|
سياسى سودانى فى خاطرى...
|
فى السنوات الثلاثة الأولى من القرن الواحد والعشرين عشت فى مدينة فلادلفيا العريقة.. أتاحت لى تلك الفترة حضور نشاط سياسى ثر قاده الإخوة الديمقراطيون تحت مظلة التجمع الوطنى الديمقراطى..
فى تلك الفترة حضرت ندوة لزميل المنبر الدكتور صدقى كبلو والمناضل الأستاذ على محمود حسنين المحامى وندوة اشترك فيها السياسى المخضرم أحمد ابراهيم دريج مع دكتور حرير والمناضل الجنوبى باقان أموم , كما أتاح لى الظرف أن أحضر محاضرة عظيمة فى فندق الTriple Trees بفرجينيا للقائد جون قرنق.
السياسى الذى فى خاطرى هو باقان أموم, والسبب على ما أعتقد يكمن فى أنه أول سياسى من الهامش أسمع منه حصر مصطلح جلابة فى قبائل الجعليين والشوايقة والدناقلة وحملهم كل مظالم المركز ضد الهامش.. دكتور حرير التقط الفكرة من فم باقان وظل يرددها طيلة الندوة ..
فى تلك الندوة نبهت الأخت مريم الطيب باقان أموم لخطورة هذا المنحى على النضال ضد طغمة الإنقاذ , كما تنبأت باستفادة المؤتمر الوطنى من هذا المنحى القبلى الخطير أيما استفادة ما جعل باقان يقول بأن مصطلح جلابة يدخل فيه حتى سياسيون جنوبيون وآخرون من الهامش العريض.. وصدقت نبوءة مريم الطيب وانزرع الشك داخل المناضلين تجاه نوايا قادة ما يسمى بالهامش (كمصطلح سياسى سودانى)..
فى تلك الندوة بدأت أقارن بين قرنق وباقان ووجدت أن البون شاسعا بينهما ( على الأقل فى تقديرى).. فعندما خرجت من محاضرة قرنق والتى كانت بالنسبة لى أول محاضرة لزعيم سودانى يستعمل فيها البروجكتر والرسومات البيانية والنسب المئوية لتوصيل وجهة نظره, فمنها خرجت بانطباع أن قرنق إن انتصر فى نزاله مع الإنقاذ واصبح القائد سيحذو حذو مانديلا على الأقل فى كبح جماح روح الإنتقام وخلق تصالح اجتماعى مع التمسك بمبادئ الحق والعدل والمساواة.. وهذه سانحة لأذكر واقعة لمن لازالوا يعتقدون فى انفصالية قرنق, فى أثناء تلك المحاضرة التى جمعت عدد كبير من السودانيين من جميع أنحاء أمريكا, كانت هناك مجموعة من الجنوبيين الإنفصاليين قاموا بتوزيع منشور يدعوا الحركة الشعبية بتبنى شعار استقلال الجنوب وهتفوا ضد قرنق, فكان رده: نحن دخلنا الغابة وقاتلنا من أجل الوحدة, فمن كان يرى غير ذلك فليدخل الغابة ويقاتل لتحقيق أهدافه بدلا أن يطالبنا بتحقيقها له! أما الإنطباع الذى خرجت به من حديث باقان هو أنه قصير النظر واقصر كثيرا من قامة قرنق ولا يستطيع تحقيق أى شئ للسودان ككل أو لجنوبه.. باقان كان يشبه اليمنى على عبد الله صالح فى تصريحه على العلن بإذعان الحركة الشعبية وضعفها أمام أمريكا, وإن كان ذلك حقيقة فالسياسى الجيد لايكشف كل شئ على الهواء.. عندما انتقد بعض الحضور موافقة الحركة بالجلوس فى مشاكوس ونيتها فى الوصول لسلام مع حكومة الإنقاذ, كان رده: عندما جاءت أحداث سبتمبر 2001 فرحنا بأنها نهاية الإنقاذ, ولكننا فوجئنا بأن الإنقاذ أصبحت أقرب منا لأمريكا, ولهذا السبب رضينا بالجلوس معهم!!
بل وكثيرا ما أقارن بين مقولة قرنق أثناء الحرب: سأشرب الشاى فى قهوة أم الحسن, وبين قبلنة باقان للصراع. أجد أن كلمات قرنق محسوبة بدقة رغم أنها تحمل كل الأوجه ولكن يمكنه تفسيرها بالوجه الذى يخارجه من أى إحساس عنصرى. فقهوة أم الحسن هى مكان جغرافى داخل السودان يحق لآى مناضل سودانى الوصول إليه سلما أو حربا وتحقيق رؤيته السياسية الإجتماعية لسودان جديد.
وبعدها رأينا باقان فى تصريحات كثيرة وعنتريات وفى النهاية تجاوزته الحركة الشعبية رضوخا لمخطط انفصاليى الجنوب والشمال لخلق سودانيين فى خاتمة المطاف.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سياسى سودانى فى خاطرى... (Re: Balla Musa)
|
وفى إطار شكوك قادة الشمال والوسط السودانى, ترى انشغال زعامة حزب الأمة والحزب الإتحادى وأعضائهم بموضوع المشاركة فى الحكم فى الوقت الذى تحترق مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق..
وتصريحات السيد الصادق إبان دخول قوات العدل والمساواة أمدرمان, ومقارنته بين مافعلته الجبهة الوطنية فى 1976م وبين دخول خليل لامدرمان. تلك التصريحات التى نقلت على تلفزيون الحكومة والتى لم يكن لها أى مبرر, وقد استفاد منها النظام كثيرا..
وكذلك وصفه للثورة على الإنقاذ بأنها ستفتح نيران جهنم وستؤدى الى الصوملة, مصحوبة بموقفه الداعم لثورات الربيع العربى واشتراكه فى منظومتها رغم أنها لاتضم السودان كبلد..
صمت الإتحادى والحزب الشيوعى فى وقت لايجدى فيه الصمت ولا المواقف الرمادية, إن كانوا يختلفون مع نهج قطاع الشمال وحركات دارفور فى النزوع للقتال والتغيير العسكرى, كان يمكنهم أن يعلنوا ذلك مع الدعوة للثورة الشعبية السلمية..
والمواقف كثيرة تصب فى خانة واحدة هى الخوف أو الشك فى نوايا قادة الهامش وشعب الشمال توابع, وقادة الهامش لايقرأون الواقع جيدا..
أصبح المؤتمر الوطنى يقودهم للحرب عندما يواتيه الظرف وعندما يرى غير ذلك يقودهم للسلم أو الهدنة!!
ودولة قطر (غمد سيف المؤتمر الوطنى) تستضيف قادة الحركات المسلحة وعلى الطاولة تنثر الأوراق من كل لون وقيمة!!
| |
|
|
|
|
|
|
|