قبل الدخول إلى مستنقع الدولة الدينية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 06:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2011, 02:08 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قبل الدخول إلى مستنقع الدولة الدينية

    نبيل هلال هلال


    السياسة والدبلوماسية وفنون الإدارة علوم أكاديمية تُدرَّس في الجامعات , ويمارسها رجال يتمتعون بقدرات خاصة وخبرات رفيعة تختلف تماما عما يدرسه المشايخ من علوم دينية لا يتاح


    لهم غيرها وتراثيات محنطة ثبتت سذاجتها وباطلها . فإذا أقحم رجل الدين نفسه في أمور السياسة والدبلوماسية والحرب , يكون قد أوتر غير قوسه , ورمى غير غرضه , وتؤول معه أمور الناس إلى بوار وخسران . وإذا كان فقيه السلطان قديما قد أقحم نفسه في تلك الأمور فلأن ذلك كان ضروريا للسلطان وبناء على طلبه , فهو من يبرر للناس سلوكيات سيده , فضلا عن أن أمور السياسة والحرب قديما لم تكن بمثل ما هي عليه الآن من تعقيد لا يصح معه إقحام المشايخ فيها , وإن قيل إن دورهم سيقتصر على تقديم المشورة والرأي , نرد بأن لا رأي لمن لا يعرف ما يقول فيه برأي .
    واسمع الرأي الذي أفتى به فقيه الديار عَلِي جمالي أفندي للسلطان سليم الأول العثماني لما أراد غزو مصرسنة 1516 , سأل السلطانُ فقيهَه قائلا:
    "إذا كانت أمة من الأمم التي تدين بالإسلام (أي المصريون) تؤثر تزويج أبنائها من الكفار (أي الشراكسة)بدلا من تزويجهم بالمسلمين فهل يجوز مقاتلة هذه الأمة ؟ فأجاب جمالي أفندي جوابا موجزا بقوله: "بلا مبالاة ولا مقاضاة" , وأضاف السلطان قائلا :
    وإذا كانت أُمة تنافق في احتجاجها برفع كلمة الإسلام فتنقش آيات كريمة على الدراهم والدنانير مع علمها بأن النصارى واليهود يتداولونها هم وبقية الملاحدة من أهل الأهواء والنحل المنتمين إلى إحدى الفرق الاثنتين والسبعين أعاذنا الله منهم , فيدنسونها ويرتكبون أفظع الخطايا بحملها معهم إذا ذهبوا إلى محل الخلاء لقضاء حاجتهم فكيف ينبغي معاملة هذه الأمة ؟ فأجاب المفتي بأن هذه الأمة إذا رفضت الإقلاع عن ارتكاب هذا العار جاز إبادتها " .
    والفتاوى التي تحيل الباطلَ حقا , جاهزة في جراب الفقيه السلطاني مادامت أكياس الدنانير هي المقابل . ولم يبال "الفقيه" الضِّلِّيل بألوف الأرواح التي أُزهقت في هذه الحرب والتي لم ير لها سببا غير أن الناس يحملون دنانيرهم وهم يتبرزون , ولأنهم يتزاوجون مع الشركس الذين وصفهم بالكفار في حين أنهم كانوا من المسلمين .
    ومضى القول إن الأديان السماوية كلها تضمن حقوق الناس وتسوى بينهم , وترفع الظلم عنهم , واسمع قول الله وهو يحدد بجلاء سبب إرسال الرسل :" {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الحديد 25 , هكذا بوضوح تام : ليقوم الناس بالقسط , فالغاية القصوى من الدين السماوي هو قيام الناس بالعدل وفقا لما جاء في الكتاب ( التوراة والإنجيل المنزليْن والقرآن ) .
    ويقول الله :
    وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{44 المائدة}, .... ويقول :
    وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{ 45 المائدة } ..., ويقول :
    وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{47 المائدة} ,
    و"حُكم" الله - بمعنى القضاء والفصل بين حقوق الناس وليس بمعنى الإدارة والحكومة أو السلطة السياسية - لا يكون إلا بما سن الله من قواعد عادلة لا تحابي أحدا على حساب آخر, ولا طبقة على حساب أخرى , ولا تمنح سلطات مطلقة للحاكم على حساب المحكومين , فتلك أسس الحق التي سنها الله ليحكم بها الناس , ومن يعطل هذا "الحُكم" فهو "الكافر" الذي وصفته الآية 44 من سورة المائدة , وهو "الظالم" الذي وصفته الآية 45 من نفس السورة , وهو الفاسق الذي وصفته الآية 47 من نفس السورة وقد تشابهت ألفاظ الآيات تماما .
    وكان فقيه السلطان قد فسر لفظ "حُكم" بأنه السلطة السياسة والإدارة ولم يفهمه على الوجه الصحيح من أنه "القضاء" بين الناس , ولم يتأمل الآية :{ وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ }النساء58 , فمعنى التقاضي والفصل بين الناس شديد الوضوح في الآية .
    والله يقول : " إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ " الأنعام 57 , أي خير من يفصل ويقضي بحكمه . وإن قال قائل بأن المراد من الحكم هنا هو السلطة السياسية والإدارة , يكون مطالَبا بإيجاد تفسير معقول لقول الله تعالى :
    {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } مريم 12 , فيحي لم يكن حاكما بالمعنى السياسي , وإنما أعطاه الله الحكم صبيا , أي أكسبه القدرة على الفصل بين المتقاضين وممارسة القضاء بين الناس , وكذلك النبي لوط يقول الله أنه آتاه حكما :" وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً " الأنبياء 74 .
    وفي الآية 47 من سورة المائدة يقول الله تعالى :" وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " وفيها يطلب الله من النصارى القضاء بالأحكام التي أنزلها في الإنجيل , فعدم الحكم " القضاء" بها فسق .
    ويقول : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ } آل عمران 3 , فالأصول والغايات واحدة , والمشرِّع واحد في كل الكتب وهو الله العالم بمصالح الناس جميعا, لا يظلم أحدا , ولا يسمح لأحد بظلم أحد , فكتبه المنزلة كلها تعدل بين الناس . والقرآن مصدق للتوراة والإنجيل , ومهيمن عليهما , أي جامعا شاملا لجميع الأقضية والأحوال بحسب الزمن اللاحق الأكثر تعقيدا , وعدل الله يصادم أحلام الصفوة والسلطة والكهنوت , وتحُول أهواؤهم - الرامية إلى الاستحواذ على المال والنفوذ - دون تحقيق غايات دين الله من المساواة بين الناس , إنها الأهواء , لذا يقول الله للنبي مرتين للتأكيد في آيتين متتاليتين 48 , 49 , (ولا تتبع أهواءهم) , وفي الآية 50 يقول :" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" المائدة 50, فحكم" قضاء" الجاهلية لا يحقق العدل بين الناس , وإنما يحابي جماعات المصالح والملأ والأرستقراطية والطبقية .
    ويعقّب اللهُ في نفس الآية مقررا حقيقة مطلقة ثابتة : " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " , إنه الله الذي يُشرِّع , وأي مشرع سواه سيكون محابيا لطبقة مَّا , أو جماعة ما , أو أسرة ما , أو عرق ما , وحكم الله (قضاؤه) هو الوحيد الذي يعدل بين الناس , كل الناس : المؤمن والكافر, الأبيض والأسود , الحر والعبد , العربي والأعجمي ,الرجل والمرأة , الكبير والصغير .
    وإذا أفسح الفرعون المجال للكهنة كي يشاركوا في أمور السياسة, فذلك يكون من باب تبادل المصالح , وسرعان ما يتحول رجل الدين المقدس إلى رجل بلا دين . (يُتبع)


    http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=287234
                  

12-13-2011, 01:30 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبل الدخول إلى مستنقع الدولة الدينية (Re: Sabri Elshareef)

    مصر في السكه واليمن مشغوله بحرب القبائل

    يا حليل داحس والغبراء

    عالم ترجع لوراء بسرعة البوينج 777
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de