على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 03:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2012, 02:07 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل

    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-30-16-16-43/3...-02-16-11-21-09.html




    الترابي ليس له موضع في الحاضر ولا المستقبل، وهو الآن في متحفٍ فكري

    موقف الإسلاميين من الحوار هو سيف السلطة في مقابل الفكرة

    المذكرات التصحيحية غير جادة وليست جماهيرية السودانيون بحاجة الى ملهم وقائد ليخرجوا بثورة جديدة


    ظلّ د. حيدر إبراهيم ومنذ عهدٍ ليس بالقريب متابعاً ومراقباً لصيقاً لحركة السياسة السودانية المتقلبة؛ لكنّ متابعته لمسيرة الحركة الإسلامية السودانية كانت أدق، للدرجة التي وصف البعض رصد د. حيدر للإسلاميين وحركتهم الإسلامية بـ (الترصُّد) لا (الرصد)، وبين العبارتين فروقٌ بعيدة وكثيرة. الآراء التي يقول بها حيدر على شدتها وحراراتها و(ناريتها)، في بعض الأحيان، لا يلقي لها بالاً؛ بل يقول بها؛ ولـ (يسهر الخلق جرّاها ويختصموا)... آخر كتبه (مراجعات الإسلاميين السودانيين.. كسب الدنيا وخسارة الدين)، منعته السلطات الأمنية من الدخول إلى البلاد بعد طباعته، ولمّا سألناه قال بأنّ الذي قامت به السلطات من مصادرة لكتابه هو (بيان عملي لموقف الإسلامويين من الفكر والحوار. سيف السلطة في مقابل الفكرة)... قلبنا معه بعض المحاور والقضايا، وكالعادة سيطر الإسلاميون على محاورنا مع د. حيدر... فإلى ما أفاد به..
    حوار: موسى حامد
    * لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية من تسجيل وإدانة خطل الرؤية وإعوجاجها عند الترابي، ولنأخذ أمثلة (الأفندي، التجاني عبدالقادر، غازي صلاح الدين، المحبوب عبدالسلام). كل أولئك لم يدينوا الترابي وطريقته في التفكير في كل الكتابات التي كتبوها على اختلاف موقعهم في تنظيم (الحركة الإسلامية السودانية)...
    - سؤالك الأول يحرض بقوة على فتح حوار وليس سجال، فنحن نصرّ- قصدًا أو جهلاً أو نقصًا- على تحويل أي حوار إلى سجال عقيم أقرب إلى مباراة تنس طاولة بين صيني وسوداني أو سعودي. سؤالك: "لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية..." هذه فرصة لحوار شامل بدون أسماء يتساءل عن مشكلات وإشكإليات تفكير وتنظير منتسبي الحركة الإسلامية. ومن البداية لابد من توضيح أننا غالبًا ما نخلط بين الإشكإلية وهي نظرية لم تكتمل، وبين مشكلات واقعية تواجه النظرية عند التطبيق. ودعني أبدأ بإشكإليات في التنظير والتفكير، وإبراز خصائص هذا الفكر وصعوباته:
    أولاً: يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري عمومًا بسبب استناده على المخزون المقدس في القرآن الكريم والحديث والذي يستنجد به دائمًا، عملاً بالآية:- "وما فرطنا في الكتاب من شيء". ورغم أن التراث ملئ بالدعوة للتفكير والتفكر ولكن الكسل أسهل وأقل كلفة وخطرًا مع وجود الكثير من المحرمات. ويتنازل الإسلاموي عن اللاجتهاد طواعية وخشية من المغامرة وتوابعها. وهؤلاء هم الذين يدعون إلى إيمان العجائز أي التسليم. وهذا الطريق يؤدي بالإسلامويين إلى الالتزام بحرفية النص مما يقربهم إلى احتمال السلفية والمحافظة، والخواء الفكرى.
    ثانيًا: اتسمت الحركة الإسلاموية السودانية بالتسيس الفائض والاهتمام بالجوانب التنظيمية على حساب الفكر والتنظير والذي يعتبر أحيانًا نوعًا من الانصرافية أو التقعر والتفلسف غير المحمود. وتعترف الحركة في مناسابات عديدة بأنها أهملت الفكر بسبب "مسوؤليات أخرى". وهذه السياسوية الزائدة أدت إلى اهتمامهم بالصحافة والإعلام باعتبارها سريعة التأثير ولها قدرة على التعبئة والحشد، دونما حاجة إلى التفكير والتأمل "ووجع الدماغ". وهذا أيضًا سبب إدخالهم للأسلوب الصحفي الهابط والذي نشرته صحفهم خلال فترة الديمقراطية86 -1989. وكانت صحفهم خير ناقل لثقافة الهجاء والسب، وسوء الأدب مع الكبير والصغير. وقد انعكس هذا النمط حتى على كتابات المحترمين منهم حين يحاولون الكتابة الرصينة. فقد مالت كتاباتهم إلى الشعاراتية والتعميم والثرثرة.
    ثالثًا: الكتاب الذين ذكرتهم في السؤال لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة. لذلك، يصبح المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا. وهذا جدل سياسي بامتياز ولا يعدم بعض الخبث. إذ يريد أصحابه القول بصحة الفكرة ولكن أخطأ البعض في التطبيق، وهناك إسلامويون لو حكموا لن يقعوا في هذه الأخطاء.
    رابعًا: وهذه ظاهرة عامة في الفكر السوداني، هناك كلام كثير، وعبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة. المفكر في الأصل هو منتج وصانع الأفكار والمفاهيم باعتبارها مادة لإنتاج النظريات والأفكار الكبرى. وليس بالضرورة أن يحمل كل كلام مهما كان منمقًا وجذابًا، الأفكار المبتكرة.
    * لماذا يُلمح من خلال رصدك لتحولات الحركة الإسلامية السودانية (الترصُّد) وليس (الرصد)؟ يقول بعض الإسلاميين عنك ذلك..
    - مشكلة المفكر أو الإنسان السوداني في هذا المجال، لا ينقد ذاته ولايقبل النقد. وفي إشارة طريفة ذكرها د.عزالدين الأمين، فقد كتب البعض في ثلاثينيات القرن الماضي، يطالبون بعدم ممارسة النقد على الكتابات المنشورة؛ لأن ذلك قد يتسبب في إحجام الكتاب عن النشر العام! ويذخر القاموس السوداني بترسانة ضخمة من الاتهامات لمن "تسول" له نفسه أن يمارس االنقد. فهو"مغرض" أو "مترصد" أو "يستهدف" أو "إذا أتاكم فاسق بنبأ...." أو "إذا أتتك مذمتي من ناقص..." أو "الجمل ماشي و......." وهكذا. السؤال عندي، سواء أكانت الوسيلة هي الرصد أو الترصد هل ما توصل إليه الكاتب صحيحًا أم مجرد تحامل وافتراء؟ هذا هو معيار النقاش والحوار. أنا لم أتوقف ولن أتوقف عن نقد الإسلامويين لأن خلافي معهم فكريًا وليس سياسيًا فقط. كثير من السياسيين انتقدوا الإسلامويين لحد المبالغة ثم شاركوهم في فتات السلطة. كان سارتر كمفكر يقول: "بيني وبين البورجوازية خلاف لا ينتهي إلا بموتي أو موتها."
    * النقد والمراجعة عند الإسلاميين أكثر بكثير من غيرهم من أهل إليسار وبقية الأحزاب التقليدية الطائفية، هذا يُحسب للحركة الإسلامية لا ضدها. هذا دليل عافية فكرية.
    - المسألة ليست كمية أي أقل وأكثر، بل كيفي. ماهي نتائج هذه النقد والمراجعة عند الإسلاميين وتأثيرها على تجديد الفكر الإسلامي أو على سياسات دولتهم؟ مسؤولية الإسلامويين دائمًا أكبر بسبب اختطافهم أو انتسابهم إلى المقدس: الله أو الدين. لذلك، الأخطاء أبعد أثرًا وأخطر. والمقارنة مع الآخرين ظالمة. كما أنها تقدم نفسها كحزب عقائدي أو حزب مثقفين أو متعلمين بدليل اكتساح دوائر الخريجين. الإسهامات الفكرية الإسلامية في النقد والمراجعة والتأليف ليست كثيرة كما تقول، وكان الجميع يهز بعصا الشيخ حسن. أين مؤلفات عبدالرحيم حمدي في الاقتصاد أو جعفر شيخ إدريس في الفلسفة الإسلامية، أو حافظ الشيخ وفتحي خليل في القانون، أو نافع علي نافع في الزراعة، أو أحمد عبدالرحمن في الفدرالية، وأين كتب يس عمر الإمام وهو يكاد يكون – مع محجوب محمد صالح- أقدم صحفي سوداني؟ هذه فرضية غير دقيقة.
    * من أين تنبع هذه المراجعات عندك؟ وماهي أهميتها؟ واضعون في الاعتبار ولعك بالكتابة والتتبع للحركة الإسلامية السودانية أكثر من غيرك، وأصدرت في ذلك أكثر من كتاب، هذا بالطبع بجانب العديد من المقالات، لماذا؟
    - الولع بالكتابة والقراءة وهذه صناعتي، كما يقول الشاعر الفيتوري: صناعتي الكلام، سيفي قلمي. يضاف إلى ذلك التكوين الأكاديمي فقد درست في جامعة أسست ما يسمي المدرسة النقدية أو مدرسة فرانكفورت الاجتماعية القائمة على الشك والتساؤل وهدم المؤسس، ورفض قبول كل السلط أو السلطات قبل نقدها تمامًا. كما أن الفترة من منتصف سبعينيات القرن الماضي هي حقبة انتشار –ولا أقول صعود- الحركات الإسلامية، فهي انتشرت أفقيًا دون أن تتعمق- رأسيًا- لتقدم فكرًا معاصرًا للقرن الحادي والعشرين.
    * أنت من القائلين باستحالة بعث أو تجديد الحركة الإسلامية السودنية مرة ثانية، أنت بهذا تقول بأقوال فيها من كشف الغيب والاطلاع عليه.. قولك هذا من الممكن أنْ ترجّه أو تُحرّكه التململات والمذكرات التصحيحية والمراجعات في الحركة الإسلامية منذ فترةٍ، وآخرها منتصف الشهر الفائت..
    - هل تعتبر استشراف المستقبل كشفًا للغيب؟ لا يوجد في العلوم الاجتماعية رجمًا أو كشفًا للغيب بل توقعات، احتمالات، سيناريوهات أو مشاهد مستقبلية. وفي حالة الحركة الإسلامية السودانية، ينطبق عليها قول الفيلسوف الإغريقي: "إنك لا تنزل النهر الواحد مرتين". كما أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مأساة. فهل تستطيع أن تنتج زعيمًا مثل الترابي رغم كل التحفظات على أساليبه؟ وهل تستطيع بعد تجربة حكمها الكارثي هذه أن تجند الشباب والطلاب كما كانت تفعل؟ هل ستستطيع جمع المال وإنشاء البنوك الإسلامية كما حدث في الماضي؟ أما التململات والمذكرات التصحيحية فهي غير جادة وليست جماهيرية والدليل أنها بلا نسب أي توقيعات ومتبنين لها. والأهم من ذلك أن مضمون أغلبها أكثر رجعية وتزمتًا من الوضع القائم.
    * لماذا لم تنتقل نسائم أو أعاصير الربيع العربي إلى السودان، على الرغم من أنّ كل عوامل هذا الربيع موجودةٌ وعلى توفُّرٍ في السودان؟ لماذا تأخر هذا الربيع؟ وهل من الأساس سيكون ربيعاً عربياً سوداني في تقديرك؟
    - كان يقال ليس الظلم وحده سببًا في قيام الثورات ولكن الشعور أو الوعي بهذا الظلم، وأضيف تنظيم وتوحيد الشاعرين بالظلم. هناك ظروف سيئة في السودان لا تقل عن تلك التي تسببت في قيام الربيع العربي. ولكن يفتقد الساخطون السودانيون القيادة الملهمة والجادة والنشطة، فوجد السودانيون أنفسهم مثل اليتيم في مأدبة اللئيم. أما المجتمع المدني فقد أضحت كثير من تنظيماته مثل الجمعيات الخيرية وكوادرها مشغولة بالتمويل والتسابق إلى مؤتمرات وندوات لا يحملون لها البحوث والأوراق الفكرية. وفوق ذلك الدور الاستثنائي للمؤسسة الأمنية (الأمنوقراطية) في القمع والملاحقة. السودان موعود بصيف ساخن وليس ربيعًا، لأن التغيير لن يكون سلميًا بسبب إغلاق منافذ التعبير والمعارضة السلمية.
    * كثيرون وأنت منهم لا يرون في الأجيال الحالية (غير بقايا حركةٍ وركام من البشر) لا أكثر، وأنّ المجتمع ليس سوى مجتمعٌ استهلاكي والكثير من الغنايين والغنايات، باختصار لا يمكن أن يحقق جيل بهذا التوصيفة أي تغيير. ألا ترى في هذه الأقوال تجني على الجيل الحالي؟ وألا ترى نظرتك حكم لهذا الجيل باستلافٍ لمفاهيم جيلكم السابق؟ ألا تراها جناية في حق هذا الجيل؟
    - لم أقل مطلقًا مثل هذه الأحكام خاصة وأنني أؤمن مع ناظم حكمت: "أجمل أيامنا لم يأت بعد، وأجمل أطفالنا لم يولد بعد". ولست سلفيًا لكي أقول بأن هذا الجيل لن يصلح إلا إذا اتبع خطوات جيلنا. ولكن أوضاع هذا الجيل ينطبق عليه: "القاه مكتوفًا في اليم وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء." هذا الجيل لم يسلح بتعليم جيد ولا عاش ثقافة جادة وممتعة. وقد شهد هذا الجيل انقلاب سلم القيم، ولم يعد العلم والإنجاز هو سبب الارتقاء اجتماعيًا، بل الثراء السريع والفهلوة. ولكن ما يحدث من احتجاجات الآن يقودها الشباب رغم كل المستحيلات.
    * الآراء التي تُخوّف من قيام ثورةٍ وتغيير في السودان تقول باستحالة قيام (دولةٍ) بعد انهيار أو دحر النظام الحالي، والسبب في ذلك هو امتزاج الحزب والدولة في جسم واحد وبالتالي استحالة الفض والفرز بينهما، بمعنى آخر في حالة ذهاب النظام الحالي بأي كيفية فالبديل هو الفوضى.
    - هل هناك فوضى أكثر مما نعيشه حاليًا؟ القتال في عدد من الجبهات، الأوضاع السريالية في دارفور، تدهور المعيشة، وانهيار الاقتصاد وهبوط الجنية السوداني، الفساد والالتفاف حوله، الخدمات الصحية التي تفتقد أسطوانات الأوكسجين في المستشفيات، إجلاس التلاميذ...إلخ. نحن نعيش أعلى مراحل الفوضى.
    * بعد كل هذه الكتابة المُرّة والحارقة عن حركة الإسلام السياسي ورموزه في السودان، لو سئل د. حيدر إبراهيم عن حسنات الإسلاميين السودانيين فبماذا يُجيبْ، أنت قطعت بجملةٍ واحدةٍ بأنّهم كسبوا الدنيا وخسروا الدين، فهل ليس هناك إشراقات أو حسنات البتة؟
    - سِجل الإسلامويين بعد استيلائهم على السلطة، يقول بكل الآتي: (براءة اختراع بيوت الأشباح)، (الكذب والخداع كسياسة رسمية فقد كانت البداية: ذهاب البشير إلى القصر والترابي إلى السجن)، (تطبيع الفساد، أي أن يكون عاديًا وطبيعيًا في المجتمع)، (إعداد السودانيين اللاجئين والمشردين في العالم)، (أطفال المايقوما)... هذه بعض الكوارث، وهي تساوي كباري وطرق ومصافي العالم كله أي لا تساوي هذه شيئًا مقارنة بالانحطاط الذي طال الحياة السودانية.
    * ماهو الأثر الذي أحدثه خروج أو إخراج الترابي من دوائر التفكير والتنظير للحركة الإسلامية السودانية في تقديرك؟ وإلى أي مدى استقرّت الحركة أو تزلزلت بعده؟
    - يمثل الشيخ حسن الترابي فترة تاريخية انتهت وليس له موضع في الحاضر والمستقبل. والحنين إلى الماضي (نوستالجيا) فقط هو ما يبقي شبح الترابي على المسرح. انتهى دور الترابي المفكر حينما سلم أمره للجيش فانحاز إلى القوة وفضل العضل على العقل. قضى عشر سنوات (1989-1999) يمارس أعمالاً ويقوم بأمور من مهام وكيل وزارة يفصل ويعين وينقل ويرقي ويطهر. صارت أقصى درجات الفكر عنده مشاغبة المشائخ بالفتاوى المستفزة. هو الآن في متحف فكري، جزء من العاديات.
    * أخيراً، لماذا في رأيك لم يُسمح لكتابكم (مراجعات الإسلاميين السودانيين) بالدخول إلى السودان بعد طباعته بالقاهرة؟
    - هذا السؤال بيان عملي لموقف الإسلامويين من الفكر والحوار. سيف السلطة في مقابل الفكرة.

    (نقلاً عن صحيفة التيار)
                  

02-16-2012, 03:02 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    Quote: - مشكلة المفكر أو الإنسان السوداني في هذا المجال، لا ينقد ذاته ولايقبل النقد. وفي إشارة طريفة ذكرها د.عزالدين الأمين، فقد كتب البعض في ثلاثينيات القرن الماضي، يطالبون بعدم ممارسة النقد على الكتابات المنشورة؛ لأن ذلك قد يتسبب في إحجام الكتاب عن النشر العام! ويذخر القاموس السوداني بترسانة ضخمة من الاتهامات لمن "تسول" له نفسه أن يمارس االنقد. فهو"مغرض" أو "مترصد" أو "يستهدف" أو "إذا أتاكم فاسق بنبأ...." أو "إذا أتتك مذمتي من ناقص..." أو "الجمل ماشي و......." وهكذا. السؤال عندي، سواء أكانت الوسيلة هي الرصد أو الترصد هل ما توصل إليه الكاتب صحيحًا أم مجرد تحامل وافتراء؟ هذا هو معيار النقاش والحوار. أنا لم أتوقف ولن أتوقف عن نقد الإسلامويين لأن خلافي معهم فكريًا وليس سياسيًا فقط. كثير من السياسيين انتقدوا الإسلامويين لحد المبالغة ثم شاركوهم في فتات السلطة. كان سارتر كمفكر يقول: "بيني وبين البورجوازية خلاف لا ينتهي إلا بموتي أو موتها."
                  

02-16-2012, 03:13 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    Quote: "لماذا تقاصر تفكير وتنظير مفكري وكتّاب الحركة الإسلامية..." هذه فرصة لحوار شامل بدون أسماء يتساءل عن مشكلات وإشكإليات تفكير وتنظير منتسبي الحركة الإسلامية. ومن البداية لابد من توضيح أننا غالبًا ما نخلط بين الإشكإلية وهي نظرية لم تكتمل، وبين مشكلات واقعية تواجه النظرية عند التطبيق. ودعني أبدأ بإشكإليات في التنظير والتفكير، وإبراز خصائص هذا الفكر وصعوباته:
    أولاً: يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري عمومًا بسبب استناده على المخزون المقدس في القرآن الكريم والحديث والذي يستنجد به دائمًا، عملاً بالآية:- "وما فرطنا في الكتاب من شيء". ورغم أن التراث ملئ بالدعوة للتفكير والتفكر ولكن الكسل أسهل وأقل كلفة وخطرًا مع وجود الكثير من المحرمات. ويتنازل الإسلاموي عن اللاجتهاد طواعية وخشية من المغامرة وتوابعها. وهؤلاء هم الذين يدعون إلى إيمان العجائز أي التسليم. وهذا الطريق يؤدي بالإسلامويين إلى الالتزام بحرفية النص مما يقربهم إلى احتمال السلفية والمحافظة، والخواء الفكرى.
    ثانيًا: اتسمت الحركة الإسلاموية السودانية بالتسيس الفائض والاهتمام بالجوانب التنظيمية على حساب الفكر والتنظير والذي يعتبر أحيانًا نوعًا من الانصرافية أو التقعر والتفلسف غير المحمود. وتعترف الحركة في مناسابات عديدة بأنها أهملت الفكر بسبب "مسوؤليات أخرى". وهذه السياسوية الزائدة أدت إلى اهتمامهم بالصحافة والإعلام باعتبارها سريعة التأثير ولها قدرة على التعبئة والحشد، دونما حاجة إلى التفكير والتأمل "ووجع الدماغ". وهذا أيضًا سبب إدخالهم للأسلوب الصحفي الهابط والذي نشرته صحفهم خلال فترة الديمقراطية86 -1989. وكانت صحفهم خير ناقل لثقافة الهجاء والسب، وسوء الأدب مع الكبير والصغير. وقد انعكس هذا النمط حتى على كتابات المحترمين منهم حين يحاولون الكتابة الرصينة. فقد مالت كتاباتهم إلى الشعاراتية والتعميم والثرثرة.
    ثالثًا: الكتاب الذين ذكرتهم في السؤال لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة. لذلك، يصبح المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا. وهذا جدل سياسي بامتياز ولا يعدم بعض الخبث. إذ يريد أصحابه القول بصحة الفكرة ولكن أخطأ البعض في التطبيق، وهناك إسلامويون لو حكموا لن يقعوا في هذه الأخطاء.
    رابعًا: وهذه ظاهرة عامة في الفكر السوداني، هناك كلام كثير، وعبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة. المفكر في الأصل هو منتج وصانع الأفكار والمفاهيم باعتبارها مادة لإنتاج النظريات والأفكار الكبرى. وليس بالضرورة أن يحمل كل كلام مهما كان منمقًا وجذابًا، الأفكار المبتكرة.
                  

02-16-2012, 03:31 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    العزيز طلعت سلامات -
    قريت للاستاذ حيدر قدر معقول بسمح لي اقول عنو حاجة و لو متعسفة !
    ما داير اختزل مجهوداتو الفكرية لكن دائما ما مقنع بالنسبة لي - و في تقديري هو غالبا بتحرك من (الظاهرة)و بمشي يفتش (للفكرة) المقابلة ليها و برجع تاني لتفسير (الظاهرة )! و الطريقة دي -حسب فهمي -بتحمل جواها خدعة جاهزة و(appealing) لكن ممكن تكون معطلة للعقل و التفكير ,غير انها ممكن تخت (الظاهرة) المعينة في قالب مضلل !-و مثال اخر لسطحية الكتابة-في تقديري- بعض كتابات مصطفي حجازي و (سيكلوجية الانسان المقهور) !! في نظري منطق التحرك من الظاهرة الي الفكرة- ثم تفسير الظاهرة بخلي العقل معطل و بخلي الزول مندهش ويقول : (بالله هو كدة اتاري-يا داب اكتشفت) !
    و ملاحظتي لنوعية الكتابة السطحية الزي دي -في نظري- غالبا للكتاب اصحاب خلفيات من علم الاجتماع ! ما عارف ليه !

    لكن في الحوار دا دكتور حيدر -حسب قرايتي-كان مختلف جدا و عميق- -حتي لو الحوار احتوي علي جزء من افكارو المعروفة - لكن جاني ادراك انو
    كان منطلق من الفكرة (اولا) و بعاين للظاهرة !


    تحياتي و معذرة للقراءة المتعسفة

    (عدل بواسطة هيثم طه on 02-16-2012, 05:42 PM)

                  

02-16-2012, 07:24 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: هيثم طه)

    سلام طلعت
    شكرآ على جلب الحوار الجيد , د. حيدر من الكتاب و المثقفين السودانيين القلائل المواظبين على فعل الكتابه و النقدي منها, ده انجاز ليس سهل في وسط تسود فيه صنعة الكلام السريع و الخفيف و اطلاق الأحكام المعلبه, يسار و يمين. أثناء معايشتى عن قرب لد. حيدر أثناء تواجده في القاهرة تناولت كتاباته النقديه حينها التجربه السياسيه للمعارضه وقتها "التجمع الوطنى الديمقراطى" و أثارت آراءه جدل واسع و بالطبع قوبل بالتجاهل أو بالعداء من قادة العمل السياسي المعارض , و دى أزمه قديمه متجدده في الموقف من الكاتب أو المثقف المستقل (لا أعنى بها الإستقلال التنظيمي بل الفكرى) و كيفية تعامل القوي السياسيه مع آراءه و مواقفه.

    سلام يا هيثم , أقرأ- بإعجاب - آرائك و مساهماتك كلما وجدتها , لم أفهم بالضبط رأيك أعلاه و تحديدآ أو أين بالتحديد في كتابات د. حيدر تبدى هذا المنهج أعلاه؟ دى ما زرزره بل محاولة فهم .... تحياتى ليكم الاتنين
                  

02-16-2012, 07:29 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: esam gabralla)

    Quote: سؤالك الأول يحرض بقوة على فتح حوار وليس سجال، فنحن نصرّ- قصدًا أو جهلاً أو نقصًا- على تحويل أي حوار إلى سجال عقيم أقرب إلى مباراة تنس طاولة بين صيني وسوداني أو سعودي




    حوارات الأزمه أو صراعات الديكه , مثل ثيران المصارعه الاسبانيه , لا أحد يقرأ الآخر بل يدخل مدجج بكل أحكامه المسبقه و متمترس خلف تاريخ و جبال من الكلام و الأفكار أحادية البعد , ثابته نهائية و مطلقه ....
                  

02-16-2012, 10:07 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: esam gabralla)

    الحوار مع د.حيدر حفر في بواطن المعرفة.... اتذكره ممثلا للسودان في السوسيولوجيا
    تمنياتي له برفاه الحال

    فقط اود و بتواضع معرفي ان اصوب عبارته هذه

    Quote: : "إنك لا تنزل النهر الواحد مرتين"

    العبارة تقول: انك لن تقطع النهر مرتين .
                  

02-16-2012, 10:40 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: أنور أدم)

    الاخ طلعت تقبل تحيتي المتاخرة
    لقد ذكر د.حيدر في تناوله لظاهرة الكتاب الاسلاميين فقال:
    1. يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري
    2.اتسمت الحركة الإسلاموية السودانية بالتسيس الفائض والاهتمام بالجوانب التنظيمية على حساب الفكر والتنظير
    3. الكتاب الذين ذكرتهم في السؤال لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة.
    4.هذه ظاهرة عامة في الفكر السوداني، هناك كلام كثير، وعبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة

    بالله عليك إقرأ مقال د.الافندي وهو ضمن لائحة السؤال الذي اقتبست محاوره الاربع



    Quote:
    عن "التمكين" وأساطير سودانية أخرى: من يحكم؟ .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
    بعد مرور بضعة أشهر على انقلاب يونيو 1989 الذي أوصل نظام الإنقاذ القائم إلى السلطة، وصلت إلى الخرطوم في زيارة بعد غياب عن السودان لقرابة عامين. وكنا وقتها لا نزال على كثير من الشك حول هوية الانقلابيين وتوجهاتهم، رغم تواتر المعلومات عن كون الإسلاميين وراء الانقلاب. بعد لقاءات مع بعض القيادات في الحركة الإسلامية، وصلت إلى استنتاجين متناقضين: أولهما أن للانقلاب هوية "إسلامية"، بمعنى أن الجهات المهيمنة على مفاصل السلطة كانت من المنتمين إلى الحركة الإسلامية. ولكن في نفس الوقت، كانت أكثر شكاوى المسؤولين الذين التقيت بهم هي من "تدخلات" الإسلاميين في شؤون الحكم!

    أحد كبار المسؤولين الذين التقيت بهم أسهب في الحديث عن انتقادات الإسلاميين لتسيير الأمور، وختم قائلاً: لقد سئمت من كثرة انتقاداتهم واعتراضاتهم، وقد قلت لبعضهم إذا لم تكفوا فسنعيد تسليم السلطة حتى نرتاح من مناكفاتكم! أحد الصحفيين الشباب ممن كانوا يراقبون الأمور عن كثب قال مازحاً: لقد انكشفت لنا بعد هذا الانقلاب أمور كنا عنها غافلين، فقد كان هنا أشخاص كثر كنا نظنهم من أهل الحل والعقد، فإذا بهم على هامش الهامش حين جد الجد!

    تكتسب هذه الملاحظات أهميتها على خلفية القرارات والتصريحات التي صدرت من رئاسة الدولة ومسؤولي الخدمة المدنية حول إنهاء ما سمي بعهد "التمكين"، في إشارة إلى تسييس الخدمة المدنية منذ بداية عهد الإنقاذ، وتقديم الموالاة على الكفاءة. وهو توجه زادت حدته بعد انقسام الحركة الإسلامية في نهاية عام 1999، حيث تعرضت الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة إلى حملات تطهير جديدة، طالت أنصار الشيخ حسن الترابي هذه المرة. وقد جاء في مقولات الحكومة أن الخدمة المدنية ستحرر من الآن فصاعداً من التدخلات السياسية، ولن تكون هناك معايير في الاختيار للوظائف إلا الكفاءة.

    بعض المعارضين علق بأن الخدمة المدنية قد سيست بالفعل حتى النخاع، وأن القائمين عليها هم على كل حال من أهل الولاء. وعليها فإن "استقلال" الخدمة المدنية الاسمي لن يغير كثيراً في توجهاتها وهويتها وأساليب عملها. ولعل ما يريده هؤلاء هو اتباع سياسة "تمكين" مضادة، تقوم على "تطهير" المؤسسات من الموالين للنظام، وهو توجه قد يؤدي إلى إشكالات جديدة، ويعمق الصراع ويؤدي إلى استمراريته.

    من هنا لا بد من توضيح بعض الأمور، أولها أن عودة الديمقراطية الحقيقية إلى البلاد لا بد أن تبدأ من إخراج المؤسسات المحورية، وعلى رأسها القضاء والقوات النظامية والخدمة المدنية من دائرة الصراع السياسي. وهذا يتطلب إمساك القوى السياسية، بل وتعهدها بدايةً، بعدم التدخل في شؤونها إلا بحسب القانون والنظم الحاكمة لها. صحيح أن بعض القيادات والشخصيات ذات اللون السياسي الصارخ، أو الفاقدة للكفاءة، أو المتلبسة بالفساد، لا بد من إبعادها كشرط للتحول. ولكن هذه أمور يجب أن تترك لأهل الشأن في داخل هذه المؤسسات، وللقيادات الجديدة المشهود لها بالنزاهة والكفاءة التي يجب أن تعين على رأسها.

    هذا هو المنهج الذي اتبعته الثورات العربية في مصر وتونس واليمن، بخلاف ليبيا التي كما نعلم لم تكن بها دولة تستحق الاسم، إضافة إلى الثورة هناك اتخذت طابعاً مسلحاً شاملاً. وفي ما يحدث في ليبيا على كل حال عظة وعبرة، كما حدث في العراق حين أدى حل الجيش والشرطة إلى انفراط عقد نظام البلاد وانزلاقها إلى فوضى لم تخرج منها بعد. وعلى كل حال فإن ضمانات الحياد ضرورية لكسب هذه المؤسسات إلى جانب التغيير.

    لا شك أن تسييس الخدمة المدنية وإخضاعها لشروط الولاء قد بلغ حداً مدمراً في عهد الإنقاذ بسبب النهج غير الموفق الذي اتبع، وتدخل الأهواء الشخصية في القرارات في جو غابت فيه الشفافية والعدالة. ولكن كان لهذا التصرف سوابق في الفترة التي ثورة أكتوبر 1964، ثم وبصورة أكثر شناعة بعد انقلاب مايو 1969، حيث تم تصنيف كثيرين من أهل الكفاءة والخبرة في الجيش والخدمة المدنية والجامعات سياسياً وإقصاؤهم من مواقعهم، مما عاد على البلاد بضرر لم يتم جبره حتى اليوم.

    إلا أن ما اجترح في عهد الإنقاذ من تسييس للمؤسسات، بل وحتى شخصنة لها، فاق كل ما سبق. على سبيل المثال فإن وزير الخارجية الأول في عهد الإنقاذ، على سحلول (عليه رحمة الله)، وهو من الدبلوماسيين المخضرمين، استخدم موقعه في الوزارة لتصفية حسابات شخصية مع كثير من زملائه السابقين في الوزارة. وقد اخترع سحلول تسمية "أولاد منصور" لتصنيف خصومه، في إشارة لمجموعة من الدبلوماسيين يتهمون بولائهم لوزير الخارجية الأسبق في عهد النميري، الدكتور منصور خالد، الذي كان قد انضم إلى الحركة الشعبية المتمردة في الجنوب بعد انتفاضة أبريل عام 1985. وقد اتخذت هذه ذريعة لاستبعاد دبلوماسيين من ذوي الكفاءة لا لسبب إلا لخلافات أو ثأرات.

    وهذا يعيدنا إلى النقطة الأولى، وهي أن سحلول لم يكن من الإسلاميين، ولكنه يمثل قطاعاً عريضاً من التقنوقراط أو أنصار نظام النميري والمنتفعين، اختارتهم القيادات لمواقع مهمة. وقد كانت الحجة في أول الأمر التمويه، لأن الإسلاميين كانوا ينكرون صلتهم بالانقلاب، وعليه كان معظم الوزراء وكبار المسؤولين في بداية عهد الإنقاذ إما من غير الإسلاميين أو من الإسلاميين غير المعروفين. ولكن كان هناك مبرر آخر للاستعانة بأمثال هؤلاء، لأنهم بسبب وضعهم الخاص وتغليبهم للمصلحة الذاتية كانوا ينفذون كل ما يطلب منهم بدون كثير مناقشة، بخلاف غالبية الإسلاميين ممن كانوا يرون في أنفسهم الندية للقيادات ويكثرون من طرح الأسئلة، كما شكا المسؤولون.

    وكإجراء مكمل كان المسؤولون لا يتركون لمثل هؤلاء أمر القيادة والقرار في وزاراتهم، بل يتخذونهم واجهات ويحتفظون لأنفسهم أو المقربين منهم بالقرار، إما مباشرة أو عبر مرؤوسين اسميين لأولئك يكونون على صلة مباشرة بمن بيدهم الأمر ويأتمرون بأمرهم. وقد أدى هذا إلى خلل مزدوج. فمن جهة فإن تولية القيادة الاسمية لأفراد تنقصهم الكفاءة والمسؤولية معاً، بينما يكون القرار بيد غيرهم، أدى إلى النيل من هيبة المؤسسات وقياداتها، وأدخل الفساد البنيوي في المؤسسات، ولو من باب إفراغ الوظائف من محتواها، والفصل بين المسؤولية عن اتخاذ القرار وبين متخذه الفعلي. ولكن هذا لم يكن كل ما في الأمر، لأن من يقبل بلعب هذا الدور لا بد أن يتقاضى ثمناً، باستغلال المنصب لفائدته الشخصية، إما لفائدة مادية، أو لتصفية حسابات وتحقيق مصالح أخرى، وغالباً بالاثنين معاً.

    ولم يكن "الإسلاميون" غائبون تماماً عن هذا المشهد، فقد كانت لهم تنظيمات في داخل الوزارات أو خارجها. ولكن هذه التنظيمات كانت في الغالب أيضاً تقوم على مبادرات شخصية من أفراد، غالباً ما تكون لأجندات شخصية أو فئوية، وكانت هناك صراعات لا تنتهي بين هذه المجموعات، وقد أصيبت بعدوى الفساد الضارب بأطنابه، فلم تكن ببعيدة من تصفية الحسابات.

    ولكن رغم شكوى كبار المسؤولين من "انتقادات" الإسلاميين، فإن موقف غالبية الإسلاميين كان في مجمله سلبياً. فكثيرون قبلوا بما فرض عليهم إقصاء، وانزووا إلى شأنهم الخاص، إلا حين توكل لهم مهام محددة. آخرون قبلوا بالأدوار التي أوكلت لهم، سواءً في المؤسسات العامة أو الخاصة، ولم يشغلوا أنفسهم بالاتجاه العام للأمور أو السياسات المحورية، فكان هذا أشبه إلى حد كبير بالاهتمام بالشأن الشخصي. على سبيل المثال فإن كثيراً ممن عملوا في ملف الجنوب، وهو في نظري أهم ملف في عهد الإنقاذ، لم يكونوا يطرحون أسئلة حول التوجهات الاستراتيجي حول الجنوب، ولم يكن هناك منبر لهؤلاء لمناقشة التوجهات الكبرى والقرارات المحورية حول هذه القضية. ويمكن أن يقاس على ذلك من تولوا مهام أخرى أقل شأناً. آخرون اختاروا الانصراف إلى "الجهاد" في الجنوب فيما يشبه التوجه "الانتحاري" هرباً من تعقيدات لم يستطيعوا التعامل معها.

    المحصلة النهائية لكل هذا هي أن "التمكين" المزعوم لم يكن للإسلام والإسلاميين كما هي الأسطورة الشائعة، بل لطائفة واسعة من المنتفعين وأهل الطاعة والمستعدين لإرسال عقولهم وضمائرهم في إجازة مدفوعة الأجر. وقد زاد التهافت على المناصب من قبل المنتفعين بعد بداية العهد النفطي، الذي توافق مع المفاصلة والانشقاق بين الإسلاميين. وقد وصل الأمر بعد ذلك أن أصبح الانتماء الإسلامي تهمة. وقد سمعت من بعض الأصدقاء العاملين في الدولة خلال السنوات الماضية أنهم أصبحوا يشعرون بالغربة ويواجهون بالشك حتى أصبح الذهاب إلى العمل بالنسبة إليهم محنة يكابدونها. وقد علمت من إسلامي مخضرم يعمل بالخارج إنه التقى أحد وزراء الحركة الشعبية بعد اتفاقية السلام فطلب منه –مازحاً- أن يوجد له وظيفة في وزارته، فرد الوزير بعفوية صادقة: "إن جماعتك هؤلاء لا يريدون الإسلاميين!"

    ولكن هذا ليس تبرئة للإسلاميين ممن جاءت صحوتهم المتأخرة كثيراً عبر مذكراتهم المتتالية بعد خراب البصرة ودمار الحركة الإسلامية وتدهور أحوال البلاد. ذلك أن المظاهر السالبة التي يتحدثون عنها في مذكراتهم من فساد وغياب للشورى وغياب للعدالة وانسداد للأفق السياسي لم تظهر اليوم أو الأمس. وقد شارك فيها من شارك من "الإسلاميين" (إن صحت التسمية في حق كثيرين) إما مباشرة وبحماس "جهادي"، أو بالتواطؤ أو الصمت أو السلبية. ولعل الإشكال هو أن من شارك ولم يشارك من الإسلاميين في هذه التجاوزات، وحتى من عارضها علناً، يحمل ويتحمل أوزارها، لأن كل الضحايا يتهمون الإسلاميين ويحملونهم المسؤولية عن التجاوزات.

    المفارقة إذن هي أن كثيراُ من الإسلاميين –وبالنتيجة "الإسلام" والتوجهات الإسلامية- يتحملون وزر نظام المستفيد الأكبر منه غيرهم من المنتفعين والمنافقين والمتسلقين، فهم يستدعون حين يتلعق الأمر ب "الجهاد" والتضحية، ويصرفون عند توزيع المغانم. ولكن مجرد التبرؤ الذي جاء متأخراً من تجاوزات النظام لن يكفي، لأن الأزمة أكبر من ذلك. ذلك أن أي تيار من الإسلاميين يقدم نفسه مستقبلاً للشعب السوداني سيواجه بأسئلة مشروعة حول أين كنتم حين كانت تلك التجاوزات التي لا يرضاها عقل ولا دين تقع باسم الإسلام وباسمكم؟

    إن مسؤولية الإسلاميين عما وقع (بمن في ذلك من ابتعد ومن استنكر في السر) تتعدى الاستنكار ومحاولات الإصلاح على استحياء إلى دعم التغيير الإيجابي، وتحديد من تولى كبر التجاوزات والفساد بالاسم، ومن يتستر عليها ومن ينتفع بها، وضمان إقصائهم ومعاقبتهم. فالأمر لا يتعلق فقط بمكانة وسمعة الحركة الإسلامية، ولكن بمكانة الإسلام الذي يتدثر به المفسدون في الأرض، فيكونون بذلك من صد عن سبيل الله كثيراً، وهي جريمة تتضاءل أمامها كل جريمة أخرى. ولن يكونوا وحدهم المساءلون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون.


    و هنا ان قمنا بوضع مقال د.الافندي علي معيار د.حيدر فسنجده التجسيد الكامل لكل ما قاله د.حيدر و جسد كل من :الخواء الفكرى+ الشعاراتية والتعميم والثرثرة+ المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا+عبارات وجمل طويلة ولكنها تخلو من الأفكار الجديدة

                  

02-16-2012, 11:49 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: أنور أدم)

    و هذا نمط كتابة اشار د.حيدر الي كاتبها
    Quote:

    حكاية الحركة الإسلامية مع حكومة «الإنقاذ» .. بقلم: أ.د.الطيب زين العابدين
    بمناسبة الحراك الواسع في أوساط الإسلاميين لمراجعة العلاقة بين الحركة وحكومة الإنقاذ وحزب المؤتمر الوطني، ينبغي التعرض لنشأة هذه العلاقة وتطورها الذي أدى إلى إخفاء الحركة عن الوجود رغم أنها هي التي دبرت وصنعت الانقلاب العسكري بعناصرها النظامية والمدنية، وأعطته السند الجماهيري الذي يحتاجه، والكوادر المؤهلة التي تسلمت المسؤولية التنفيذية في الدولة، وقيادة مؤسسات الخدمة المدنية والقضائية التي أمكنت الحكومة من تنفيذ سياساتها، بل وخف لمساندة جيشها المتعب آلاف الشباب الذين انخرطوا في الدفاع الشعبي ذوداً عن وحدة الوطن في أحراش الجنوب، وجلبت للحكومة أموالاً كثيرة كانت في أشد الحاجة إليها من أصدقاء الحركة في خارج السودان. أليس غريباً أن الحركة التي فعلت كل ذلك تكون هي التنظيم السياسي الوحيد الذي يختفي عن الساحة السياسية السودانية وبتدبير من قيادتها الحاكمة؟ ويتولى تمثيلها في سلطة الدولة العليا نفر قليل لم ينتخبهم أحد، اختارهم شيخ الحركة في البداية لقربهم منه ثم انحازوا إلى جانب السلطة بعد المفاصلة. والآن تتحدث قيادة الحزب الحاكم عن محاسبة الإسلاميين الذين كتبوا مذكرة تطلب تصحيح الأوضاع في الدولة والحزب! يا سبحان الله مَنْ يحاسب مَنْ؟ فقد كتب هؤلاء الشباب بصفتهم أعضاءً في الحركة الإسلامية ولا سلطان لقيادة المؤتمر الوطني على الحركة الإسلامية، كما أن تلك القيادة ليس لها أي موقع في أجهزة الحركة المجمدة منذ المفاصلة. وهذا الوضع الغريب الشاذ يحتاج إلى شرح وتفسير حتى يلم هؤلاء الشباب بتطورات الأحداث التي أدت إلى هذه الحالة المؤسفة.
    ما كانت الحركة الإسلامية ترغب في اللجوء إلى انقلاب عسكري لتستلم عن طريقه السلطة، فقد استفادت من المناخ الديمقراطي رغم قصر مدته، واستطاعت أن تنمو وتتمدد في القطاعات الحديثة وفي المدن، مما جعلها القوة البرلمانية الثالثة بجدارة في انتخابات 1986م، ولكن طلابها في المرحلة الثانوية الذين التحقوا بالجيش رغبوا في ضم آخرين لهم، فأُذن لهم بحجة أن كل الأحزاب، خاصة الآيديولوجية المنافسة لها، تفعل ذلك وقد نحتاج يوماً ما لحمايتهم. وبعد مذكرة كبار الضباط في فبراير 89م التي أبعدت الجبهة الإسلامية من المشاركة في الحكومة، بدأ التفكير في التغيير العسكري، وكان الخيار الأول أن يحدث من خلال ثورة شعبية ضد «حكومة القصر»، وبالفعل خرج آلاف من شباب الحركة الإسلامية يهتفون ضد الحكومة في شوارع الخرطوم طيلة شهر رمضان في تلك السنة، ولكن الاستجابة الشعبية لهم كانت ضعيفة. وقدم اقتراح الانقلاب العسكري الصرف إلى الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية «27 عضوا» بحجة أن الحكومة ضعيفة وحالة الجيش يرثى لها وحركة التمرد أصبحت تزحف شمالاً نحو الكرمك وقيسان وقد تهدد الخرطوم، وأن هناك ثلاث محاولات انقلابية تعد لها جهات معادية للجبهة الإسلامية التي ستكون أول ضحاياها «حزب البعث، المايويون، الجبهة القومية وهي شتيت من أبناء المناطق المهمشة»، وأن الغرب لن يدع الإسلاميين يصلون إلى السلطة بطريق ديمقراطي «إسقاط الترابي في دائرة الصحافة نموذجاً»، ثم إن الاستعداد للانقلاب جاهز أكثر من أي انقلاب سابق ومضمون نجاحه. وكانت أكثر الحجج تأثيراً على المجتمعين حجة المحاولات الانقلابية وعلى رأسها محاولة حزب البعث التي أوشكت على ساعة الصفر. وكان التفاهم على مستوى القيادة أن الحكومة العسكرية لا تبقى لأكثر من ثلاث سنوات تعود بعدها الحياة المدنية والتعددية السياسية إلى حالتها الأولى، وحينها ستكون الحركة الإسلامية قد تمددت في مفاصل الدولة والمجتمع مما يمكنها من الفوز الانتخابي في معظم أنحاء السودان. ووافقت الهيئة التنفيذية دون أن تعلم الكثير عن تفاصيل التنفيذ أو شخصيات الحكم.
    وبعد نجاح الانقلاب واستلام السلطة وقعت الكارثة الأولى، وهي حل مجلس شورى الحركة الإسلامية، ثم تبعه حل كل أجهزة الحركة. وكانت الحجة الأساسية التي قال بها الشيخ المبدع تبريراً لحل مجلس الشورى: إن الذين يتولون السلطة الدستورية الآن من عسكريين ومدنيين هم «إخوانكم» ويعملون لتحقيق أهدافكم، فكيف تجتمعون لوحدكم وتتخذون قرارات ملزمة لهم دون أن تشركوهم في الأمر؟ ودون أن تستفيدوا من معلوماتهم في أجهزة الدولة التي ينبغي أن تبنى عليها القرارات. ورغم قوة الحجة إلا أن قرار المجلس كان إعادة صياغة الحركة من قواعدها إلى قيادتها وفقاً لمتغيرات السلطة على أساس انتخابي. وقبل الأمين العام مقترح حل مجلس الشورى وجمد بقية القرار لعدة سنوات، وأصبح مجلس الشورى مجلساً معيناً يزدحم بالمسؤولين والوزراء الذين يعينهم شيخ الحركة! وفقدت الشورى أهم مقوماتها وهي الانتخاب وحرية المداولات دون خشية من أحد. وأثرت تقاليد السلطة العسكرية التراتيبية على الحركة المدنية الشورية بدلاً من العكس، فأصبحنا نسمع في أجهزة الحركة: «بالتنوير» من المسؤولين عن الأوضاع بدلاً من التداول لاتخاذ القرار المطلوب، وأن مشكلة قيادة الحركة تأتي من المدنيين وليس العسكريين المطيعين، وأن القيادة مشغولة بتصريف أمور الدولة الضاغطة وليس لديها وقت للتواصل مع القواعد. وقيل لقدماء الأعضاء إن دورهم قد انتهى وجاء دور جيل جديد! وأصبح الحديث عن الحصار على السودان والمؤامرات الأجنبية ضد الحكومة الإسلامية والمواجهة العسكرية مع حركة التمرد مبرراً للقيادة أن تنفرد باتخاذ كل القرارات في غيبة تامة للقواعد ولكثير من القياديين خارج الحلقة الضيقة. وذهبت الاحتجاجات والمذكرات العديدة التي رفعت لشيخ الحركة أو للقيادة الدستورية أدراج الرياح.
    وحين جاءت المفاصلة في عام 1999م كانت الحركة الإسلامية من الضعف بمكان، فلم يكن لها دور يذكر في معالجة الأمر، وكانت السلطة وما تحتها من نفوذ هي معيار المنافسة بين القصر والمنشية، فكسب القصر الجولة دون كبير عناء، وانحاز إلى صاحب القصر حيران الشيخ الأقربين بحجة أن السلطة هي أكبر انجاز للحركة فكيف يضيعونها. وعندما استتب الأمر لمجموعة القصر رأت أن ترضي أشواق الإسلاميين بإنشاء كيان لهم دون أن يكون له أدنى دور في الحياة العامة، لأن المؤتمر الوطني سيكون هو الحزب الحاكم الذي يحتكر العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفئوي والثقافي، وسمي التنظيم بـ «الكيان الخاص» ثم بعد ذلك بالحركة الإسلامية، التي تعقد مؤتمراً عاماً كل سنتين أو أربع، ولها أمين عام ينتخب في المؤتمر كل أربع سنوات، ولها مجلس شورى قومي، ومجالس شورى في الولايات، وأمانة تنفيذية في كل ولاية. وحتى يطمئن أهل السلطة إلى أن هذه الحركة لن ترفع رأسها عليهم في يوم من الأيام جعل على رأس كل جهاز من أجهزتها مسؤول تنفيذي كبير في الدولة يأخذ مخصصاته من الحكومة وليس لديه وقت للاهتمام بجهاز الحركة الموكل إليه، وأسندت حراسة اجتماعات الحركة الفارغة المضمون إلى جهاز الأمن الشعبي المرتبط عضوياً ومالياً بالدولة، ونصَّت لائحة الحركة على أن كل عضو فيها هو بالضرورة عضو في المؤتمر الوطني. وقد يكون هذا هو المدخل لمحاسبة الإسلاميين الذين تجرأوا بكتابة مذكرة تنتقد الأوضاع الخربة في الدولة والحزب! ومع كل هذه الضوابط المقيدة لنشاط الحركة اليتيمة زيد عليها أنها حركة غير مسجلة لدى أي جهاز من أجهزة الدولة، وليست معلنة للملأ، وليس لها أي نشاط من أي نوع باسمها، ومع ذلك يحضر مؤتمرها العام رئيس الجمهورية ونائبه الأول وطائفة من الوزراء والمسؤولين والضيوف! فالقصد هو إرضاء الأشواق القديمة التي يكفيها هذا القدر من الوجود الشكلي.
    وصرح بعض الصادقين من قيادات الحزب الحاكم أمثال ابراهيم أحمد عمر وأمين حسن عمر وغيرهم، أنه ليس هناك داعٍ لتنظيم آخر للحركة الإسلامية، فتنظيم الحركة الجديد هو المؤتمر الوطني، وشيخ الحركة المبايع هو رئيس الدولة. وكان الله يحب المحسنين! ولكن بعض أساطين المكر يظنون أن غياب الحركة قد يغري بعض المشاغبين أو شيخها القديم بإنشاء حركة إسلامية خارج السيطرة، لذلك من الأسلم إبقاؤها قيد الحبس المنزلي بكل تلك الشروط المكبلة التي تجعلهم يأمنون جانبها من كل الوجوه. وآن للحركة الإسلامية التي جاءت هذه السلطة على ظهرها، وحكمت باسمها لأكثر من عشرين عاماً، وفعلت بالبلاد والعباد ما فعلت، أن تسترد كيانها المغتصب وحقها المهضوم، وأن تبرز مرة ثانية للوجود تنظيماً مسجلاً ومعلناً ومستقلاً. وهذه الململة السائدة حالياً في أوساط الإسلاميين علامة صحة وعافية، وعليهم أن يقطعوا الشوط حتى نهايته، فلن يخسروا سوى الأغلال التي كبلوا بها والسمعة السيئة التي لحقت بهم من جراء فعائل الدولة الغاشمة!!

    المقال في تقديري البسيط لا يستطيع الاجابة عن تساؤل محوري مفاده : "ماهي نتائج هذه النقد والمراجعة عند الإسلاميين وتأثيرها على تجديد الفكر الإسلامي أو على سياسات دولتهم؟" كما قال د.حيدر بل هو ان د.الطيب زين العابدين ممن" لا يتساءلون عن جذر مشكلة الحركة، يقفون عند مناقشة ونقد التطبيق والممارسة. لذلك، يصبح المكتوب موجهًا إلى شخصنة القضايا. وهذا جدل سياسي بامتياز ولا يعدم بعض الخبث. إذ يريد أصحابه القول بصحة الفكرة ولكن أخطأ البعض في التطبيق، وهناك إسلامويون لو حكموا لن يقعوا في هذه الأخطاء".
                  

02-16-2012, 10:49 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: أنور أدم)

    الاعزاء
    هيثم طه
    عصام جبر الله
    أنور ادم
    شكرا للمرور الكريم
    من الاشياء المهمة فى المقابلة الاقتباس ادناه:

    Quote: من أين تنبع هذه المراجعات عندك؟ وماهي أهميتها؟ واضعون في الاعتبار ولعك بالكتابة والتتبع للحركة الإسلامية السودانية أكثر من غيرك، وأصدرت في ذلك أكثر من كتاب، هذا بالطبع بجانب العديد من المقالات، لماذا؟
    - الولع بالكتابة والقراءة وهذه صناعتي، كما يقول الشاعر الفيتوري: صناعتي الكلام، سيفي قلمي. يضاف إلى ذلك التكوين الأكاديمي فقد درست في جامعة أسست ما يسمي المدرسة النقدية أو مدرسة فرانكفورت الاجتماعية القائمة على الشك والتساؤل وهدم المؤسس، ورفض قبول كل السلط أو السلطات قبل نقدها تمامًا. كما أن الفترة من منتصف سبعينيات القرن الماضي هي حقبة انتشار –ولا أقول صعود- الحركات الإسلامية، فهي انتشرت أفقيًا دون أن تتعمق- رأسيًا- لتقدم فكرًا معاصرًا للقرن الحادي والعشرين



    وفيه يحدد د حيدر الانتماء لتيار ما وهو واحد من المواقف القليلة له ، وتقديرى انه حرص من خلاله على خلق علاقة بالقارىء والقارئة نظرا لصرامة تيار المدرسة النقدية او مدرسة فرانكفورت الاجتماعية , وهى صرامة تتعارض مع ما عرفناه من جيله (الحداثوى) وهو الجيل الذى طبعته الحداثة بطابعها التفاؤلى، ولذلك كان نقده للعمل المعارض يجد الامتعاض رغم مثابرته كما تفضل الاخ عصام فى وصف نشاطه السياسى على ايام التجمع بالقاهرة فى التسعينات مثلا،
    هو مفكر سياسى واجتماعى معزول عن جيله يا هيثم ، ليس فقط عن جيله بل حتى الجيل الذى يليه وهو جيلنا وهى عزلة ذات طابع فكرى وسياسى!!
    لذلك لا اجد غرابة عندما قرأت احساسك تجاه كتابات الرجل
    وربما تلاحظ غضبه فى الرد على السؤال الخاص بالاجيال الجديدة لان الصحفى وضعه فى خانة ابناء جيله الذين ينتقدون جيل الشباب ويتعالون عليهم ويحنون الى شبابهم هم(بإعتبارهم نشأوا فى عصور ذهبية) وكيف انه -على العكس مما يعتقد الصحفى - اظهر احتفاءا كبيرا بهم وبهن وانحياز غير مشروط للاجيال الجديدة على الرغم من الحصار الفكرى والثقافى المفروض عليها وقد راهن عليها فى التغيير وعلى قدرتها الاسطورية فى إختراق ما وصفه ( بحصارها المستحيل!!!)
    هو لا يراهن عليها فقط من اجل احداث التغيير وانما يراهن عليها فى خلق التواصل مع مثله من الكتاب وهم قلائل جدا فى السودان الان !!
    حيدر ابراهيم لا يكتب لابناء جيله او الجيل الذى يليه ، انه يكتب لشباب اليوم ويتعاطف معهم ويأمل فيهم ، وفى ذلك قمة الشجاعة والالتزام
    ومع ذلك يا هيثم يمكن ان نتحاور اذا ما اتيت ببعض التفاصيل التى جعلتك تتخذ موقفا سالبا من هذا الكاتب الممتلىء

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-16-2012, 11:12 PM)

                  

02-17-2012, 00:34 AM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    الاعزاء عصام و طلعت تحياتي لكم و لضيفكم انور
    مبدئيا لا بد لي من الاعتراف ببعض عدم المسؤولية التي اعترتني حين كتابتي المبتسرة تلك عن الدكتور حيدر -لانه من الظلم او عدم الامانة اذا اختصرت مجهودات الرجل و تجربته الطويلة بمجرد تلك السطور - و ثانيا- شخصيا لهذا الرجل في قلبي محبة خالصة بحكم احتكاكي القصير به في القاهرة و الطويل
    في السوداني بل لم اكن اتحدث اصلا حين كتبت عن منهجه عن التزامه او قمة شجاعته فمو من القلائل جدا في وسطنا الثقافي من يتميز بتلك الصفات
    و يمكنني القول ان ما كتيته اقرب الي الانطباعات اكثر من كونه دراسة او فكرة جادة -لكن احاول دائما ان اؤكد ان ما اكتبه هو تقديراتي الشخصية و لا علاقة له بالواقع او بالحقيقة !
    يا عزيزي عصام اشكرك علي كلامك الطيب - و في الحقيقة عندما كتبت مفهوم (الظاهرة -الفكرة -الظاهرة ) كانت فكرة وليدة اللحظةو التي ربما اكتبها لاول مرة وكانت محاولة مني لترجمة ما فكرت فيه عن منهج الدكتور حيدر !
    و مثال لما اعتبره كذلك - مثلا هناك وعي قبلي متنامي في السوداني - هذه هي الظاهرة .و ربما لاول مثلا مرة -في السنين الاخيرة - نعرف ان اول السودان مثلا نوبي او جعلي او غيره و كمثال ن المنبر -فجاة نعرف من النوبيين ان البوشي هو نوبي - و اعني بهذا الكلام ان هذا الوعي القبلي كثيرا ما يقال ان رغبة النظام الحاكم و سياساته المقصودة هي التي ادت الي تنامي هذا الوعي القبلي ! و بالطبع يمكن ان يأتي الناس بامثلة مثلا تقسيم دارفور علي اساس قبلي كما تحدث البشير - لكن اختلف شخصيا مع هذا التفسير و اري ان الوعي القبلي عملية معقدة و ليس بمقدور نافع او الكرتي او غيره التسبب بانتاج هذا الوعي -بل اراهم من الضعف بمكان لانتاج هذا الوعي ! بالطبع بعض الكتابات العنصرية مثل(الانتباهة ) اثر - لكن ما اتحدث عنه هو ان ظاهرة الوعي القبلي ليس نتيجة مباشرة لرغبة و سياسات مقصودة للنظام !حتي لو كانت رغبتهم الحقيقية انتاج هذا الوعي !! بل اراه نتيجة للسياسات العامة و تفكك الدولة و محاولة الناس لايجاد وعاء للانتماء و الاحساس بالامن الاجتاعي لغياب الوطن في مخيال الناس -
    اذن ما المشكلة بين هذين السببين لانتاج الوعي القبلي كظاهرة ؟؟ بالطبع قد تتقاطع السببين - لكن ما اعنيه انه اذا اعتبرناه نتيجة لرغبة مباشرة للحكومة فاننا سنحارب هذا الوعي بالطعن في مشروعيته و باعتباره تراجعا عن مفهوم الوطنية و باعتبارنا نحارب رغبات الحكومة ! و لكن اذا نظرنا الي هذا الوعي انه نتاج تفكك الدولة و انه يمثل الوعاء الاخير الذي يمكن ان يحافظ للناس احساسهم بالامن و بالتالي اذا حاربنا هذا الوعي دون معرفة فانه يمكن ان نسبب ازمة نفسية لمعتنقيه !و ربما يؤدي في النهاية الي ازمة اخطر من تفكك الدولة ! و اعني انهيار المجتمع بكامله !
    و اذا عدنا الي كلامي عن (الظاهرة-الفكرة -الظاهرة ) فان الوعي القبلي يمكن اعتباره الظاهرة و الفكرة هي ان رغبة النظام هي التي ولدت الظاهرة و التفسير هو ان هذا الوعي هو رغبة لنظام و بالتالي فان هذا الوعي يجب محاربته من اجل استعادة الوعي الوطني
    و خلاصتي هي انه -فيما اري -اذا لم يكن لدينا فكر فلسفي عميق لفهم الظواهر فانه من السهل الانتقال منها ثم العودة اليها بنفسها لنفسرها بها !!
    و مثال اخر متعسف من كتابات مصطفي حجازي - مثلا يتحدث هو عن الانسان المقهور - لكنه -حسب فهمي- سوف يذهب الي المجتمع و يري ظاهرة مثلا هناك اناس يذهبون الي الشيخ البرعي للعلاج ! فيقول -افتراضا - حجازي -ان الانسان المقهور يذهب الي الشيوخ (و كانها فكرة اصيلة من عنده !)! ثم يستدل بنفس الفكرة التي بها من الظاهرة نفسها لتفسيرها ! - و ما يمكن للقاريء ان يفهمه من مثل هذا التفسير اننا نذهب الي الشيوخ لاننا مقهورين - ما اعنيه هنا ان هذه الظاهرة المعقدة (الذهاب للشيوخ ) قد تبتسر في فكرة القهر فقط !! (معليش للتعسف و ابتسار المثال !)

    مودتي للجميع

    معذرة شديدة يا عصام للاسهاب -لكن زرزتني !!! و يمكنني لاحقا تناول محاولة الدكتورحيدر للفنان محمود (كظاهرة ) للوصول الي تفسيره في مقاله المشهور
    شكرا للعزيز طلعت و رغبته في الحوار و بالتاكيد لي عودة لابداء رأيي عن منهج الدكتور حيدر (بالطبع لا اعني المنهج الذي يعلنه -المدرسة الفرانكفونية -و التي بقدر معرفتي البسيطة بها فاني مفتون بها- لكني اعني طريقة تطبيقها عمليا عن حيدر -)ويمكننا ان نتاول هذا المقال نفسه اضافة لتعليق العزيز انور والذي لا اتفق فيه معه بل -فيما اري -هو نتاج مباشر لمنهج و مقال الدكتور حيدر في تفسير الظواهر بنفسها !! -

    (عدل بواسطة هيثم طه on 02-17-2012, 00:48 AM)

                  

02-17-2012, 01:53 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: هيثم طه)

    عزيزي هيثم طه
    تحية و تقدير، كنت انتظر كغيري ان أري بواعث اختلافك مع افكار د.حيدر او بالاحري منهجيته او رؤيته التحليلية حتي يتسني لي من الادلاء بفكرة او وجهة نظر.
    و ها قد أتت الفكرة جلية و اضحة شملت مثالا صارخا في الحالة السودانية. وهنا ساقتبس جزءا اراه غاية في الاهمية فيما أوردت :

    Quote: مثال لما اعتبره كذلك - مثلا هناك وعي قبلي متنامي في السوداني - هذه هي الظاهرة .و ربما لاول مثلا مرة -في السنين الاخيرة - نعرف ان اول السودان مثلا نوبي او جعلي او غيره و كمثال ن المنبر -فجاة نعرف من النوبيين ان البوشي هو نوبي - و اعني بهذا الكلام ان هذا الوعي القبلي كثيرا ما يقال ان رغبة النظام الحاكم و سياساته المقصودة هي التي ادت الي تنامي هذا الوعي القبلي ! و بالطبع يمكن ان يأتي الناس بامثلة مثلا تقسيم دارفور علي اساس قبلي كما تحدث البشير - لكن اختلف شخصيا مع هذا التفسير و اري ان الوعي القبلي عملية معقدة و ليس بمقدور نافع او الكرتي او غيره التسبب بانتاج هذا الوعي -بل اراهم من الضعف بمكان لانتاج هذا الوعي ! بالطبع بعض الكتابات العنصرية مثل(الانتباهة ) اثر - لكن ما اتحدث عنه هو ان ظاهرة الوعي القبلي ليس نتيجة مباشرة لرغبة و سياسات مقصودة للنظام !حتي لو كانت رغبتهم الحقيقية انتاج هذا الوعي !! بل اراه نتيجة للسياسات العامة و تفكك الدولة و محاولة الناس لايجاد وعاء للانتماء و الاحساس بالامن الاجتاعي لغياب الوطن في مخيال الناس -
    اذن ما المشكلة بين هذين السببين لانتاج الوعي القبلي كظاهرة ؟؟ بالطبع قد تتقاطع السببين - لكن ما اعنيه انه اذا اعتبرناه نتيجة لرغبة مباشرة للحكومة فاننا سنحارب هذا الوعي بالطعن في مشروعيته و باعتباره تراجعا عن مفهوم الوطنية و باعتبارنا نحارب رغبات الحكومة ! و لكن اذا نظرنا الي هذا الوعي انه نتاج تفكك الدولة و انه يمثل الوعاء الاخير الذي يمكن ان يحافظ للناس احساسهم بالامن و بالتالي اذا حاربنا هذا الوعي دون معرفة فانه يمكن ان نسبب ازمة نفسية لمعتنقيه !و ربما يؤدي في النهاية الي ازمة اخطر من تفكك الدولة ! و اعني انهيار المجتمع بكامله !
    و اذا عدنا الي كلامي عن (الظاهرة-الفكرة -الظاهرة ) فان الوعي القبلي يمكن اعتباره الظاهرة و الفكرة هي ان رغبة النظام هي التي ولدت الظاهرة و التفسير هو ان هذا الوعي هو رغبة لنظام و بالتالي فان هذا الوعي يجب محاربته من اجل استعادة الوعي الوطني

    هنا أود ان استفسرك بالذي تعنيه بالوعي القبلي؟؟؟؟ . بحكم انني أنتمي معرفيا الي العلوم الاجتماعية(سوسيولوجي+ انثروبولوجي) اجد صعوبة في تناول هذه المفردة ، و لكني أري ان الظاهرة التي بحاجة للدراسة و سبر الغور هو الاعتداد بالذات العرقية (Ethnocentrism) التي اطلت براسها لتشمل كل مناح الحياة السودانية و التي يمكن تسميتها ببعض التحفظ (Tribalism) ، و كان أخرها تحويل بعض حواكير دارفور الي ولايات؟. و السؤال الجوهري هو What is byond the tribalisation of Sudanese state ، و هو سؤال سيويوجي بامتياز و الاجابة عنه تكمن في البحث المعرفي الجاد، و هنا نجد اعمال مثمرة مثل اعمال البروفيسر محمد صالح بمعهد العلوم الاجتماعية بهولندا. أما انثربولوجيا، وهنا التركيز علي القبيلة كبير و محوري بحكم التوجه المعرفي فأن القبيلة بدارفور تمثل حالة استقلال عن الدولة السودانية ، و في دراسات عن المجتمع الرعوي للدكتور عبدالغفار محمد احمد وجد ان النظام الاقتصادي الاعاشي subsistence economic system وهو نمط قبائلي يدور بذاته خارج النظام الاقتصادي للدولة السودانية، و اوضح ان هناك عدة انظمة اقتصادية داخل النظام الاقتصادي الراسمالي السوداني، و بلغة أخري لو تمعت في عمليات التكيف البيئي للزغاوة في هي تدور خارج انظمة الدولة و عندما تري استنتاجات
    توبيانا
    و هناك دراسات كثيرة و معمقة عن القبائل السودانية تذهب في ذات الاتجاه باعتبار ان القبيلة كيان تماثل الدولة بمفهومها الاجتماعي و ليس السياسي. و لكن ما وددت ان اواصله من نقاش معك هو حول هذه الجزئية:
    Quote: - لكن اختلف شخصيا مع هذا التفسير و اري ان الوعي القبلي عملية معقدة و ليس بمقدور نافع او الكرتي او غيره التسبب بانتاج هذا الوعي -بل اراهم من الضعف بمكان لانتاج هذا الوعي ! بالطبع بعض الكتابات العنصرية مثل(الانتباهة ) اثر - لكن ما اتحدث عنه هو ان ظاهرة الوعي القبلي ليس نتيجة مباشرة لرغبة و سياسات مقصودة للنظام !حتي لو كانت رغبتهم الحقيقية انتاج هذا الوعي !! بل اراه نتيجة للسياسات العامة و تفكك الدولة و محاولة الناس لايجاد وعاء للانتماء و الاحساس بالامن الاجتاعي لغياب الوطن في مخيال الناس


    هذه طبعا بعد ان تحدد المراد تحديدا بكلمة الوعي القبلي ؟.
                  

02-17-2012, 06:04 AM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: أنور أدم)

    العزيز انور سلامات ياخ !
    اولا اعتذاري الشديد جدا لعدم موافاتي بما وعدت -ويبدو انني استرسلت فيما لا دخل بمحور البوست -و ربما عزائي الوحيد ان تجد شيئا يثير الرغبة في الحوار
    و ثانيا لا بد ان اعتذر ثانيا من الصرامة المعرفية التي تتحدث بها و ضبط المصطلحات لانني بصراحة اتحدث او استقي معرفتي غالبا من تجربتي الشخصية في الحياة و بعضا من القراءات هنا و هناك -و رغم لامسؤولية هذه الطريقة في النقاش الا انني احيانا مع تاكيدي بخصوصية ما اكتبه بتقديراتي الشخصية كما ذكرت سابقا اجدني مضطرا للمشاركة في شكل (ونسة حوارية ) !

    بخصوص تعريف (الوعي القبلي ) و اشارتي له تحديدا لـ (تناميه ) في الفترة الاخيرة(فترة النظام الحاكم) بالطبع لا اتحدث من المنظور الذي اشرت اليه و بقدر اهمية الدراسات التي اشرت اليها و اهميتها كتأسيس معرفة واصول هذا الوعي و منعرجاته لكن ظني انها قد لا تساهم كثيرا لمعرفة سبب هذا (التنامي )
    و عموما كتعريف تعسفي اعني بالوعي القبلي المتنامي : تلك المساحة او الجزء الذي اقتطع من حضور الوطن في ذهن المواطن و احتلال القبيلة مكانه في الدلالة الرمزية ! اي ما اتحدث عنه عن الوعي القبلي-في سياقنا - يخص في المقام الاول الوطن قبل القبيلة !و مثال بسيط جدا و ذو دلالة عندي - مثلا قبل عشرين عاما لم نكن -غالبا -نعرف الي اي القبائل ينتمي اول السودان ! كان ينتمي في الماضي الي عطبرة او خور عمر او بورتسودان -لكن في الفترة الاخيرة -يبدو لي -اصبح الكثيرون يبحثون عن اصله و اذا مثلا من منطقة النوبة -اراهم يحتفلون و يفاخرون بان اول السودان من منطقتهم ! بالطبع قد كان النوبيين او غيرهم مثلا سابقا يعتزون باصولهم ( مقروءا مع دراساتك ) و لكن الاحتفال (بالاصل) الان اصبح (بجزء) كان يخص (الوطن) سابقا ! : كان الناس غالبا سابقا يقارنون باوائل السودان و تفاوت نسبهم بين السنين و عن المدارس - و بالطبع الامثلة كثيرة جدا - و ليست لي دراسة لاتحدث عن هذا التنامي لكن من محض تجربتي او ملاحظاتي الشخصية -
    و من امثلة المنبر ان الناس كانوا يتحدثون عن بوشي المناضل السوداني ثم فجاة اصبح الحديث عند الكتيرين عن المناضل النوبي !
    و من تجربتي الشخصية مثلا هناك اصدقائي في الخرطوم و ربما عاشرتهم لمدة عشرين عاما ثم تدريجيا اراهم يتحدثون عن منطقتنا و الاعتزاز باصلنا و كانوا قبل ذلك لا يتحدثون عن المنطقة - شخصيا اعير هذه التحولات اهتماما بالغا و ربما التنامي علي المستوي الشعبي و الحديث اليومي البسيط اكثر عمقا للدلالة علي هذا التنامي اكثر من الوعي السياسي (الهامشي) الذي يصارع المركز -و بالطبع برغم اهمية وعي (الهوامش) المختلفة و المرتكزة بشكل اساسي علي القبيلة
    او الجهة -او حتي انشقاقات السلطة كخروج الشهيد خليل و غيره من ابناء الهامش لكن بالنسبة لي قياس الوعي (الشعبي) الغير متاثر بمطالب سياسية واضحة ربما يكون ذو دلالة كبيرة لمعرفة تنامي هذا الوعي القبلي (و انتقاص حضور الوطن انتقاصا حقيقيا و ليس سياسيا ! ) -
    برغم محاولتي المرتجلة و تعسفية تعريفي للوعي القبلي (المتنامي ) (و الذي اخترعته نتيجة هذه الزرزرة و الاحراج المعرفي (هههه) !اتمني ان يكون مفيدا للارتكاز عليه في الحوار ---
    و ظني ان دراسات الانثربولوجي اوالسوسيولجي-(المتوفرة حاليا ) بقدر مقدرتها علي اثارة التفكير ا الاستهداء بها الا انها ربما قد لا تستطيع ان تمدنا بمفاهيم حية تفسر لنا واقعنا المتحرك (مثلا دراسة قبل 20 عام او دراسة من سياق مختلف ) و تلك ربما اشكاليتي مع الكثير من الدراسات !
    --
    بخصوص تفكير الدكتور حيدر و لكي لا يتشعب الحديث كثيرا يمكنني لاحقا الاستدلال بمثالين و الاستفاضة فيهما من المقال عن تفسيره الظاهرة بنفسها بكلامه عن اسباب عدم قيام الربيع العربي في السودان و كلامه عن تفسيره لما اسماه بكسل الاسلاميين

    تحياتي لك و للجميع

    (عدل بواسطة هيثم طه on 02-17-2012, 08:23 AM)

                  

02-17-2012, 05:37 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: هيثم طه)

    العزيز عصام سلامات لك و للحضور
    لا اعرف كيف ستسير الامور في هذا البوست ! و برغم تقديري او تعليقي علي عمق المقال الا انني اتملس في نقاط عدة عن ما قلته عن طريقة تفكير الدكتور حيدر
    مثلا يقول الدكتور :
    Quote: أولاً: يميل "المفكر" الإسلاموي أو الإسلامي أو المسلم، إلى الكسل الفكري عمومًا بسبب استناده على المخزون المقدس في القرآن الكريم والحديث والذي يستنجد به دائمًا، عملاً بالآية:- "وما فرطنا في الكتاب من شيء". ورغم أن التراث ملئ بالدعوة للتفكير والتفكر ولكن الكسل أسهل وأقل كلفة وخطرًا مع وجود الكثير من المحرمات
    مثلا هذا الكلام بالنسبة لي لا يحتوي علي اي قيمة معرفية حقيقية تذكر ! او اثارة للتفكير ! -- بل اتعجب كي يمكن للدكتور ان ينتقل بدون اي وازع (اخلاقي-معرفي ) من مثلا ظاهرة سوسيولوجية ( سلوك اقرب للجماعي(برغم ظاهرية فردانيته ) و اعني عدم انتاج المعرفة و اسماه بالكسل الفكري) الي سيكولوجية المعرفة ! و اعني كيف يتحدث بكل هذه الثقة عن ان المفكر (الاسلامي) يميل الي الكسل الفكري بسبب استناده علي المخزون المقدس و كيف يعرف تحديدا ان العقل الاسلامي في ميكانيزماته الداخلية يستنجد او عملا بالاية (و ما فرطنا في الكتاب ) ! -تفسيره ينتمي بامتياز الي حقل ابستمولوجية المعرفة و محددات العقل و التفكير و اعني ناهيك عن (تخيل) الدكتور ان سبب الكسل هو العمل بمضمون الاية (ما فرطنا في الكتاب في شيء) حتي لو زعم مفكر اسلامي انه لا يريد ان يفكر عملا بتلك الاية فانه في تقديري ليس كافيا ان نصدقه (معرفيا) دون تحليل البنية الداخلية للتفكير!
    ما اريد ان اقوله هو ان معرفة بنية تفكير المفكر او العقل الاسلامي -حسب فهمي- عملية معقدة و ليست بتلك السهولة التي يريد ان يقنعنا بها الدكتور حيدر
    بتفسير الظاهرة بافكار من عنده - ! لكن المشكلة الاكبر -في تقديري - ان تفسير الظواهر بهذه بهذه المنهجية ليست سببها الكسل الذهني عند الدكتور ! و التهمة التي يرمي بها الاخرين ! و اعني استخدامه لمفهوم الكسل الذهني احيانا بقلة انتاج المعرفة(ماديا - تاليف كتب مثلا ) -العكس فان الدكتور حيدر نشيط في مجال الكتابة لكن بامكاني توصيف منهجية الدكتور بالكسل الذهني المعرفي و اختيار الاسلوب المريح ذهنيا في تفسير الظواهر ! و في تقديري الشخصي جدا ربما هذا النوع من الكسل الذهني ليس له علاقة غالبا بالنشاط في الكتابة او القراءة و انما غالبا بعمق التجربة الروحية للشخص و معايشته للمعرفة وجدانيا - و هذا ما يؤدي
    في نظري الي انتاج المعرفة (الحقة ) اي الفلسفة ! مثال تجربة الاستاذ محمود محمد طه
    و الشيء الاخر -حسب ما اري -في خطل تفسيره بما اسماه (الكسل) عند المفكرين الاسلاميين الي سبب عقدي-تاريخي (بالرغم من اشارته اشارة عامة الي مشكلة الفكر السوداني في الكسل ) هو تجاوزه للخصوصية السودانية و العقل السوداني عامة فيما يخص المفكر (الاسلاموي ) ! --و اذا لم يكن قلة انتاج المعرفة عند المفكر الاسلامي السوداني ذات علاقة خاصة بالواقع السوداني فكيف نفسر مثلا كثرة انتاج المعرفة (نسبيا )عند مفكر اسلامي اخر من خارج السودان يعتمد علي نفس الارث المشترك ! و اذا كان السبب هو عقدي فانه حتما-فيما اري - علاقة جدلية بين السبب العقدي و الواقع السوداني و ليس لمجرد الاية (ما فرطنا في الكتاب من شيء او الارث المقدس ) !
    و امثلة اخري كثيرة بالنسبة من كلام الدكتور كقوله (ويتنازل الإسلاموي عن اللاجتهاد طواعية وخشية من المغامرة وتوابعها.) -مثل هذا الكلام و الاقرب
    للتحليل النفسي للعقل ليس ذا اي فائدة معرفية حقة بالنسبة لي ! و كيف يمكنه ان يعرف بالضبط ان تنازل (الاسلاموي) عن اللاجتهاد خشية المغامرة !
    هذا بالنسبة لي مجرد كلام فقط !و اعني ما هي ادلته و تحليلاته لاثبات علاقة اللااجتهاد مع الخشية ! و هذا ما اعنيه بتفسير الظواهر بنفسها !

    عموما و برغم غزارة كتابة الدكتور حيدر (نسبيا ) الا انه في تقديري ما يخلو غالبا من معرفة حقيقية تثير التفكير, و تعتمد طريقة تفكيره في معظمه علي تفسير
    الظواهر و توصيفها توصيفا سهلا و مريحا دون التعمق جيدا في تحليل الظواهر -اضافة سهولة انتقاله بين الحقول المعرفية دون (وازع اخلاق-معرفي ) اذا صح التعبير !
    و لي عودة في نفس موضوع ظاهرة (الكسل ) و تفسيرات الدكتور لهذه الظاهرة بنفسها !


    تحياتي للجميع
                  

02-17-2012, 10:21 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: هيثم طه)

    هيثم طه

    أصبحت أتوقع ما تكتب قبل أن تكتبه

    ولم تعد تخذلني

    واضح أنك من الأذكياء .. جدا


    الباقر موسى
                  

02-22-2012, 07:03 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: Elbagir Osman)

    الباقر يا عزيزي ياخ كتر خيرك علي كلامك اللطيف
    تعرف كتير بتساءل عن فائدة اراءنا البنكون شايلينها و اصرارنا انو نجي نختها كمقابل لاراء الاخرين !
    يعني مثلا انا في مشاركتي الاولي كتبت انو دكتور حيدر ما مقنع بالنسبة لي و قاعد يفسر الظاهرة بالظاهرة !(و قمت مشيت و انا مطمن )
    حسع يعني شنو كلامي داك -و شنو فائدتو الحقيقية في اثارة التفكير - ولو في زول افتراضا قرا كلامي دا و مشي ممكن يكون ضدي او اقتنع برأيي ساكت و مشي
    و لو اقتنع ممكن يمشي يقولوا في حتة تانية ! قصدي في النهاية النتيجة غالبا اضطفاف بتاع اراء =ايدلوجيا !
    و الحاجة التانية مثلا كمقابل لنقدي الاخ طلعت اضافة لطلبو لتوضيح كلامي وامكانية الحوار كلمني عن عزيمة حيدر و التزامو و اهتمامو بالشباب - يلا كلامو دا خلاني اتساءل هل رسالتي او نقدي اتفهم في شكل بتاع استعداء لشخصو و مشروعو ؟ و اذا كان الفضاء الايدلولوجي فضاء الاستعداء بامتياز هل النقد المعرفي بتاعنا متأثر بانعكاسات حروب الايدلوجيات بتاعتنا و انو دائما النقد هو غرض ايدلوجي لمحو الاخر و ابتذال مجهودات الاخرين ؟
    ولة نقدي اتفهم كدة لانو نحن لامن ننقد قاعدين نبتسر الاخر و ينحاول اختصار ظاهرة كاملة زي مشروع الدكتور حيدر بمجرد كلمات زي ما عملت انا في مشاركتي الاولي !
    و هل لازم كان اذكر علاقتي بحيدر و احاول اعمل ابراء الذمة من اي نية استقصاد لشخصو ! و بالطبع كنت مصاب بنوع من الرهق النفسي او (الاحساس بالعبط) و انا بمارس كدة !
    هل للسببين الذكرتهم فوق ديل ولة اسباب تانية ؟ و اعني هل لطريقة نقدي (المبتسرة)ام لظلال الايدلوجيات ام لمفهومنا (للنقد )في ثقافاتنا المحلية !

    و ثمة اسئلة اخري كتيرة عن محاذير الكتابة و النقد !

    تحياتي لك و للحضور

    (عدل بواسطة هيثم طه on 02-22-2012, 09:05 PM)
    (عدل بواسطة هيثم طه on 02-23-2012, 01:27 AM)

                  

02-23-2012, 02:39 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: هيثم طه)

    الاخ العزيز هيثم
    اشكرك كثيرا على رفد البوست بمداخلاتك النوعية ، وهى نوعية سواء اكانت داخل البوست او فى المنبر بشكل عام ،
    عفوا غيابى عن البوست فرضته ظروف الوقت الممحوق فى الكتابة لان هناك اجندة تفرض نفسها احيانا ،
    وددت هنا تسجيل ملاحظتين :
    الاولى تتعلق بكون وصفى لد حيدر بالالتزام والشجاعة لم ياتى ردا على ملاحظتك لان ملاحظاتك بشكل عام لم اتعامل معها بمعيار الصحة والخطأ او تعامل قيمى من باب اصدار الاحكام ،
    فقد وردت ملاخظتى فى اطار العزلة الفكرية التى وصفت بها د حيدر ابراهيم ، وهى عزلة مجيدة لانها تمييز عن القطيع وتميز عنه ، وقد تناولتها مدرسة فرانكفورت باهتمام بالغ اثناء مسيرتها فكتب اريك فروم Erich Frommm كتابين مهمين هما الانسان لنفسة man for himself وثورة الامل revolution of hope،
    وهى عزلة مجيدة لان كتابات الدكتور الناقدة للنظام الحاكم لم تحميه من نقد الجيل الحداثوى المعاصر فى قيادات الاحزاب الموجودة ولم تشفع له عندهم وقد تعرض للتجاهل بل للهجوم الشخصى حينما تعرض له السر بابو من قيادات الحزب الشيوعى قبل عامين تقريبا !
    اختلاف حيدر عرضه لازدراء من حوله من جيل حداثوى لا يعرف اصلا معنى احترام التنوع والاختلاف رغم التشدق بذلك فى كتاباتهم السياسية
    اعود

    تم التعديل لخطأ فى كلمة (باهتماما) حيث اضيف الالف الاخير دون قصد بفعل السرعة فى الكتابة

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 02-25-2012, 01:27 PM)

                  

02-23-2012, 03:35 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    الشىء الثانى هو ان ملاحظتك يا هيثم حول الظاهرة والفكرة فى طريقة كتابة حيدر ابراهيم غير دقيقة بحكم ان الرجل لا يتعامل مع ما يسمى بفلسفة الادراك ، هو ممن يؤمنون باهمية الانعطاف اللغوى او فلسفة اللغة ،
    فما يعنيه هو ما ذا تقول اللغة?
    لذلك ساهم الرجل فى نشر مصطلحات لغوية فى السودان مثل الاسلام السياسى وكلمة اسلاموى بدلا عن اسلامى وهكذا
                  

02-23-2012, 04:35 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    توظيف اللغة فى مقاومة الاسلام السياسى كان محط اهتمام حيدر ومازال
    ذلك ان اللغة تسطيع تجاوز مشاكل الجداثة عن طريق اعادة نقدها!
    لان الثقافة شرط للمعرفة وليست بناء تابع كما تدعى الحداثة وعلى رأسها الماركسية ،
    اما اللغة فهى تشكل مركز الثقافة
                  

02-23-2012, 06:22 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    على عكس فلسفة الادراك philosophy of consciuosness التى تفصل بين الذات والموضوع فى مسالة المعرفة ، فإن فلسفة اللغة linguistic تقوم على الاعتقاد بأن البيئة من حولنا موجودة داخلنا بقدر ما نحن موجودين بداخلها ،
    وهى تعتقد بأن الثقافة شرط ضرورى للمعرفة وان اللغة تشكل مركز للثقافة (الثقافة كنظام علامات )
    تجاوز مشكلات الحداثة عند أهل فلسفة اللغة يتم تجاوزها من خلال نقد ثقافة الحداثة بواسطة اللغة ،
    بمعنى اخر تستخدم اللغة لاعادة نقد الحداثة وصياغتها من اجل استعادة مشروعها التحررى التنويرى ،
    ادب مقاومة المشروع (الاسلاموى) عند حيدر يتأسس على اللغة وحضورها من اجل نزع المقدس عن اللاسلامويين
    ما ذا تستطيع ان تقوله اللغة?!
                  

02-23-2012, 10:27 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    العزيز طلعت سلامات
    ياخي شكرا بالجد علي ردودك -
    و بالمناسبة بصراحة شديدة و عليك الله دايرك تصدقني -انا زول عنقالي ساي من الناس اللماهم بكري في الحوش دا -يمكن غالبا قاعد اتونس بدون خوف بتاع مصير الونسة علي ذاتي !
    يعني بصراحة كلامك (لا يتعامل مع ما يسمى بفلسفة الادراك ، هو ممن يؤمنون باهمية الانعطاف اللغوى او فلسفة اللغة ،
    فما يعنيه هو ما ذا تقول اللغة?) ما فهمتو خالص علي الاقل في سياقنا دا - يمكن لانو جديد عليّ - ما عارف هل في امكانية تتبسط اكتر من كدة -بالطبع مع العلم انو طبيعة لاسفير بتقتضي الاختصار -و دي يمكن مشكلتي مع مداخلاتي الطويلة و ممكن ما تتقري -
    و الحاجة التانية دائما احب اكتب بالدارجي ! و عندي احساس انو نحن بنفكر بالدارجي و نستعيد اللغة للتعبير - و يمكن لاني ما عربي و اتعلمتها عن كبر و مخزوني من اللغة بسيط بتعب عشان اوصل كلامي بالضبط -و لامن اكتب بالفصحي بحس كأني في جامعة افريقيا العالمية !! -ما عارف حكاية التفكير بالدارجي دي هل حالة عامة ولة عشان لاني ما عربي
    عموما رجوعا لكلامك بتاع (ملاحظتك حول الظاهرة والفكرة فى طريقة كتابة حيدر ابراهيم غير دقيقة) بالتأكيد متوقع ما تكون دقيقة لكن ما عرفت عدم الدقة وين لانو ما فهت باقي كلامك في سياقنا معناهو شنو بالضبط -

    مثلا كلام دكتور حيدر في تفسير انعدام ربيع الثورة :(ولكن يفتقد الساخطون السودانيون القيادة الملهمة والجادة والنشطة، فوجد السودانيون أنفسهم مثل اليتيم في مأدبة اللئيم. أما المجتمع المدني فقد أضحت كثير من تنظيماته مثل الجمعيات الخيرية وكوادرها مشغولة بالتمويل والتسابق إلى مؤتمرات وندوات لا يحملون لها البحوث والأوراق الفكرية. وفوق ذلك الدور الاستثنائي للمؤسسة الأمنية (الأمنوقراطية) في القمع والملاحقة. السودان موعود بصيف ساخن وليس ربيعًا، لأن التغيير لن يكون سلميًا بسبب إغلاق منافذ التعبير والمعارضة السلمية.)
    مثلا تفسيرو للمجتمع المدني حسيت انو فيهو معني او معرفة (حقة)(علي الاقل بالنسبة لي ) لكن يعني شنو مثلا يفتقد الساخطون القيادة ! دي حسع بالنسبة لي تفسير الظاهرة بنفسها ! يعني ما عرفت ليه نحن بنفتقد القيادة ! و شنو يعني الدور الاستثنائي للمؤسسة الامنية ! ما الربيع العربي قام في دول النظام الامني ممكن يكون اقوي من السودان ! و لانو تفسير مبسط و صعب احتمال الربيع و الحل السلمي لازم كان يختم كلامو بـ(السودان موعود بصيف ساخن وليس ربيعًا)!
    حسع كلامو دا بالنسبة لي توصيف فقط دون اضافة اي معرفة (حقة) -و ممكن اي زول يوصف بالطريقة دي -قصدي وين حيدر المفكر ؟


    انتو عصام دا وين !
                  

02-23-2012, 11:48 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: هيثم طه)

    الأخ طلعت الطيب

    السلام ورحمة الله

    إن للكتابه الناقده فوائد جد كبيره وعندما يكون الناقد أكاديما قاصع
    فالوقوف على ما يقول أمر واجب والإعتراف بما قال به أمر واجب كذلك
    والعمل على التغيير واجب كذلك أخى طلعت قال قبل فتره دكتور حيدر أن
    الحكومه تعمل بسياسة رزق اليوم وليس لها رؤى إستراتيجيه للمدى ال
    طويل فدوما تفاجأ بأشياء كان من الممكن تلافيها قبل حدوثها وليس
    بالتكتيك والشغل الإستخباراتى تبنى دوله-يكتب الأفندى والطيب
    زين العابدين ودكتور حيدر والبونى والعقرب فى نبلها-ياخ خالص
    السلام لك وللأسره.

    خلينا مع وردى




    منصور
                  

02-25-2012, 01:18 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: munswor almophtah)

    Quote: - سِجل الإسلامويين بعد استيلائهم على السلطة، يقول بكل الآتي: (براءة اختراع بيوت الأشباح)، (الكذب والخداع كسياسة رسمية فقد كانت البداية: ذهاب البشير إلى القصر والترابي إلى السجن)، (تطبيع الفساد، أي أن يكون عاديًا وطبيعيًا في المجتمع)، (إعداد السودانيين اللاجئين والمشردين في العالم)، (أطفال المايقوما)... هذه بعض الكوارث، وهي تساوي كباري وطرق ومصافي العالم كله أي لا تساوي هذه شيئًا مقارنة بالانحطاط الذي طال الحياة السودانية.
    * ماهو الأثر الذي أحدثه خروج أو إخراج الترابي من دوائر التفكير والتنظير للحركة الإسلامية السودانية في تقديرك؟ وإلى أي مدى استقرّت الحركة أو تزلزلت بعده؟
    - يمثل الشيخ حسن الترابي فترة تاريخية انتهت وليس له موضع في الحاضر والمستقبل. والحنين إلى الماضي (نوستالجيا) فقط هو ما يبقي شبح الترابي على المسرح. انتهى دور الترابي المفكر حينما سلم أمره للجيش فانحاز إلى القوة وفضل العضل على العقل. قضى عشر سنوات (1989-1999) يمارس أعمالاً ويقوم بأمور من مهام وكيل وزارة يفصل ويعين وينقل ويرقي ويطهر. صارت أقصى درجات الفكر عنده مشاغبة المشائخ بالفتاوى المستفزة. هو الآن في متحف فكري، جزء من العاديات.


    الاخ منصور
    تحية طيبة واشواق ممتدة يا رجل يا طيب
    والله افتقدتك والاخ النصرى وود المدير وخالد وكبر ومحمد عثمان وكودى وبقية العقد فى كالقرى
    اتمنى ان تكون الاسرة بخير
    اضافة يا منصور الى التدريب الاكاديمى الجيد فإن د. حيدر يمتاز على معظم ابناء جيله من الكتاب السياسيين فى قدرته دائما على دفع إستحقاقات الكتابة المسؤولة.
    واستحقاقات الكتابة الذى اعنيه هنا هو التامل العميق فى واقعنا السياسى والاجتماعى وطرح تساؤلات زرقاوية (نسبة الى زرقاء اليمامة) فهو دائما ما يستطيع ان يرى اقداما تسير!!!
    تأمل فى (تاملات الرجل ) فى الاقتباس اعلاه ، تامل فى جوهر (المشروع الحضارى التعيس للحركة الاسلاموية السودانية)من تطبيع للفساد وصناعة (بيوت الاشباح)
    ثم تامل فى وضع الترابى اليوم ، فالترابى حقيقة لا يحتاج كثير إهتمام سلبا او ايجابا الا فى حدود ان مجرد وجوده خارج اطار السلطة وصمة عار فى جبين الحركة الاسلاموية ومحدودية افقها المتمثل فى تسليم السلطة لاحد ضباط الجيش من ذوى الثقافة الضحلة والضمير الغائب بعد ان تاكد صعودها فى البرلمانات المنتخبة !!
    انظر كيف تتبرأ منها الان كل الحركات الاسلاميوية فى المحيط العربى وفى اطار ربيعها الذى لم يكتمل بعد !
                  

02-25-2012, 01:41 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    العزيز هيثم
    صباح الخير
    فيما يخص تساؤلاتك المشروعة حول فلسفة اللغة وفلسفة الوعى والفرق بينهما الخ فارجو ان تسمح لى ان احيلك للبوست التالى من اجل الاخذ والرد:

    العقل النقدي التواصلي : خطاب فلسفي جديد لحداثة معاصرة

    هذا البوست حاولت ان اشير فيه اشارات عابرة لاهمية كتابات حيدر ابراهيم ومنظوره العام ..
    وقد افترعت البوست حتى يكون خفيفا على القراء والقارئات . اضافة اى اثقال اخرى فلسفية او فكرية تظلم الكاتب نفسه الذى يحرص على التبسيط لان التعقيد يحد من القدرة على الانتشار خاصة فى زمن الكتابة فى ظروف (حصار ثقافى ) داخل السودان .
                  

02-25-2012, 01:58 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على هامش حوار صحفى مع د. حيدر ابراهيم - دعوة للتأمل (Re: طلعت الطيب)

    Quote: مثلا كلام دكتور حيدر في تفسير انعدام ربيع الثورة :(ولكن يفتقد الساخطون السودانيون القيادة الملهمة والجادة والنشطة، فوجد السودانيون أنفسهم مثل اليتيم في مأدبة اللئيم. أما المجتمع المدني فقد أضحت كثير من تنظيماته مثل الجمعيات الخيرية وكوادرها مشغولة بالتمويل والتسابق إلى مؤتمرات وندوات لا يحملون لها البحوث والأوراق الفكرية. وفوق ذلك الدور الاستثنائي للمؤسسة الأمنية (الأمنوقراطية) في القمع والملاحقة. السودان موعود بصيف ساخن وليس ربيعًا، لأن التغيير لن يكون سلميًا بسبب إغلاق منافذ التعبير والمعارضة السلمية


    هذا الاقتباس للاخ هيثم وهو فعلا فى غاية الاهمية،
    حسب فهمى وتصوراتى الخاصة لكتابات حيدر ابراهيم اتصور ان استخدامه اللغوى هنا لمفردة (امنوقراطية) له مدلولات مهمة مثل استخدامه لمفردة(اسلاموى) بدلا عن اسلامى حيث قصد وصف انتماء الاصوليين السياسى مع تجريدهم من اى فضيلة ، والفضيلة هنا يقصد بها الانتماء للمقاصد السامية للاسلام .
    (امنوقراطية) يستخدمها حيدر هنا للاشارة ايضا لظاهرة لا تقل اهمية عن مدلولات (اسلاموى)، وهو لفت الانتباه الى ان نظام الانقاذ الان عارى تماما من اى مشروعية ، وانه من اجل الحفاظ على النظام الاجتماعى يراهن بشكل كامل على سياسة البطش ..
    فى الرابط عاليه الخاص (العقل النقدى التواصلى) اتعرض الان لما اسميته بالمشكلات التى تواجه النظرية الاجتماعية فى عالم اليوم وهى فى تقديرى:
    - مشكلة فهم معنى اى نشاط الانسانى
    - مشكلة الايديولوجيا الماركسية
    - ثم مشكلة النظام الاجتماعى social order
    لمزيد من الحوار حول مفهوم الامنوقراطية الذى طرحه د. حيدر ابراهيم يمكنك المشاركة فى الحوار حول مشكلة النظام الاجتماعى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de