|
سئمت أن أكون في المؤخرة !!!!
|
قبل عامين .. وفى باحة مبني صندوق الأوبك للتنمية الدولية بمدينة ( فيينا ) الساحرة صدح الموسيقار حافظ عبدالرحمن بأعذب الألحان وهي تصدرمن آلته البديعة ( الفلوت ) وتشجي الحاضرين من الفنانين والرسامين والدبلوماسيين وفى المقدمة الدكتور سليمان الخربش مدير الاوفيد فى احتفال منظمته بعام حفل بالانجازات والعمل التنموي الذي عم نواح عديدة من العالم وهطلت سحائبه على السودان فى جملة من المشروعات العظيمة,, السيد سليمان الخربش رجل عارف بمهامه وعالم بخطوط التنمية وخطواتها ولذا كان اختياره على سدة المنظمة فى محله,, الموسيقار حافظ عبدالرحمن ليس كمثله معظم الموسيقيين والفنانين المنتشرين في أرجاء الوطن.. هو يمد الأفق ويرنو بطرفه نحو آفاق وآماد بعيده وراء البحار .... يثري تجربته بالعمل والمعرفة اللازمة والعلاقات مع الشعوب وثقافاتهم ,, والفنون خيط لا حد له ولا سقف ,,, مطلع السبعينات شبت فى أمريكا حركة موسيقية تولى دفع خطواتها وإعلانها مجموعة من الشباب المنحدر من أصول افريقية ... موسيقي الهيب هوب (Hip hop ) هى حركة ثقافية بالأساس تميزت بنزعتها ذات الطابع الإنساني الداعم لحركات التحرر ومناهضة العنف والتمييز العنصري وإشاعة روح التسامح والحض على العيش فى سلام ,,, المجلس الثقافي البريطاني بالخرطوم مركز للإشعاع وهو يقدم ضمن خطته برامج عديدة وأنشطه لبناء القدرات وهو من ثم يحفز مجالات التواصل بين الشعوب خصوصا مجال الموسيقي,, المجلس الثقافي البريطاني أتاح لى فرصا واسعة وللكثيرين للاطلاع على ثقافات العالم بما يوفره من معلومات ودوريات وبما يفعل باستقدام الفرق الموسيقية والاستعراضية من انجلترا .. أتاح لي خلال اليومين الماضيين أن ألتقي أسطورة بديعة في مجال موسيقى الراب والتي هي العنصر الأساسي في ثقافة الهيب هوب,,, هو .. في سيرته الذاتيه .. أنه ولد في جنوبي لندن مغمورا مطمورا .. عيناه تتقدان حدة وذكاء.... إحساسه ورغبته في الانطلاق يستحثانه نحو فضاءات رحيبة,, تمرداته الباكرة وموهبته الفذه وطموحه الوثاب تسير به نحو الفراقد وهو مايرجو أن يكونه فى المستقبل وقد خبت حركة الهيب هوب وذوت ,, ليجعل مرتكز حياته ومشروعه المستقبلي العمل على إحياءها وإشعال فتيلها وتوظيفها لترقية قيم الحياة وفضيلة التسامح والتعايش بين الكيانات الثقافية والشعوب,, الشاب (تاي ) في ثورته اللاهبة يعد نفسه اعدادا جيدا من خلال تطوير معارفه فى الرقص وأساليبه بصورة منتظمة ثم هو يأخذ حظه من علم هندسة الصوت بجانب دراسته عمليات انتاج الفنون,, تاي ..وكذا الفنانين والموسيقيين فى أوروبا لايكتفون بالتمهر فقط فى مجال الموسيقي وإنما يولون أهمية قصوي ضرورة الاطلاع فى ثقافات العالم ومصادر إلهامهم وخصوصياتهم الاجتماعية والسياسية .... تاي .. أتاح لنفسه وقتا طويلا للقراءة والاطلاع حتى نبغ العام قبل الماضي 2010باسطوانات لفتت الأنظار وصعدت به الى مصاف كبار الموسيقيين الثوريين ينبض بالحياة والعمل ويدعو الي الأمن والسلم الدوليين,, المتحف القومي بالخرطوم يكتظ بحضور نوعي من الشباب اليومين الماضيين .. الموسيقي (تاي ) يقدم عروضه وحديثه مبهورا بالتجاوب العجيب .... التقيته مبديا سعادته بزيارة السودان ولقاء شعبه المحب للموسيقي والطامح إلى تواصل مع الآخرين .... حديثه معي ومديرة أعماله تكتب ..يكشف ويشف عن عمق الثقافة وسعة الاطلاع ,, تحدثت إليه = تاي = ذاك المساء وفي قراءاتي عنه وحوله.. هو أنني لم أجد موسيقيا بارعا فقط ..وإنما من بين أثوابه فيلسوف حكيم ولا ريب .. أقرأ عنه وهو يقول بعد إطلاق البومه " سبيشال كايند أو فول " والذي يعد أعظم ما أنتج في العام قبل الماضي .. تاي يقول..:- ( ..من خلال هذه الاسطوانة أردت أن أقول أنني سئمت من وضعي في المؤخرة كشيء مختلف أو بديل,, ..لهذا فان الاسطوانة مشبوبة بعاطفة الهيب هوب وسيري الناس جانبا مختلفا مني .. ..أردت أيضا أن أطمئن الناس أنه لا ضير في أن تروي للناس قصتك عبر موسيقي الهيب هوب أيا كانت هذه القصة ) ....كلام كبير جد,,, شكرا جزيلا ..المجلس الثقافي البريطاني وصديقنا طلال بهمته الناشطة .... والى تاي وفرقته !!! [email protected] _______________ صحيفة الوطن - الثلاثاء7فبراير2012
|
|
|
|
|
|