|
Re: عبق الذكرى.. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
الوطن فوق الجميع .. كيف نحتفل بعيد السودان الوطني 1/1/2012م؟ في الطائرة، كنت اطالع الكتاب الجديد »الانتخابات العامة في السودان »1953- 2010« أي من أول انتخابات عامة تمت باشراف دولي وبرئاسة القاضي الهندي سوكومارسن في نوفمبر 1953م وذلك بموجب اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان والتي وقعت في فبراير 1953م بالقاهرة، إلى آخر انتخابات عامة اجريت في ابريل 2010م بإشراف القانوني المحترم ابيل ألير ونائبه الاكاديمي البروفيسور عبد الله أحمد عبد الله تطبيقاً لاتفاقية السلام الشامل التي ابرمت في 9 يناير 2005م، بنيروبي، وبعد اكمال مراجعته أستاذننى جاري الشاب في مقعد الطائرة لتصفح الكتاب، ولاحظت أنه ظل مشدوداً للقطات وصور لعملية أول انتخابات عامة في نوفمبر 1953م في السودان، وركز بصره صوب صورة لشيخ يضع بطاقته في صندوق الاقتراع، ثم صفوف الناخبين يقفون في صفوف في قرى نائية للإدلاء بأصواتهم لمرشحيهم ثم اخذ يمعن النظر في رموز المرشحين للانتخابات العامة آنذاك أي في نوفمبر 1953 (مصباح) (شجرة)(قطية)»حربة« »فانوس« وتساءل في دهشة حقيقية، معقول انتخابات عامة في السودان العام 1953م أي قبل اكثر من خمسين سنة؟ وسألته بدوري عن عمله فعرفت أنه اكاديمي ومتخصص في الكمبيوتر ومشرف فني في مرفق اقتصادي ثم سألته ألم تدرس أو تطالع في الكتب أو تسمع حتى من الكبار من اهلك عن أول انتخابات عامة في السودان، و لا عن أول حكومة وطنية ، و لا عن جلاء الاستعمار ولا.. ولا..، ورد أنه ظل مشغولاً في دراساته وتخصصه، وكتمت الحزن والغضب معاً في صدري، ولكن نموذجه وتأهيله وعمره يعني ان غالبية من هم في الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، وبالضرورة مدارس الثانوي العا م و الاساس تغيب عنهم المعلومات والحقائق التاريخية الاساسية والحيوية الخاصة بوطنهم، ليس قبل مائة ولا ألف سنة وانما قبل »50« سنة حيث يفترض وجود أب أو جد عاصر احداث وتحولات وتعبيرات قابلة للنقل والتزويد بها كضرورة ومعرفة للصغار. ماذا يمكن ان يقال في حال متعلم وأكاديمي ومتخصص تغيب عنه معلومة أساسية عن وطنه وأول انتخابات عامة، وأول حكومة وطنية، وقبلها حكم الادارة البريطانية للسودان من عام 1889م إلى 1955م ، وبالتالي يجهل تماماً اجواء ديسمبر 1955م، في أول برلمان وطني منتخب »1954م-1956م«، حيث اقترح رئيس الوزراء ووزير الداخلية الزعيم اسماعيل الازهري في يوم الخميس 15 ديسمبر 1955م على البرلمان تحديد يوم الاثنين 19/12/1955م لاعلان الاستقلال من داخل البرلمان واختيار مجلس قومي »مجلس السيادة« كرأس للدولة السودانية وبذلك ينتهي الحكم الثنائي »البريطاني المصري« ويصبح السودان دولة ذات سيادة تامة تتخذ قراراتها وفقاً لمصالحها وسيادتها بما فيها السماح أو عدم السماح للطائرات الحربية ان تحلق فوق اجواء السودان، لانه حتى ذلك اليوم أي الخميس 15 ديسمبر 1955م فقد كان الحاكم العام البريطاني سيسر روبرت هاو في »السرايا« هو وحده الذي يقرر في امور السيادة الخاصة بالسودان«. وفي تلك الاجواء ديسمبر 1955م كانت الجماهير السودانية المعبأة بالمشاعر الوطنية في العاصمة وجميع مدن السودان تتابع كل تطور ساعة بساعة خاصة لدى انعقاد البرلمان في 19 ديسمبر 1955م، ولقد كانت بحق جلسة تاريخية، وطبقاً للاتفاق الذي تم بين الاحزاب السياسية آنذاك »الوطني الإتحادي، و حزب الأمة، و الجمهوري الاشتراكي »حزب النظار والعمد« و الجبهة المعادية للاستعمار »الحزب الشيوعي« وحزب الاحرار الجنوبي الذين اتفقوا تماماً على الترتيبات التي تجعل الاقتراحات تأتي من نواب الصف الثاني في الحكومة والمعارضة وكأنما ارادوا بذلك سحب المبادرة تماماً من رئيس أول حكومة وطنية ورئيس الحزب الوطني الإتحادي صاحب الاغلبية البرلمانية اسماعيل الازهري أي أنه صاحب وصانع قرار اعلان الاستقلال من د اخل البرلمان ومع ذلك فإن الزعيم اسماعيل الازهري والحزب الاتحادي وافقوا دون تردد على الاجماع الوطني لأنه حسبما قال زعيم الاغلبية البرلمانيةم مبارك زروق »وانم المهم بالنسبة لنا تحقيق الاجماع الوطني حول اعلان الاستقلال والسيادة التامة للسودان من داخل البرلمان«، وفي هذه الجلسة التاريخية الاثنين 19 ديسمبر 1955م سجلت مضابط البرلمان قراءة النائب عبد الرحمن دبكة نص القرار »نحن اعضاء مجلس ال نواب مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان، ان السودان قد اصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من الحاكم العام ان يطلب من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الاعلان فوراً« وقال زعيم الأغلبية البرلمانية »ان السودان قد عزم عزماً أكيداً على نيل حريته واستقلاله ولن تثنيه قوة عن ذلك« وبعدها رفع القرار لدولتي الحكم الثنائي »بريطانيا ومصر« وخلال اسبوع واحد تم اعداد الدستور المؤقت، وكون مجلس السيادة »رأس الدولة« وتم انزال علمي الحكم الثنائي ورفع علم السودان ذو الثلاثة ألوان في أول يناير 1956م واصبح الاستقلال حقيقة ماثلة« وفي مطلع 1/1/2012م أى بعد خمس وخمسين سنة نحتاج إلى »هزة هائلة« لاستيعاب وقائع الاستقلال والسيادة الوطنية، ونقل هذه الملامح التي تشكل ملحمة وطنية لتأخذ طريقها إلى عقول الاطفال في الأساس والابتدائي وللتلاميذ في الثانوي العام والعالي وللطلاب في المعاهد والجامعات وفي مرافق الخدمة العامة وكافة المراكز والمؤسسات وإلى كل بيت وأسرة لتعزيز الارتباط والانتماء للوطن، لا نريد خطباً ولا ندوات ولا محاضرات وانما مشاركة واسعة في كل موقع وفي كل بيت بان العيد الوطني له مغزى ومضمون في العقل والوجدان، وان نجعل اطفالنا وتلاميذنا وطلابنا في كافة المستويات يحملون بين ايديهم »علم السودان« وان يرفع العلم فوق كافة المرافق الخاصة والعامة وآلاف الاعلام في الميادين والحدائق والجسور وفي واجهات الجامعات والمعاهد والمدارس وفي المواصلات العامة وفي السيارات العامة والخاصة وفوق الاشجار، لقد شهدت احتفالات العيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة في نوفمبر 2011م كانت البهجة عارمة بالمناسبة الوطنية، والعلم الاماراتي في الايدي وفي المحلات التجارية وفي الشوارع وفي الميادين وفي واجهات الابراج وفوقها وعلى طول الطرق، ما من موقع ومكان إلا ورفرف فيه »العلم«، وكتب عليه »نحبك يا وطني« »نفديك يا وطنى«، وان تذاع الاناشيد الوطنية الخالدة التي تلهب الوجدان وتثير الحماس »وطن الجدود« »أنا سوداني أنا« »أنا امدرمان« »وطني السودان« وان يبث التلفزيون والفضائيات وقائع الجلسة التاريخية في البرلمان 19 ديسمبر 1955م، و انزال علمي الحكم الثنائي ورفع علم السودان في أول يناير 1956م وان تعد الحدائق والميادين لاستقبال الاسر والاطفال وكافة ابناء الشعب وان تعيش كافة المدن وبوجه خاص العاصمة في اضواء و موسيقى دعونا هذه المرة نشارك جميعاً بالاحتفاء بالعيد الوطني وبفهم ويحب واحترام وانتماء حقيقي.
الرأي العام - بإيجاز
| |

|
|
|
|
|
|
Re: عبق الذكرى.. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: وان تذاع الاناشيد الوطنية الخالدة التي تلهب الوجدان وتثير الحماس »وطن الجدود« »أنا سوداني أنا« »أنا امدرمان« »وطني السودان« وان يبث التلفزيون والفضائيات وقائع الجلسة التاريخية في البرلمان 19 ديسمبر 1955م، و انزال علمي الحكم الثنائي ورفع علم السودان في أول يناير 1956م وان تعد الحدائق والميادين لاستقبال الاسر والاطفال وكافة ابناء الشعب وان تعيش كافة المدن وبوجه خاص العاصمة في اضواء و موسيقى دعونا هذه المرة نشارك جميعاً بالاحتفاء بالعيد الوطني وبفهم ويحب واحترام وانتماء حقيقي. |
معك أستاذنا محمد سعيد نتمنى ولكن لا أظن أن شيئا من هذه الأماني سيتحقق فقط ان نحتفل بمثل هذه الذكرى العزيزة علينا بصورة لائقة بعظمة المناسبة مثل هذا اليوم 19 ديسمبر يمر على هذا المنتدى وكأنه كسائر الأيام وكم من دروس ف الوطنية قد قدمت هنا وكم من برامج سياسية قدمت هنا وكم من أحزاب قد طرحت نفسها للرأي العام هنا وكم من كاتب قد دبج أسطره بحب الوطن والاهتمام بأمره ولكن هذه الغفلة عن هذا اليوم تحثنا على ضرورة الأسى على بلادنا!! ما الذي يجري ؟؟ لا أدري هل مرارات الواقع قد أذهلت العقول إلى هذا الحد؟ لا أظن ذلك ... فكل المناسبات بمختلف أنواعها تجد حظها هنا بل بعضها لا يتوقع الواحد منا أن غيره يذكرها!! ألا رحم الله القادة الذين عملوا بجد لتنال البلاد استقلالها
| |

|
|
|
|
|
|
Re: عبق الذكرى.. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
الأزهري قرر أن يكون إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 19 / 12 / 2010 05:25:00 نجد أن فكرة استقلال السودان بدأت منذ أن دخلت القوات الإنجليزية السودان، فظهرت المقاومة والثورات في صور متفرقة
وعقب انتهاء الحرب العالمية اتجه قادة العمل الوطني للعمل السري ضد الحكم الثنائي الإنجليزي المصري فتكونت الجمعيات السرية، وكانت جمعية الاتحاد السوداني أول جمعية سرية وقد نظمت تنظيماً دقيقًا على طريقة الخلايا بحيث لا تزيد كل خلية عن خمسة أشخاص، وقد كانت ثورة سعد زغلول في مصر لها تأثير كبير على الوطن العربي وبالتالي أمتد أثرها في السودان، فقامت ثورة اللواء الأبيض عندما خرج طلاب الكلية الحربية بأول مظاهرة مسلحة ضد الإنجليز وتم إعدام بعض الضباط. ثم جاءت ثورة ود حبوبة في الجزيرة. ثم الكفاح عبر الجمعيات الأدبية والأندية الرياضية. ثم جاء مؤتمر الخريجين بأهدافه المعروفة الذي انبعثت فكرته من الجمعية الأدبية بودمدني عام 1937م، ومن أبرز أعمال المؤتمر المذكرة السياسية الشهيرة التي قدمها للحكومة عام 1942وضمنها مطالب وطنية مهمة إلا إن الإنجليز ردوا عليها في عنف مما زاد من قوة الحركة الوطنية واشتعالها. وعن تلك الفترة يقول الدكتور إبراهيم الأمين في مؤتمر إذاعي في يوم 19 ديسمبر 2008م: قال: "بعد كل عمل ثورة مسلحة وعمل مسلح قطعاً بتكون في إجراءات أمنية مشددة وبدأ إضراب سنة31 بدأت بعد ذلك تتكون الجمعيات جمعية أشهرها جمعية أبوروف والهاشماب وبدأت جمعيات ثقافية فيها عمل سياسي المجلات والصحف وأهمها مجلة الفجر وكان بكتبوا فيها عدد من الناس المميزين محمد أحمد محجوب ويوسف التني ومحمد خير بعد ذلك مؤتمر الخريجين ومحمد خير لعب دوراً كبيراً لأنو كان صاحب الفكرة هو صاحب فكرة المؤتمر وهو صاحب فكرة التعليم وربط التجربة الهندية بالتجربة السودانية وعمل مؤتمر عام 38 شعار المؤتمر هذه هي سماء المجد أرفعها رمزاً يشير إلى المستقبل والمؤتمر كان عنده المذكرة الشهيرة من المؤتمر برزت الأحزاب الاتحادية وحزب الأحرار الاتحاديين حزب وحدة وادي النيل حزب الأمة الحركة الإسلامية كان لها لأفتات كثيرة جداً". بعد سجل من المناهضات التي قام بها الوطنيون داخل المجالس التشريعية قدم اقتراحاً بأن يمنح السودان الحكم الذاتي، وكان ذلك في اليوم الخامس من ديسمبر عام 1950م ، وافق الحاكم العام على مناقشة هذا الاقتراح في الجمعية التشريعية وأجيز الاقتراح في اليوم الثالث عشر من ديسمبر عام 1950م، وبعد أربعة أيام من إجازة الاقتراح، تقدم أعضاء الجمعية بمذكرة للحاكم العام مطالبين بتعيين لجنة نصفها من السودانيين والنصف الآخر من البريطانيين لتعيد النظر في الجمعية التشريعية والمجلس التنفيذي. بدأ نقاش تقرير الحكم الذاتي من اليوم السابع من أبريل عام 1952م حتى اليوم الثالث والعشرين من أبريل عام 1952م وفي مايو قدمت مذكرة الحكم الذاتي لحكومتي الحكم الثنائي. وأحس الإنجليز أن ألجمعية التشريعية قد استنفدت أغراضها فطلبوا من الأحزاب القائمة آنذاك أن توفد مندوبين عنها لوضع دستور جديد للسودان ليعطي السودانيين فرصاً أوسع في إدارة شؤون بلدهم فقبلت الأحزاب الدعوة إلا حزباً واحداً. وقطع مندوبو الأحزاب والحكومة شوطاً بعيداً في وضع الدستور الذي عرف بدستور (استانلي بيكر) وأوشكت البلاد أن تدخل معركة انتخابية على أساس هذا الدستور لاختيار حكومة سودانية في ظل الحكم الذاتي. وشاءت الظروف وحسن حظ البلاد أن يقوم ذلك الانقلاب التاريخي في مصر وجاءت عقول جديدة غير تلك التي كانت في الحكومات المصرية السابقة، وإنما أعلنت في جرأة احترامها وتأييدها لحق السودانيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم. وقدم اللواء محمد نجيب الذي كان على رأس الثورة المصرية آنذاك الدعوة للسيد عبدالرحمن المهدي لزيارة مصر .. وعقد أول اجتماع بين الرجلين في أكتوبر عام 1952م. وفي 29 أكتوبر أبرمت الاتفاقية بين الجبهة الاستقلالية وحكومة الثورة في مصر، وأصدر كل من اللواء نجيب والسيد عبدالرحمن المهدي كلمة تهنئة للشعبين المصري والسوداني. وفي نفس الوقت كان زعماء الأحزاب الاتحادية قد تجمعوا في القاهرة وقد أيدوا اتفاقية مصر مع الجبهة الاستقلالية، ثم كونوا حزباً واحداً ضم تلك الأحزاب المتفرقة تحت اسم (الحزب الوطني الاتحادي). ويقول الدكتور إبراهيم الأمين: "إن أهم نقطة كانت في السودان أن يوم 10 يناير 1953 بعدما الاتفاقيات التي تمت مع الأحزاب السياسية وكان اتفقت عليه كل الأحزاب السياسية واتفقوا على سحب القوات العسكرية وإجراء الانتخابات القوات السودانية تكون أوامرها العليا وقيادتها من برلمان السودان والحكومة السودانية حتى لا يكون للحاكم أي سلطات في خلال تلك الفترة ووقع عليها عبدالله الفاضل وعبدالرحمن على طه ووقع عليها السيد إسماعيل الأزهري ومحمد عثمان ومحمد نورالدين الحزب الوطني الاتحادي والدرديري محمد أحمد والحزب الجمهوري الاشتراكي يحيى عبدالقادر الحزب الوطني في 12 فبراير وزياة صلاح سالم". رأى الزعيم إسماعيل الأزهرى أن يكون الاتفاق لتأليف وزارة ائتلافية شرطاً لإعلان الاستقلال، وقد التقى السيد على الميرغني والسيد عبدالرحمن المهدي على هذا الرأي، قامت حكومة السيدين ولكن الخلافات بين الحزب الوطني الاتحادي والختمية كانت قوية، وأثناء رحلة السيد إسماعيل الأزهري إلى بريطانيا في نهاية يونيو عام 1956م نشرت صحيفة التايمز اللندنية في يوم 2 يوليو عام 1956م أن حكومة الأزهري الائتلافية تعاني أزمة سياسية. وبعد عودته تقدم البعض باستقالات. وكان هناك اجتماع بين الزعيم إسماعيل الأزهري وقادة المعارضة وكان معه ممثلون من الحزب الاتحادي الوطني في غرفة من غرف البرلمان، وافق المجتمعون جميعاً على أن هدف الحكومة الإئتلافية هو الوصول إلى الاستقلال، وأعد إسماعيل الأزهري نفسه ليفاجئ البرلمان السوداني برغبة الحزب بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، ويقول محجوب باشري : "الأزهري كعادته منذ أن كان معلماً لا يستعجل الأشياء بل يربطها بالمسببات". وخاطب الأزهري أعضاء البرلمان وقال" "أن مهمة حكومتي محددة في إتمام السودنة وقد تمت ، واتمام الجلاء وقد تم، ثم جمع كلمة السودانيين حول الاستقلال التام وقد تم هذا أيضاً، ولم يبقى إلا إعلانه من داخل هذا المجلس يوم الاثنين القادم إن شاء الله. وأرجو ألا يفوت حضرات نواب هذا المجلس الموقر حكومة ومعارضة قطاف هذا الثمار الدانية، وأرجو أن يقدموا عليه، ويقروه بكل قوة وشجاعة، وأوكد أن حكومتي لم توقع اتفاقاً أو معاهدة مع أي شخص كان أو حكومة، ولم تتقدم حكومتي بشيء مثل هذا إلى هذا البرلمان، ولن تتقدم به في المستقبل إن شاء الله". وفي 17 ديسمبر حدث اجتماع لكل الأحزاب السودانية الحكومة والمعارضة واتفقت على تقديم أربعة مقترحات على أن تجاز من كل فرد من أعضاء البرلمان بالإجماع وثانياً أن يشترك نواب من سائر الأحزاب في تقديمها. الأقتراح الأول خاص بالجنود أن تعطي الجنود الانتخابات تكون على مرحلتين المرحلة الأولى البرلمان والمرحلة الثانية الجمعية التأسيسة الأقتراح الخاص بالجنود أن تعطي الجمعية التأسيسية التي تنتخب وتجيز الدستور السوداني الدائم اعتباراً كافياً خاصاً بقيام اتحاد فيدرالي وشمال السودان في إطار وحدة القطر الاقتراح الثاني خاص باستقلال السودان الاقتراح الثالث خاص بقيام رأس الدولة هو مجلس سيادة الاقتراح الرابع خاص بإقامة جمعية تأسيسه منتخبة بأغراض الدستور الدائم وقانون انتخابات البرلمان المقبل اليوم المشهود 16- ديسمبر أولاً كل الاقتراحات مرت بإجماع رأي الأقتراح الأول تقدم به السيد ميرغني السيد نائب دائرة البديرية من كردفان. وفي الساعة الثامنة من صباح التاسع عشر من ديسمبر عام 1955م كانت الشوارع المحيطة بالبرلمان مزدحمة بالجماهير والصمت القابع الرزين يسيطر عليهم وقلوبهم تخفق. وفي تمام الساعة العاشرة من ذلك الصباح دخل السيد بابكر عوض الله رئيس مجلس النواب القاعة. وبعد الاجراءات الشكلية والمداولات وبمشاركة كل الأحزاب في تقديم اقتراح الاستقلال واللجنة القومية والدستور والجمعية التأسيسية من داخل البرلمان. تقدم إلى المنصة العضو عبدالرحمن محمد إبراهيم دبكة نائب بقارة نيالا غرب –الدائرة 53- قائلاً: (نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعون لنعلن باسم الشعب أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة، ونرجو من سيادتكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فوراً). ثم ثنى العضو السيد مشاور جمعة سهل الاقتراح، وبعد ذلك تحدث ممثلو جميع الأحزاب مؤيدين الاقتراح في حماس شديد ورغبة أكيدة نحو سودان جديد. ثم وقف النائب البرلماني السيد حسن جبريل سليمان (الحزب الوطني الاتحادي) دائرة دارفور – زالنجى شمال غرب الدائرة 56، وتقدم بالاقتراح التالي: "بما أنه يترتب على الاعتراف باستقلال السودان قيام رأس دولة سوداني فإنه من رأي هذا المجلس أن ينتخب البرلمان نخبة من خمسة سودانيين، لتمارس سلطات رأس الدولة بمقتضى أحكام دستور مؤقت يقره البرلمان الحالي حتى يتم انتخاب رأس الدولة بمقتضى أحكام دستور السودان النهائي، كما أنه من رأي هذا المجلس أن تكون الرياسة في اللجنة دورية في كل شهر وأن تضع اللجنة لائحة لتنظيم أعمالها". ثم وقف السيد جوشوا أملوال (غرب النوير) وثنى الاقتراح أبدى سروره لأن أحد أبناء المديريات الجنوبية التي يمثلها هو مع زملائه سيكون عضواً في هذا المجلس. وأخيراً تقدم السيد محي الدين الحاج محمد (وطني اتحادي) واقترح الآتي: "أنه من رأي هذا المجلس أن تقوم جمعية تأسيسية منتخبة لوضع وإقرار الدستور النهائي للسودان، وقانون الانتخابات للبرلمان المقبل". ثنى الاقتراح السيد حماد أبوسدر (نائب الجبال الشمالية – شرق). جاء دور اختيار مجلس السيادة في يوم الخميس 22 ديسمبر 1955م، قام الحزب الوطني الاتحادي بترشيح السيد أحمد محمود يس، وقام حزب الأمة بالموافقة وتزكية ترشيحه، وأيضاً تم ترشيح السيد الدرديرى محمد عثمان، وقد كان عضواً في مجلس الحاكم العام، ووافق حزب الأمة على ترشيحه، وقام حزب الأمة بدوره باختيار السيد أحمد محمد صالح، والسيد عبدالفتاح المغربي واتفق الحزبان مع النواب الجنوبيين والأحزاب الجنوبية على ترشيح السيد سرسيوايرو.
المصدر
| |

|
|
|
|
|
|
Re: عبق الذكرى.. إعلان الاستقلال: الحقيقة المجردة وخلفياتها (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: بدأنا ثلاثة محمد جبارة العوض نائب كسلا والمرضي محمد رحمة نائب بربر وطيفور محمد شريف نائب الدامر ثم انضم إلينا محمد الصديق طلحة نائب أبو دليق والشيخ المجذوب إبراهيم فرح نائب شندي والوسيلة الشيخ السماني نائب الدويم وحسن محمد زكي نائب الرصيرص وكنا نجتمع في منزل أحدنا كدعوة عشاء ثم أصبحنا نفكر في تغيير اتجاه الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام وقد كان عندنا قَسَمَين أحدهما عندما ندعو أحد الأعضاء الجدد إلى اجتماعاتنا أن يقول: ( والله العظيم وكتابه الكريم لا أبوح بما يدور في هذا الاجتماع حتى ولو لم أنضم إلى هذه المجموعة ) والقَسَم الثاني لأولئك الذين يوافقون على الانضمام إلينا وهو: ( والله العظيم وكتابه الكريم أن أستمر عضواً في الحزب الوطني الاتحادي حتى يحول مبادئه من الوحدة مع مصر إلى الاستقلال التام ) |
ألا يحق لهؤلاء الرجال - كل في عالمه - أن يفخروا بأنهم من حقق للسودان استقلاله؟؟ حيث كانوا رأس الرمح في هذه العملية داخل الحزب الوطني الاتحادي. جلست إلى الشيخ حسن محمد زكي وقد نقلت له ما خطه قلم الشيخ طيفور في مذكراته هذه فطاف بنا في دعاء طويل له ومعددا الكثير من خصاله ووافقه في هذه التفاصيل والتي تؤكد الصراع الطويل الذي خاطته هذه المجموعة المباركة ضد قادة الحزب الكبار حتى ألجأتهم بقوة الصوت - داخل الهيئة النيابية للحزب - إلى خيار الاستقلال التام. أبحث الآن عن صور لباقي أفراد هذه المجموعة لاعتقادي أنهم أصحاب حق أصيل في استقلال البلاد ومع ذلك لا يذكرهم أحد في هذه المناسبة!! وبعض الحق لهم علينا أن نعرفهم ونعرّف بهم رحمة الله على من النتقل منهم إلى جوار ربهم الكريم والدعاء براحة القلوب والأبدان لمن بقي منهم وهؤلاء في ظني أحوج للدعاء كيف لا والبلاد التي شادوا مجدا تتبخر الآن فوقع المصائب الحائقة بالبلاد عليهم أشد
| |

|
|
|
|
|
|
|