|
|
 خواطر شخصية عن مراسم توقيع الإتفاق بين الإتحادي الاصل والمؤتمر الوطني
|
المكان:
تم التوقيع عصر هذا اليوم على إتفاقية مشاركة القاعدة العريضة بين الحزبين في دار المؤتمر الوطني وليست في مكانا محايدا كقاعة سونا للانباء مثلا والتي هي ملكا للدولة وليست للحزب الحاكم أو في أي من قاعات الفنادق الكبرى في الخرطوم أو حتى قاعة الصداقة والتي وإن حدثت كان من الممكن لها أن تكون معقولة ومبلوعة لشخصي الضعيف.
اللوحة الخلفية:
أتت من حيث حجم الخط، العنوان، الترتيب والألوان مؤكدتا لعلو مكانة وسطوة المؤتمر الموطني. فعنوان اللوحة الخلفية كان المؤتمر الموطني – أمانة الإعلام ثم لا تلتقط العين شئ آخر مرة ثانية غير إسم المؤتمر الوطني باللون الأخضر وبخط عريض في وسط اللوحة ثم من تحته وعلى الرغم من أنه أتى باللون الأحمر إلا أنه أتى أحمرا باهتا وفي المرتبة الثانية الذي كتب به إسم الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل (إذا كان هنالك أصل من الأصل).
ولأهل الفنون رسالات ذات دلالات قوية وذات مغزى لمثل هذا المنظور من ناحية القوة والأهمية في لوحة خلفية مثل لوحة توقيع الإتفاق هذه والتي من المفترض لها أن تعكس رسالة واضحة لا لبس ولا ترميز فيها عن مشاركة متعادلة ومتساوية وعريضة ولم تأت كذلك إلا في أسماء الموقعين من الحزبين وهما البروفسور أبراهيم أحمد عمر والأمير أحمد سعد عمر وكانت في إسم الجد (عمر) فقط وكانت فطيرة جدا.
كان للهتافات القديمة من طرف الإتحادي الديمقراطي الأصل، دورها الباهت والضعيف، في محاولة خجولة لإفتراض الجماهيرية ومحاولة لإثبات القوة من أمثال: (عاش أبوهاشم عاش أبوهاشم) (ونحن نؤيد حزب السيد). ثم أن المنصة أيدت ودشنت ظهور السيد الجديد للقرن الجديد للحزب الطائفي القديم نافية إسمه المركب من (إتحادي ديمقراطي) جملة وتفصيلا.
قدم الحفل البروفسور غندور وذكر أن حفل التوقيع هذا يعتبر يوم عرس للسودان، أي سودان؟ وكيف؟ لا أدري! ثم قدم البروفسور إبراهيم أحمد عمر والذي بدأ حديثه ذاكرا: بأنه سوف يجرؤ على التحدث بإسم الحزبين اللذين سوف يحلان جميع مشاكل السودان، ولا أدري منذ متى حاول كلا الحزبين حل مشكلا واحدا للسودان. ثم بعد ذلك قدم الأمير أحمد سعد عمر.
ثم أتى مقدم الحفل مرة أخرى البروف غندور ليقدم السيد أحمد سعد عمر بإسم (الاستاذ)، ثم تحدث الأمير أحمد سعد عمر والذي إهتم بالبروتوكول وبدأ حديثه مخاطبا نائب رئيس الجمهورية وتلكلأ في إسم السيد الجديد مرتين وتمني (ليس متأكدا من جدوى الإتفاق) له النجاح في إنقاذ البلاد. وبعد ذلك قدم السيد عثمان عمر الشريف.
ثم أتى مقدم الإحتفال البروف غندور ليقدم السيد عثمان عمر الشريف مرة أخرى وليؤكد أنه (أي السيد عثمان عمر الشريف) قد دافع في واقعة دار الأمة بالأمس عن الإتفاق دفاعا مستميتا. وواقعة دار الأمة هي تلك الواقعة التي حصبته فيها (شبيحة المعارضة) حسب تصريح البروف غندور لصحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم، بزجاجات الماء والكراريس والتي ذهب إليها البروف غندور متضامنا مع الشعب السوري. والذي أرسل إليه السيد الصادق المهدي إبنه وإبنته له في داره ليقدما له إعتذارا رسميا من حزب الأمة عن ما لحقه من أذى في دار الأمة.
تحدث السيد عثمان عمر الشريف عن أن الإختلاف هو القاعدة التي جلب عليها البشر، ثم عرف الدستور بأنه عقيدة مدنية تجمع جميع أهل السودان وأن السيادة فيه للشعب الذي يخلق جميع أجهزة الحكم ويراقبها والذي يجب أن يدير البلد ويشارك في حكمها (دي كيف ما عارف) وذكر أن الدستور يجب أن يكون مصدره الشريعة الإسلامية.
ثم دعى الحركات المسلحة للحوار وقيادة تنمية كبيرة حتى لا يكون في السودان هامش ولا مهمش. ثم عرج على الأزمة الإقتصادية مؤكدا على إنهيار جميع المشاريع الزراعية والصناعية وأكد على أهمية الإنتاج لانقاذ إقتصاد البلاد. ثم علق على أن إطلاق سياسة السوق الحر على أضنابها ضاربا مثلا بإحتكار الحزب الحاكم لسوق الإتصالات بأنها مفسدة مطلقة وفي الختام دعى للتعاون من أجل الوطن.
ثم قدم البروف غندور بعد ذلك الدكتور نافع علي نافع الذي إبتدر حديثه بأن أكد على سعادة المؤتمر الوطني بأن يعقد هذا اللقاء في داره ثم أضاف أن هذا الإتفاق هو توطينا للشريعة وحكم الله ولأسلمة المجتمع ولصد محاولات العلمانين لإفساده.
ثم ضحكت بداخلي كثيرا عندما أكد الدكتور نافع بأن هذا الإتفاق هو ليس بين لجنتين ولكنه بين الحزبين ثم أكد مرة أخرى للتغبيش الزائد بأن آخر ما نوقش فيه هو قضية المشاركة ولكن نوقشت القضايا الملحة (بس دي ما قدرت أبلعها) ثم أكد على بديهية وجود رأي معارض ولكن ليس له أن يمنع الكلام ولا الإعتداء على الآخرين (في إشارة واضحة لواقعة دار الأمة مساء الأمس).
ثم عرج الدكتور نافع على الدستور ردا على السيد عثمان عمر الشريف، أكد بأن الدستور مفتوح للنقاش، وذكر أن الحركة الشعبية (الإسمها الحركة الشعبية) لم تعدل في دستور 98 وخاصة في بند الحريات العامة. وأكد في رسالة واضحة لحزب السيد بأن الولاء في المؤتمر الوطني للمؤسسية وليس لأي شخص ولأوامر الله ثم للشعب في ترتيب مثالي بديع منافيا للواقع.
ثم علق على أن حديث الأخ عثمان لم يكن موفقا عن الإقتصاد وأعاد أسطوانة الإنقاذ (المشروخة من كثرة التكرار) عن كيف وجدت الإنقاذ خزينة البلاد. فما كان من مخرج الحفل إلا أن سلط كاميرته على السيد عثمان والذي بدأ لي مضطربا محرجا في تلك اللحظة بالذات.
ثم ختم البروف غندور الإحتفال معتذرا بضيق الوقت ومشاغل الناس مصادرا أي فرصة للسؤال او التعقيب على بنود الإتفاق.
.
|
|
 
|
|
|
|
Azhari Nurelhuda
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست