فرحة إسلاميي السودان بفوز "النهضة" التونسية.. فيم؟!
كمال الجزولي
بمناسبة إحراز حركة النهضة في تونس تقدمًا مرموقًا في انتخابات المجلس التأسيسي مؤخرًا، سألت قناة الجزيرة المفكر البارز راشد الغنوشي زعيم الحركة، وأحد أهم رموز اﻹسلام السياسي في المنطقة، عن نظرته لشعار "اﻹسلام هو الحل"، فسارع الرجل لتعديل السؤال إلى: "أي إسلام"؟! ومن ثمَّ مضى إلى اﻹجابة مزيلاً أي حواجز بين اﻹسلام والحداثة والديمقراطية.
(1) " الغنوشي: ليس بالضرورة أن يكون اجتهادك أنت وتصورك للإسلام هو الحل، فما أن تمسك بالسلطة حتى تشرع في فرض رؤيتك هذه على الناس، جاعلاً من اﻹسلام مشكلة، ﻻ حلاً! " في هذا السياق قال الغنوشي: "ليس بالضرورة أن يكون اجتهادك أنت وتصورك للإسلام هو الحل، كأن تعتبر أنك حامل رسالة السماء، وميزان الحق والباطل، والناطق باسم اﻹسلام، ومترجمه اﻷوحد، فما أن تمسك بالسلطة حتى تشرع في فرض رؤيتك هذه على الناس، جاعلاً من اﻹسلام مشكلة، ﻻ حلاً! حركة النهضة ليست "كنيسة" لتقول هذا هو اﻹسلام. ترجمة اﻹسلام هي نتاج تدافع اجتماعي على مبدأ الحرية. الحرية مبدأ أساسي في اﻹسلام الذي هو دين موجه إلى اﻷحرار ذوي العقول. من ﻻ عقل له ﻻ حرية له وﻻ دين. نحن نثق في الناس، في عقولهم وحريتهم. ليس من مهام الدولة فرض نمط معين من الحياة، فتتدخل في ملابس الناس، وما يأكلون، وما يشربون، وما يعتقدون، وفي مساكنهم. وظيفة الدولة أن توفر إطارًا عامًّا للمجتمع يتعايش الناس فيه، ويبدعون، ويتعاونون، ويتدافعون، حتى يتبلور اﻹسلام لديهم كرأي عام وثقافة عامة. أما الإسلام الذي تفرضه الدولة بأدوات القمع فإن الناس يتفلتون منه. مَن يتدين خوفًا مِن الدولة منافق، ونحن ﻻ نريد أن نحول التوانسة إلى منافقين!" (برنامج "في العمق"، 31/10/2011م).
من ناحيته، وكما لو كان قد قصد إلى تلخيص أطروحة الغنوشي اﻷساسية التي تسعى لمحو الحواجز بين الإسلام والديمقراطية والحداثة، كتب فهمي هويدي، الرمز اﻵخر من رموز حركة اﻹسلام السياسي في المنطقة، أن "الإسلاميين مطالبون بأربعة أشياء: طمأنة الناس وإزالة مخاوفهم، والانشغال بخدمتهم وليس بوعظهم، والكف عن الحديث عن مصائر الخلق في الآخرة وتوزيعهم على الجنة والنار، واحترام الحياة الخاصة للناس".
(2) على خلفية أطروحة الغنوشي هذه، المعززة من هويدي ومفكرين آخرين، نستطيع تصنيف ألد أعداء هذه اﻷطروحة، من الزاوية الموضوعية، في ثلاثة أقسام:
(1) إسلاميون متطرفون يعدونها ضربًا من التوحل في رمال (علمانية/كفرانية) متحركة! بعض هؤﻻء قد يبرزون حتى من بين صفوف الحركة نفسها، اﻷمر الذي سيشكل، في المديين القريب والمتوسط، خطرًا ساحقًا ماحقًا على الحركة، بل وعلى حياة الغنوشي نفسه، ﻻ قدر الله!
(2) علمانيون متطرفون يتشككون في نواياها، أصلاً، ويرون أنها إنما تتعاطى مع الحريات والحقوق، وباﻷخص حريات النساء وحقوقهن، بخطة "العصا المرفوعة والعصا المدفونة"، مما يعني أنها لا تنفك، في البداية، تبذل التعهدات المغلظة بصون هذه الحريات والحقوق، ثم لا تلبث أن تنكص عن هذه التعهدات بمجرد تمكنها من اعتلاء سدة السلطة.
وربما كان أحدث نموذج لهذه الشكوك العلمانية المتطرفة موقف سهير بلحسن، الناشطة التونسية، والرئيسة السابقة للفدرالية الدولية لحقوق اﻹنسان، التي استنجدت مؤخرًا بفرنسا لحماية "قيم الحرية" في تونس بعد فوز حزب النهضة، وذلك عبر برنامج تلفزيوني بثته القناة الفرنسية الثانية، وشارك فيه أولبرت فيدرين وزير الخارجية الفرنسي اﻷسبق (قناة الجزيرة 3/11/2011م)، هذا باﻹضافة إلى المظاهرة النسائية التي سارت إلى مكتب الوزير اﻷول بتونس تطالب باحترام الحقوق المكتسبة للمرأة، وبضمانها في دستور البلاد القادم (المصدر).
" هناك ناشطو حركات إسلام سياسي في بلدان أخرى يُظهرون زهوا عصبيا بفوز النهضة في اﻻنتخابات، بنظرة ﻻ تعد هذه النتيجة إﻻ تبشيرًا بتمدد "شعبية" هذه الحركات، دون فرز " (3) ناشطو حركات إسلام سياسي فـي بلدان أخرى يُظهرون زهوًا عصبيًّا بفوز النهضة في اﻻنتخابات، بنظرة ﻻ تعد هذه النتيجة إﻻ تبشيرًا بتمدد "شعبية" هذه الحركات، دون فرز، وﻻ تتجاوز اعتبارها محض إضافة كمية شكلية لما يسمونه "انتصار حركات الإسلام"، دون أن يشغل هؤﻻء أنفسهم بالتفكير في سؤال الغنوشي: "أي إسلام؟!"، ودون أن يقيموا وزنًا لمضمون هذا الفوز من حيث كونه، في الحقيقة، انتصارًا ﻷطروحة مغايرة تمامًا، تنزع إلى الحداثة، وتعلي من شأن الاستنارة، على خطى التجربة التركية، بعكس التجارب التي فارقت العقلانية، وخاصمت اقتناعات وطموحات شعوبها، فحصدت الفشل، في السودان كما في إيران والصومال وغيرها، مع الفارق. تلك وضعية تتسم بتناقض فكري وحركي داخلي مرشح للانفجار، عما قريب، بين هؤﻻء وبين حركة النهضة، إذا واصلت تمسكها بأطروحتها.
(3) تجربة اﻹسلاميين السودانيين في الحكم معروفة، منذ انقلابهم على الديمقراطية في الثلاثين من يونيو/حزيران عام 1989م؛ فقد ظلت هذه التجربة تجري على خط مغاير لأطروحة الغنوشي والنهضة طردًا على عكس. وقد تكفي اﻹشارة إلى أحدث مخاطبات الرئيس السوداني، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أثناء حفل افتتاح مدينة رياضية بغرب أم درمان، حيث كان يُنتظر أن يستغل تلك المناسبة للإعلان عن خريطة طريق محددة تكفل انفلات البلاد من طوق اﻷزمات الخانقة التي أحاطت بها على خلفية انفصال الجنوب، وخروج النفط من قائمة موارد البلاد، وتدمير القطاعين الزراعي والصناعي بفعل السياسات الاقتصادية الخاطئة، وتفاقم الضوائق المعيشية، تبعًا لذلك في كل الوﻻيات، وانفجار اﻷوضاع اﻻحتجاجية في كسلا والقضارف ومناطق أخرى، وازدياد المهددات الحربية واﻷمنية في دارفور وأبيي وجنوب كردفان والنيل اﻷزرق، وغيرها.
لكن الرئيس نحا بدﻻ من ذلك منحى آخر، حيث دعا المواطنين إلى "الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ﻷنها تغيظ الشعبيين (حزب الترابي) والشيوعيين"، قائلاً إن نظامه "سيمضي في إقامة دولة إسلامية قوامها الشريعة، ومجتمع قرآني متكافل، متراحم، خال من الموبقات، متمسك بمبادئ الدين، ونابذ لدعوى الجاهلية والقبلية والعنصرية".. إلخ (اﻷهرام اليوم 3/11/2011م).
ما يهمنا إبرازه هنا، بوجه خاص، هو أن الغنوشي، سواء في حديث قناة الجزيرة المار ذكره أو في غيره، لم يكتف بإضاءة النهج الذي ستعتمده حركته في إدارة الدولة والمجتمع، بل عبَّر بوضوح ﻻ يحتمل اللبس عن نقده لنهج أنظمة أخرى تلبست اﻹسلام، وقدمته في مستوى القهر ﻻ الحرية، والجبر ﻻ اﻻختيار، والتخلف ﻻ الحداثة، ففشلت أيما فشل، وأساءت بالتبعية، للإسلام ذاته في نظر المسلمين قبل غيرهم.
ولن نكون غادرنا الحقيقة مقدار عقلة إصبع إن نحن أومأنا هنا إلى تجربة اﻹسلام السياسي السوداني في الحكم باعتبارها من التجارب الفاشلة التي عناها الغنوشي ليس فقط ضمن مقارنته المثيرة للجدل، التي اعتبرها الكثيرون في حاجة إلى توضيح، بين الحركتين اﻹسلاميتين السودانية والتونسية إزاء هتين الهُويتين الوطنيتين، وإنما بإفصاح أكثر في العديد من أحاديثه اﻷخرى. وما لنا نتكبد مؤونة اﻻستقراء واﻻستنتاج ودوننا تقويم الرجل بنفسه للتجربة السودانية، لا بين يدي انتخابات 2011م التونسية فقط، وﻻ حتى بعد فوز حركته بها فحسب، بل قبل ذلك بكثير جدًّا، وفي أكثر من مناسبة، منذ مطالع ثمانينيات القرن المنصرم!
في ذلك الوقت، وعلى حين كانت السجون تعج بمعتقلي الرأي والضمير من كل المعسكرات السياسية اﻷخرى، كان اﻹسلاميون قد استكملوا تحالفهم مع جعفر نميري بشروط نظامه الشمولي القائم على سلطة الفرد المطلقة. وكان تنظيمهم في جامعة الخرطوم يسيطر على اتحاد طلابها، فرتبوا موسمًا ثقافيًّا للعام 1980-1981م، ودعوا الغنوشي إلى المشاركة فيه بإلقاء بعض المحاضرات التي جُمعت ﻻحقًا بين دفتي كتاب، فكان ﻻفتًا، بل محتشدًا بالمفارقة تمامًًا تركيز الرجل على النعي على الإسلاميين بالذات، سبَّة التماهي مع الديكتاتوريات، وكان مما قال في هذا الشأن إن ".. النضال من أجل الحرية هو من جوهر النضال من أجل الإسلام، وإذا اعتبرت الحركة الإسلامية أن الحرية ليست قضية جوهرية فذلك سقوط رهيب! والذي أخشاه أن تكون الحرية قضية (ظرفية) بالنسبة لنا، نطالب بها عندما يكون (الظرف) غير مناسب لنا. وهنا يكون السقوط الرهيب. إننا نطالب بالحرية للإنسان أيًّا كان" (محاور إسلاميَّة، ط 1989م، بيت المعرفة، ص 143).
" الغنوشي: فشل التجربة السودانية أمر واقع. وليس متوقعًا ممن فشل في إدارة الحوار في صلب جماعته أن ينجح في التوافق مع جماعات لطالما أعلن عليها الجهاد، ولم يدخر وسعًا في تخوينها، والتعبئة ضدها " وبعد ثلاثين عاما من ذلك ها هو الغنوشي يعود ليقول ما ننقل عنه هنا بتصرف: إن فشل التجربة السودانية أمر واقع. وليس متوقعًا ممن فشل في إدارة الحوار في صلب جماعته أن ينجح في التوافق مع جماعات لطالما أعلن عليها الجهاد، ولم يدخر وسعًا في تخوينها، والتعبئة ضدها. وليس متوقعًا ممن أسس مشروعه على استبعاد الآخرين والانفراد بالسلطة، ونظّر لذلك ورتب عليه أمره أن يتراجع، أو يتحول إلى ديمقراطي يحترم حقوق الآخر! إن اتفاقية السلام لا تعني حسم الداء من أساسه طالما استمر الفشل في اقتسام السلطة مع بقية المكونات الرئيسة للبلد عبر الحوار. إن المشروع إﻹسلامي الذي كان يبشر بالحرية، والتجديد، والتأصيل لسلطة الشورى، والمؤسسة، والمجتمع المدني، تحوّل إلى حكم قامع ومستبد، يستأثر رجاله بالمناصب والمصالح لأنفسهم وأسرهم وأبناء قبائلهم، ويزاحمون على الشركات، والمشاريع التجارية. المشروع الإسلامي في السودان امتداد لعجز أصيل في تاريخنا السياسي عن إدارة الاختلاف سلميًّا، وعن عدم المسارعة إلى سيف الحجاج وأدوات الدولة العنفية لإقصاء الآخر (سودانايل، 26/12/2010م).
(4) ﻻ يستطيع أحد، بالطبع، أن يماري في أن الغنوشي وحزبه وحدهم المسؤولون عن مدى النجاح الذي يمكن أن يصيبوه في المحافظة على طرحهم المفتاحي ناصعًا ومقنعًا للمزيد من الجماهير المسلمة التي أولتهم، كما يمكن أن توليهم في المستقبل، ثقتها عبر صناديق اﻻنتخابات، وذلك من خلال ما يستطيعون إظهاره، في مستوى التطبيق، من اقتران وثيق بين اﻹسلام والديمقراطية والحداثة.
ولعل الغنوشي قصد أن يُضمِّن حديثه المار ذكره وعيهم بهذه المسؤولية، واستعدادهم لتحملها، حيث حرص على اﻻستناد إلى المنطق البسيط القائل بأنهم، إذا أرادوا تكرار حصد أصوات الناخبين في اﻻنتخابات القادمة، فإن ذلك لن يتيسر لهم، بطبيعة الحال، إذا ما تكشف مستقبلاً، أنهم يكذبون (قناة الجزيرة 31/10/2011م).
هذا، يقينًا، هو منطق من وطن نفسه على العمل من فوق منصات ديمقراطية، فإذا نجحت حركة النهضة عمليًّا في ذلك، فسوف تثبت أوﻻ أنه ﻻ وجود لنموذج إسلامي واحد متكرر ومتطابق، وثانيا أنها مغايرة للنماذج الفاشلة، وثالثا أنها جديرة بثقة الناخبين "المسلمين" فيها، ورابعا أن فرحة الإسلاميين السودانيين بفوزها هي فرحة لا طائل من ورائها!
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة 2011
11-14-2011, 08:07 AM
بريمة محمد بريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471
Nasr سلام .. طبعاً أنت لا تفهم أن حركة النهضة قادت هذا التغيير وهى عانت أشد ما عانت من عدم الديمقراطية .. وفوز النهضة يعد تتويج لعمل أسلامى دؤوب دام أكثر من ثلاثة أو أربعة عقود متواصلة لاقت فيه حركة النهضة شتى صنوف العذاب.
وشوف الفرق الحركات الأسلامية والشيوعيين فى البلدان العربية، الشيوعيون تجاربهم ذهبت أدراج الرياح لماذا؟ لأنها لا تصب فى التيار الغالب لرأى الجماهير.
الأسلام هو الحل .. وهو سبيل التغيير، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
بريمة
11-14-2011, 10:52 AM
راشد يحى مدلل راشد يحى مدلل
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 338
Quote: في هذا السياق قال الغنوشي: "ليس بالضرورة أن يكون اجتهادك أنت وتصورك للإسلام هو الحل، كأن تعتبر أنك حامل رسالة السماء، وميزان الحق والباطل، والناطق باسم اﻹسلام، ومترجمه اﻷوحد، فما أن تمسك بالسلطة حتى تشرع في فرض رؤيتك هذه على الناس، جاعلاً من اﻹسلام مشكلة، ﻻ حلاً! حركة النهضة ليست "كنيسة" لتقول هذا هو اﻹسلام. ترجمة اﻹسلام هي نتاج تدافع اجتماعي على مبدأ الحرية. الحرية مبدأ أساسي في اﻹسلام الذي هو دين موجه إلى اﻷحرار ذوي العقول. من ﻻ عقل له ﻻ حرية له وﻻ دين. نحن نثق في الناس، في عقولهم وحريتهم. ليس من مهام الدولة فرض نمط معين من الحياة، فتتدخل في ملابس الناس، وما يأكلون، وما يشربون، وما يعتقدون، وفي مساكنهم. وظيفة الدولة أن توفر إطارًا عامًّا للمجتمع يتعايش الناس فيه، ويبدعون، ويتعاونون، ويتدافعون، حتى يتبلور اﻹسلام لديهم كرأي عام وثقافة عامة. أما الإسلام الذي تفرضه الدولة بأدوات القمع فإن الناس يتفلتون منه. مَن يتدين خوفًا مِن الدولة منافق، ونحن ﻻ نريد أن نحول التوانسة إلى منافقين!" (برنامج "في العمق"، 31/10/2011م).
من أجمل ما قرأت ...
11-14-2011, 03:12 PM
BAKTASH BAKTASH
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 2522
Quote: الغنوشي: ليس بالضرورة أن يكون اجتهادك أنت وتصورك للإسلام هو الحل، فما أن تمسك بالسلطة حتى تشرع في فرض رؤيتك هذه على الناس، جاعلاً من اﻹسلام مشكلة، ﻻ حلاً! "
شكرا اخي نصر..
11-14-2011, 08:19 PM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355
Quote: Nasr سلام .. طبعاً أنت لا تفهم أن حركة النهضة قادت هذا التغيير وهى عانت أشد ما عانت من عدم الديمقراطية
عدم فهمي للحكاية دي جبته من وين ؟؟؟ هو أنا أصلا قلت حاجة ؟؟؟؟ أنا نقلت مقال كمال الجزولي ولم أعلق عليه.... ولا قريت لي في أي حتة تانية قلت فيها أن حزب النهضة التونسي لم يساهم (أو يقود) الثورة في تونس ؟؟؟؟ ما علينا أنت أقرأ بطريقتك وأفهم الداير تفهموا بس ما (تزور) آراء الآخرين
المهم أن هناك إسلاميون يعتبرون الحرية جزئية غير مهمة سرقوا السلطة في إنقلاب عسكري كافرين بإرادة الناس الحرة في إختيار حكامهم ففشلوا كما هو متوقع وأورثوا البلاد قدرا هائلا من التخريب والفساد والحروب والقتل وهناك إسلاميون يعتبرون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان قيم أساسية، لا يعارضون الإسلام بالحداثة ولا يخافون من التقدم ووصلوا للسلطة عن طريق صناديق الإنتخابات (بإختيار الشعب لهم) أنا أتمني لهم النجاح
أقرأ معي مرة أخري هذا المقطع الهام من كلام كمال الجزولي
Quote: ما يهمنا إبرازه هنا، بوجه خاص، هو أن الغنوشي، سواء في حديث قناة الجزيرة المار ذكره أو في غيره، لم يكتف بإضاءة النهج الذي ستعتمده حركته في إدارة الدولة والمجتمع، بل عبَّر بوضوح ﻻ يحتمل اللبس عن نقده لنهج أنظمة أخرى تلبست اﻹسلام، وقدمته في مستوى القهر ﻻ الحرية، والجبر ﻻ اﻻختيار، والتخلف ﻻ الحداثة، ففشلت أيما فشل، وأساءت بالتبعية، للإسلام ذاته في نظر المسلمين قبل غيرهم. ولن نكون غادرنا الحقيقة مقدار عقلة إصبع إن نحن أومأنا هنا إلى تجربة اﻹسلام السياسي السوداني في الحكم باعتبارها من التجارب الفاشلة التي عناها الغنوشي ليس فقط ضمن مقارنته المثيرة للجدل، التي اعتبرها الكثيرون في حاجة إلى توضيح، بين الحركتين اﻹسلاميتين السودانية والتونسية إزاء هتين الهُويتين الوطنيتين، وإنما بإفصاح أكثر في العديد من أحاديثه اﻷخرى
Quote: هذا، يقينًا، هو منطق من وطن نفسه على العمل من فوق منصات ديمقراطية، فإذا نجحت حركة النهضة عمليًّا في ذلك، فسوف تثبت أوﻻ أنه ﻻ وجود لنموذج إسلامي واحد متكرر ومتطابق، وثانيا أنها مغايرة للنماذج الفاشلة، وثالثا أنها جديرة بثقة الناخبين "المسلمين" فيها، ورابعا أن فرحة الإسلاميين السودانيين بفوزها هي فرحة لا طائل من ورائها!
مقال ممتاز وحركة النهضه برضو ممتازه ,, بس اختلف في الجزئيه الاخيره وما عارفه هل الكاتب قاصد اسلاميين الحكومه ولا الشعب ؟ انا كمواطنه فرحت شديد فقط بوجود هذا الفكر ووجود فرصة لتطبيقه , لاني مؤمنه ان الاسلام لا يتقاطع مع الحريات لكافة المعتقدات وان له القدره على التعايش في كل وقت ,, ف لو نجح النموذج دا ح يكون قدوه اكيد ما للحكومه الحاليه الاتوغلت في الاستبداد بالسلطه والقمع كما قال ,, لكن يمكن ان يكون قدوة لاحزاب ومجموعات اخرى .
حضرته الحلقه بتاعت الجزيره واتفاجئت بان حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم حالياً اخد كتير من افكاره ومبادئه من فكر الغنوشي يبقى فعلياً التجربه نجحت على الارض
11-16-2011, 08:07 PM
farda farda
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 826
الجبالي يقول إن ( وصول النهضة لتونس) هي لحظة بداية "الخلافة الراشدة السادسة" الخليفة السادس - أسقط القناع
تصريحات حمادي الجبالي ( مؤسس حركة النهضة التونسية وأمينها العام) تثير الجدل بين قوى الثورة التونسية المعارضة للنهضة (التي صارت تصف الرجل تهكماً بـ الخليفة السادس) فحديثه الأخير يلقي بظلال شك جديدة على التعبيرات المطمئنة التي يحرص على اطلاقها راشد الغنوشي ، الوجه الليبرالي العام للحركة...
سمعت تصريحات الجبالي وهي أيضا حمالة أوجه أيا كان المقصود أقول: ربما كان إسلامويو النهضة التونسي علي قلب رجل واحد في مشروعهم المقدم علي لسان الغنوشي أو ربما كان الغنوشي كما جون قرنق في حزبه عموما تغيرات مثل هذا لن تخلو من صراع وصراع محتدم وضاري أحايينا كثيرة إسلاميو السودان خاضوا صراعا مشابها إلا أنه عندهم إنتصر (الأوصياء علي الشعب) علي متبني خطاب الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وفي كل الأحوال فإن الإنقلاب علي الديمقراطية مبتدأ ما كان إلا أن ينتج ديكتاتورية مهما كانت مجاهدات الطيب زين العابدين وسجالات الأفندي أو نوايا الترابي والمحبوب
طبعا ناس النهضة ديل بختلفوا كثيرا عن باقي الاسلاميين ويبدو انهم استفادوا من تطور الفكر المغاربي عموما ، فهم اول من خرج من بين صفوفهم ما يسمي باليسار الاسلامي بقيادة احميدة النيفر وصلاح الدين الجورشي في ثمانينيات القرن الماضي . الاستاذراشد الغنوشي ذو عقل منفتح ومقدرة على التطور الفكري كبيرة او ما يسمى بالمرونة . ما تقدر تقول انو الااسلاميين الاتراك تاثروا بالنهضة ولكن يمكن القول ان العمل في اوساط علمانية مثل تركيا وتونس يمكن ان يكسب الفكر السياسي الاسلامية مرونة كبيرة في مواجهة التحديات بعكس الاسلاميين الذين بعملون في بيئات تقليدية . طبعا ناس النهضة عندهم علاقات كبيرة مع السودانيين الاسلاميين فقد قدموا لهم عون لوجستي كبير ابان التسعينيات وكان هناك توانسة كثر عاشوا ودرسوا في السودان بل تزاوجوا من السودانيات وهؤلاء اليوم على راس انهضة . الغنوشي نفسه كان ياتي السودان كثيرا بل احيانا كان مقيما بالخرطوم وقد منحته الخرطوم جوازا دبلماسيا قبل ان يمنح اللجوء السياسي ببريطانيا..عموما هو مختلف مع الجماعة في اعتقال الترابي فهو يحترم هذا الاخير كثيرا ويعتقد انه قائد الفكر التجديدي في الاسسلام المعاصر لكن علاقاته بالنظام القائم اكثر من جيدة وفي قدومه الاخير قبل اشهر سهروا معه لمناقشة القضايا الخلافية حتى انه لم ينم في ليلته الاخيرة فقد ذهب من الجلسة الى المطار مباشرة
11-18-2011, 03:47 AM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355
Quote: يمكن القول ان العمل في اوساط علمانية مثل تركيا وتونس يمكن ان يكسب الفكر السياسي الاسلامية مرونة كبيرة في مواجهة التحديات بعكس الاسلاميين الذين بعملون في بيئات تقليدية .
كلامك دا يا صهيب مقنع كثير ولذلك ولرسوخ العلمانيات في تلك المجتمعات فإنها صارت إلي قوي مادية ودافع أساسي للتقدم الحادث في تلك الدول وثمة قطاعات واسعة في تلك الشعوب مقتنعة ومتمسكة بيها ومهم أن نقول أن مشروع الدولة الدينية سنده ضعيف جدا في النصوص وفي التجربة الإسلامية وبرامج الأحزاب المسماة دينية ما فاتت الشعار قيد أنملة ومعاداتهم للعلمانية المدعاة هي في جوهرها عداء مع اليسار (بصفته الطبقية وطبعه الحداثي) أصالة عن نفسها ونيابة عن قوي التخلف الرأسمالية ما بتمشي من غير علمانية وناس المشروع الحضاري ما عندهم مشكلة مع إندياح علاقات الإنتاج الرأسمالية (حتي في أكثر أشكالها برودا -ما قبل الفوردية، وبرامج صندوق النقد الدولي عديمة الروح والأخلاق) وإذا قبلوا بالرأسمالية فقبولهم (ولو من طرف خفي) بالعلمانية تحصيل حاصل
11-19-2011, 06:02 PM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة