|
لك دائم الدعاء يا والدي الحاج أبوسالف، و لكم الشكر
|
بسم الله الرحمن الرحيم (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات و الحمدلله الذي لا يُحمد علي مكروه أو مصيبة سواه،فالموت حق و هو أيضا مصيبة كما قال الله تعالي ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) فالحمدلله علي مصيبة الموت التي ألمت بنا و غيبت عن دار الحياة الدنيا والدي الحاج أبوسالف بجسده و ظل فينا حيا. لا أزكي أبي عند الله ربي و ربه فهو به أعلم ، و لكني أشهد أنه كان نعم الأب، أحسن الينا صغارا و كبارا، أحسن الينا في ديننا و دنيانا،كان بارا بنا، شفوقا عطوفا و حريصا علينا. كان قبل ذلك بارا بوالدته و هو أصغر أبنائها، بارا بها بدرجة جعلتنا نشفق و نخاف ألا نبلغ مبلغه في برنا بوالدتنا (اللهم وفقنا لذلك)، ثم كان أبي أسال الله له الرحمة محبا لوالدتي، كريما بها، فلم نري منه طوال حياتنا غير عطف و إحترام و تكريم لها، فما رأيتهما إلا و ذكرت حديث النبي صلوات الله عليه (ما أكرم النساء إلا كريم)، كان أبي كما قال عنه شقيقي الأكبر عصام الدين (كانت له سكينتان، أمه سكينة بت علي، فقد كان بارا بها، و زوجته سكينة بت حسين، فقد كان كريما بها،ثم كانت له سكينة ثالثة من الله تظلله). نعم، لقد كانت له سكينة من الله تظلله، فقد كان تقيا، نقيا، دائم الإبتسامة في أصعب الظروف و أحلكها (ولكُثرما هي كان بسيطا سهلا، و في الحق كان واضحا شديدا بلا فظاظة، كيف لا و قد نشاء في مدرسة الإمام عبدالرحمن طيب الله ثراه ، و كان له من المجالسين(و في هذا حديث طويل جميل قد نعود اليه). كان سمحا إذا باع، سمحا إذا أشتري، سمحا إذا أقتضي، كان كذلك و قد إمتهن طوال حياته التجارة كان أبي كريما، فحين نعاه خالنا عوض الكريم حسين المكي قال بأنه( لم يتناول لقمة قط لوحده، و لم يتناول لقمة قط و باب بيته مقفولا) كان صابرا في كل مرض أو آلم، فكافأه الله أن جعل موته سهلا بلا آلم أحب الناس فأحبوه.. أسرعتُ الخطي عائدا لألحق بوالدتي و أخوتي حين جأني الناعي عسي أن يكون في ذلك عزاء لي فأتصبر، فأتاني كثير من المعزيين يجهشون بُكاء، فوجدتُ نفسي لهم مُعزييا، و وجدتُ نفسي لهم مُصبرا، فكان في حُبهم له سلوي لي. شكري و تقديري لك من واسانا في فقدنا هذا من الأحباب في كل بقاع الأرض، القريب منها و البعيد، فقد تلقيت كل المكالمات و الرسائل، فكنتم أهلا بحق، و كنتم أخوة لنا و أخوات، و كما قال لنا في إحدي ليالي العزاء الحبيب عبدالله بركات واصفا هذه العلاقة، (بأن الحاج أبوسالف كان أبا لنا)، فالأبوة و الأخوة ليست دائما بالدم، فحين قال نوح لربه (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين* قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) اللهم أجعلني و أخواني من الصالحين و بالمقابل قال سبحانه و تعالي في مكان أخر("واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) فلكم الشكر يا أحبتي و أخوتي علي كل تواصل و عزاء، و العتبي لمن لم أتمكن من مقابلته أو الرد عليه عليه في حينها، فقد كنتم لي و لأسرتي خير دعم في هذا الوقت.. و تقديري لكل ألاصدقاء و الزملاء في كل مكان علي التواصل و العزاء.. و لأهلي الجبلاب عامة تقدير غير محدود فقد فاقت مواساتهم لنا الحُدود، نسال الله أن يخفف عليهم دائما مصابهم..
و لأهل حارتنا و جيراننا الذين ما شعرنا معهم بأنهم أهل (حارة) بل أهل (حاره) فقد كانوا أهلا و أصحاب عزاء..فقد ذكروا لنا مآثرا له كنا نعلم بعضها، و جهلنا منها البعض، فلا يعرف الفضل و يشهد به إلا أهل الفضل، فقد ذكروا دوره مع أخوة له في تخطيط مدينة أمبدة القديمة و نشأتها منذ عهد عبود، ثم تطويرها و إدخال المياه بها فلهم الشكر و تقديري لكل مساجد حارتنا ومساجد الأنصار، أئمتها و مرتاديها لما تفضلوه من دعاء متواصل و تلاوة من ذكر حكيم لروح أبي.. كما كل تقديري للشيخ الصادق (الصائم)و من جاء معه من (الحيران) و دعاؤهم و ختمهم للقراءن، فكان في ذلك لنا سكينة. و لمواساتك لنا يا إمامنا (الإمام الصادق) وقع في نفوسنا و تخفيف عليها، فقد كان أبي لك من التابعين علي بصيرة، و من المحبين، و قد كنت أنت له من الوفيين لكم جميع المحبة و الشكر و العزاء لكل من فقد عزيزا و لم نقابله أو نعزيه في سابق الأيام. و لأبي صالح الدعاء الغير منقطع يا ربي أجعلني و أخواني و أخواتي من أعماله الصالحة في هذه الدنيا و أجمعنا به في الأخرة علي سُرر متقابلين فيا أبي: أردنا لك الدنيا القليل بقاؤها وربك فى الاخرى أراد لك الخلدا و الحمد لله رب العالمين بشير الحاج أبوسالف 01/09/2012 23 نوفمبر ليلة الجمعة 24 نوفمبر 2011
_____________________________ الجبلاب تودع الحاج ابوسالف والد زميل المنبر بشير الحاج ابو سالف لكم الشكر جميعا يا أخوتي بسودانيز أون لاين، و لك الشكر يا أخي باسط ود المكي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لك دائم الدعاء يا والدي الحاج أبوسالف، و لكم الشكر (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)
|
الأخ بشير أحسن الله عزاءكم و جبر كسركم مع أن كسر فقد الوالد لا ينجبر لولا رحمة الله و منه علينا بتسليتنا و تصبيرنا. اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه و وسع مدخله و أكرم نزله و اجعله في سدر مخضود و طلح منضود و ظل ممدود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة و فرش مرفوعة. الله إنه عبدك نزل عليك و هو فقير إلى رحمتك و أنت غني عن عذابه فارحمه برحمتك الواسعة و ألبسه الحلل و أسكنه الظلل و اخلفه في 'هله و ذريته بكل خير يا أكرم كريم.
| |
|
|
|
|
|
|
|