كيف يكون الحال؟
الف ورحمة ونور عليك يا إسماعين ود حد الزين . كلماتك تظل خالدة دائما وابدا في وجدان الشعب السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: أحلام إسماعيل حسن)
|
يا حد حدود الزين بنية شيخنا اسماعين ( أحلام مودتي )
والرحمات لروح الوالد الشاعر اسماعين ود حد الزين
وتظل الاسطورة بباب واحد وهو هدهدة الاطفال عند الامسيات
تأملنا ما كتب وجدناه هذيان في روح مسكونة بأنفاق تمتد من البركل
حتى دنقلا العجوز حيث مسرى البريد اليومي لمملكة كوش ولابريد
يسري الان تأكدنا تماماًُ إن ما ادعيناه من وجد لم يك كاذباً ولكن تم قمعه
بسلطة الانحياز للصاح ولم يك مطلقاً ابداً .
رحمات الله تغشى اشعر شعراء بلادي وهو منا آل اسماعين .
.............................................................................................حجر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: جمال السنوسي)
|
أولا الشكر الجزيل لأخي وصديقي مامان الذي شجعني كثيراً وبصفة مستمرة وألح على للبحث عن اللقاء الذي كاد يضيع بين أوراقي ومستنداتي والحمد لله الذي مهد لي أن أنشر هذا اللقاء الرائع جداً بعد أكثر من 26 عاما وهو اللقاء التاريخي الذي أعقب المصالحة التاريخية بين الشاعر السوداني البارع سماعين حسن وفنان افريقيا الأول الاستاذ الدكتور محمد عثمان وردي والتي هيأت لها الأجواء رابطة مروي بجامعة الخرطوم عام 1982 بقيادة الدكتور المبدع الإنسان الرائع صاحب الخلق الفريد والمواهب المتفردة محمد احمد سيد احمد التوم ..
حمداً لله أنني وجدت اللقاء مكتوباً حيث نشرته الرابطة في ذلك العام بالعدد الأول من مجلة مروي ولكن المفاجأة التي أسعدتني بقدر بالغ أنني وأنا أبحث عن المجلة في أوراقي القديمة فإذا بي أجد أصل التسجيل الذي تم في اتحاد الفنانين بين الموسيقار وردي والشاعر الفذ سماعين حسن ليلة المصالحة .
وقبل أن نقدم هذا اللقاء الرائع للقارئ الكريم أود أن أبين بعض تفاصيل المصالحة وكيف تمت وماهي أهم أسبابها وأين تمت ولا سيما أن الراحل سماعين قد توفي بعد تلك الليلة بأقل من اسبوعين ...
وتعود القصة إلى أواخر يناير أو أوائل فبرائر من عام 1982م حين جاءني أخي وصديقي د. محمد احمد سيد احمد التوم وكان يومها رئيساً لرابطة مروي بجامعة الخرطوم دورة 1981-1982 وكنت أنا السكرتير الثقافي وقال لي بالحرف الواحد " لابد أن نلعب دوراً في إعادة العلاقة بين وردي واسماعيل حسن لأنهما ليسا مجرد شخصين عاديين وإنما هما يمثلان مرحلة حساسة في تاريخ الغناء السوداني " قلت له " ولكن كيف نعيد مثل تلك العلاقة الفنية بعد أن تدخلت السياسة وغرزت أظافرها في جسد هذا العطاء المدهش وهزمت الإبداع الفني الذي ولد بأسنانه بينهما" قال لي لابد من عمل شئ ما ... وبعد يومين قال لي لقد قابلت السيد اسماعيل ورحب بالفكرة ولنا أن نلتقي وردي لنعرض عليه الموضوع .. وبالفعل لقد رتب الدكتور محمد احمد ذلك اللقاء مع الفنان وردي ثم فوجئ بأن الموسيقار لديه نفس الرغبة في المصالحة وقال ليس بيني وبين اسماعيل حقد ولا كراهية ولا مشكلة وليس هناك أي سبب شخصي وإنما القصة كلها انو اسماعيل اختط لنفسه طريقا "سياسيا" أحدث بيننا بعض الجفوة ( وللتاريخ نذكر أن اسماعيل كان من الكوادر العليا في الاتحاد الاشتراكي السوداني وكان برلمانياً مرموقا تلك الايام ) فطلب منه د. محمد احمد ودتوم أن يجمع بينهما في اتحاد الفنانين وكانت الأجابة المفرحة بالموافقة .
ذهبنا بعد ذلك للراحل اسماعيل وبلغناه ما قاله الفنان وردي وما أبداه من رغبة طيبة وما قاله من كلام عظيم في حق صديقه اسماعيل فكان أن وافق اسماعيل وكان اللقاء.
وسأقوم لاحقاً بنشر مادة اللقاء كاملة كما سأقوم بنشر المادة التي نشرتها مجلة مروي وهي ملخص للقاء نفسه ولكنها كتبت بلغة صحفية ,
وكانت لحظة المصالحة عجيبة جداً إلا أننا وبكل أسف لم تكن لدينا وسائل لتصويرها وإثباتها تاريخياً ولكنني اتذكرها وكأنها وقعت بالأمس فالقامتان الشامختان حين التقيا بدار اتحاد الفنانين بام درمان تعانقا طويلا ثم بكى اسماعيل وتأثر وردي جداً ثم تعانقا مرة أخرى وبكي بعض الحاضرين الذي كان لهم دور في إحداث هذه المصالحة . وكان الحضور يتألف من بعض أعضاء الرابطة وبعض الخريجين منها أذكر منهم د. محمد احمد سيد احمد التوم ، الشاعر د. محمد بادي ، الدكتور القامة كمال ابو سن، الاخ التيجاني محمد أحمد ، توفيق الطيب البشير، الشاعر اسماعيل حسن ، والفنان محمد وردي والفنان صديق أحمد وآخرين لم تسعفني الذاكرة لتسميتهم ..
استمر اللقاء زهاء الساعتين وتحدث كل من وردي واسماعيل حسن عن علاقتهما الفنية والأسرية وبداياتهما الفنية وأسباب توافقهما الفني وبينا سبب الجفوة ثم تحدث الفنان وردي عن الفن السوداني وعن الطنبور وقدم رأيه في بعض الفنانين .
وفي نهاية اللقاء دعانا الموسيقار الرائع وردي لتناول طعام العشاء في منزله ليلة الاربعاء التالية للقاء الذي أحسبه كان بالاحد أو ربما ليلة الخميس ثم تدخل اسماعيل مباشرة قائلا وانا الاربعاء ( او الخميس ) التي بعدها .... وفعلا كان ما كان وحضرنا ليلة وردي وكانت من أمتع الليالي حيث حضر هذا اللقاء شخصي الضعيف وجميع من كانوا معنا باتحاد الفنانين وجاء معهم المهندس سراج الدين حسن على طه وبعض صفاقي صديق وآخرين ربما أنسيتهم وكان وردي قد طلب ضمن دعوته لنا أن يسجل أغنيات من الفنان صديق الذي كان معجباً به وقدم له كثير من النصائح والتشجيع وبالفعل فقد غنى الفنان صديق يومها غناء لم نعهده من قبل وطربنا طرب القماري وقد سجل تلك الليلة الفنان وردي ولكنني لم أحصل على نسخة منها . وفي نهاية الليلة دعا الموسيقار وردي أسرته وغنيا ثنائياً هو وصديق احمد أغنية جيدن جيت تدي قلوبنا جمة ويا ناس صلوا على جمالا واعتقد ان الفنان وردي غنى هذه الاغنية الأخيرة فيما بعد بالإذاعة السودانية أو التلفزيون. ومن الطريف أن الفنان صديق أصابته وعكة صحية بعد انتهاء الليلة فلم يستطع قيادة سيارته ولم يكن بين الحضور من يعرف القيادة فتبرعت انا وأعلنت معرفتي وبالفعل قدت السيارة من الكلاكلة حتى أنزلت الشاعر اسماعيل حسن بالخرطوم 3 ثم دلفت إلي الامتداد وأنزلت صديق وصفاقيه ثم ذهبت إلى ام درمان وأنزلت الاطباء الذين كانوا معنا ثم ذهبت إلى بيتي بامبدة وأشهد الله أنني لم أقد أي سيارة في الخرطوم قبل ذلك اليوم !!! بل كانت كلها محاولات في القرية والحمد لله بعدها لم أتردد أبداً .. والطريف أن الذين ركبوا معي جميعهم لم يكونوا يعرفوا انني لا أعرف القيادة وكان سبب نجاحي هو الوقت المتأخر من الليل حيث لم يكن بالشارع اي عربات إلا نادرا!!!
ثم جاءت الفجيعة !!! حيث جاء اليوم المحدد من الاسبوع الثاني موعد دعوة الراحل اسماعيل في بيته وللأسف أنني لم اكن موجوداً بالعاصمة حيث بلغني مرض والدي بالبلد وسافرت فوراً ثم حدث ما لم يكن في الحسبان !!!
ذهب جميع المدعوين في الموعد المحدد ما عدا شخصي والفنان وردي الذي حتى هذه اللحظة لا أعرف سبب تغيبه ولكن بالتأكيد منعه مانع قوي. وبدأ الراحل يستقبل ضيوفه واكتمل العدد إلا من شخصي ووردي ثم في منتصف الجلسة أحس الراحل ببعض الالم واستأذن ضيوفه وذهب إلى غرفته ليرتاح قليلا ثم يعود ولكن هيهات !! لقد تطور الوضع ثم ذهب باسماعيل إلى المستشفى ثم توفي في تلك الليلة رحمه الله تعالى ...
فما أعظم تلك الصلة التي جمعت هذين المبدعين حتى قدما كل هذه الثروة وما أعظم فراقهما وهما قريبين غير متنافرين !!! الا رحم الله شاعرنا الراحل سماعين ود حسن وبارك للموسيقار وردي في عمره ولنا في ذلك عودة ...
توفيق الطيب البشير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: أحلام إسماعيل حسن)
|
Quote: رحيل هؤلاء النفر الذين أثروا حياتنا فى ذلك الزمن الجميل ليس بالشىء السهل
فمعهم رحل إحساسنا بحلو الحياة .... لا نملك إلا أن نترحم عليهم
من الصعب أن يجود الزمان بمن يملأ هذا الفراغ الذى تركوه لنا
رحم الله إسماعين حسن ووردى وكل مبدعى بلادى |
أحلام
تحايا طيبة
رحمة الله على إسماعيل حسن .. كان شاعراً متمكناً،
لكم كان يعجبنى إلقائه لأشعاره يضفى على جمالها جمالاً
أتمنى لو لديك تسجلات صوتيه له تتحفيننا ببعضها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: أحلام إسماعيل حسن)
|
ندوة في الشعر والموسيقي والغناء
إسماعيل حسن فضل السيد .. محمد عثمان حسن وردي ...صديق أحمد .. وشارك فيها بنادي الفنانين بأم درمان الشاعر محمد بادي والممثل حجازي .. وآخرون .
كان ليلاً من ليالي يناير 1982 م لم يكن بالدافئ ولا بالبارد ولكنه ظل وقوراً محتشماً وإذا بالنيل جذلاً ، محبوره أمواهه رغم ضنى المسير .. جاء إسماعيل ، كعادته ، فيه روح الأطفال وعظمة الأولين الأوفياء ، في تواؤم والغى وردي كل ارتباطاته والتقيناه .. كان كتهراقا ويزيد ... ثم طفرت الدموع يومها من تلك القمم وقد تلاحما ، كانت كوهج السحاب عند التلاقي ... كانت كقدح الصخور عند التحامها ، وهكذا تتكون الرواسى العاتيات ، غسلت ما علق بالنفوس من غبار أن كان هنالك ثمة شئ .. وكانت لحظات ..
مروي : كيف كانت البداية ؟
وردي : أول لقاء لنا تم بالصدفة عام 1957 م كأنما كان يبحث كل منا عن الآخر .. كان هو مشهوراً أما أنا فلا زلت أتلمس طريقاً محصوراً في مجال الغناء باللهجة السكوتية .. ويشاء ربك أن تمتد العلاقة بيني وإسماعيل حسن لتصبح علاقة عائلية وطيدة .
مروي : ما هو أثر لقاء الساعة في نفسك يا إسماعيل ؟
إسماعيل : الواقع إنه ما حصل شعرت أني انفصلت من الفنان وردي .. على الأقل من الناحية الوجدانية ، فبيننا روابط فنية لا تنفصم عراها ...
وردي : بقدر ما أتذكر لا أجد في تاريخنا المشترك ما يمكن أن يؤخذ على إنه نقطة للعداء أو الشحناء لا تزال باقية .. وربما كان لتدخل الناس أثره في ما حصل .
مروي : هل كان لأجهزة الإعلام دور في هذه القطيعة التي وقعت ؟
وردي : لا أقول الإعلام .. لكن هناك بعض النقاد الفنيين الذين كان لتدخلهم أثره ... هذه بالطبع مسألة تعتبر منتهية وأنا والأستاذ إسماعيل علاقتنا تسمو بكثير ولا
يفوتكم أن معظم اغنياتي لا زالت لإسماعيل حسن ٍفبين كل ثلاث أغنيات أغنيها تكون أثنان منها لإسماعيل وربما يكون هذا أبلغ دليل على عمق العلاقة .
مروي : على أي صورة كان يتم التعامل بينكما من حيث وضع الكلمات واللحن ثم الأداء .
وردي : ما كان إسماعيل بيكتب أغنية ويسلمها لي كما يفعل الشعراء الأخرون وأنما كان الأمر مشتركاً بيننا نجلس مع بعضنا نحكي التجارب الذاتية والبقية بعد ذلك تتم بطريقة متكاملة .. الشعر واللحن وأسلوب الأداء .. وأن الكثير من هذه الأغنيات هي في الواقع مساهمة مشتركة بيننا .. من ذلك ( لو بالصد – وذات الشامة – وحنية .... الخ ) .
مروي : هل هناك أسرار ثانية لهذا النوع من العلاقة بينكما ؟
وردي : الفن يعتبر أساساً متيناً للصحبة الطيبة والزمالات الكبيرة .. عندك مثلاً حسين السيد و عبد الوهاب والموجي ومرسي جميل وعبد الحليم حافظ كل واحد منهم له أمكانياته الفنية التي إذا أضيفت إلى غيرها ساهمت في تحقيق النجاح .
مروي : أستاذ إسماعيل .. يقال أنك صاحب مدرسة في الشعر الغنائي .. وماذا سيبقي يا ترى مما قلته للتاريخ ؟
الشاعر محمد بادي : يقول إسماعيل : ولو حنيت لي عهد الشوق أجيب من وين عمر تاني .
إسماعيل ضاحكاً : تذكر أني عندما قلت ذلك كان ما يزال عمري متواصلاً ولم ينتهي بعد .
وردي : أما مسألة كون إسماعيل حسن مؤسس مدرسة شعرية فهذه حقيقة .. فهو سيد الكلمة الوصفية والعاطفية بالذات ، كما أنه مبدع وأصيل في مجال الكلمة المبدئية والموضوعية .. وإلا فما هو السبب أنه لمن أغني نور العين إلى يومنا هذا ، بتحبها الناس أكثر من أي أغنية ثانية ؟
وأن الحلنقي تلميذ إسماعيل حسن بل ومن أبرع تلاميذه وكلنا بنعشق أشعاره .
وإسماعيل حسن هو الشاعر الوحيد الذي كان يحضر في حفلة عرس عامة والناس تصفق ليهو زيه زي المطرب .
مروي : ما رأي الأخ الشاعر بادي في حكاية التلمذة دية ؟
بادي : هذا أتهام لا أنكره وهو شرف أدعيه .. وأول قصيدة كتبتها كانت مجاراة لقصيدة إسماعيل ( رسالته لوالدته ) وقد فعلت عن قصد .. وتأثرت كذلك بالبطانة ولكن تأثيري يا أستاذ حسن سيظل باقياً.
وردي : أي زول مبتدئ يجب أن يتأثر .
مروي : أستاذ وردي بصفتك رائداً للأغنية الوطنية .. إلى أي حد أنت راضِ عن رسم تلك الأناشيد للخريطة التاريخية بالنسبة للبداية ؟
وردي : نعم كل الرضا .. أول أغنية أبتدينا بيها الفن الوطني أنا وإسماعيل عملناها عام 58 بعنوان ( أشهدوا شهداء كرري ) ثم نشيد 17 نوفمبر .. وأنا لا أخجل منه .. في الأيام التي سبقت 58 كان يحكم عبد الله خليل وما كان في كبريت وكان الناس في إنتظار عبود .. ومن أجلهم قلت النشيد ومش لأني منتمي لحزب .. أما في 62 دخلنا في نشيد الاستقلال ( اليوم نرفع راية استقلالنا ) وبعدها ( يقظة شعب ) الملحمة الكبرى ثم أعقبتها الأكتوبريات والمايويات هذه الأناشيد ليست شخصية إنما هي شعارات طرحت وتقبلها الناس .. وعملتها عن رضى .. والشعب السوداني فيما حسبت بيتقبل الأغنية الوطنية ربما في الأونة الاخيرة أكثر من الأغنية العاطفية .
مروي : شعورك وأنت بتغني داخل الجامعة ؟
وهل تختار أغاني معينة لمثل هذه المناسبة ؟
وردي : في داخل الجامعة نعتقد بأننا نغني لجمهور واعى .
د. أبو سن مقاطعاً : جمهور مثقف .
وردي : أنا ماقلت مثقف بل واعى لأنو الثقافة غير مكتملة عندنا ، يعنة خريج الجامعة بيكون ما عنده أي فكرة عن الموسيقي بينما نسبة الأمية في بلد كالسويد 2% وطبعاً الواحد في الجامعة بيعمل حساب أنه بيغني لمواطن واعى وشباب جيل جديد اتولد بعد ما بقيت مغني وعنده تطلعات ومفاهيم خاصة به في الحياة .. فبالتأكيد بنعمل ألف حساب .
مروي : أستاذ إسماعيل .. لم نسمعك أو نقرأ لك من خلال أجهزة الإعلام في الأونة الخيرة فما هي الأسباب ؟
إسماعيل : قد يكون الكسل ولكن ليس للإعلام وأجهزته دخل في ذلك .
أستاذ إسماعيل : بقدر ما بحثنا في المكتبات لم نجد شيئاً من دواوينك ؟
إسماعيل : الدوواين المطبوعة هي ( حد الزين – خواطر إنسان – ليالي الريف ) وفي واحد جديد تجرى طباعته في مصر اسمه ( ريحة التراب ) .
مروي : أستاذ وردي : أين وصلت في كتابة ايقاعات الطار التي قيل أنك بصددها وما الدوافع ؟
وردي : عن الدوافع أقول ... أولاد حاج الماحي ما من الكاسنجر وبس ديل بمثلوا أمتداد للشمالية ومن حاج الماحي الكبير ذاتو وحتي أولاده كانوا بيجوا لينا في منطقتنا ونحن أطفال .. وأنا بحفظ كثير من المدائح .. وأضرب الطار .. وأشير إلى أن إيقاع الطار مؤثر في الغناء .. تجد مثلاً ما في فرق كبير بين الدليب والدقلاش وأنا عندي أجداد مداح .. وقضاة يعني أنا من بيئة دينية وأولاد حاج الماحي اليوم أصدقائي وكثيراً ما نعمل حلقة مديح في منزلنا ونسجل كل مدائحهم غير أني حتى الآن لم أشرع في كتابة ايقاعات الطار سوف أسافر قريباً إلى المنطقة ومعي فيديو وجهاز تدوين ، نوته وغيره ( ثم يستطرد ضاحكاً ) ويا حبذا لو نزل معانا الشاعر العجوز .. ( ويرد إسماعيل بحماس ) جداً ..جداً ).
مروي : هل يتعارض الفن مع الدين .. وهل من الضروري أن يصل الفنان السوداني إلى مرحلة معينة ثم يتصوف ... كما حدث للشاعر التجاني سعيد مثلاً ؟
وردي : دي مسألة فلسفية كبيرة جداً لا أستطيع أن أبت فيها بسرعة ، أما التجاني فكاذب في تصوفه .. لماذا ؟ قابلني من مدة أسبوع تقريباً وقال بأنه سوف يدخل بأغنية جديدة لو ما فاتت كل الأغاني ماذا بقي فنان .. قال هكذا .. في الوقت الذي كتب فيه أنه نادم لدخوله حظيرة الغناء ... وأن الغناء حرام وأنه ... وأنه .. واصبح يتحدث عن الإسلام والخومينية ... والإسلام والغناء.
في رأي أن التجاني مجرد ( حالة ) .. وهذا لا يمنع أن المتصوفين عندهم فنهم الخاص .. وتفتكر منو الما بيطرب لأولاد حاج الماحي .. أنا أعتقد أن الفن ليه علاقة بالتصوف بل والفن في رأي نوع من التصوف.
مروي : الطنبور – الرواويس – خليل فرح .. حسونه .. الأثر الباقي بعد كل هذه السنين ؟
وردي : نمسك الطنبور من ناحية علمية وتاريخية .. ليه نحن كعرب ما بنغني مثلاً زي مصر والكويت .. ونغني زي البلاد الأفريقية .. وهل أثر الثقافة العربية في السودان مع سيادتها في كل مجال آخر على ما عداها قاصر عن التأثير في مجال الغناء ؟
أعتقد أن في جذور هذا البلد الآلة الموسيقية الوحيدة المعروفة كانت هي الطنبور .. وعلشان كده الطريقة الغنائية الوحيدة في السودان هي السلم الخماسي .. لأن الطنبور فيه خمسة أسلاك .. وقد وجدته في متحف اللوفر في باريس وقد كتب عليه ( تربوين ) فالطنبور آلة سودانية ومن أقدم الآلت الموسيقية وجد حتى قبل دخول الأثر العربي في السودان .. فهو تاريخياً آلة سودانية .. فأنت مثلاً تجده عند البجا في الشرق وفي جبال النوبة في الغرب وفي الجنوب وفي الشمال .
مروي : ما هي علاقتك بالطنبور ؟
وردي : أنا أساساً فنان طنبور ويدخل الطنبور في معظم أغنياتي الموزعة في مصر ( الود ) .
مروي : يعني تقدر تقول تجاوزت الطنبور ؟
وردي : فعلاً تجاوزت الطنبور .. ليه ؟ لأن الطنبور أمكانياته ضيقة .. نعم يمكن أن يدخل في الأوركسترا .. وليه نبرات خاصة .. وفي الحان معينة بتنفع مهاه .. يعني الحان الشمال يصلح معاها الطنبور وفنان الطنبور إذا أراد أن يصبح فنان قومي عليه ألا يعتمد على الطنبور فقط وقد حصل أن عوض ماهل قام بتدريب عزف الطنبور في معهد الموسيقي ولو في اهتمام بالطنبور كان يمكن أن يستوعب في الأوركسترا.
مروي : هل معني ذلك إنه مع تقدم الزمن وانفتاح الشمال على الغناء الحديث يمكن يختف الطنبور ؟
وردي لا .. لا ماأفتكر .. نحن بنفترض أن الأقاليم أصبحت زي الخرطوم .. فكل بلد بحضارته والغالب هو المتقدم .
محمد بادي : يعني الخرطوم عبارة عن سوق للتوزيع ؟
وردي : بالضبط كده .. وأنا أستبعد أن تجد بعد 100 سنة واحد في كريمة ليعزف سكسفون ولا ناس حلفا خلو الطار .
صديق أحمد : أنا بفتكر إنه فنان الطنبور لا يستطيع أن يغني بغيره .. وكل فنان يمكن أن يوزن الطنبور على حسب أمكانية صوته .. واي فنان طنبور عنده الوزنة الخاصة به والتي تتماشي مع طبقات صوته.
يعني لو مسكت اليمني (مثلاً) نجد أنه صوته في الوسط من حيث وزنة الطنبور.. النعام أعلى من اليمني شوية .. محمد كرم الله أعلى .. ثم محمد جبارة ثم صديق أحمد .. يعني الواحد حسب أمكانيات صوته يوزن الطنبور الوزنة الخاصة بيه ويغني .. والبيئة مساعدة على إخراج الفنان .
وطبعاً نحن في الشمال ما عندنا مايكرفونات يعني الفنان إذا لم يكن صوته عالى ومسموع وجميل ما بيقدر يغني في البلد .
مروي : سمعنا الأخ وردي يقول الطنبور لا يساير الفنان ؟
وردي : نعم وفنان الآلة المحدودة لا يمكن أن يتخطاها . وفي علم الآلات نجد البيانو فيهو كل الأصوات من غير أن تشدو أو ترضيه لكن الطنبور فيه 5 أصوات كان شديتو وكان رضيتو أما العود ففيه أمكانية أكثر من 13 صوت في 5 أسلاك فقط .
مروي : بالنسبة للطنبور ؟
وردي بالنسبة للطنبور أضرب × 2 يعني 10 أصوات ولا تغطي مسافة بعيدة .. وتخلي صديق يتكلم رغم الاجتهاد الشديد فمن 5 ، 6 سنوات نجي ونلقي في تشابه ونحن كلنا بنعرف النعام من أعظم عازف الطنبور في منطقتنا .. وقد نبغ في أداء وابتكار كثير من الألحان لكن راح يمشي وين بعد دا .. ياهو
في الدايرة دي وحتى لا نصبح فنانين محليين يجب أن ندخل بفننا مجال الأغنية القومية .
صديق : نحن نحسب البيئة وحسب التراث لازم الطنبور دا يبقي معانا دائماً .بادي : وأنا أخشي ضياع الطنبور .. وبيقولوا مع الآلت الأخرى يكون الطنبور نغمة جانبية وربما يصبح في الهامش ونحن نشبع غاية الشبع عندما نسمع أغنية طنبور .
وردي : دا بالنسبة للكبار ما كان صناع المستقبل والأجيال الجاية عندها نظرة .. أنا طنبوري عمرو ما فارقني ولمان أزعل بشيل طنبوري وأعزف 5 دقايق وأكون بعد ذلك كويس جداً .. دي عواطف خاصة بينا نحن .. نحن زي ما تراثنامؤثر على البلد دي كلها ليه ما ندخل الطنبور في الأوكسترا ويكون في المعهد يدرس دا ياهو المخرج .
صديق : طيب دارس الطنبور يكون زول طنبور ولا أي زول .
وردي : طبعاً في الأساس يكون زول طنبور .. ويكون كمان من البيئة بتاعة الطنبور .. ونحن طالبنا في المعهد بأن يتجه الخريجون الأوئل لجمع التراث وعمل دراسة له وطبعاً كل قبيلة في السودان لها تراثها الخاص بيها .
مروي : هل توجد فروقات ذات بال في طريقة عزف الطنبور بين بيئات الشمال والشرق ؟ ...
وردي : الطنبور عند القبائل الخرى .. يختلف والوزنة ذاتها تختلف ولكني لم أستوعبها كويس حتى الآن .. وأحترمتها على أساس إنها طنبور .. لكن الايقاعات عندهم ما مؤثرة زي ايقاعاتنا مثل الشرق والجنوب حاولو يطوروا الطنبور وعندهم 9 أسلاك بدل 5 أسلاك ومستفيدين منها كلها .
بادي : ألا يمكن أن يكون الطنبور وحدة منفصلة ويستعمل في الغرب ( الغرب الحضاري ) .
وردي : كيف ما يستعملوه .. في الغرب يمكن يكون معروف أكثر من العود يثير دهشة الناس ... يعني حمزة علاء الدين شال طنبور وطار وسافر أمريكا
وغني فسموه مستر دين وسموه البروفسير .. وفي عازف طنبور أسمه دهب خليل عملوا في أغانيه دراسة في المانيا .
إسماعيل : والله يا أبن عمي دا ذكرني كلامي أمي .. يعني أنا عامل نفسي فاهم أمع وردي أقول لها دا ولد فنان .. تقول لي دا طنباري وأول ما تسمعوا تلقي صوت طنبور .
وردي : يا صديق حصل أن غنيت لي حنية بالطنبور .. هل وجدت غرابة ؟
صديق : لا لكن الأوركسترا تعطي الأغنية مسألة أكبر .
وردي : ما تسألني أنا مثلاً ليه متأثر بي أغانيكم أكثر ؟ أنا في البداية علمني الطنبور واحد من المناصير أسمه حسن عبادي وأنا وقتها في ثانية كتاب بدأت ( أغني العود ) وود أحمد جبارة ولي مع صديق يردد كل أغانيه كما غنيت الطيف .
مروي : ماذا عن الرواويس والطيانة ودورهم كسفرا لنقل الفنون وغيرها ؟
وردي : زمان كانت المراكب الشراعية الكبيرة التى تسافر .. كانت تساهم بنصيب كبير في نقل الثقافات المتعددة داخل البلد .. لكن الطيانة ساهموا بالكثير في نقل الغناء وكانت تربطني بهم صلات حميمة وأعتقد أن الرواويس والطيانة كانوا سفراء لربط شمال المنطقة بجنوبها .
صديق : طبعاً الزمن داك ما كان في إذاعة وكان الطنبور هو الشئ الوحيد الذي يصاحب الطيانة في سفرهم والرواويس كانوا يقضوا معه أطول أوقات فراغهم عشان كده أصبحوا يجيدون العزف على الطنبور فأصبح لهم عزف مميز لمن يعرفه اليوم .
مروي : ماذا تقول أنت يا إسماعيل عن الرواويس ؟
إسماعيل : مازالت نغمات الرواويس القديمة عبر التاريخ ترن في أعماقي وما بنساها بالمرة .. ما بنسى ناس ود كرنقيل ، وناس الربيت وأذكر قصة .. جينا من مصر ذات مرة وكنا بنمشي من كريمة لي بلدنا بالمراكب .. ركبنا مع ود كرنقيل وقامت المركب كرنت فقام ود كرنقيل وشال طنبورو ودخل في جزيرة وسط أشجار الطرفة وبقي يغني .. الحقيقة أنا قمت مشيت وقصدت
أستمع لي عناه ولابس طربوشى لمان حصل ولقاني قاعد جنبه قال لي آزول أنت أنس ولا جني ..آشقي مالك على طنبورنا دا قلت لو دي عملية عظيمة أنا حاسس بيها جوه في أعصابي أنا من صغير بحبهم جداً وعالم الرواويس عالم غريب في بلدنا هو عالم .. عالم ... ملوك الحضارات .
الخاتمة :-
ثم أتصل اللقاء وشهده حسونة والخليل .. رجعنا سنيناً ونحن بين العملاقين منشدهين ومازال الليل ممتداً .. وحتماً سنعود لختم اللقاء .
ظللنا في كنف العزيزين أياماً حتى رحل إسماعيل وما مات إسماعيل .
كان اللقاء قبل رحيل إسماعيل – فوالهفي عليه – بأيام قليلة على شاطئ الخلود وإلى كل محبي الحرف الأخضر الدافئ نهدى هذا اللقاء والذي يكفي بالتنويه بأهميته إنه آخر كلام في الفن والأدب صدر عن الشاعر وهو على قيد الحياة .
د توفيق الطبيب البشير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى ال 30 لرحيل شاعر الحب والجمال (إسماعين ود حد الزين) (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)
|
د. توفيق الطيب
لك التحية وأنت توثق لتلك الحقبة التى يصعب على أى أحد أن يتخطاها كلما ذُكر تاريخ الغناء السودانى ....
فى ذلك اليوم كان الوالد ووردى معاً ، وطال بينهما الحديث إلى أن تناولا الغداء سوياً ، ووعد وردى والدى بحضور الحفل ، لكن وردى لم يأت ....
أذكر فى آخر يوم له أقام حفلاً كبيراً دعا إليه كل الشعراء والفنانين والملحنين والصحفيين ، ولقد كان قلقاً جداً ، وأكثر من الخروج والدخول فى ذلك اليوم ، وعندما سأله أحد الصحفيين عن آخر أعماله ، أجابه قائلاً :
| |
|
|
|
|
|
|
|
| |
أحلام إسماعيل حسن
معاوية المدير
يوسف الولى
عائشة موسي السعيد
Shawgi Sulaiman
Elmosley
ياسر عبدالكريم محمد
امير عوض الجمري
شمس الدين ساتى
هاشم محمد الحسن عبدالله
ابو جهينة
الرفاعي عبدالعاطي حجر
جمال السنوسي
عماد الشبلي
نادر الفضلى
معتصم مصطفي الجبلابي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست