|
|
 كل الانقلابات ...من النميري حتى هجوم خليل كانت فوق راسي !!!
|
السماحة خصيصة امتاز بها سكان الحي الأمدرماني العريق ..
ليس ثمت فواصل أو فوارق بين الناس ..
هومثال فذ للتعايش بين الأعراق والأديان والتساكن المثمر بين أهل السودان..
هنالك تخذ الحاج نعيم مستقره هانئا فى جوار يثري الحياة والوجدان..
طفله (عوض الكريم) ذى السبع سنوات يحفظ الوداد لأساتذته بالأوليه ..ادوارد وفريد اللذان رعيا بالتوجيه ماتفتق من موهبته وهو يسهم مع آخرين لتأسيس فرقة للكشافة فى كنيسة ام درمان ..
فرقة جورجي يوس الكشفية وقتذاك...
الشاعر الملهم سيدعبدالعزيز الذى صاغ لحونا بهيجة خلدت عبر الزمان كان علما هفت الى سماع أعماله آذان الطفل عوض الكريم والجمال يبرق سناه فى سماوات الحي الخصيب..
هويطرب عند سيد وظباء المسالمة يقتلنه ويشجينه,,
فى حي (المسالمه ) نشأ وترعرع المصور عوض نعيم ..ولج باب التلفزيون محاسبا في الادارة الماليه ثم سرعان ما عاودته الرغبة التى لازمته منذ طفولته بذاك الحي الأنيق ..رغبة احتراف الفن,,
انصرف الى مراجعة (الحسابات) فى دوام الصباح ..ثم هو يمكث لوقت طويل في المساء يتلقى تدريبا فى التصوير بمساعدة سيدمحمود..احيمر..محمدخالدعبدالماجد وفؤاد موهوب ليبرع فى التصوير بصورة لافته..
عوض نعيم وهو فى الخامسة والستين من عمره ظل منذ العام 1968 وحتي لحظة الكتابة هذه ...ظل شامخا من وراء عدسة الكاميرا يرصد صوره ويضبط (كادره ) نحو مواطن الجمال..
حالة مجيدة من العشق الصوفي ...
الأستاذ عوض نعيم بحضوره الممراح وقفشاته الذكية يحكي فصول عمله فى التلفزيون ويقدم توثيقا لتاريخه = التلفزيون = بحسبانه نافذة عرضت خلالها الفنون السوادنية من كل أقاليم السودان بصورة قشيبة..
عوض نعيم يحدث عن تلفزيون السودان ودوره فى التثقيف والتعليم والتوعية ذاك الوقت ..ويحدث عن (أقداره ) وهويشهد كل الانقلابات المجلجلة فى تاريخ السودان من فوق رأسه..
كل الانقلابات وقعت وهو داخل حوش التلفزيون في وردية عمل وكاميرته تلتقط فى تلك الأجواء وتسطع ..
فى حكاياته مايو بكل عنفوان النميري وبياناته ثم لا يلبث بداخل التلفزيون حتي يدهمه انقلاب هاشم العطا ثم عودة النميري كرة أخري وصورة لاتفارقه قط....
عوض نعيم وهو من وراء أسوار التلفزيون ينظر عودة الرئيس نميري فوق دبابته والى جواره بعض الأطفال يهتفون (جبنا القائد ..عائد ) ليمضي نهاره ذاك مذهولا وثلاثة أيام فى تاريخ السودان ذات دوي ليظل فى حومة عمله بالتلفزيون لايبرحه ...
ثم مايو تتقلب ذات اليمين وذات اليسار والسيدنعيم يستزيد من المعرفة من فن التصوير التلفزيونى بدورة فى (ماسبيرو) وتلك أيام كانت الدولة تولي التدريب وتنمية المهارات اهتمامها ومن قبل كان التلفزيون يبتعث الفنيين والمهندسين الى المانيا بصورة راتبة ومنتظمه..
عوض نعيم يظل طوال وقته فى زحمة العمل لوعيه بأن العمل بحد ذاته قيمة..يسرح من خلف الكواليس الى حوارات المثقفين فى برامج التلفزيون والبروفسور على المك يبهره بسردياته وحكاياته البديعه..
وقتها كان فى تقديم البرامج حمدى بدرالدين وبولاد ..
وكانت السهرات بدسامة (قوافل الزمان ) لحسن عبدالوهاب و(صورشعبية ) للطيب محمدالطيب
و(من ربوع السودان ) للبصيرى و(دنيا دبنقا) لمحمدسليمان..
ثم هو يسعد ببرنامج الاطفال مع ماما عشه وجحا وجدو شعبان ويطرب وقت(جريدة المساء ) مع محمدعبدالله عمر و(فرسان فى الميدان) والاستاذه مني ...
عوض نعيم فى حكاياته لايقفو وهوماكث بالتلفزيون احتلاله عام 1976 من قبل الجبهة الوطنية أو (المرتزقه ) حيث فر الفنيين وعجزت القوات عن تشغيل الاجهزة ..
هو يحكى أنه يومها كان يستعد لمأمورية الى ودمدني للحاق بالمهندس حسن احمدعبدالرحمن وقبل خروجه تم احتلال التلفزيون وسمح له أحدهم وكان يعمل بالتلفزيون واتضح أنه كان مخابرات للجبهة الوطنية ودليلها فيه ولأنه لم يكن موظفا ثابتا سمح للاستاذ عوض نعيم بالمغادرة ولم يكن يعرف صلته بالتصوير بل يعرفه موظفا بالحسابات ليقضى النميري على الحركة ويعود نعيم من مدينة ودمدنى فى موكب الرائد ابوالقاسم محمدابراهيم الذى كان فى زيارة للجزيرة..
لاتنقضى عجائب عمنا عوض ليحضر باكرا الى التلفزيون ذات يوم والمظاهرات تضيق بها الطرقات عام 1985 ليسجل بيان الانتفاضه بصوت المشير سوارالدهب ..ولكنس آثار مايو حوارات ..ولمحاكمة السدنة صخب رصدته كاميرته والأيام تمضى وهو حاضر ليقوم فى الثلاثين من يونيو 1989 ليجد نفسه ورفيقه خلف الله حامد مطلوبين لتسجيل نشيد (هبت ثورة الانقاذ) للفنان كمال ترباس ومع ذلك حملت كشوفات الصالح العام اسمه فى ذات العام ليغيب الرجل عن وطنه وبيته غير آسف ولا وجل..
عادالنعيم مرة أخرى وللرزق أبواب ..عاد الى عرينه منتصف التسعينات يقوم بواجباته فى أحسن حال سوي أن الانقلابات والزعازع لا تصادفه بين أهله وانما داخل الاستديو ليقف وحده لاينام ينقل للدنيا العام 2008 من خلف الكاميرا هجوم خليل ابراهيم على مدينة أم درمان...
ثم هو آلان (يصور) بهيا طلة مذيعات قناة النيل الأزرق السمحااات في (مساء جديد) وقبلهن تحليلات معظم رؤساء تحرير الصحف من (بعد الطبع ) فى حالة من الرضا والنشاط ...
الاستاذ عوض نعيم..تحية واحتراما !!!!
______________________________________________-
صحيفة الوطن 15فبراير2012
|
|
  
|
|
|
|
محمد عكاشة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست