|
Re: وضاح اليمن .. (Re: محمد قسم الله محمد)
|
عاش وضاح حياة كأنها أسطورية أو خيال.. فقد أحاط الغموض حياته.. وكذلك ظروف مماته.. ولاتكاد تجد وضوحا لحياته في سير الأدب كالبقية من زملائه الشعراء.. ولعل مرد ذلك إلى العصبية القديمة بين القيسية واليمانية بحيث يجد شاعر الحجاز ما لا يجده شاعر اليمن من العناية أضف أن اليمن كانت تتبع مذهب شيعة علي بن ابي طالب وعدوا للبيت الأموي.. وقصته المشهورة مع أم البنينمما جعل الرواة يتحفضون في نقل شعره وأعماله خوفا من البيت الأموي حتى إن قصته مع أم البنين لم تكتب إلا في العصر العباسي .. وأم البنين هي بنت عبد العزيز بن مروان وزوجة الوليد بن عبد الملك وكانت جميلة واستأذنت زوجها ذات يوم للحج فأذن لها ولما بلغت مكة – وكان الوليد قد توعد من تغزل بزوجته أو جواريها ولكنها – كما يقول الدكتور طة حسين في كتابه حديث الأربعاء الجزء الأول - كانت تريد ان يتغزل بها الشعراء كما تغزلوا بأخت زوجها فاطمة بنت عبد الملك امراة عمر بن عبد العزيز وكما تغزلوا بسكينة بنت الحسين وكما تغزلوا ببنت معاوية من قبل وكما كانوا يتغزلون بكل شريفة وجميلة وردت مكة فطلبت إلى كثير عزة ووضاح أن يذكراها فأما كثير فخاف الخليفة ولكنه ذكر إحدى جواريها تدعى غاضرة اما وضاح فتغزل بأم البنين فحبت وضاح وحبها وطلبت منه أن يتبعها إلى الشام كما يذكر أكرم الرافعي في قصة وضاح تحت سلسلة آفاق عربية طبعة 1960. تبعها وضاح ومدح زوجهاامير المؤمنين الوليد بن عبد الملك حسب نصيحة حبيبته أم البنين ووعدته أنها ستعمل على حمايته ورفعة شأنة فقربه زوجها وأكرمه علية القوم وكان يتردد على ام البنين وكان جميلا حتى تعلقت به وتعلق بها وشعرن بنات ونساء رجال الديوان بذلك وبدأو يتربصون بة - حسب ما تذ كر الرواية - ويذكر الدكتور طه حسين أن الوليد أهدى جواهر اعجتبه وارسلها مع أحد الخدم ودخل الخادم فرأى عندها وضاح فأسرعت ووضعت وضاحا في الصندوق والخادم يرى ثم أخذت الجواهر من الخادم فطمع الخادم وطلب إحدى هذه الجواهر فأبت عليه وسبته فانصرف غاضبا وأخبر الخليفة بما رأى فأظهر الخليفة تكذيبه وأمر بقتله ثم نهض من فوره ودخل على الملكة فإذا بها تتمشط فجلس على الصندوق الذي وصفه له الخادم وطلب منها أن تعطيه إياه فلم تستطع الرفض فأخذه إلى مجلسه وأمر بحفر بئر في هذا المجلس وألقى الصندوق في لبئر ثم دفنها بالتراب وسوى بها الأرض ورد البساط فوقها كما كان واختفى وضاح.
| |
 
|
|
|
|