|
وداعا ايها المناضل الشامخ
|
لأستاذنا وأبونا الراحل التجاني الطيب، لنخلة أمدرمان وشمعة الخرطوم، دعائي بالرحمة والراحة الابدية وبالجنة مثوى ومأوى ومستقرا. كان المشوار طويلا يا رفيقنا، كان مضنيا ومرا لكن السودان اكبر كما قلت أبدا: سافرت طويلا، سافرت بعيدا، سافرت قريبا، حلقت في كل فضاء، أبحرت واجتزت البحار ولم تغرق في ساقية يوما، قدمت لبلدك ما يقال به وما لا يقال من أجل عيون عزة ، من اجل أن يعيش شعبك معززا مكرما حرا أبيا بكبريائه وكرامته، أيها الرفيق الراحل عرفناك منذ فجر الثورات، عرفناك في ساحاتها وخنادقها ولحظاتها العصيبة والدامية، عرفتك في (أدوارها العليا) قائدا مدافعا عن مشروع الثورة الديمقراطية وأحلامها ونقائها مسرى ومجرى ومرسى من كل فكرة غريبة، لقيطة، مشبوهة الاصل والمنشإ وعرفناك في (أدوارها الدنيا) مقاتلا شجاعا في صفوف الجماهير ، عرفناك نسرا يحط كل مساء في قواعد النسور على حواف الوطن مرشدا وموجها ومثقفا مستعينا بمنجم الامم العظيمة ومخزونها من تجارب وعظات ..الحرية ..عرفناك مناضلا عنيدا (يعزف) كلمات الحرية والديمقراطية : ما اكبر الفكرة ما أصغر الدولة !!! عرفناك مدافعا وباسم وحدة الوطن والمصير عن حق شعبك في المقاومة ضد الطغيان والديكتاتوريات ، عرفناك قنديلا ينير العتمة بالامل لحظة انتكاسة الاحلام.. صمدت ولم تدفعك الاهوال التي اجتاحتك لتذرف ولو دمعة ندم واحدة تعتذر معها عما فعلت وما فعلت كان كبيرا أيها الكبير... صمدت ولم تجفف العواصف والاتربة التي هبت ولو قطرة وفاء واحدة لوطنك!!..... عرفناك يا رفيق الأيام بل العقود الحلوة والمرة حينا والمرة والمرة أحيانا، عرفناك وميضا يعبر كل بيت وشارع وضاحية وحقل مبشرا بالأمل والخير والنصر القادم... عرفناك طبعة أخرى نقاء وتواضعا وشجاعة واخلاصا لأرض اجدادك عرفتك أستاذا في بناء الملاعب الوطنية لدى اخوانك ورفاقك عرفتك ثائرا استعصى على الدكتاتوريات ... ها أنت ترحل أيها الرفيق الكبير وبلدنا لا يزال يحكمه الطغاة ، ترحل وبلدنا أحوج ما يكون للفرسان والحراس والمخلصين في زمن الفقر و الخراب... في زمن السراب السياسي واليباب..ترحل رمزا تاريخيا لزمن كان جميلا واعدا، مثقل السنابل بأقدس الاحلام ، ترحل... تلتحق بالرفقاء من جيل مناضل وقد بات معظم أبطاله في ذمة الله. ترحل وذكرياتك لا ترحل... ترحل وطيفك يحلق شامخا بيننا ولا يرحل، ترحل وفي ذاكرتنا ما كنت دائما تردده في أحرج اللحظات (لا يموت حق وراءه مطالب). وداعا يا رفيقنا الكبير ألتجاني، وداعا أيها المنغرس روحا بأرض الوطن... وداعا أيها المناضل الذي سيبقى طيفه محلقا بين نخيل بلادنا وطين بلادنا ومساجد بلادنا وروابي بلادنا و في نيل بلادنا، ووطنا كان وسيبقى السودان الذي لابد وان ينجلي ليله يوما وان طال الزمن...
أحر التعازي للوالدة فتحية والاخت عزة والاخ محمد خالد وكل الاسرة الكريمة ..
اخلاص -أدم محمد عبدالمولي
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ايها المناضل الشامخ (Re: إخلاص محمد أحمد)
|
ترحل وذكرياتك لا ترحل... ترحل وطيفك يحلق شامخا بيننا ولا يرحل ترحل وفي ذاكرتنا ما كنت دائما تردده في أحرج اللحظات : (لا يموت حق وراءه مطالب). وداعا يا رفيقنا الكبير ألتجاني وداعا أيها المنغرس روحا بأرض الوطن... وداعا أيها المناضل الذي سيبقى طيفه محلقا بين نخيل بلادنا وطين بلادنا ومساجد بلادنا وروابي بلادنا و في نيل بلادنا ووطنا كان وسيبقى السودان الذي لابد وان ينجلي ليله يوما وان طال الزمن...
كيف حالك يا طلال عفيفي كم احتاجك الان الان
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ايها المناضل الشامخ (Re: خالد العبيد)
|
Quote: داعا أيها المناضل الذي سيبقى طيفه محلقا بين نخيل بلادنا وطين بلادنا ومساجد بلادنا وروابي بلادنا و في نيل بلادنا، ووطنا كان وسيبقى السودان الذي لابد وان ينجلي ليله يوما وان طال الزمن...
|
كان رجل والرجال قليل .. سطر أسمه باحرف من نور في تاريخنا .. الحبيبة إخلاص، الرحيل المر في الزمن المر .. لقد قابلته أول مرة في منزلكم العامر في أوائل عام 1991 بعد خروجه من السودان واتذكر حديثه عن النضال والصمود وعدم مغادرة البلد.. توالت مقابلتي له في مناسبات عدة وفي منزله العامر وفي منزلنا وفي كل مرة لا تجد إلا أن تحترمه حتى لو اختلفت معه .. لن أنسى وصيته لنا عند مغادرتنا القاهرة.. سيظل خالداً في وجداننا وفي وجدان كل محبي الحرية والدمقراطية ورمزاً للصمود والنضال .. رحم الله العم العزيز المناضل التجاني الطيب وجعل الجنة مثواه مع الصديقين والشهداء .. العزاء للوطن و وللخالة فتحية والحبيبة عزة والاخ محمد خالد ولاعضاء الحزب الشيوعي ولكل مناضل شريف يسعي للتغير .. البركة فيكم الحبيبة إخلاص .. وجبر الله كسر الجميع .. " إنا لله وإنا اليه راجعون "
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ايها المناضل الشامخ (Re: رؤوف جميل)
|
Quote: رحلت الرئة التي كان يتنفس من خلالها البسطاء والكادحين وأبناء السبيل ـ رحل العم التجاني الطيب بابكر والبلاد كأحوج ما تكون لفكره وثقافته ومبدئيته وعفته وإبتسامته مضي دون أن يري الكادحين والفقراء يرفلون في رفاهيتهم التي نشدها لما يقارب الثمانون حولاً أو تزيد ، مضي الرجل الفكرة والإبتسامة الحرة مضي صاحب اليد النظيفة مضي التجاني الطيب بابكر بعدما أضاء الطريق للكثيرين ـ مضي بجسد أنهكه الإعتقال والتشريد والمنفي .. بجسد ظل يهبه علي الدوام لمشروع وطني قوامه الحرية وخبزه العدالة الإجتماعية برحيله فقدت البلاد رجلاً نادراً قل أن يجود الزمان بمثله... فجع الوطن في أخلص أبنائه وأبرهم ـ
اللهم ارحمه رحمة واسعة رحيل قامة بطول وعرض وعي هذا الوطن رجل تكلم صدقاً وكتب صدقا وتنبأ بقدوم الظالمين وليلهم الاجلف ....اللهم ارحمه
سيظل السودان يذكره كقامة من قامات هذا الوطن فقد كان المرحوم مناضلا وأعطى للوطن الكثير من وقته وجهده ونسأل الله تعالى ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله واحبائه واهل السودان قاطبة الصبر والسلوان
|
يوم اسود يا اخلاص له الرحمة
| |

|
|
|
|
|
|
|