|
|
 وقفة شكر ..... نازك السر عبد الماجد
|
من لا يشكر الناس
قبل عده ايام كنت في المستشفى العام في مدينة سانت كاثرينز, و استوقفتني نشرة تعريفية عن مرض السرطان تقول (Never fight it alone) و النشرة تدعو بشكل مباشر و تحفيزي رائع الى تشجيع المصاب على الاندماج بقدر الامكان مع الاخرين, و انا كنت مدركة تمام الادراك الى انني ما شفيت و تعافيت من المرض الا بفضل الله تعالى اولا و اخيرا و الى دموع والدتي و دعواتها الصادقة ثانيا و الى وقفة اختي و صديقتي و حبيبتي نازك السر عبد الماجد أخيرا و ليس أخرا.
قبلها اسمحوا لي أن اخبركم من هي نازك؟ تلك السمراء الجميلة !!!!
نازك امرأه من بنات و طني تسبق كثيرات ادبا و حياء و فهما و ذكاء .... تختلف عن كثيرات في موضوعيتها و معالجتها للامور ... تفوق كثيرات حضورا و حضارة .... نازك سودانية الملامح و الوجدان ... تحمل في قلبها حب الوطن ... و بين جنبات فؤادها حنان ومحنة اهلنا الحنان.
عندما حضرت اول مرة كانت نازك اول من اشرعت لي ابواب منزلها العامر و استضافتني قرابة شهر كامل ... احترمت ضيوفي و اكرمتهم .... كانت تنظم مواعيدي مع الاطباء و تسبقني ركضا الى اليهم .... وتعود الى المنزل و تناقش و الدتي و تشد من اذرها.
و كنت دايما استعين بالشبكة العنكبويتة لمعرفة المصطلحات الطبية و تقييم وضعي الطبي ... فما كان من نازك و والدتي الا انهن يننظرن الى بعضهن و نازك تقول لي (بالله ارحمي النت ده شوية).
عندما ادخلت الى العملية الجراحية كانت نازك تودعني هي و اولادها على باب منزلهم و تقول انها ستحضر الى المستشفى في الساعة العاشره ... و فعلا حضرت نازك و كانت مداومة في عملها ... فكانت تأتي الي بين كل طرفة عين لي و انتبهاتها لتطمأنني .... و عندما افقت من البنج كان اول و أجمل وجه ملائكي أراه, وجه نازك ... قبلتني في جبيني و التفت الى الممرضة ترجوها ان تسمح لوالدتي بالدخول و هي تقول لها:
(Mom is mom, can u plz let her mother come in?)
و أظن ان الممرضة لم تملك أمام هذه المشاعر الانسانية الصادقة الا أن تسمح لوالدتي بالدخول.
نازك اقتطعت من زمنها و زمن ولديها ياسين و زكريا الكثير لتقدمه لي ... و اسال الله العلي القدير ان يقدرني على رد هذا الجميل و لو جزء يسير منه ... و ما جزاء الاحسان الإحسان.
نازك بعد ان أثثت معي منزلي من الالف الى الياء و ساعدتني على الانتقال اليه .... لم تنقطع عني بل على العكس كانت تمر علي لتعرف احوالي و ان لم تستطع كانت تهاتفني لتطمئن علي.
و حينما بدأ جلسات الكيماوي ما وجدت صليحا لي أو وجيعا غير نازك ... هي الوحيده التي لم اكن اتحرج من أن اظهر أمامها كاشفة عن رأسي الذي ازال العلاج كل شعره فيه... و كان شكلي متغيرا و رغم ذلك كانت نازك تقول لي (و الله أنا ما شايفة أي تغيير, شايفاكي انتي صفاء زاتك).
قبل كل جلسة علاج كنت اذهب الى المعمل و اطلب فحص الدم و معاه نازك ... لم أكن احب الا ان تأخذ العينة لي و لا أحد سواها ... ارتبط هذا الشي بالحاله النفسية لي و كنت أقول لوالدتي (لو نازك فحصت لي الدم ح يدوني الجرعة و لو ما فحصته نازك ح اتعطل ساكت) ..... و تسلم يمينك يا نازك ان شاء الله .
انا و نازك صنوين متلازمين و متشابهين ان سمحت لي نازك .... عندما يأتي الصيف يحلو لنا القياده لمسافات طويلة, نعبر الحدود و نتسوق للاولاد ياسين و زكريا ... أو نأخذهم الى مدينة الملاهي و الى الحدائق العامة ....كم هي جميلة هذه الزكريات.
في الشتاء تبدأ ماكينة الكبتشينو في أداء مهمتها اليومية على أكمل وجه .... يساندها طقم الشاي الباريسي الفاخر... مع الاستماع الى أغاني الحقيبة الراقية.
نازك أضف الى انها فلته في هذا الزمان فهي ايضا نادره من نوادر المكان ... و الله ما رأئت إمراه اكثر منها احتراما لنفسها و للاخرين ... نازك تميزت عن كثير من النساء اللواتي شوشت عليهن الغربة و أثرت على تفاصيلهن سواء الاجتماعية او النفسية او الاقتصادية .... فالغربة كما تقول والدتي (عندها ناسها) .... نازك وقار اجتماعي و سلوك منضبط و احترام للذات ما بعده احترام, نازك ذلك النوع من النساء اللواتي يحق لنا أن نفخر بهن فهي قد خطت لنفسها طريقا أكاديميا و مهنيا واضحا و محدد المعالم ... و أظنه قد صعب حتى علي مواطني البلد الأصليين.
لأن نازك الخير و كل الخير فلها مني وقفة احترام صادقة .... و لها مني الشكر اجزله في كل حين ... و لها مني الدعوات الصادقات ابذلها لها بلا كلل أو ملل مع كل تكبيره صلاة.
لا انسى بالشكر والدتها ماما زينب قابلتني بالذغاريد , و والدها عمي السر الذي قابلني بالدموع عندي خروجي من المستشفى.
فلهم مني كل الود و الحب و التحية
ربما تكون رسالتي هذا قد تأخرت و لكن لكل حادثة أوان .... و يا نازك ربنا يجزيك عني كل خير و يحفظ ليك اولادك ... و تشوفيهم ناجحين و نابغين ... و شايلين منك طيب معدنك و كرم أصلك .
في المرة القادمة سأحدثكم عن مي و دينا محمد التوم التجاني ... والدهم ذلك المربي الفاضل ... الغني عن التعريف رحمه الله.
مي و دينا علاقة جميلة بدأت منذ أن و طئت قدماي أرض الغربه ... و هنا يحضرني قول عمي عبد الواحد كمبال عندما ذهبنا لزيارته في المغرب و عندما حلت لحظة الوداع دمعت عيناي و هو يقول لوالدي و والدتي بلكنته الشايقية المميزه ( عشرتنا عمرها 40 سنة ... لا كلت لا فترت ولا ماتت).
و الأن عشرتنا نحن الاربعة لا كلت لا فترت و لا ماتت.... و الحمد لله
مع خالص مودتي
صفاء - سانت كاثرينز
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وقفة شكر ..... نازك السر عبد الماجد (Re: عاطف عمر)
|
سلامات يا صفاء ,,ربنا يمتعك بدوام الصحة والعافية والحمد لله علي الشفاء بعد الابتلاء .
التحية والتقدير للاخت والصديقة الوفية نازك السر وربنا يكرمها في الدايرين ويمن عليها
وعلي أسرتها بالصحة والعافية ,,, وتستاهلي كل خير يا صفاء انت أصيلة ووفية .
تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عاطف عمر
سيف الدولة كامل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست