|
كسلا .. دايرين بمبان دايرين بمبان /عبدالهادي محمود
|
تعتبر المنابر النقابية في مختلف الجامعات السودانية منذ نشأتها أجساماً مطلبية تعبر عن مطالب وأشواق جماهير الحركة الطلابية داخل المؤسسة التعليمية المعنية إلا أن السنوات الأخيرة تحولت هذه المنابر إلى أبواق لمؤسسات المؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية بأسماءها المتعددة ويعتبر المنبر النقابي بجامعة كسلا والمعروف باتحاد طلاب جامعة كسلا واحد من بين مجموعة من الاتحادات الطلابية له إسهاماته في العمل الطلابي فقد أرسى طلاب هذه الجامعة منذ وقت ليس بالقصير تجربة سياسية شهد لها الجميع فبفضل هذه الممارسة صار إسم هذه المنارة يتردد في شتى الجامعات والوسائط الإعلامية بأشكالها المختلفة . يمارس طلاب جامعة كسلا حقهم النقابي بكل شفافية وبمشاركة عادلة إلا أن السنوات القليلة الماضية ظل المؤتمر الوطني يتلاعب بأصوات الطلاب بمعاونة كاملة لعدد من أساتذة الجامعة ممن ينتسبون لذات التنظيم هذا التلاعب بإلإضافة إلى اللوائح الأكاديمية التي أجحفت وما زالت تجحف في حق الطلاب لسنوات وتردي البيئة الجامعية حيث أضحت الكلاب والماعز والأبقار تجوب أمام أعين الطلاب تشاركهم الإسفلت وبعض الحدائق والكلأ بالإضافة أيضاً للضعف الأكاديمي في هيئة التدريس حيث أن 74% منها ممن يحملون البكلاريوس والماجستير ومنهم من يحمل رتبة ملازم وملازم أول وهذه بشهادة أحد موظفي الجامعة الذي ظل يكتب عشرات البيانات ضد مدير الجامعة حتى تم نقله من مسئول الإشراف الطلابي بالمجمع الغربي (الطب والعلوم الصحية) إلى كلية الزراعة بحلفا الجديدة مما يؤكد التردي والفساد الحقيقي الذي حكى عنه الموظف عبر بياناته الدورية ومقاله الشهير بصحيفة الوطن بعنوان ( جامعة كسلا يا وجع قلبي ) كل هذه الأشياء جعلت الطلاب يتذمرون من وضع جامعتهم السيء وبدأوا بتشكيل لجنة أطلقوا عليها اللجنة الطلابية للتغيير وإسترداد الحقوق وبالفعل شكلت اللجنة عبر خطابات جماهيرية ضغط طلابي حقيقي على إدارة الجامعة حتى خضعت الإدارة لطلب اللجنة وقررت إقامة المؤتمر الأكاديمي إلا أن مدير الجامعة واتحاد الجامعة الذي تبنى المؤتمر خيبوا آمال الطلاب في معالجة الإشكالات الخاصة باللائحة الأكاديمية وإصطاف هيئة التدريس ومراجعة وتقييم المنهج الجامعي بل وصل الأمر أن يقوم البروفسير محمد الخير عبدالرحمن مدير الجامعة بتوجيه إساءة للطلاب بوصفهم جميعاً أنهم OF و زاد بأنه يقوم بإنجاح طلاب التربية الذين يقوم بتدريسهم منه وصفهم بالغباء كل هذه التراكمات جعلت الطلاب قبل عيد الأضحى يخرجون إلى الشارع مطالبين بتغيير اللائحة الأكاديمية وإسقاط مدير الجامعة وهذا الخروج إستمر لثلاث أسابيع راح ضحيته عدد من الطلاب بلغت فيه زروة الهتاف المطالبة بإسقاط النظام عندما دهست عربة حكومية الطلاب وذلك قبل عيد الأضحى الماضي وكعادة أجهزة النظام لجأت الإدارة والحزب الحاكم لعقلهم المنشل بإدخال الطلاب في أجواء انتخابات لصرفهم عن الشارع ظناً منهم أن العملية الانتخابية حل لوقف التظاهرات الاحتجاجية على الأوضاع الأكاديمية والمعيشية إلا أن ريادة و وقفة جماهير القاعدة الطلابية بروابطها الإقليمية والولائية والاجتماعية خرجت للشارع تضامناً مع معتصمي المناصير بولاية نهرالنيل حيث كان تضامنهم أول تضامن جامعي وإستمرت القوى الوطنية المعارضة في نشر الوعي وكسر هاجس الخوف من قلوب طلاب الجامعة حتى دخلت بالفعل للانتخابات بقائمة ضمت (التيار الطلابي العريض – الجبهة الديمقراطية – مؤتمر البجا – الطلاب الاتحاديين – الجبهة الشعبية المتحدة UBF – الطلاب الأنصار حزب الأمة القومي ) تحت مسمى الوحدة الطلابية وهو تأكيد لتوحد الإرادة الطلابية حملوا شعار: إتوحدنا عشانك جينا بذرة ثورة وغضبة جيل – إلا أن العملية الانتخابية شابها كثير من الشوائب التي تدل على السعي الحثيث للمؤتمر الوطني لتزوير التصويت بعد أن فقد ثقة الطلاب في منظومته الطلابية والتي تسمى (حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين) حيث تفاجأ الطلاب بأن التصويت يتم بالحبر السري ليس بثقب البطاقة الجامعية وهذا يسهم في التزوير بالإضافة أن اللجنة إشترطت أن يتم اعتماد مناديب القوائم عبر لجنة الانتخابات حيث كان في السابق يتم الاعتماد بخطاب من اللجنة الإدارية للقائمة المعنية أو بإعتماد أحد الطلاب المرشحين للقائمة التي سيمثلها المندوب لمراقبة المركز المعني وضبابية اللائحة الإنتخابية حيث هنالك نصوص رفضها الطلاب تتعلق بإعادة التصويت وكذلك لأول مرة لم يتم إعلان اللجنة العليا للانتخابات والتي كانت تصدر في السابق بقرار من مدير الجامعة يترأسها المستشار القانوني مباشرة بعد الجمعية العمومية وهذا لم يحدث إلا أن اللجنة أهملت ورفضت الرد على مذكرة الطعن التي قدمتها القائمة 51-90وهي قائمة الوحدة الطلابية قبل 48ساعة من موعد التصويت وهذا ما جعل الطلاب يحتجون داخل مجمع البرج (كليتي الإقتصاد و الحاسوب) مطالبين بثقب البطاقة وتوقيف التصويت وإعادة تشميع الصناديق التي بدأت بالحبر السري وما هي إلا لحظات حتى تمكن طلاب من التربية أساس ضبط أحد طلاب الوطني يدلي بصوته للمرة الثانية وكذلك ضبط طالب آخر ينتمي للإسلاميين الوطنيين لا يحق له التصويت (لم يكمل تسجيله) يدلي بصوته مما جعل الطلاب يهتفون لا لا للتزوير وسحبت الوحدة الطلابية مناديبها من كل المراكز وقد نجح الطلاب في توقيف التصويت لعدد من الصناديق كضغط للجنة إلا أن اللجنة واصلت في تعنتها ولم يكن هنالك حل سوى الخروج للشارع وبالفعل ملأ الطلاب الشارع وأسوار الجامعة يهتفون ضد التزوير وماهي إلا لحظات حتى وصلت فوات الشرطة مدججة بأعداد كبيرة فهتف الطلاب في وجهها وحدة قوية طلابية – دايرين بمبان دايرين بمبان تاني فقمعت الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وضربهم بالهراوات ودخل الطلاب لعمق الجامعة وهتفوا بذات الهتافات واتجهوا نحو مراكز الإقتراع وهتفوا يا نزاهة يا نسف نهاري – وقفت وقفت يا كيزان – وبالفعل وفي خطوة تعتبر الأولى في تاريخ الجامعات السودانية أن يتم نسف الصناديق في وضح النهار أمام أعين الشرطة التي هلعت من حجم الجماهير الطلابية التي تدفقت نحوها وهي تحمل الحجارة فما كان لها إلا أن تترك الشرطة المراكز ونجح الطلاب في نسف الصناديق وهتفوا بعدها نسفت نسفت يا كيزان وما كان من الشرطة إلا أن تدخل بكل عرباتها لداخل الحرم الجامعي بادلها الطلاب بالحجارة والجامعة جامعة حرة والشرطة تطلع برا – وكسلا منار لن تنهار . فأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة لم تشهدها مظاهرات ما قبل عيد الأضحى وصلت لقاعات الدراسة ومسجد المجمع الشرقي فأخلا الطلاب الجامعة وإستمروا في رشق الشرطة بالحجارة فإستمرت قوات الشغب في إطلاق الغاز المسيل للدموع نحو حي شمال الحلنقة بقوة فأصيبت 3من النساء عندما دخلت قنبلة مسيلة لأحد المنازل وهنا كانت وقفة من مواطني شمال الحلنقة الذين فتحوا أبوابهم للطلاب الأحرار ومنعوا الأجهزة الأمنية التي وصلت بعد هدوء الأوضاع للبحث والاعتقال من اعتقال أي طالب من منازلهم . المؤتمر الوطني يتحدث عن أن القوى المعارضة نسفت الانتخابات لشعورها بالهزيمة السؤال الذي يبدر هنا كيف تتمكن الوحدة الطلابية من نسفها في وضح النهار أمام رجالات الشرطة المنتشرة بكثافة لتأمين المراكز إن لم يكن عدد الجماهير الطلابية الرافضة للتزوير بالحجم الذي يجعل رجال الشرطة يهربون تاركين الصناديق للطلاب ؟ وعلى القراء مراجعة الصور والفيديوهات ليعرفوا حجم الرفض الطلابي لعملية التصويت بصورتها التلاعبية . الثلاثاء القادم 27ديسمبر 2011م تعاد عملية التصويت مجدداً بحسب قرار اللجنة الانتخابية يبدوا أن الإدارة واللجنة والوطني غير حريصين على عملية انتخابية سليمة ونزيهة الجولة القادمة ليست جولة إعادة بل هي عملية انتخابية جديدة لنسف السابقة حيث تعتبر ملغية . 51 – 90 قائمة الوحدة الطلابية لنا لقاء
|
|
 
|
|
|
|